عربي21:
2025-12-13@23:53:56 GMT

هل يتسع صراع الشرق الأوسط أم يتقلص؟

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

هناك ما يشبه فوضى التصريحات حول مستقبل الشرق الأوسط بعد حرب الطوفان، وقد صدرت تصريحات متناقضة من جهات كثيرة بما يكشف العجز عن اتخاذ قرار واضح بخصوص المستقبل القريب والحرب لا تزال تدور رحاها على الفلسطيني المنتصر رغم الألم. هل يملك طرف واحد القدرة على إنهاء الصراع؟ أم أن أطرافا كثيرة تود له أن يتسع ليحقق مكاسب لا تبدو لمن يراقب الوضع غير واضحة بحيث يجزم برأي نهائي حول المستقبل؟ والسؤال الخفي من خلف كل الأسئلة: هل من مصلحة المقاومة أن يتسع الصراع؟

الأمريكي والصهيوني حائران

لا يخفي الأمريكي سعيه إلى إنهاء الصراع بشروطه، أي أن يخرج منتصرا ويحفظ وجود حليفه المحلي من اندثار بات وشيكا أو ممكنا، لكن المعطيات على الأرض لا تخدم رغبته، لذلك يقدم إعلانات سلمية للمنطقة ولحلفاء ثانويين هم بلدان خط التطبيع العربي (ولم يبق نظام عربي خارج هذا الخط في الواقع)، في ذات الوقت يرفد حليفه بذخيرة كافية لحرب طويلة، وقد دعمته في ذلك دون حساب بلدان غربية.

بين الرغبة المعلنة والدعم الوافر تتضح حيرته، فالنصر الكامل على المقاومة وأنصارها في كل مكان صار مكلفا عسكريا وسياسيا، وإذا كان قادرا على الكلفة العسكرية فإن الكلفة السياسية تفوق الاحتمال.

إدارة بايدن ذاهبة إلى خسارة انتخابية قريبة، والخسارة الأكبر من خسارة حزبية (داخلية) هي أن خط التطبيع العربي الذي أُنفقت فيه جهود وأموال كثيرة وعلى فترة طويلة جدا (مكسب استراتيجي) يوشك أن ينكسر انكسارا غير قابل للجبر، والحلفاء الذين تم اصطناعهم بالوعد والوعيد يرون الحريق يقترب من غرف نومهم ولا أحد قادر فعلا على توقع شرارة أولى تنطلق من مكان ما، وكل يوم في غزة المجاهدة يقرب هذه الشرارة من جلابيب الجميع.

حيرة الأمريكي تزداد حدة عندما يجد حليفه يخسر على الأرض ويغرق، وكيانه يتمزق من الداخل ولا يمكنه أن يفرض عليه حلولا تنقذه من نفسه. كيف ينتصر الأمريكي وينهي الصراع على كيفه؟ الأكيد البيّن أن هذه الحرب مما لم يعتد عليها ولم يفلح في قراءة مآلاتها، ولا نظنه إلا يتذكر انسحابه مدحورا من أفغانستان بعد طول عناء ومكابدة.

حزام التطبيع انهزم مرتين

أعني بحزام التطبيع كل الأنظمة العربية حتى التي فصلتها الجغرافيا عن فلسطين المحتلة مثل المغرب. وهم مطبعون بدرجات في انتظار التطبيع الكامل الذي يراودهم عليه الكيان ليحفظ عروشهم، أو يهددهم بألف مؤامرة من داخل قصورهم وهم أدرى بهوانهم وضعفهم.

هذا الحزام كان يمنّي النفس بسلام دائم مع الكيان على حساب الحق الفلسطيني لينتقل إلى مرحلة التمتع بالسلطة، لكن حرب الطوفان أفسدت عليهم أمرهم فانقطع ما كانوا يؤمّلون وهذه الهزيمة الأولى، وهم يستيقنون مع كل يوم من أيام غزة أنهم يبتعدون عن أحلامهم وهذه الهزيمة الثانية.

هذا الحزام يرغب قبل غيره في إيقاف الحرب وحفظ كيان العدو، وهو يرى تردد الأمريكي وينصح له بالاستعجال لكنه لا يتنبه إلى أنه لم يكن أبدا فاعلا بل مفعولا به. لكن الفاعل هذه المرة هو المقاوم الفلسطيني، إذ يضرب العدو في مقتل فينهزم حزام التطبيع وإن لم يطلق رصاصة.

سقط مشروع صفقة القرن الذي كان سيضمن لدول الطوق أولا ثم بقية مكونات الحزام فترة سلام طويلة، وسقط طريق الحرير الثاني أو طريق قناة بن غريون، وظهر احتمال غزة المستقلة كلقمة في زورهم ولن يفلحوا في بلعها ولو شربوا عليها خمور الأرض. ماذا سيبقي لهم وهم يعرضون التطبيع مع كيان لم يعد يملك ركبتين للوقوف عليهما؟ إنهم يرون شعوبهم تتربص بهم ولو لم يُسمع صوتها لفرط القمع، إننا نرى اليقين الأقرب إلى قلوبهم الواجفة بأنهم منهزمون في غزة التي يحاصرون ويشنون عليها حرب الجوع والعطش، وهذه وحدها كافية لتنتقم منهم شعوبهم المغلولة. يخاف الأمريكي على وجودهم، فهم استثمار سابق وغير مكلف، لكنهم لم يعودوا أولوية وستترفع كلفتهم على حاميهم، ووحده القمع العاري لشعوبهم هو ما بقي لهم، وهذا سلاح يرتد على مطلقه ولو بعد حين.

