بوابة الوفد:
2025-12-04@02:11:45 GMT

الفن ولصوص الأدب «الأخيرة»

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

سرقة المال أمر يمكن تعويضه رغم ما به من خسارة مادية، أما سرقة الفكر فهو ما لا يمكن أن يعوضه مال الدنيا، هذا هو إيمانى وإيمان أى كاتب أو أديب له فكره المحترم المتفرد به، لأنه كنزه الثمين غير القابل للبيع ولا المساومة ولا حتى الخضوع للتدليس تحت مزاعم الاقتباس، وأرى أن سرقة الفكر والأدب على حد سواء من أبشع أنواع  جرائم السرقة، فلا أتصور أبدًا أن يقبل أى إنسان طبيعى محترم له شخصيته أن يبيع «دماغه» أو يؤجر «مخه».


والمؤسف أن سرقة الفكر والأدب أو السطو الجزئى عليها تحت مسمى الاقتباس لا يعانى منها المفكرون أو الكتّاب الشباب فقط، كما لا يرتكبها أيضاً لصوص فكر وأدب من الشباب فقط،  بل هناك أسماء أدباء كبار ضُبِطوا مُتلبِّسين بسرقة أعمال غيرهم من نصوص روائية، مسرحية، شعرية، والأكثر احترافًا يلجأون إلى السرقة من الأعمال الأجنبية من خلال ترجمتها وسرقة محتواها، أو حتى سرقتها حرفياً، ويعتمدون فى هذا على أن العامة لا يقرأون الكتب غالبًا باللغات الأجنبية، ولا المفكر أو الكاتب الأجنبى سيتمكن من ضبطهم ومقاضاتهم، ويعتقدون بهذا أنهم أفلتوا من فضيحة السرقة.
وأذكر أنى قرأت تقريرًا صحفيًا منذ فترة طويلة، كشف أن الأديب والمفكر توفيق الحكيم واحد من هؤلاء الذين اقترن اسمهم بتهمة السرقة الأدبية منذ بداية مشواره، خاصة فى أول نص مسرحى له بعنوان «العريس» 1942، وقال الصحفى عاصم زكريا فى تقريره الذى نُشر فى مجلة «المصوّر» أغسطس عام 1993، أن المسرحية مقتبسة من مسرحية فرنسية مجهولة رجِّح الناقد فؤاد دوراة أن اسمها «مفاجأة أتور».
المدهش أن هذا التقرير الصحفى كشف أن توفيق الحكيم اعترف بـ «الاقتباس» فى أعماله الأدبية «سجن العمر» و«من البرج العاجى»، كما كشف نقاد بعد ذلك أيضًا أن رواية «حمار الحكيم» مقتبسه من رواية «أنا وحمارى» للإسبانى خوان رامون خيمينيث 1881 – 1958، ومن الكتاب الكبار الذين أشارت لهم اصبع الاتهام بالاقتباس الشديد جمال الغيطانى، حيث أشار الكاتب الصحفى عصام زكريا إلى أنه اقتبس كثيرًا من أدب «ابن إياس» الأديب المصرى الكبير وأفضل المؤرخين فى العهد المملوكى «1448م-1523م»، خاصة فى روايته «الزينى بركات»، وأن الغيطانى قام بنقل صفحات كاملة بالنص من «ابن إياس».
وحتى لا أدخل فى مهاترات مع اتهام ودفاع عن هذا وذاك، فمن المؤكد أن السرقات الأدبية والفكرية موجودة  على مر التاريخ الإنسانى الفكرى والأدبى، ولهذا تم تشريع قوانين فى دول العالم لمعاقبة اللصوص من هذا النوع وحماية الملكية الفكرية، ولكن للأسف هذه القوانين لم ولن تتمكن من ضبط عمليات الاقتباس والتشوية التى تحدث للنصوص الأدبية، وهو تشويه متعمد لأصول النص الأدبى يعمد إليه اللصوص خاصة من كتاب السيناريو للفرار من العقوبات القانونية مع الاحتفاظ بجوهر الفكرة، وإضافة الرتوش  من عبارات وكلمات ومواقف، خاصة فى تلك الأعمال الأدبية المسروقة التى يتم تحويلها إلى أعمال فنية عبر السينما أو التليفزيون.
وإذا كانت مواقع التواصل قد أسهمت قليلًا فى كشف بعض هذه السرقات والاقتباسات، إلا أن الكثير والكثير من السرقات الأدبية فى الفن أو حتى فى الأدب الهجين نفسه لن يتم كشفه بسبب تشويه أصول النصوص الأدبية، ولا يتبقى أمام الأديب المسروق سوى الرهان على يقظة ضمير اللص ليعود إلى ضميره ونفسه، ويعترف بنسب ما اقتبسه إلى صاحبه، أو حتى يشير إليه فى العمل المنسوخ أو المقتبس.
للأسف أصبح من الصعب ضبط هذه السرقات، لأنها تأخذ مضمون الفكرة، و«تحبيشها» بالتوابل الرديئة والحريفة للبعد بها عن الأصل، ومهما كان هذا التزييف، فإن الفضح سيحدث إن آجلًا أم عاجلًا، ويجب ألا ينسى هؤلاء اللصوص أبداً عقاب الله، السرقة سرقة مهما كان نوعها، فهى جريمة أمام الله.
 


