ضعف القيادة والإدارة في "اتحاد الكرة"
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
حمد الحضرمي **
عبَّر الآلاف من العُمانيين بكل صراحة ووضوح بأن اتحاد الكرة قيادته وإدارته ضعيفة، من خلال النتائج السلبية والأداء الضعيف للمنتخب الوطني المشاركة في كأس أسيا الحالية بقطر، وللنتائج الضعيفة في كل مشاركات منتخباتنا الوطنية، والقيادة في مثل هذه المؤسسات تحتاج إلى مهارات وخبرات وطاقات لفريق العمل يقوم القائد بمهارته بجمعها وحشدها للعمل بروح واحدة لتحقيق الرؤية المشتركة، وللإدارة دورًا بالغ الأهمية في التحكم بإدارة العمليات لتحقيق أهداف المؤسسة من خلال اتخاذ القرارات الصحيحة وتنظيم المهام والتخطيط للنجاح.
إلّا أننا كرياضين ومتابعين لم نجد أي خطة عمل لاتحاد الكرة، وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن اتحاد الكرة كانت قيادته وإدارته لشؤون الإتحاد واللعبة دون المستوى المطلوب، حيث لم يستطع رئيس الإتحاد قيادة فريق عمله وإدارته بالشكل المطلوب، ولا توجد الثقة المتبادلة بين الرئيس والأعضاء، ولا يوجد مهام عمل محددة لأعضاء الاتحاد، حيث أصبح أغلبهم ليس له دور يذكر، ومن المحزن بأن عضو واحد باتحاد الكرة هو القائم بكل شيء، فتجده هو المتحدث الرسمي للاتحاد، وهو رئيس بعثة المنتخب، وهو من يتحدث عن الأمور الفنية والإدارية والمالية، وهو صاحب القرار، ورئيس الاتحاد وباقي الأعضاء ليس لهم أدوار، إن الأمر في اتحاد الكرة يسير في انحدار شديد، لأن قيادة الاتحاد تخلت عن مسؤولياتها، والإدارة أصبحت ليست ذات قرار، وغير مؤثرة على فريق العمل.
إن لكل اتحاد خطة عمل منشورة لمدة فترة إدارته، إلا أن رئيس اتحاد الكرة منذ سبع سنوات على توليه رئاسة الاتحاد، لا يملك أي خطة عمل ولا تخطيط ولا بعد نظر ولا أسس ولا مبادئ توجيهية للعمل عليها وتنفيذها، فكيف سيحقق اتحاد الكرة أهدافه بدون خطة عمل وتخطيط مدروس؟ وكيف سيحدث التغيير والتطوير وتحقيق النتائج المشرفة واتحاد الكرة بهذه العشوائية؟
إن من مقومات النجاح في القيادة والإدارة هو الإلهام وحب العمل والحماس والشغف، والناظر والمتابع يجد من الوهلة الأولى بأن أغلب أعضاء الاتحاد ليس لديهم رغبة العمل ولا قدرات وإمكانيات تؤهلهم للعمل باتحاد الكرة، وإنما جاءت بهم الانتخابات ليكون أحدهم رئيس والآخرين أعضاء بمجلس إدارة الاتحاد، يقضيها بعضهم في تكوين علاقات شخصية وفي السفر والسياحة، فكيف ستتطور لعبة كرة القدم في بلادنا الحبيبة عُمان وأغلب القائمين عليها لا يحبونها ولم يمارسونها سابقًا، وليس لديهم الرغبة في التطوير والنهوض باللعبة وتحقيق النتائج المرجوة، ولا توجد خطط عمل قصيرة وطويلة المدى، ولا توجد برامج لتطوير منتخباتنا الوطنية من المراحل السنية ولا برامج لتطوير المدربين والحكام والمراقبين ولا توجد دورات لتأهيل الموظفين العاملين باتحاد الكرة، فلهذه الأسباب نجد اتحاد الكرة لم يحقق النتائج المرجوة منه والتي تنتظرها الجماهير العُمانية المحبة والمتابعة بشكل كبير.
إنَّ ما حققته بعض اتحادات الدول العربية والآسيوية والعالمية من نجاحات وإنجازات لم يأتي من فراغ، وإنما جاء وفق خطط عمل نموذجية، فاليابان مثلًا منذ أكثر من 25 سنة مضت وضعت خطط طويلة الأمد ليكون منتخبها أحد أقوى عشرة منتخبات في العالم، وقد عملت بجد واجتهاد طوال هذه السنوات ووضعت برامج لتطوير قطاعات الناشئين بإنشاء مراكز تدريب، وفق عمل منظم وتخطيط سليم بالاعتماد على القاعدة، التي بموجبها وعلى أثرها حققت اليابان كأس أسيا عدة مرات وصعدت لكأس العالم في عدة دورات، وهي تسعى وتخطط منذ سنوات لتنظيم بطولة كأس العالم على أراضيها والفوز بالبطولة خلال العشرين سنة القادمة.
وإننا في سلطنة عُمان لدينا إمكانيات وطاقات شبابية كبيرة، لديهم خبرات علمية وعملية وقدرات للقيادة والإدارة، يستطيعون وضع خطط وبرامج لتطوير لعبة كرة القدم والرياضات الأخرى، وقيادة الاتحادات والأندية، ولكن الأمر يتطلب إعادة صياغة التشريعات والأنظمة والقوانين في الاتحادات والأندية خاصة قوانين الانتخابات، على أن تضع اشتراطات لمن تتوفر لديه مؤهلات إدارية وفنية تؤهله للعمل بكفاءة عالية في المؤسسات الرياضية، وأن تتاح الفرصة لأهل المهنة وأصحاب الخبرة العملية والعلمية الذين عايشوا الرياضة ومارسوها كلاعبين وإداريين للعمل في الاتحادات والأندية، ولمن لديه الرغبة والحماس والشغف للعمل الرياضي.
يتطلب الأمر أن يكون رئيس اتحاد الكرة القادم شخصية رياضية مؤثرة، لديه مهارات في القيادة والإدارة، ولديه خطة عمل وبرنامج متكامل لتطوير والنهوض بلعبة كرة القدم وتحقيق النتائج المنشودة، وذلك وفق قائمة متكاملة يختارها بنفسه للعمل معه في الاتحاد لمدة أربع سنوات، على أن يكونوا من أصحاب الخبرات والكفاءات، ومن وجهة نظري هذا الأمر لن يتحقق إلا ذلك كانت هناك إرادة سياسية ودعم حكومي من مؤسسات الدولة العامة والقطاع الخاص، ويتطلب الوضع أن يكون للرياضة مكانة وأولوية في خطط الحكومة، ويكون للرياضة محورُا رئيسيًا مخطط له ومرسوم في رؤية عُمان 2020/ 2040، حتى تحقق الرياضة العُمانية خاصة لعبة كرة قدم إنجازات ونتائج مشرفة تحقق تطلعات الحكومة وأمنيات الجماهير العُمانية المخلصة.
** محامٍ ومستشار قانوني
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فاروق جعفر في حوار لا تنقصه الصراحة: "اتحاد الكرة لازم يرحل"
عندما يتحدث فاروق جعفر، فإنه يملك التجربة والخبرة، باعتباره أحد أساطير كرة القدم، كنجم كبير في الزمالك والمنتخب الوطني، ومدير فني للمنتخب والزمالك وعدة أندية مصرية مثل الإسماعيلي وغزل المحلة والمصري والأنصار اللبناني، ومحللًا أيضًا في القنوات الفضائية.
فتح جعفر النار على اتحاد الكرة، وتحدث عن فضيحة المنتخب الثاني في بطولة كأس العرب، كما تحدث عن حسام حسن وموقف المنتخب في بطولة كأس الأمم الأفريقية، وأزمات الزمالك، ورأيه في إدارة الأهلي. وكان هذا نص الحوار:
بدايةً.. ما رأيك في خروج المنتخب الثاني من الدور الأول في بطولة كأس العرب؟
رأيي الشخصي أن اتحاد الكرة برئاسة هاني أبو ريدة يتحمل المسؤولية كاملة، لأنه صاحب قرار المشاركة، ولا بد أن يتم محاسبته على هذا الفشل دون غيره، بعيدًا عن الجهاز الفني، لعدة أسباب:
أولها أن البطولة – كما قالوا – ليست ضمن أجندة الاتحاد الدولي.
ثانيها أن الهدف كان مجرد التواجد فقط، وانعكس ذلك على اختيارات اللاعبين، الذين كان معظمهم فوق الثلاثين عامًا، رغم أن جميع المنتخبات الأخرى شاركت بالصف الثاني من أعمار صغيرة، لتكون نواة للمنتخب الأول.
لكن لو نظرنا إلى أسماء لاعبي مصر نجد أنهم – كما قلت – فوق الثلاثين، ولا يملكون الحماس أو الروح القتالية داخل الملعب، مثل: عمرو السولية، مجدي أفشة، محمد النني، محمود حمدي الونش، كريم العراقي، عمر جابر، مروان حمدي، ومحمد عواد.
ويكفي مثلًا أن تجد أربعة لاعبين في وسط الملعب مجموع أعمارهم 120 سنة!
وافتقد المنتخب العناصر الشابة التي شاهدناها مع منتخبات مثل الأردن وفلسطين وغيرهم من المنتخبات العربية.
هل نفهم من كلامك أنك تتهم اتحاد الكرة بالفشل؟
وما هي النجاحات التي حققها اتحاد الكرة؟
منتخب الناشئين إخفاق، منتخب الشباب إخفاق، المنتخب الثاني في كأس العرب إخفاق، وكل الأمور تُدار بالمجاملات.
للأسف، اتحاد الكرة يعتمد على أهل الثقة وليس أصحاب الخبرات.
والسؤال الذي أطرحه: كعضو في مجلس الإدارة الحالي، من مارس لعبة كرة القدم؟ وما هي خبراته في اللعب؟
ما دمنا نعتمد على القوائم في الانتخابات، فلن نتقدم خطوة واحدة للأمام.
