الثورة نت:
2025-05-24@00:28:55 GMT

معاناة أطفال فلسطين.. ثقب في ضمير العالم

تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT

معاناة أطفال فلسطين.. ثقب في ضمير العالم

 

الاسرة /متابعات
في ظل الوضع الذي تعانيه فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني، بكل ما يجلبه من تدمير وقتل وانتزاع لأراضي الفلسطينيين، من خلال تشريعات وضعت خصيصا لذلك، يبقى الأمر الأكثر خطورة وإثارة للقلق هو عدد الأطفال الذين استشهدوا على يد القوات الصهيونية طيلة عقود من الاعتداءات العسكرية.
أبرزت وثيقة لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن عدد الأطفال الذين راحوا ضحايا للاعتداءات الصهيونية منذ 2000 وصل إلى حوالي 2270 طفلا على مدار مجموع الفترات التي كان يشن فيها عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى الاعتداءات وحالات الإعدام في الشارع التي تتم للأطفال.


جعلنا مشهد أم الطفل محمد التميمي (عامين) وهي تودعه بعدما ارتقى شهيدا برصاصة لقناصة الاحتلال اخترقت رأسه من خلف الأذن، وبشظية من رصاصة أخرى استقرت في الدماغ، نعيد للأذهان أحداثا راح ضحاياها آلاف الأطفال، ولم يحرك إزاءها المجتمع الدولي ساكنا، بل اكتفى بالتعبير عن القلق والتحذير من مآلات الأمور.
محمد الدرة.. قصة جمعت كل الشعوب العربية
شهد عام 2000 اندلاع الانتفاضة الثانية، التي اندلعت في 28 سبتمبر بعد اقتحام زعيم حزب الليكود المتطرف أرئيل شارون باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، لتستمر الانتفاضة حتى بداية عام 2005، مخلفة ما يزيد عن 4400 شهيد ونحو 50 ألف مصاب.
هذه الانتفاضة، التي شهدت في أسبوعيها الأولين جلوس السلطة الفلسطينية ضمن مفاوضات كامب ديفيد التي لم تتوصل إلى حل سلمي للصراع مع الاحتلال، تميزت مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987 بكثرة المواجهات وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال.
وكانت هذه الانتفاضة شاهدة على استشهاد الطفل محمد الدرة الذي كان يحتمي خلف والده من رصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، في مشهد نقل على المباشر. ورغم مرور 23 عاما على هذا المشهد مازال حاضرا في عقول وأذهان الفلسطينيين والشعوب العربية وأحرار العالم كأيقونة ورمز للانتفاضة الثانية.
لقد كان العالم أجمع شاهدا على جريمة نفذها الاحتلال ضد الطفل الدرة (12 عامًا) على الهواء المباشر، لكن ذلك لم يمنع الاحتلال من مواصلة جرائمه في حق الشعب الفلسطيني، وخاصة الأطفال منه، ليتواصل منذ تلك الفترة إلى غاية يومنا هذا سقوط واستشهاد الأطفال، الذي وصل في يومنا هذا إلى 2270 طفلا.
في شهادة لضابط الإسعاف علي خليل حول استشهاد الطفل قال: “كمية الرصاص التي أطلقها جيش الاحتلال كانت كبيرة جدا، ولم تفلح محاولات الوصول إلى محمد ووالده”، وهو الأمر الذي أكده الفيديو الذي كان شاهدا على عشرات الأعيرة التي استهدفت الوالد وابنه الشهيد.
بعد شهرين من استشهاد محمد الدرة، كان العالم على موعد آخر مع استشهاد الطفل فارس عودة (15 عاما)، الذي ظهر في مختلف الصحف العالمية وهو واقف أمام دبابة ويرشقها بالحجارة، لكن مآله لم يكن لم يختلف عن مآل الدرة، بحيث اغتالته رصاصات قناصي الاحتلال.
الأطفال في فلسطين خارج التعريف العالمي للأطفال
