بين حزب الله وإسرائيل لا مجال للدبلوماسية والحرب آتية لا محالة.. تهويل أم تقديرات واقعية؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT
ثمة مخاوف أمريكية من أن يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع نطاق الصراع باعتباره طوق نجاة يسمح له بتأمين نفسه في مواجهة تهم الفساد التي تلاحقه والانتقادات التي يتعرض لها وحكومته بعد الإخفاق في التصدي لهجوم حماس في 7 أكتوبر وإفشال عملية طوفان الأقصى
في أعقاب الهجوم المباغت الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، شهدت المنطقة تصعيدا ينذر بانفجار المنطقة برمتها.
إذ أعلن الحزب استهداف 3 مواقع تابعة للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا التي تحتلها تل أبيب. وقصف مواقع الرادار وزبدين ورويسات بأعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ، فجاء الرد الإسرائيلي بقصف المناطق المحيطة في تلال كفرشوبا.
تلك الضربات، لم تكن مجرد مناوشات، بل أسفرت عن مقتل 166 عنصرا من حزب الله منذ بدء المواجهات بين الحزب وإسرائيل، كما قتلت 30 مدنيا بينهم 3 أطفال و3 صحفيين وجندي في الجيش اللبناني. فيما قتل في الطرف الآخر، 6 مدنيين و10 جنود إسرائيليين. وضعية كانت كفيلة بإشعال الحدود الشمالية.
وتحولت يوما بعد يوم لمواجهات مستمرة بين الطرفين، إلا أنها لم تتخط خلال الأسابيع الأولى "قواعد الاشتباك" في سياق القرار الدولي 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بعد انتهاء حرب تموز عام 2006، قبل أن تشتد وتيرتها في الأيام الأخيرة، وتضع الجانبين على شفا حرب لا أحد يريدها ويعمل الجميع على احتوائها.
وتيرة المواجهة تصاعدت واتسعت جغرافيابدأت المخاوف من اتساع رقعة الحرب بين لبنان وإسرائيل تتصاعد، خاصة بعد تنفيذ تل أبيب ضربة في الثاني من يناير في بيروت، حيث استهدفت طائرة إسرائيلية بدون طيار مكتبا لحماس في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية، ما أدى إلى اغتيال الرجل الثاني في الحركة ونائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري و6 آخرين.
تلت هذه العملية عملياتٌ أخرى قامت بها إسرائيل، منها استهداف القيادي بحزب الله وسام الطويل بواسطة طائرة مسيرة في جنوب لبنان، مما دفع حزب الله إلى الرد بقوة عبر إستهداف العمق الإسرائيلي وضرب مقر قيادة المنطقة الشمالية لجيش الدولة العبرية.
تلك العمليات كسرت "قواعد الاشتباك" المتوافق عليها بين الجانبين، وعكست تغيرا واضحا من حيث نوعية الأسلحة المستخدمة ووضعت لبنان ذاك البلد الذي يعاني من أزمات لا تعد ولا تحصى، وإسرائيل الغارقة في مستنقع حربها في غزة، أمام سيناريوهات متعددة ومجهولة في المستقبل.
"صعبة لإسرائيل .. لكنها مدمرة للبنان"وكانت الولايات المتحدة، قد أبدت مرارا وتكرارا استعدادها للعمل لمنع حدوث حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل، إلا أن هناك مخاوف أمريكية، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" من أن يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توسيع نطاق الصراع باعتباره طوق نجاة يسمح له بتأمين نفسه في مواجهة تهم الفساد التي تلاحقه والانتقادات التي يتعرض لها وحكومته بعد الإخفاق في التصدي لهجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ورغم موافقة نتنياهو، بحسب وسائل إعلام عبرية على اقتراح وزير الخارجية الأمريكي لأنتوني بلينكن بعدم قيام إسرائيل بشن هجوم كبير على عدوه اللدود في لبنان، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قبل ساعات ليؤكد أن "تل أبيب لن توقف إطلاق النار حتى لو أوقفه حزب الله من جانب واحد".
