نجيب محفوظ بعيون نرويجية في معرض القاهرة للكتاب 2024
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
شهدت قاعة ضيف الشرف بالدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة حول أعمال الأديب العالمى نجيب محفوظ تضمنت جزئين، بدأ الجزء الأول بقراءة دراسة ألقتها الأديبة النرويجية "هانه اورستافيك"، وهي من أكثر كتاب الأدب شهرة في العصر الحديث ونشر لها العديد من الكتب، وتبع الجلسة حوار مع الكاتبة نورا ناجي.
الأديبة النرويجية "هانه اورستافيك" عرضت قراءتها لما وصلها من أعمال نجيب محفوظ، وأطلقت على دراستها اسم "عمل في الظلام".
وتقول "هانه" إن محفوظ نشر الثلاثية عام ١٩٥٦ والتي دارت أحداثها منذ عام ١٩١٩ وتفتتح الرواية بمنزل العائلة لسيدة تستيقظ لتفتح البيت للحياة، وهي تفتح أبوابها ببطء وتراقب خطواتها وهي تتحرك في ظلام الفجر وتذهب لتوقظ زوجها، إنها "امينة" التي تزوجت في عمر ١٤ عاما وفي العام الأول من الزواج كانت تطلب منه بلطف أن يحد من التعامل معها بعنف، مضيفة أن كتابات محفوظ تقول إن لم تستطع إن تثير غضبه فلابد أن تطلب ما تريده بهدوء.
واستطردت الكاتبة النرويجية "هانه اورستافيك" في شرح الشق المحبط في الرواية هو الفصل بين أفراد الأسرة وقت الطعام وعندما أخذت أمينة على عاتقها مسئولية النزول من البيت لزيارة الحسين دون إذن زوجها وفي طريقها تعرضت لحادث مما اضطرت معه للاعتراف للسيد أحمد عبد الجواد بخروجها من المنزل ولكن عصيانها كان بمثابة الخطأ الأكبر وقام بطردها من المنزل.
وأنهت "هانه" قراءتها بأن مفتتح القصة بالظلام هو دلالة على ما يحيط بنفوس الأسرة وهذه القصة تستوحي الحاجة الكبيرة لسمو النفس والتي من خلالها نشعر بهذه الشخصيات، كما أن القصة توحي لنا كيف يجب ان نكون صادقين مع أنفسنا ونشعل الحب في نفوسنا.
وفي الجزء الثاني من الندوة دار حوار أدبي بين الكاتبة نورا ناجي ونظيرتها النرويجية “هانه اورستافيك”، بدأته نورا بالتعبير عن سعادتها البالغة بلقاء "هانه" خلال الايام القليلة السابقة وقد شعرت بمدي تشابههما، ثم قامت وجهت عدة أسئلة وأهمها سؤال عن الاختلافات التي وجدتها بين الروايات الثلاث؟ لتجيب بأن نجيب محفوظ لديه أسلوب عجيب في الغوص داخل شخصياته ويصف بمهارة وصعوبة بواطن النفس وكأنه يلمس بشرة كل شخص وهذا ما شعرت به فقد رأيت كمال بعيني وشعرت بكل إنسان في الرواية.
ثم سألتها عمن هو الكاتب الذي قام بكتابة التاريخ في أعماله مثلما فعل نجيب محفوظ، فأجابتها: على سبيل المثال هناك رواية نرويجية ترجمت إلى الإنجليزية عملاقة تحدثت عن التاريخ النرويجي ونحن نتحدث عن الترجمة العربية للغات أخرى.
وعلقت الكاتبة نورناجي على ما قالته "هانه" بأن روايات نجيب محفوظ تطرح أسئلة وفى نفس الوقت متعة شديدة في القراءة، وهذا ما دفعها لسؤالها: كيف يستطيع الكاتب الجمع بين المتعة والعمق؟ فأجابتها "هانه" بإعادة السؤال لها فكانت إجابتها إنه شيء شديد الصعوبة ولكنها ترى إن البساطة في السرد مع تأمل الشخصيات والغوص داخلها بصدق يجعلنا نكتب أيضًا ببساطة وعمق وهذا ما لمسته في روايتك "حب" ففاجأتها هانه بأنها لم تفكر يومًا في القارئ كيف سيتقبل كتابتها أبدا.