جبهة الممانعة تخفى خطتها

وهذا من حسن ظننا بها ولكننا لا نظفر بيقين حول مشروعها، فالتوجه إلى مناوشة في باكستان ظهر لنا بمثابة ضربة في الماء، فغزة والأرض المحتلة (الجولان خاصة) في الاتجاه المعاكس جغرافيا، وستظل تلك المناورة غير مفهومة حتى نعثر على مفسرين أعلم من ابن سيرين وسيجموند فرويد.

يحقق اليمني مكاسب للفلسطيني المقاوم، إنه يزعج العدو لكنه لا يعطل مشروعه الحربي. وظهر لنا حزب الله أعقل مما كنا نأمل أو نتوقع، بما يكشف أن له أجندته الخاصة التي وإن أعانت الفلسطيني إلا أنها لم تقلب المعركة لصالحه، لذلك نجد جبهة الممانعة متحفظة (وهو تعبير نفضله على القول إنها تستثمر لغير صالح الفلسطيني)، وهذه الأجندة هي أجندة إيرانية خالصة وإن تخفت وراء فلسطين.

هل ترغب إيران في إدامة الحرب لتجر الأمريكي بطريقتها "الشطرنجية" لاستنزاف طويل؟ هذا محتمل، ولكن هل يملك الفلسطيني رفاه إدامة الحرب ليكون في حرب استنزاف غير معلومة النهاية وقد قطع عنه المدد؟ قرأنا لكثيرين مما يرون أنفسهم في الممانعة أن كل ما يجري مرتب مع المقاومة في الداخل، لكننا لم نسلم بذلك ربما لأننا لا نفهم في الشطرنج، وسنظل ننظر بعين فاحصة لاختلاف الأجندات فقد كثرت فيها عبارة "الرد في الوقت والمكان المناسبين".

الثمن البشري قاس جدا في غزة، والمقاومة رغم الضربات الموجعة التي تُكبدها للعدو في حاجة إلى مناورة عبقرية تكمل النصر العسكري ولا تكون فيها هزيمة، لكنها في وضع الجالس على صدر عدوه إذا قام عنه غدر به وهي طبيعته، لذلك لم يبق لها الا إدامة المعركة وانتظار صريخ العدو. هي الآن في أمسِّ الحاجة إلى وحدة الساحات وهذا أمر لا تحكمه.

يبقى لنا توقع أن من صمد أربعة أشهر يمكنه انتظار صرخة العدو الأخيرة، ونظنها باتت قريبة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المقاومة غزة إسرائيل امريكا غزة المقاومة الاستبداد مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول

تصاعد الجدل حول مستقبل النجم المصري محمد صلاح في ليفربول بعد تصريحاته الأخيرة، حيث تضاربت الآراء بين مؤيد لرحيله للدوري السعودي ومعارض يرى أن سلوكه يجعله "غير لائق" حتى للبطولة الآسيوية.

دعا مهاجم توتنهام والمنتخب المصري السابق، أحمد حسام ميدو، محمد صلاح إلى مغادرة ليفربول فوراً، معتبراً أن فقدان الثقة مع المدرب الحالي أمر يصعب إصلاحه. 

وشدد ميدو خلال مداخلة بالفيديو مع قناة “سكاي سبورتس” على أن الدوري السعودي هو الوجهة الأمثل لصلاح، كونه "أسطورة في الشرق الأوسط كله" و"قدوة لكل الشباب" في المنطقة التي تحترمه بشكل كبير لما قدمه في اللعبة. 

كما أشاد ميدو بقوة الدوري السعودي ووصفه بأنه "دوري قوي وتنافسي جيد" يُبث في أكثر من 90 دولة ويضم "أسماء كبيرة".

على النقيض تماماً، أبدى بن هارببرغ، مالك نادي القلعة السعودي، تحفظات قوية على ضم صلاح، مشككاً في عقلية النجم المصري بعد تصريحاته الأخيرة. 

وقال المالك إنه "لا يفضل أن يأتي صلاح" إلى الدوري السعودي، مشيراً إلى أن سلوكه "لا ينم عن لاعب جماعي عظيم"، خاصة بعد حديثه عن الإدارة والمدرب عقب توقيعه عقداً ضخماً.

كما أوضح أن ناديه يركز على استراتيجية ضم اللاعبين الأصغر سناً والأقل عمراً من صلاح (33 عاماً)، ممن لا يزالون في "منتصف أو بداية مسيرتهم المهنية" لتطويرهم وإعادة بيعهم.

من جهة أخرى، رأى اللاعب السابق تشارلي أوستن أنه "لا يرى سبيلاً" لعدم عودة صلاح للعب مع ليفربول بعد كأس الأمم الأفريقية، مؤكداً أن صلاح هو "التميمة" و"أفضل لاعب" في النادي ويجب أن يشارك. 

كما أشار أوستن إلى أن صلاح قد يكون "كبش فداء" يتحمل عبء الانتقادات الآن بدلاً من باقي زملائه "دون المستوى".

اقرأ المزيد..

مقالات مشابهة

  • أسامة الدليل: العالم يتقدم ونحن نعيش بعقلية القرن التاسع عشر.. فيديو
  • «كنائس الشرق الأوسط» تشيد بالدور المصرى فى تثبيت اتفاق غزة
  • بيع أغلى «بنتهاوس» في الشرق الأوسط بقيمة 550 مليون درهم
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • من هم أغنى 5 شخصيات في الشرق الأوسط لعام 2025؟
  • أردوغان: وقف إطلاق النار في غزة هشّ.. وتركيا مستعدة لقيادة مسارات السلام
  • «الليجا» تُطلق مشروعاً استراتيجياً في المنطقة
  • ميدو: صلاح أسطورة الشرق الأوسط.. وحان وقت مغادرته ليفربول
  • هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
  • نائب مهدّد ويتجوّل فرحا بالأعياد؟!