وحذر خلال لقاء جمعه بنظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو، من أن "الحرب ستكون صعبة لإسرائيل، لكنها مدمرة بالنسبة للحزب ولبنان".
وقال غالانت: "حتى لو أوقف حزب الله إطلاق النار من جهة واحدة، فإن إسرائيل لن تتوقف عن إطلاق النار حتى تضمن عودة آمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
ردا على اغتيال العاروري وطويل... حزب الله يستهدف قاعدة دادو بمدينة صفد في الشمال الاسرائيلي"كانوا يظنون أننا بيت عنكبوت".. نتنياهو يهدد حزب الله من الحدود مع لبنان: "خذوا من غزة مثالًا لكم"شاهد: حزب الله ينشر فيديو يقول إنه لاستهداف دبابة إسرائيليةجنرالات إسرائيل يدعون للضرب بقوةكما أورد موقع "والا" العبري أن جنرالات قد وجهوا رسالة إلى هيئة رئاسة أركان الجيش والقيادة السياسية في إسرائيل، يطالبون فيها بتغيير أولويات الهجوم والتركيز على الشمال مع حزب الله بدل الجنوب. وشددوا على ضرورة تحويل أهداف الحرب من دفاع محدود إلى هجوم فاعل وتوجيه ضغط إلى حزب الله.
ومع تفاقم الأوضاع على الجهة الشمالية، قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن هناك قلقا متزايدا من نزوح الشباب الإسرائيلي عن المدن الحدودية مع لبنان بشكل دائم وبالتالي إفشال خطة ضخ دم جديد لهذه المدن.
حرب صعبةوكان النائب السابق لقائد القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي إيال بن رؤوفين، قد قال إنه "نحن نعلم أن حزب الله أقوى بكثير من حماس، وإذا اندلعت الحرب فستكون حربًا صعبة وعلينا أن نخبر الجمهور الإسرائيلي بذلك".
واعتبرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن صمود الجبهة الداخلية الإسرائيلية هو أمر ضروري في أي حرب مقبلة مع لبنان.
ونقلت صحف عبرية عن رئيس بلدية "نيشر" في منطقة حيف قوله، إنه "يجب على المواطنين تخزين الطعام في حال اندلعت الحرب مع لبنان، لن يكون هناك طريق للذهاب إلى المتاجر الغذائية، نحن نتحدث عن آلاف الصواريخ يوميًا".
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية، أن 60% من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من الشمال يخشون العودة إلى منازلهم، وأضافت أن 40% ممن بقوا في منازلهم بالشمال أكدوا تعرضهم لأعراض ما بعد الصدمة، وأشارت إلى أن تلك الأعراض ارتفعت لدى سكان الجليل 3 أضعاف مقارنة بالفترة التي سبقت 7 أكتوبر.
حزب الله يتوعّد بمواجهة لانهاية لهافي المقابل، وعد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم إسرائيل "بصفعة كبيرة وبعمل قوي" في حال أقدمت على "توسعة العدوان" على الحدود مع لبنان.
وقال قاسم في بيان "عندما يقرر الإسرائيلي توسعة العدوان سيتلقى الجواب بصفعة كبيرة وبعمل قوي". وأضاف: "يجب أن يعلم العدو أن جهوزية الحزب عالية جدا، فنحن نجهّز على أساس أنه قد يحصل عدوان له بداية وليس له نهاية، وجهوزيتنا لصد العدوان لا بداية له ولا نهاية له".
ونقلت وكالة الأنباء اللبنانية، عن رئيس الكتلة النيابية لحزب الله النائب محمد رعد، قوله إن "العدو الإسرائيلي غير جاهز للحرب أمام ما أعدت له المقاومة الإسلامية في لبنان وستريه كل بأسها".
