ملياردير مسلم يحصل على إذن بتحويل مجمع ترفيهي في لندن إلى مسجد
تاريخ النشر: 17th, July 2023 GMT
نجح ملياردير بريطاني مسلم في الحصول على إذن من مجلس مدينة وستمنستر لتحويل مجمع ترفيهي تاريخي في لندن إلى مسجد.
ووفق وسائل إعلام بريطانية فإن آصف عزيز، البالغ من العمر 56 عاما، سيتولى مهمة تحويل المجمع الترفيهي "تروكاديرو" (Trocadero) الذي يعد معلما رئيسيا في وسط العاصمة لندن إلى مسجد.
وفي عام 2020، تقدم عزيز بطلب لبناء مسجد يتسع لألف شخص لكن "مجلس وستمنستر" البلدي، رفض طلبه بعد اعتراض شديد من السكان ومن جماعات اليمين المتطرف، إلا أن مجلس المدينة عاد ووافق على إقامة مسجد من 3 طوابق يستوعب 390 مصليا.
وقال متحدث باسم المجلس "وافقت لجنة التخطيط التابعة للمجلس في مايو/أيار 2023 على طلب قدمته شركة كريتيريون كابيتال التي يشغل عزيز منصب رئيسها التنفيذي لتحويل جزء من تروكاديرو لندن إلى مسجد".
وسيُبنى المسجد عبر "مؤسسة عزيز" الخيرية، المالكة للمبنى، ويُعتقد أنه سيُطلق عليه "ساحة صلاة بيكاديللي" ويمكن افتتاحه في غضون أشهر.
وتم افتتاح تروكاديرو -الواقع بين ميدان بيكاديللي وسوهو- أول مرة عام 1896 كمطعم، لكن تم إغلاقه عام 1965، ثم أعيد افتتاحه عام 1984 ليكون متحفا ترفيهيا.
وفي عام 2005، اشترى آصف عزيز تروكاديرو مقابل أكثر من 220 مليون جنيه إسترليني (363 مليون دولار)، وافتتح جزءا من المبنى فندقا عام 2020.
ويتكون المجمع من أبنية تاريخية عدة، أحدها فندق يضم 490 غرفة، كما يضم مطعما شهيرا، إضافة لمراكز ترفيهية ومراكز البيع والتسوق.
واستمد المبنى التاريخي اسمه من "معركة تروكاديرو" المعروفة بأنها الوحيدة في الغزو الفرنسي لإسبانيا، والتي اندلعت في 31 أغسطس/آب عام 1823 بهدف دعم الملك الإسباني فرناندو السابع، وانتصرت فيها الجيوش الفرنسية على القوات الليبرالية بإسبانيا وأعادت الحكم المطلق للملك.
وولد آصف عزيز في جمهورية مالاوي عام 1967، ويشتهر في بريطانيا بلقب "مستر ويست أند" إشارة للمنطقة التي يركز استثماراته العقارية فيها بوسط العاصمة البريطانية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بلدة سيجاء .. سيرة تاريخية محفورة في الصخور والجبال
سمائل - ناصر الشكيلي
تعد «سيجاء» -التي تتجذر أصولها في عمق التاريخ العُماني قبل الإسلام- واحدة من أعرق وأكبر القرى التابعة لولاية سمائل. تقع تحت سفح الجبل الممتد من سلسلة جبال الحجر الغربي المتصلة بالجبل الأخضر، ويعود اسمها إلى كلمتي «سيل جاء»، في إشارة إلى خصوبتها وكثرة الأمطار التي تغذي أراضيها، وتُبرز بلدة سيجاء معالم تاريخية غنية؛ حيث تنتشر الكتابات والنقوش الحجرية بين جبالها وصخورها، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة للزوار والباحثين عن الثقافة والتراث.
يوضح الشيخ سعيد بن حمود اليعربي أن بلدة سيجاء تضم حوالي 13 مسجدًا قديمًا، ويعد مسجد الجامع أكبرها وأكثرها شهرة. ورغم أن تاريخ بنائه لا يُعرف، إلا أن المسجد يحتضن مرافق مهمة، مثل مدرسة لتعليم القرآن الكريم وبئر مخصصة للشرب والوضوء، وتزين جدران المسجد كتابات قديمة، بعضها تآكل بفعل عوامل الزمن، بينما لا يزال البعض الآخر محافظًا على رونقه، ومن بين هذه الكتابات، تبرز أقدمها التي تعود إلى سنة 1015 هجرية؛ حيث تتضمن الآية القرآنية «نصر من الله وفتح قريب»، كما يحتوي المسجد على توثيقات تاريخية مهمة، منها ما يتعلق بوفاة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي في 29 شعبان سنة 1373 هجري؛ حيث يعبّر الجميع عن رضاهم عنه، وتم تنصيب الإمام غالب بن علي الهنائي في اليوم نفسه.
وثائق تاريخية
تتجلى عراقة بلدة سيجاء من خلال الوثائق التاريخية التي تسلط الضوء على مساجدها، من بينها وثيقة تعود إلى سنة 1388 هجرية، كتبها المعلم عبدالله بن سعود بن حمد اليعربي الذي كان وكيل الوقف للشيخ سليمان بن ناصر بن سليمان اليعربي -رحمه الله- وتتحدث الوثيقة عن خدمات المسجد، مُسجلة تفاصيل دقيقة عن النفقات التي كانت تُصرف، مثل «قشاع مسجد الجامع» ومصاريف «سواقة التُراب»، مما يُظهر مدى الالتزام بالمحافظة على هذا المعلم الديني.
وتتوالى الوثائق لتروي المزيد من التفاصيل؛ حيث تشير وثيقة أخرى تعود إلى سنة 1391 هجرية إلى فريضة مالية بقيمة 31 ريالا، كُتبت بيد سعدالله بن هزيم الذي كان من أبرز القائمين على المسجد حتى وفاته في عام 1989م.
لكن مسجد الجامع يعاني اليوم من التهدم في العديد من أجزائه، رغم أن جدرانه لا تزال قوية، ويناشد الشيخ سعيد بن حمود اليعربي الجهات المعنية بترميمه؛ حيث أكدت وزارة التراث والسياحة في ردها بتاريخ 17 يونيو 2020 أن المسجد مُسجل ضمن المعالم الأثرية، لكن أعمال الترميم متوقفة، ولا يزال أهالي البلدة يطالبون بضرورة الحفاظ على هذا الإرث التاريخي، ليظل مسجد الجامع شاهدًا على عراقة سيجاء وتاريخها.