في مختلف بقاع العالم، عند الحديث عن الأطفال فذلك مرادف للكلام عن الحقوق الضرورية ومدى استفادتهم من مختلف الامتيازات التي يتم تحديثها، لكن في فلسطين فإنه كلما فتح الباب للحديث عن الأطفال يفتح معه باب الشهداء والمصابين وحتى أولئك الذين لم يتجاوز عمرهم الأسابيع.
رغم كل هذه الفجائع إلا أن ما يميز أطفال فلسطين هو أنهم يكبرون سريعا بسبب وعيهم وتشربهم الواقع من حولهم، وبسبب التجارب التي يمرون بها، خصوصا تجارب الحرب التي تؤلمهم وتجعلهم صامدين وأكثر شجاعة وحرية وإحساسا بالمسؤولية. كما أنه في وقت يتعلم أطفال العالم التاريخ من الكتب في المدارس فإن أطفال فلسطين يعيشون تاريخ بلدهم لحظة بلحظة، يعيشون جميع أنواع العدوان عليهم وعلى طبيعة الحياة التي يعيشونها.
من منا لا يتذكر عدوان 2014 على غزة، الذي شهد استهداف الاحتلال أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و11 سنة عندما كانوا يلعبون على الشاطئ، حيث استشهدوا على الفور. ووثق فيديو الواقعة، التي روى تفاصيلها شقيق أحد الضحايا، محمد بكر (10 سنوات)، والذي أصيب بدوره في القصف على مستوى وجهه ويده اليسرى.
هذا الوضع الذي ولد الطفل الفلسطيني في كنفه وهو يرى نفسه منذ يومه الأول في مواجهة الاحتلال انضاف إليه في السنوات الأخيرة خروجه للعمل في سن صغيرة وعلى وقع القصف، بحيث وصل عدد الأطفال العاملين في القطاع إلى أكثر من 9700 طفل تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عاما، منهم 2900 تحت سن العمل القانونية، وهي 15 عاما وفقا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
أعداد الشهداء الأطفال في ارتفاع مستمر
في وثيقة لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، حملت العديد من الأرقام التي توثق أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين، جاء أن الطفل الفلسطيني لم يكن في أي وقت من الأوقات بمعزل عن الإجراءات التعسفية التي تمارسها سلطات الاحتلال؛ بل كان في مقدمة ضحاياها، رغم الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية التي تنص على حقوق الأطفال، وفي مقدمتها “اتفاقية حقوق الطفل”، التي تنادي بحق الطفل بالحياة والحرية والعيش بمستوى ملائم، والرعاية الصحية والتعليم والترفيه واللعب والأمن النفسي والسلام.
كما تحدثت الوثيقة عن أن “استهداف الأطفال الفلسطينيين وقتلهم سياسة ثابتة اتبعتها القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، واعتُمدت على أعلى المستويات؛ ما يفسر ارتفاع عدد الشهداء الأطفال؛ إذ وثَّقت المؤسسات الحقوقية للدفاع عن الأطفال في فلسطين استشهاد 2270 طفلاً على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2000م، أي مع بدء انتفاضة الأقصى، وحتى الاول من أيار/حزيران 2023؛ منهم 546 طفلًا فلسطينيًا عام 2014م؛ معظمهم ارتقوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما في ذلك جريمة إحراق وقتل الطفل المقدسي الشهيد محمد أبو خضير، بعد أن اختطفه المستوطنون؛ وجريمة إحراق عائلة دوابشة داخل منزلها بقرية دوما جنوب مدينة نابلس؛ فيما كانت آخر هذه الجرائم استشهاد الطفل محمد هيثم التميمي (عامان ونصف) من قرية النبي صالح، شمال غرب رام الله، بعد أن استهدفه قناص من جنود الاحتلال أثناء تواجده ووالده بباحة منزلهما، وإصابة والده برصاصة في الكتف في حزيران 2023”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

طفلك ليس مشروع نجاحك.. حرّروا الأطفال من طموحاتكم

ريتا دار **

في زمنٍ تُقاس فيه القيمة بالإنجاز، وتُختصر الطّفولة بالنتائج، ينسى كثيرٌ من الآباء أنّ أبناءهم ليسوا انعكاسًا لطموحاتهم المؤجّلة، ولا أدواتٍ لإثبات ذواتهم.

الطفل كائنٌ متفرّد، يحمل في داخله بذرة حلمه، لا حلم والديه. له الحقّ أن يختار، ويخطئ، ويصيب ويُعيد التّشكيل، دون أن يُسجن داخل قوالب مسبقة الصنع.

ليس من الخطأ أن يحلم الوالدان بمستقبلٍ مشرقٍ لأبنائهم، ولكنّ الخطأ أن تتحوّل هذه الأحلام إلى عبء يقاس به مقدار الحب، أو يُهدّد به شعور الطفل بالأمان والقبول.

كم من طفلٍ أُجبر على دراسة تخصّص لا يميل إليه، فقط لأنّه "خيارٌ آمن"، أو لأنّه "يرفع الرأس"، أو لأنّ أحد الوالدين لم يحقّق ذلك في شبابه؟ وكم من موهبة اندثرت في الظّل، لأنّ أحدًا لم ينصت لما يريده الطفل فعلًا؟

إنّ الطّفولة ليست مرحلة إعدادٍ لوظيفةٍ، بل فترة تأسيسٍ لشخصيّة. وكلّ محاولةٍ للضّغط على الطفل ليسلك مسارًا لا يشبهه، هي في الحقيقة طمسٌ تدريجيٌّ لهويّته.

يقول الفيلسوف الألماني فريدريش نيتشه: "أكثر الناس يقضون حياتهم في محاولاتٍ يائسةٍ لتحقيق أحلام غيرهم".

فهل نريد لأطفالنا أن يكونوا من هؤلاء؟!

فاطمة، الطّالبة المتفوّقة، دخلت كليّة الطّب بتشجيع والدتها. لكنّ شغفها الحقيقي كان الموسيقى. لم تُظهر تمردًا، ولم تُعلن رفضًا، بل انطفأ حلمها بهدوء. كانت تشعر أنّها تسير في طريقٍ مرسومٍ، لا يعرف قلبها إليه سبيلًا.

أما تَيم، فكان يدرّب على السّباحة منذ سنوات، تحقيقًا لحلم لم يحقّقه والده. لم يكن يكره الرّياضة، لكنّه لم يحبّها أيضًا. كان يجد نفسه في الرّسم، وكانت فرشاة الرّسم بالنسبة له هي صوته الحقيقي.

النّجاح الحقيقيّ ليس أن يحقّق الطّفل ما نتمنّاه، بل أن يجد ما يشعل قلبه، ويسير نحوه بثقة وحرية. أن ينطلق من ذاته، لا من رغبات الآخرين. أن يكون أفضل نسخةٍ من نفسه لا نسخةً معدّلةً من أحد والديه.

في سلطنة عُمان، هناك جهودٌ تربويّةٌ مشكورةٌ تسعى إلى تمكين الأطفال من التعبير عن ذواتهم، عبر مبادرات مثل "التّوجيه المهنيّ المبكّر" و"الأنشطة اللاصفيّة"، التي تتيح لهم فرصة اكتشاف ميولهم في بيئة تحترم التنوّع وتقدّر الاختلاف.

وتؤكّد دراسةٌ منشورةٌ في مجلّة "علم النّفس التربوي" أنّ الأطفال الذين يُمنحون حريّة اختيار مسارهم، ويتمّ دعمهم في قراراتهم، يظهرون معدلاتٍ أعلى من الرّضا الذّاتي، والالتزام، والثّقة بالنّفس، مقارنةً بمن فرضت عليهم خياراتٌ لا تشبههم.

على الآباء أن يدركوا أن أبناءهم ليسوا مرآةً لهم، بل نوافذ على آفاقٍ جديدةٍ. هم ليسوا مشاريع؛ بل أرواح حرّة تستحقّ الرعاية؛ فلنمنح أبناءنا المساحة الكافية ليحلموا، ويتعثّروا، ويعيدوا تشكيل خطواتهم، ولنقل لهم بصدق: "أحلامك تستحقّ الاحترام، حتّى وإن لم تشبه أحلامي".

بهذا فقط نربّي أجيالًا واثقةً، تحبّ ذاتها، وتخوض غمار الحياة بشغفٍ وحُرية.

** صحفية سورية

مقالات مشابهة

  • الكاتب الأردني محمد النابلسي: الأطفال العمانيون الباحثون عن المعرفة لديهم استعداد للدخول في حوار عميق حول أفكار فلسفية
  • من بينهم أطفال ونساء.. استشهاد 16 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منازل وخيامًا بقطاع غزة
  • أرقام مفزعة تكشف عنها صحة غزة بحق أطفال القطاع
  • استشهاد 16,503 أطفال في غزة منذ بدء الحرب
  • جولة تثقيفية للأطفال في قلعة صلاح الدين ضمن أنشطة قصور الثقافة
  • محمد رمضان غاضب بعد نشر صورة نجله: "من حقي كأب أعرف مين خالف القانون!"
  • «ابني اتقال له أسود زي أبوك» .. بيان مؤلم من محمد رمضان | تفاصيل صادمة
  • طفلك ليس مشروع نجاحك.. حرّروا الأطفال من طموحاتكم
  • صرخة صامتة تهز ضمير العالم.. جوليان أسانج يهزّ «كان» بقميص يحمل أسماء 4986 طفلاً فلسطينياً
  • عشرات الجرحى من الأطفال.. استشهاد 8 فلسطينيين إثر قصف الاحتلال لمدينة غزة