إسرائيل والحرب على جبهتينوكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أكدت بناء على تقييم استخباري أمريكي صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA، أنه "سيكون من الصعب على إسرائيل أن تنجح في حرب ضد حزب الله وسط القتال المستمر في غزة".
ومع تصاعد التوترات والتحذيرات، يتساءل العالم عما إذا كانت الدبلوماسية ستنجح في تجنب الصدام المباشر، أم ستتصاعد الأمور نحو مشهد لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي يعيشه قطاع غزة منذ أربعة أشهر.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية توتر متصاعد على جبهة لبنان.. حزب الله يطلق عددًا من الصواريخ على كريات شمونة شمال إسرائيل بوليتيكو عن مسؤولين: قلق من تنفيذ حزب الله هجمات ضد أمريكيين داخل وخارج الولايات المتحدة ارتفاع حدة التصعيد مع حزب الله.. إسرائيل تحث مستشفيات الشمال للاستعداد لاستقبال آلاف المصابين إسرائيل طوفان الأقصى غزة حركة حماس لبنان حزب اللهالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل طوفان الأقصى غزة حركة حماس لبنان حزب الله حركة حماس غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قتل ألمانيا قطاع غزة طوفان الأقصى بنيامين نتنياهو تحطم طائرة حركة حماس غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قتل یعرض الآن Next حرکة حماس حزب الله مع لبنان تل أبیب فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تستعيد جثامين ثلاثة رهائن من غزة قُتلوا في هجوم 7 أكتوبر
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، استعادة جثامين ثلاثة رهائن كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي نفذته حركة "حماس"، وأسفر عن مقتل المئات وأسر العشرات. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عملية الاستعادة، واصفًا إياها بأنها "مهمة وطنية مقدسة". اعلان
وبحسب بيان الجيش، فإن الرهائن الثلاثة الذين تم العثور على جثامينهم هم المدنيان عوفرا كيدار ويوناتان ساميرانو، والجندي شاي ليفينسون، وقد قُتلوا جميعًا في يوم الهجوم. وبذلك، يرتفع عدد الرهائن الذين لا يزالون في قطاع غزة إلى 50 شخصًا، يُعتقد أن نحو 20 منهم فقط على قيد الحياة.
وأظهرت لقطات من كاميرات مراقبة لحظة اختطاف الشاب يوناتان ساميرانو، الذي كان يبلغ من العمر 21 عامًا، على يد رجل تقول السلطات الإسرائيلية إنه موظف في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ما أثار موجة من الاتهامات المتجددة ضد الوكالة الأممية.
Relatedمظاهرات في تل أبيب تطالب بعودة الرهائن وبإنهاء الحرب في غزةبعد موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار تقارير عن عزم نتنياهو أن يزف قريبا خبرا سعيدا حول الرهائن عائلات الرهائن الإسرائيليين تُطالب بإنهاء الحرب وتتّهم نتنياهو بتقويض جهود التوصل لاتفاقوكان هجوم السابع من أكتوبر، الذي قادته كتائب القسام، قد أسفر عن مقتل نحو 1,200 شخص في جنوب إسرائيل، وأسر 251 آخرين، بحسب الإحصاءات الرسمية الإسرائيلية. ومنذ ذلك الحين، شن الجيش الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة، وُصفت بأنها الأعنف في تاريخه الحديث.
وتشير وزارة الصحة في غزة، الخاضعة لحكم حماس، إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تسببت في مقتل أكثر من 55,000 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى تشريد الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، وسط انهيار شبه كامل في البنية التحتية، وأزمة إنسانية خانقة وصفتها الأمم المتحدة بـ"الأسوأ منذ عقود".
وتواصل إسرائيل تأكيدها أن العمليات تهدف إلى "القضاء على حماس" وضمان "عدم تكرار ما حدث"، فيما تواجه ضغوطًا دولية متزايدة لوقف الحرب والدخول في مفاوضات لصفقة تبادل أسرى شاملة تضع حدًا للمأساة المستمرة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة