بوابة الوفد:
2025-12-12@20:57:08 GMT

الاثنين الدامى يحرق قلب المحتل

تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT

خسائر الجيش الإسرائيلى فى غزة تتوالى بصورة غير مسبوقة، ويدفع الاحتلال يوميًا فاتورة أثقلت كاهل نتنياهو، الأمر الذى بات يهدده بالمثول للمحاكمة، بل وانتهاء مستقبله السياسى إلى الأبد، نظرًا للإخفاقات الكبيرة للجيش فى غزة، وعدم تحقق الوعود التى قطعها رئيس الوزراء على نفسه منذ انطلاق الحرب.
نتنياهو كان «يظن» وفى الظن إثم، أن المعركة فى غزة ستكون نزهة لجنوده، وأنه سوف يستطيع بفضل الدعم «المضمون» للحليف الأمريكى والأوروبيين من قضاء المهمة فى أيام معدودة، وإغلاق ملف الصراع العربى الإسرائيلي إلى الأبد، وأن فلسطين ستصبح مستعمرة يهودية بعد ترحيل الغزيين بالقوة إلى دول الجوار، والأهم القضاء تماما على حماس والمقاومة وترسيخ أمن دولة الاحتلال إلى الأبد.


المعركة منذ انطلاق طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الماضى كانت كل مدلولاتها تؤكد أنها مختلفة تمامًا، وأنها محطة فارقة فى تاريخ الصراع، ولكن هذه المرة لصالح الأشقاء فى فلسطين الذين أعدوا العدة والعتاد تماما لتلك الجولة عبر تخطيط منظم وتدريبات قتالية على أعلى المستويات، فقد دمجوا فى خطتهم بين الحرب المنظمة وحروب العصابات، بالإضافة إلى المخزون الاستراتيجى من الصواريخ والأسلحة والدعم اللامحدود من الأهالى.
المحتل وجيشه الجرار تخيلوا فى بداية المعركة أن ما يتعرضون له «حلاوة روح» وأن المقاومة سوف تستنفذ ما لديها من أسلحة خلال ساعات أو أيام، وأعلن نتنياهو لمجلس حربه «المشؤوم» أن الحرب ستنتهى فى مدة أقصاها 15 يوما بعد تحقيق أغراضها كاملة.
ومرة أيام نتنياهو المعدودة فى صورة كابوس مفزع أطار النوم من عينيه، وأصاب الإسرائيليين بالفزع والهلع، وهو ما دفع أكثر من نصف مليون يهودى للهروب إلى أماكن آمنة خارج الدولة ونزوح 250 ألف آخرين بعيدا عن غلاف غزة، ودخلت الحرب مراحل متطورة ومتقدمة وصلت إلى 110 أيام لم تنطفئ فيها نار المعركة حتى أيام الهدنة الإنسانية التى انهارت هى الأخرى قبل اكتمال موعدها.
التطورات على أرض المعركة جعلت جيش الاحتلال يفقد أعصابه وترتعش أيادى جنوده، فشاهدنا حكايات النيران الصديقة التى حصدت أرواح الجنود بأيدى زملائهم، وكثف المحتل غضبه الجم فى حرب لم تشهد لها المنطقة مثيل «جوية برية بحرية» مستخدما ترسانة الأسلحة الحديثة والمتطورة، بل استخدم أسلحة محرمة دوليا وارتكب جرائم حرب تستوجب الخضوع للمحاكمات العاجلة.
وحاصر المحتل قطاع غزة واستخدم سلاح التجويع ومنع المساعدات، ولم يكتف بذلك، بل ضرب المستشفيات ومراكز الإيواء وسيارات الإسعاف واستهدف كل أنواع الحياة على أرض غزة ليحولها إلى مدينة أشباح.
نتنياهو الذى يخشى الصعود إلى الهاوية يحاول بشتى الطرق تحقيق أى نصر بأى طريقة على أرض المعركة، فحاول توسيع بؤر الصراع لكسب التعاطف الدولي، إلا أن المعارضة القوية التى يقودها وزير دفاعه وأهالى الرهائن المحتجزين لدى المقاومة، وحتى بايدن الحليف الأبدى الذى أصبح ينادى بإنهاء الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية، زاد من جنونه وأصبح يوزع التهم جزافا على دول الجوار فى محاولة يائسة لفتح بؤر جديدة للصراع.
الحقائق كلها باتت تؤكد أن أيام رئيس الوزراء الإسرائيلى معدودة، فأمره الآن بين المعارضة والجبهة الداخلية التى بدأت اعتصامات مفتوحة تهدد الكيان كله، وبين الرأى العام العالمى وزيادة الضغوط الدولية والمظاهرات الشعبية التى اجتاحت العالم دون توقف منددة بجرائم الحرب فى غزة، ومطالبة بوقفها فورا.
باختصار.. إسرائيل تترنح من كثرة الهزائم التى لم تعتدها، والمقاومة الفلسطينية تزداد قوة وتنظيم رغم حرب الإبادة التى يتعرض لها القطاع، والحقيقة تكشفها وسائل إعلام الاحتلال نفسها بعد ما تعرض له جيش الكيان فى خان يونس مؤخرا وأدى إلى مقتل 21 ضابطا وجنديا، فقد أجمعت وسائل الإعلام العبرية على أن يوم الاثنين 22 يناير 2024، كان من أسوأ أيام الحرب فى غزة، حيث منى جيش الاحتلال بأكبر عدد من الخسائر منذ هجومه البرى على القطاع، بخلاف الأعداد الكبيرة من الجرحى.
تبقى كلمة.. بعد أكثر من 7 عقود من حلم اليهود المزعوم بالوطن الأكبر على حساب العالم العربي، آن الأوان ليفيقوا من غفوتهم فأطفال الحجارة باتوا رجالا أولو بأس «غزة نموذجا»، وغدا أطفال طوفان الأقصى سوف يتمكنون من إزالة المحتل ليس فقط عن أراضيهم ولكن من الوجود.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار الدولة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