وأضاف هانه: "سيتم قريبا مناقشة أعمال الكاتب النرويجي "يون فونس" وإذا ما قارنت أعماله بنجيب محفوظ سوف تجدين الاختلاف وأظن أن ما من كاتب سيصرح بأن كتاباته ممتعة ولكن القراءة هي نوع من الحوار الذاتي مع أنفسنا..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نجيب محفوظ معرض القاهرة الدولي للكتاب جائزة الدولة التشجيعية كتاب الأدب نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
"نداء أهل القبلة: دعوة مشتركة لوحدة المسلمين".. في ندوةٍ لحكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتاب
نظَّم مجلس حكماء المسلمين ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب، ندوة بعنوان "نداء أهل القبلة: دعوة مشتركة لوحدة المسلمين"، بحضور عدد من الباحثين والمهتمين بالقضايا الفكرية والدينية، أدار الجلسة الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، فيما كان ضيف الندوة الشيخ الدكتور علي عبد العزيز الجبوري، أستاذ القانون المدني والأحوال الشخصية في كلية القانون بجامعة مدينة العلم وعضو مجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية.
وافتتح الدكتور سمير بو دينار الندوة بتأكيد أهمية الحوار في تعزيز الوحدة بين المسلمين بمختلف مذاهبهم، مشيرًا إلى أن "نداء أهل القبلة" يحظَى بدعم المرجعيات الكبرى في العالم الإسلامي، وأنَّ الحديث حوله ليس مجرد نقاش فكري، بل يشكِّل خطوة عملية لتعزيز التفاهم المشترك بين المسلمين، وأوضح أنَّ هذا الميثاق المهمَّ يسعى إلى تحديد مقوِّمات الوحدة الأساسية، وبيان ما هو مطلوب من العلماء والمجتمع، خاصَّة في مواجهة الحملات الإعلامية التي تسعى إلى الفرقة والتفرقة بين أبناء الأمَّة.
من جهته، أشار الدكتور الجبوري إلى أنَّ الدعوة إلى الوحدة الإسلامية لا تعني تذويب المذاهب أو محو الاختلافات، بل التَّركيز على المشتركات الكبرى واحترام الخصوصيات الفقهية لكل مذهب، لافتًا إلى أنَّ "نداء أهل القبلة"، يحدِّد الأطر التي يجب أن تنطلق منها الأمة في تعزيز الوحدة، ويضع تصورًا لكيفيَّة مواجهة دعوات الفرقة والتَّحريض على التعصب، في ظلِّ شعار "أمة واحدة ومصير مشترك"، مؤكدًا أنَّ القرآن الكريم يشكل مرجعًا أساسيًّا يحكم الخلافات ويضع أسس الاحترام المتبادل بين المسلمين.
وأوضح الجبوري أنَّ العلماء ووسائل الإعلام والمجتمع جميعًا يتحملون مسؤولية كبيرة في تعزيز الوحدة. فعالم الدين عندما يوجِّه رسالته بصورة تحترم جميع الآراء، فإن ذلك يساهم في بثِّ ثقافة الاحترام المتبادل، لافتًا إلى أن العالم يجب أن يكون قدوة في احترام الاختلافات، والاقتداء بسلوك العلماء السابقين، الأمر الذي يوحِّد الأمة في مواجهة الأزمات والمخاطر.
وأكَّد أنَّ التعاون والتفاهم بين المسلمين هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المعاصرة، وتحقيق استقرار مجتمعاتهم، لافتًا إلى أن العمل المشترك بين العلماء والإعلام والمجتمع المدني هو الضامن لوحدة الأمة وحمايتها من الانقسام والفتن.
واختتمت الندوة بتأكيد الحضور أن نداء أهل القبلة ليس مجرد وثيقة نظريَّة، بل خطة عملية لتعزيز الوحدة بين المسلمين، ودعوة واضحة للعلماء والمؤسسات والمجتمع للالتزام بمبادئها في حياتهم اليوميَّة.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض العراق الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقع جناح المجلس في أرض معرض بغداد الدولي جناح رقم 16 - H6.