تشهد منطقة الشرق الأوسط حالة من التوتر الشديد بعد الضربة الأمريكية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة الرد الإيراني، وحجم التصعيد المحتمل في المنطقة.

وفي ظل هذا التصعيد، تزداد المخاوف من دخول المنطقة موجة جديدة من التوترات العسكرية، خاصة مع الحديث عن خيارات إيرانية قد تشمل استهداف مصالح أمريكية وإسرائيلية، بالإضافة إلى تحركات استراتيجية قد تهدد أمن الطاقة العالمي مثل غلق مضيق هرمز.

وقال محمد فوزي الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الرد الإيراني حتمي لا محالة، في ضوء سعي إيران لحفظ ماء الوجه، وفي ضوءً الحرص على تكريس حالة من الردع مع كلاً من الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن درجة وطبيعة الرد الإيراني سوف تتوقف على حجم الضرر الذي سببته الضربة الأمريكية للبرنامج النووي الإيراني، وهل الولايات المتحدة نجحت بالفعل في تحييد البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل؟ أم أنها أحدثت أضراراً تدفع باتجاه تأخير قدرة إيران على إنتاج الأسلحة النووية؟.

وأضاف الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن الهجوم الأمريكي الأخير قد يمثل ذريعة وسبب بالنسبة لإيران من أجل تغيير عقيدتها النووية، والتوجه نحو الانسحاب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وربما الإعلان على المدى المتوسط عن إنتاج الأسلحة النووية.

وتابع فوزي: وبما أن الرد الإيراني حتمي أعتقد أن إيران قد تلجأ إلى مجموعة من السيناريوهات الرئيسية، خصوصاً ما يتعلق بتكثيف الهجمات النوعية ضد إسرائيل، بشكل يتجاوز الهجمات السابقة.

واستطرد الخبير: قد تلجأ إيران إلى تفعيل ورقة الوكلاء والأذرع المسلحة خصوصاً الحوثيين في اليمن، وبعض الفصائل العراقية، وسوف يكون التركيز هنا على استهداف المصالح الأمريكية وبعض القواعد العسكرية المنتشرة في المنطقة.

وأشار فوزي إلى أن أيضاً قد تلجأ إيران إلى مناورة تكتيكية بالتزامن مع ذلك تتمثل في موافقة المستوى الأمني الإيراني على غلق مضيق هرمز، كأحد أدوات الضغط والردع، وهي خطوة سوف يكون لها تداعيات شديدة السلبية على الاقتصاد العالمي وأسعار الطاقة، والتجارة العالمية.

واختتم تصريحاته، قائلًا: لكن إيران سوف تتجه إلى رد نوعي يحفظ ماء الوجه ويحافظ على الردع المتبادل ويعزز من موقفها التفاوضي دونما الانخراط في حرب موسعة، استناداً إلى احتمالية عودتها إلى المسار التفاوضي.

طباعة شارك الحرب بين أمريكا وإيران إيران إسرائيل القوات الأمريكية مضيق هرمز

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الحرب بين أمريكا وإيران إيران إسرائيل القوات الأمريكية مضيق هرمز الرد الإیرانی مضیق هرمز

إقرأ أيضاً:

طهران تلجأ للحلفاء الإقليميين..خبير: روسيا والصين لن تدعما طهران عسكريًا

استبعد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، احتمالية تدخل روسيا أو الصين عسكريًا إلى جانب إيران في ظل التصعيد القائم مع الولايات المتحدة، مشددًا على أن المصالح الاقتصادية والاستراتيجية المتشابكة لتلك الدول مع واشنطن تحول دون انخراطها في صراع مباشر.

حماة الوطن: التصعيد في إيران يهدد أمن المنطقة واستقرارهاإيران: أمريكا تتحمل المسؤولية عن عواقب عملها العدواني

وأضاف رامي عاشور، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج “صباح البلد” المذاع على قناة “صدى البلد”، أن القوى الكبرى مثل موسكو وبكين لا تغامر بنفوذها العالمي للدخول في مواجهة عسكرية غير مضمونة العواقب.واسترسل: إيران قد تلجأ بدلًا من ذلك إلى استخدام أوراقها الإقليمية، سواء عبر حلفائها المنتشرين في الشرق الأوسط أو من خلال "الذئاب المنفردة" كوسيلة ضغط غير مباشرة.

وأشار إلى أن الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل يمنحها تفوقًا عسكريًا يسمح بتنفيذ ضربات أوسع ضد إيران، رغم التباعد الجغرافي بين البلدين، محذرًا من أن استمرار التصعيد سيؤدي إلى استنزاف إيران على المستويين السياسي والاقتصادي.

طباعة شارك روسيا الصين إيران الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • طهران تقر إغلاق مضيق هرمز.. استهداف أمريكي لمنشآت نووية إيرانية
  • تقرير أمريكي يكشف سيناريوهات الرد الإيراني على قصف منشآتها النووية
  • بعد قرار البرلماني الإيراني إغلاق مضيق هرمز.. باحث أمريكي: طهران تحارب ترامب باللغة التي يفهمها
  • خبير: غلق مضيق هرمز ورقة الضغط الأقوى بيد إيران
  • خطوة انتحارية.. خبير لـ «الأسبوع»: إغلاق إيران مضيق هرمز سيخلق أزمة عالمية كبيرة
  • مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحرب الكبرى؟
  • إيران تلوّح بالانسحاب من معاهدة منع الانتشار النووي وإغلاق مضيق هرمز
  • طهران تلجأ للحلفاء الإقليميين..خبير: روسيا والصين لن تدعما طهران عسكريًا
  • اللواء سمير فرج يكشف 3 سيناريوهات للرد الإيراني على الضربات الأمريكية |فيديو