نتنياهو اقتحم زنزانتها.. لينا الطبال تروي لـعربي21 تجربتها في سجون الاحتلال (شاهد)

تواصل شهادات الناجين والعائدين من أسطول الصمود لتكشف جانبا مظلما من سياسات الاحتلال داخل سجونه في ظل الحرب على غزة، إذ اتسعت دائرة الانتهاكات لتطال الإعلاميين والحقوقيين وطواقم الإغاثة وكل من يحاول الاقتراب من خطوط النار.

وبينما تتصاعد التحذيرات الدولية بشأن تدهور الوضع الإنساني، تبرز روايات المشاركين في أسطول الصمود والوفود الإنسانية لتفضح حجم العنف المستخدم في منع دخول المساعدات وعرقلة أي جهد يهدف إلى تخفيف معاناة المدنيين.

وسط هذا المشهد المأزوم، تكشف شهادة الناشطة الحقوقية لينا الطبال لـ"عربي21" تفاصيل جديدة عن طريقة تعامل الاحتلال مع المتطوعين والأسرى، لتضيف حلقة أخرى إلى سلسلة طويلة من الروايات التي تتهم الاحتلال الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة والتعذيب والاحتجاز التعسفي، سواء في البحر أو داخل المعتقلات.

في لقاء خاص تحدثت الطبال لـ"عربي21" عن تفاصيل اختطافها أثناء مشاركتها في أسطول الصمود الذي انطلق محملا بمساعدات طبية وغذائية باتجاه قطاع غزة، قبل أن تعترضه البحرية الإسرائيلية في عرض البحر وتقتاده بالقوة إلى داخل الأراضي المحتلة.

وقالت الطبال إن الهجوم "كان لحظة هلع حقيقية" إذ فوجئ أفراد القافلة بزوارق حربية تحاصر السفينة من اتجاهات متعددة، يتبعها إطلاق نار تحذيري وصراخ الجنود المطالب بوقف المحركات فورا، وأضافت "لم نكن مسلحين ولا حتى قادرين على المقاومة.. كنا فريقا إنسانيا، لكنهم تعاملوا معنا كتهديد عسكري".