[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد سرقة المال

إقرأ أيضاً:

تأجيل محاكمة خادمة وعاطل بتهمة السرقة بالنزهة

قررت محكمة جنح  القاهرة  ، تأجيل أولى جلسات محاكمة خادمة وآخر متهمين بسرقة مبالغ مالية من داخل شقة سكنية بمنطقة النزهة لجلسة 7 ديسمبر .

تصادم ملاكي وتوك توك يسفر عن مصرع وإصابة 3 أشخاص بطريق المنصوريةقبل إعلان نتيجة المرحلة الثانية من انتخابات النواب… توقعات بجولة إعادة في بعض الدوائرفضحها بـ 10 فيديوهات.. اعترافات مثيرة لمديرة تطبيق شهير ضد عشيقها| خاصبنداري: كلمات الرئيس السيسي بشأن انتخابات مجلس النواب جاءت «طلب» لا «تكليف»
تفاصيل الواقعة 

تلقت مباحث قسم شرطة النزهة بلاغا من موظف يفيد بسرقة مبالغ مالية وأجهزة إلكترونية من داخل شقته، وعلى الفور شكلت قوات الأمن فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وبإجراء  التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة تبين أن الخادمة وراء ارتكاب الواقعة، وعقب تقنين الإجراءات نجحت قوة أمنية في ضبط المتهمة.

وبمواجهتها، اعترفت بارتكاب الواقعة وسرقة الشقة بالاشتراك مع عاطل، حيث سرقت بعض الأشياء وهي عبارة عن سلسلة ذهبية ومبلغ مالي قدره 15 الف جنيه وجهاز حاسب آلي، كما أنهما قاما ببيع المضبوطات وإنفاق قيمتها على متطلباتهما الشخصية، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

طباعة شارك تأجيل أولى جلسات محاكمة خادمة سرقة محاكمة خادمة

مقالات مشابهة

  • ندوة أدبية ثرية لمناقشة كتاب «الذي لم يخرج» بنادي الأدب بطنطا
  • الأدب الإريتري المكتوب بالعربية.. صوت منفي لاستعادة الوطن إبداعيا
  • لو اتعرضت للسرقة فى الشارع.. تعمل إيه أول 10 دقايق؟
  • الجيش الألماني يعلن سرقة آلاف الطلقات من شحنة ذخيرة
  • سرقة 35 ألف طلقة من شاحنة ذخيرة للجيش الألماني بعد تركها دون تأمين في موقف سيارات
  • مياه القناة: حملات مكبرة لمواجهة السرقات وسداد المتأخرات على المشتركين
  • تأجيل محاكمة خادمة وعاطل بتهمة السرقة بالنزهة
  • سرقة 20 ألف طلقة مخصصة للجيش الألماني أثناء نقلها
  • الذكاء الاصطناعي يهدد الأدب.. هل يعود السرد الشفهي؟
  • مكتبة الإسكندرية تهنئ سلوى بكر بجائزة البريكس الأدبية