وقفة مع نتائج استطلاع للرأي العام الليبي
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أجرى المركز الليبي للدراسات ورسم السياسات استطلاعا للرأي حول مختلف القضايا والمسائل التي تشغل الرأي العام الليبي، السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وشمل الاستطلاع عينة تكونت من 1200 مبحوث تفرقوا حول مناطق البلاد الرئيسية، غربا وشرقا وجنوبا، وكانت نتائجه متفقة في العديد من القضايا وفق ما هو شائع ومعلوم، وفي أخرى، كانت النتائج عكس توقعات الكثيرين.
الاستطلاع أظهر موقف الرأي العام الليبي متسقا حيال عديد المسائل من ذلك الموقف من تقسيم البلاد وتكوين دويلات منفصلة، فقد عبروا وبنسبة متقاربة في كافة المناطق تجاوزت 96% عن رفضهم لتقسيم البلاد، أيضا اتسق الموقف من أهمية الانتخابات واعتبارها الوسيلة الأنجع لتخطي المأزق التي تعيشه البلاد، فقد عبر أكثر من 60% عن دعمهم الانتخابات، بل واعتبر الأغلبية من المستطلعين أن الانتخابات هي الأفضل من بين كل الخيارات الأخرى كالثورة والانقلاب والحكم العسكري الذي لم يتجاوز داعميه نسبة 7% في أكثر المناطق تأييدا للعسكر وهي المنطقة الشرقية.
وينبغي التنبيه إلى أن تأييد الانتخابات لا يأتي بالضرورة من منطلق أنه وسيلة لتعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية والتعبير عن الإرادة الحرة والتقويم المستمر للمسار العام في البلاد، ويمكن القول أن دعم الانتخابات يأتي من كونه الوسيلة الانسب للخروج من الوضع الراهن، وما يدعم هذا التفسير هو نتيجة الإجابة عن سؤال : هل الحكم العسكري أفضل من الديمقراطية، إذ رأى نحو 40% من المستطلَعين في الغرب وقرابة 60% في الشرق و%45 في الجنوب أنه أفضل.
أيضا تقارب موقف المستطلَعين من الأجسام السيادية من مجلس نواب والمجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة، وأخذ مجلس النواب النسبة الأعلى في عدم رضا المستطلعين والإقرار بأن تأثيره سلبي على الأوضاع في البلاد إلى 66% في الشرق والجنوب و71% في الغرب.
حكومة الوحدة حظيت بتأييد 62% من الغرب و60% في الجنوب و48% في الشرق، وبالنظر إلى استطلاع سابق مضى عليه قرابة العام فإن التأييد لحكومة الوحدة تراجع قليلا.
من المسائل التي تثير فضول المراقب هي الموقف من الشريعة ومن التيارات الفكرية، الدينية والليبرالية، فقد أبدى 87% من المستطلعين تأييدهم لأن تكون الشريعة هي المصدر الوحيد للقوانين، ولا يعني هذا أن الرأي العام يتعاطف مع التيارات والتنظيمات الإسلامية،الموقف يتقارب غربا وشرقا وجنوبا من دور البعثة الأممية وأثر التدخل الأجنبي والاحزاب والمجموعات المسلحة وتأثير المهاجرين على التركيبة السكانية الليبية، وبنسبة تتجاوز 60% في المتوسط في كل المناطق حيث اعتبر المستطلعون أن كل ما سبق ذكره له تأثير سلبي على الاوضاع في البلاد.
النسب تتفاوت بين المناطق الرئيسية في البلاد في قضايا أخرى مثل النظام الإداري للدولة حيث ترتفع نسبة التأييد للنظام الفدرالي نسبيا في الشرق عنها في الغرب والجنوب، إلا إنها نسبة لا تتخطى 22%، حيث تحصل نظام المحافظات على تأييد أكبر من النظام الفدرالي والمركزي، وكذا مسألة توزيع عوائد النفط، إذ يؤثر الاتجاه الجهوي على اختيارات المستطلعين خاصة في الشرق وبنسبة أقل الجنوب، لكن التأييد للإدارة المركزية من قبل الحكومة أكبر.
الفارق الأبرز في مواقف المستطلعين في المناطق الثلاث كان بخصوص تأثير الجيش بقيادة خليفة حفتر على الأوضاع في البلاد، فقد رأى فقط 18% في الغرب أن تأثيره إيجابي لترتفع النسبة في الجنوب إلى 49% وتقفز إلى 72% في الشرق.
وبمقارنة هذه النسب مع موقف المستطلعين من السؤال حول تسليم حفتر الحكم بدون انتخابات والذي كان بالرفض بنسبة 61% و 79% و 85% في الشرق والجنوب والغرب على التوالي، يمكن القول أن التأييد الذي يحظى به خليفة حفتر يتعلق بدوره كقائد عسكري وضامن الاستقرار الأمني وليس بالضروري رئيسا للبلاد، أيضا يمكن القول أن الغالبية يريدون أن تكون الانتخابات هي الفيصل بين المتنافسين، مع عدم استبعاد مؤثرات أخرى لا يتسع المجال لذكرها.