وأكدت الناشطة الحقوقية أنهم كانوا في مهمة إنسانية تحمل مساعدات ودواء، قبل أن تُقدم البحرية الإسرائيلية على "قرصنة" السفينة في عرض البحر، في خطوة قالت إنها تخالف اتفاقيات روما والاتفاقية الثالثة واتفاقيات البحر، وتُعد "جريمة حرب" وفق تعبيرها.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

وأضافت الطبال أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نقلتهم قسرا إلى "أرض العدو"، معتبرة أن هذا الإجراء يشكل هو الآخر "جريمة حرب"، مشيرة إلى أنهم تعرضوا لتحقيق ومحاكمة "غير شرعيين"، ولم يسمح لهم بمقابلة محامين.

وتحدثت عن ظروف احتجاز قاسية، شملت التعذيب الجسدي والحرمان من الدواء والطعام والماء، مؤكدة أنهم ظلوا حتى الأيام الأخيرة يشربون ماءً ملوثا "أصفر أو بني"، وأن الطعام الذي قدم لهم كان قليلا جدا، وذكرت أن ناشطات أخريات تعرضن للضرب، إلى جانب "تعذيب نفسي" تمثل في منع النوم وإجبارهن على التوقيع تحت التهديد.

نتنياهو يدخل عليها بالكلاب البوليسية
وفي واحدة من أخطر رواياتها، قالت الطبال إن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دخل الزنزانة التي كانت فيها عند الساعة الرابعة فجرا، برفقة كلاب بوليسية وقوة كوماندوز إسرائيلية، وإن عناصر القوة وجهوا البنادق والأسلحة الثقيلة نحو رؤوس المحتجزات، وهددوهن بالموت و"الإلقاء بالغاز"، واتهامهم بالإرهاب من قبل رئيس وزراء الاحتلال، وهو ما قالت إنه كان يتكرر يوميا مرات عدة.

وفي جانب آخر من حديثها، تناولت الطبال ما وصفته بسياسة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ احتلال فلسطين، معتبرة أن الاحتلال يسعى إلى "إبعاد الفلسطينيين عن الوطن ومحو الهوية والثقافة".


وأشارت إلى أن ما جرى خلال محاولات إفراغ غزة من سكانها مثال على ذلك، لافتة إلى وجود طائرات تنقل فلسطينيين إلى جنوب أفريقيا، رغم اختلاف الهوية الثقافية بين الطرفين.

تضيق على الأسرى المحررين
وأكدت الطبال أن الأسرى المحررين يواجهون بدورهم تضييقات وملاحقات دائمة، سواء داخل فلسطين أو خارجها، موضحة أنهم معرضون للتهديد بالقتل أو الاعتداء، وأن إعلام الاحتلال الإسرائيلي نفسه كان يناقش فكرة "إبعاد الأسرى إلى أقصى الأرض حتى لا يعودوا مرة أخرى"، وفق تعبيرها.


View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يزور برلين الاثنين لإجراء محادثات مع ميرز وحلفاء الناتو
  • حكومة نتنياهو تصدّق على إقامة وشرعنة 19 مستوطنة بالضفة الغربية
  • نتنياهو اقتحم زنزانتها.. لينا الطبال تروي لـعربي21 تجربتها في سجون الاحتلال (شاهد)
  • شاب يحرق ملعب هاكا الفنلندي
  • عينُ المحتل الثالثة
  • الجنوب المحتل.. مسرح لتصادم الأطماع الخارجية وضريبة “مصادرة القرار”
  • خبير استراتيجي: “نتنياهو” يحاول إبقاء إسرائيل في حالة حرب
  • أكد نوايا بلاده القائمة على الاعتداءات وإشعال نار الحروب.. وزير إسرائيلي متطرف: الحرب مع سوريا حتمية
  • المحافظات المحتلّة.. بين هيمنة السعودية وسطوة الإمارات صراع يهدد بالانهيار
  • على عكس تصريحات ترامب عن خسارة أوكرانيا.. مصادر لـCNN: الوضع في ساحة المعركة لم يتغير كثيرا