لذلك أقول إن مجلس إدارة الاتحاد فاشل، وعليه أن يرحل فورًا لأنه يتحمل بمفرده هذه الإخفاقات.
ولكن هناك لجنة فنية داخل الاتحاد؟
اللجنة الفنية تضم شخصيات كروية محترمة، ولكن للأسف الشديد:
هل هم أصحاب قرار؟
وهل يتم الأخذ بتوصياتهم؟
بالقطع لا.
ما رأيك في تصريحات حلمي طولان التي أكد خلالها أنه لم يحصل على الدعم الكافي قبل البطولة؟
حلمي طولان مدرب جيد، وله تاريخه، وله كل الحق فيما قال.
وهو لن يتحدث بهذا الشكل إلا إذا كانت لديه مبررات وحجج.
هو بالفعل واجه مشاكل في اختيار اللاعبين، وهناك أندية رفضت الاستغناء عن لاعبيها، لكن في الوقت نفسه كان عليه أن يتمسك بالمطالبة.
ما أحزنني هو خيبة أمل الجماهير المصرية التي حضرت المباريات، وتخيل مثلًا أن مباراة الأردن حضرها أكثر من 66 ألف مشجع مصري، وهو ما لم يحدث منذ سنوات في الدوري المصري.
للأسف، اتحاد الكرة جازف وراهن بسمعة الكرة المصرية، ولم يُبالِ بمشاعر الجماهير الوفية التي حرصت على الحضور وتشجيع المنتخب.
هل تؤثر حملة الانتقادات ضد حسام حسن على استعداد المنتخب لأمم أفريقيا؟
أرفض تمامًا الهجوم على حسام حسن، وحكاية ربط بقائه أو رحيله بكأس أمم أفريقيا خطأ كبير.
لا بد أن ندعمه حتى تكون هناك ثقة بينه وبين اللاعبين.
تخيل مثلًا أن يُقال له إنه في حال الإخفاق سيتم إقالته، فما موقف اللاعبين منه؟ وهم يعلمون أن مدربهم – كما يقولون – “على كف عفريت”.
أنصح حسام حسن بالتركيز جيدًا وعدم الالتفات لكل ما يُقال، وأن يركز أيضًا على الناحية النفسية، التي سيكون لها عامل كبير في التفاف اللاعبين حوله.
لدينا تجارب سابقة مع الكابتن محمود الجوهري، ومن بعده حسن شحاتة، وهي دروس يجب أن يستفيد منها حسام حسن.
ما هي توقعاتك للمنتخب في أمم أفريقيا بالمغرب؟
البدايات ستكون كاشفة لمستوى المنتخب، وبعد أول مباراة أو مباراتين يمكن الحكم على الشكل الحقيقي للفريق.
بصفتك أحد أبناء الزمالك.. كيف ترى أزمات القلعة البيضاء؟
مشكلة الزمالك تشبه تمامًا مجلس إدارة اتحاد الكرة.
هناك افتقاد للخبرات الإدارية، وعدم وجود لاعبي كرة سابقين، باستثناء أحمد سليمان، الذي جاء من قطاع الناشئين بالأهلي وعمل مدربًا لحراس المرمى، وكذلك حسين السيد حارس المرمى.
أرى أن مجلس إدارة القلعة البيضاء يحتاج إلى “إداري”، بدليل أن معظم الملفات فشلوا فيها حتى الآن، والديون تراكمت على النادي بسبب أخطاء إدارية بحتة.
وكيف ترى تجربة جون إدوارد؟
تجربة فاشلة لأسباب كثيرة، بداية من التعاقد مع مدرب مجهول، البلجيكي يانيك فيريرا، ولاعبين تم التعاقد معهم دون المستوى، ونتائج مخيبة للجماهير، ولاعبين فسخوا عقودهم، وأمور أخرى كثيرة يعلمها الجميع.
هل تؤيد بقاء أحمد عبد الرؤوف مديرًا فنيًا للزمالك؟
أؤيد بقاءه كرجل ثانٍ مع مدير فني، سواء مصري أو أجنبي، يمتلك خبرة كبيرة، ويجيد التعامل مع اللاعبين، ويتمتع بشخصية قوية.
يستفيد عبد الرؤوف من هذه التجربة، وأتمنى أن يعود الزمالك للمنافسة وتحقيق البطولات مرة أخرى، لأنه كيان كبير وله جماهير بالملايين عاشقة ووفية.
كيف ترى أداء إدارة الأهلي؟
بالتأكيد ناجحة، لأن على رأسها نجم كروي هو محمود الخطيب.
ونجاح الأهلي ظهر أكثر في عهد صالح سليم، ومن بعده حسن حمدي، وكلاهما لاعبا كرة.
وهذا لا يمنع أن نشيد أيضًا بفترة محمود طاهر، ورأينا حرص الخطيب على وجود عنصر كروي داخل المجلس، فكان هناك حسام غالي، ومن بعده سيد عبد الحفيظ.