من تجارة الكبتاغون إلى تجارة الإحداثيات
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
تكثيف الاغتيالات الصهيونية المستهدفة للجنرالات الإيرانيين في سوريا، دفعت المسؤولين الإيرانيين والمقربين من الدوائر السلطوية فيها إلى كسر الصمت، وتوجيه اتهامات مباشرة إلى النظام السوري في الضلوع بهذه الاغتيالات. فمقتل رئيس مخابرات فيلق القدس حاج صادق أميد زاده، ومساعده غلام، المعروف باسم الحاج محروم، بالإضافة إلى ثلاثة من الجنرالات الإيرانيين، كشف عن نقطة ضعف خطيرة في قيادة الحرس الثوري الإيراني، فإن كان رئيس وحدة المخابرات عاجزا عن حماية نفسه، فكيف سيكون مسؤولا عن حماية غيره، فضلا عن حماية فيلقه المختص بالعمليات الخارجية؟
اتهام عضو اللجنة الأمنية في البرلمان الإيراني إسماعيل كوثري لجهات سورية محلية بالتعاون مع إسرائيل في اغتيال مستشاري الحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية؛ لم يكن نشازا، فقد ترافق مع تصريح مسؤول القسم السياسي والإخباري في الإذاعة الإيرانية باللغة العربية مصدق بور، حين اتهم أجنحة في المخابرات السورية بتسريب مواقع المستشارين الإيرانيين الذين قتلوا في الغارة الأخيرة، مضيفا أن هذا العمل يحصل فقط على الأراضي السورية.
استهداف الشخصيات الإيرانية على الأراضي السورية ليس وليد اللحظة، ولا وليد الثورة السورية، وإنما سبقها استهداف عماد مغنية وسط العاصمة دمشق في الثاني من شباط/ فبراير 2008، ليبدأ مسلسل اغتيالات ما بعد الثورة، فقتلُ مصطفى بدر الدين في أيار/ مايو عام 2016، وهو الذي تسلم العمل العسكري بعد مقتل مغنية، ما أكد على أن هذه الاختراقات مستمرة. وقبل هذا بعام تم اغتيال جهاد مغنية، ابن عماد، في حزيران/ يونيو من عام 2015 على الحدود مع الجولان السورية، وخلال الأسبوع الماضي قتل المستشار الإيراني رضي موسوي وسط دمشق، ومن قبل تم اغتيال قاسم سليماني بعد مغادرته مطار دمشق بساعات متوجها إلى بغداد.
إيران باتت تعتقد أن النظام السوري لم يعد راغبا في توريد السلاح لحزب الله عن طريقه، وتحديدا باستخدام مطار دمشق، لأن المطار غدا هدفا للطيران الصهيوني تحت هذه الذريعة، ولذا قد يكون الحديث الإيراني عن إنشاء قاعدة عسكرية قرب المطار من أجل تفادي التململ السوري، وتجنيب مطار دمشق القصف المتواصل والمستمر، وإغلاقه بالتالي أمام حركة المسافرين.
لعل مهاجمة رأس النظام السوري بشار الأسد لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في مقابلته التلفزيونية قبل طوفان الأقصى، يصبُّ في هذا السياق، إذ إنه منذ البداية وحتى النهاية لم يكن راغبا بإعادة العلاقات مع حماس، لكن الضغط الإيراني أجبره على ما يبدو على ذلك، ولكن وعلى الرغم من إعادتها ظاهريا العلاقة، ظل يعمل ضدها.
ولا يُستبعد أن يكون التقارب السعودي الأخير مع النظام السوري؛ إن كان بالاستعداد لإعادة ملف الحج للنظام بدلا عن المعارضة، والاستعداد لفتح السفارة السعودية في دمشق، له علاقة بما يجري من تسريب إحداثيات المستشارين الإيرانيين للطرف الإسرائيلي.
فالنظام السوري المعروف ببراعة في التجارة، لجأ اليوم إلى الاتجار بتجارة الإحداثيات، بعد تجارته المعروفة بالمخدرات والكبتاغون والتي جلبت له دعما ماليا، ولكن بالمقابل جلبت له غضبا دوليا وحتى من الدول التي دعت إلى التقارب معه وتطبيع العلاقات معه، كما حصل أخيرا مع الأردن.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاغتيالات الإيرانيين سوريا إسرائيل إيران سوريا إسرائيل اغتيالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری
إقرأ أيضاً:
غرفة تجارة دبي تطلق مجلس الأعمال البلغاري
أعلنت غرفة تجارة دبي، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، عن تأسيس مجلس الأعمال البلغاري الذي يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي، وتحفيز الشراكات بين مجتمعي الأعمال في دبي وبلغاريا، وتوسيع نطاق التعاون الاستثماري عبر مختلف القطاعات.
وبحث الاجتماع الأول للمجلس والذي عقد في مقر غرف دبي، سبل تطوير الاستثمارات، وفرص الأعمال الواعدة، والارتقاء بالعلاقات بين الشركات البلغارية ونظيراتها العاملة في دبي، ومشاركة الخبرات والبيانات بالإضافة إلى تنظيم فعاليات الأعمال الثنائية.
ويأتي تأسيس مجلس الأعمال البلغاري في ظل تنامي مكانة دبي باعتبارها مركزاً دولياً للشركات والمستثمرين البلغاريين، حيث وصلت قيمة التجارة غير النفطية بين دبي وبلغاريا خلال عام 2024 إلى 777 مليون درهم بمعدل نمو سنوي قدره 5%، ما يعكس متانة العلاقات التجارية الثنائية، ومع انضمام 54 شركة بلغارية جديدة إلى عضوية غرفة تجارة دبي خلال أول تسعة أشهر من العام الجاري، بلغ إجمالي عدد الشركات البلغارية النشطة المسجلة في عضوية الغرفة بنهاية شهر سبتمبر الماضي 243 شركة.
وقالت مها القرقاوي، نائب رئيس قطاع دعم مصالح مجتمع الأعمال في غرف دبي، إن تأسيس مجلس الأعمال البلغاري يدشن مرحلة جديدة في مسار العلاقات الاقتصادية بين دبي وبلغاريا، حيث يساهم في بناء شراكات فاعلة بين مجتمعات الأعمال وتطوير فرص واسعة للتعاون الاستثماري المشترك وتحفيز النمو المستدام للعلاقات التجارية الثنائية.
وتمثل مجالس الأعمال، التي تعمل تحت مظلة غرفة تجارة دبي، جنسيات المستثمرين الذين يمارسون نشاطهم في إمارة دبي.
وتسهل هذه المجالس التعاون والتنسيق مع الغرفة، مما يدعم تعزيز التجارة الثنائية والاستثمارات بين شركات دبي وشركات البلدان والأسواق التي تمثلها المجالس بهدف تطوير الشراكات الاقتصادية.وام