ومن المسائل التي تثير فضول المراقب هي الموقف من الشريعة ومن التيارات الفكرية، الدينية والليبرالية، فقد أبدى 87% من المستطلعين تأييدهم لأن تكون الشريعة هي المصدر الوحيد للقوانين، ولا يعني هذا أن الرأي العام يتعاطف مع التيارات والتنظيمات الإسلامية، فقد كانت نسبة الرضا عن التيار السلفي وتحديدا ما عُرِف بالتيار المدخلي 41%، وللأخوان المسلمين 19% فقط، ويمكن أن يفهم من هذا أن الليبيين يفرقون بين الدين والتيارات الدينية ولا يعتبرونهم ممثلين له، وأنهم لا يثقون بدرجة كافية في دور الجماعات الإسلامية في إصلاح وضع البلاد.
النظرة لا تختلف كثيرا للتيار الليبرالي حيث رأى 20% فقط أن دوره إيجابي، لكن ينبغي الإشارة إلى التغيير في نظرة الليبيين إلى الأفكار والتوجهات الليبرالية خلال السنوات الماضية، إذ لم تكن النسبة تصل إلى هذا الرقم وفق استطلاعات سابقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتائجه ليبيا استطلاع رأي نتائج قراءة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرأی العام الموقف من فی البلاد فی الغرب
إقرأ أيضاً:
«الـفجـر» تنشر أبرز تصريحات الرئيس السيسي مع المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني الليبي، بحضور اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة، والفريق أول صدام خليفة نائب القائد العام للجيش الوطني الليبي، والفريق أول خالد خليفة رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي، في لقاء تناول تطورات الأوضاع في ليبيا والمنطقة، وملف ترسيم الحدود البحرية، ومستجدات الأزمة السودانية.
وأكد الرئيس السيسي خلال اللقاء على عمق العلاقات المصرية ـ الليبية وخصوصيتها التاريخية، مشددًا على دعم مصر الكامل لسيادة ليبيا واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها، في إطار الحرص المصري الدائم على أمن الجارة الغربية باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
دعم كامل لاستقرار ليبيا ووحدة أراضيهاجدد الرئيس السيسي تأكيده على موقف مصر الثابت والداعم لكافة الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في ليبيا، ودعم المؤسسات الوطنية الليبية، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تساند أي مسار سياسي من شأنه إنهاء الأزمة وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الأمن والتنمية والاستقرار.
وثمّن الرئيس الدور الذي تقوم به القيادة العامة للجيش الوطني الليبي في الحفاظ على وحدة الدولة الليبية، ومكافحة الإرهاب، والتصدي لمحاولات زعزعة الاستقرار.
ضرورة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقةشدد الرئيس السيسي على ضرورة التصدي لكافة أشكال التدخلات الخارجية في الشأن الليبي، والعمل على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، لما يشكله وجودهم من تهديد مباشر للأمن والاستقرار داخل ليبيا وعلى مستوى المنطقة بأكملها.
وأكد الرئيس أن الحل الليبي يجب أن يكون ليبيًا خالصًا، بعيدًا عن أي إملاءات أو ضغوط خارجية.
أبرز تصريحات الرئيس السيسي خلال اللقاءدعم مصر الكامل لسيادة ليبيا واستقرارها ووحدة أراضيها.ضرورة إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة دون استثناء.دعم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية بشكل متزامن.استمرار تقديم كل أشكال الدعم للجيش والمؤسسات الوطنية الليبية.التأكيد على ارتباط استقرار السودان بالأمن القومي لمصر وليبيا.حفتر: نُقدّر الدور المحوري لمصر والرئيس السيسيمن جانبه، أعرب المشير خليفة حفتر عن تقديره الكبير للدور الذي تقوم به مصر، والرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا، في دعم استقرار ليبيا منذ بداية الأزمة، مؤكدًا أن القاهرة كانت ولا تزال داعمًا رئيسيًا للشعب الليبي ومؤسساته الوطنية.
كما أكد حرصه على استمرار التنسيق وتبادل الرؤى مع القيادة المصرية إزاء مختلف القضايا والتطورات على الساحتين الليبية والإقليمية.
ترسيم الحدود البحرية بين مصر وليبياناقش الجانبان تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية المشتركة، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار التعاون المشترك بما يحقق مصالح البلدين، ودون إحداث أية أضرار، ووفقًا لقواعد القانون الدولي، في إطار الحفاظ على الحقوق الاقتصادية لكلا الدولتين في منطقة البحر المتوسط.
تطورات السودان على طاولة المباحثاتتناول اللقاء أيضًا مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تطورات الأزمة في السودان، حيث تم التأكيد على أهمية تكثيف الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى تسوية سلمية تحفظ استقرار السودان وسيادته ووحدة أراضيه.
وشدد الجانبان على أن استقرار السودان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمن القومي لكل من مصر وليبيا، في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.