رغم دعم الصين الفلسطينيين في غزة إلا أنها تواجه "مشكلة" في الاتهامات بـ"الإبادة الجماعية" التي تلاحق إسرائيل في حربها المستمرة ضد قطاع غزة منذ نحو 4 أشهر.

واعتبرت مجلة "فورين بوليسي"، الأمريكية أن "الصين تستغل الدعم غير المشروط تقريبا من الولايات المتحدة لإسرائيل، من أجل أن تستفيد من المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وتستخدمها كفرصة لوضع نفسها كلاعب بنّاء في الشرق الأوسط".

وقالت المجلة في تحليل لها إنه: "بعدما تمكّنت الصين من التوسط في اتفاق بين السعودية وإيران، في مارس/آذار الماضي، قامت بعد توليها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، في نوفمبر/تشرين الثاني، بالتأكيد على أن معالجة الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين تشكل أولوية قصوى".

وتابعت أنه: "في وقت لاحق أعلنت وزارة الخارجية الصينية عن خطة السلام الخاصة بها، والتي تعتمد على وقف إطلاق النار واتخاذ مسار حل الدولتين"، مضيفا: "في وقت سابق من الشهر الحالي، دعت الصين إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لتحديد خارطة طريق ملزمة لتحديد مستقبل الشعب الفلسطيني".

إلى ذلك، انتقدت بكين استخدام واشنطن لحق النقض "الفيتو" من أجل إحباط قرارات تدعو لوقف العنف الفوري لإطلاق النار في غزة؛ فيما استخدمت الصين "الفيتو" ضد قرار أمريكي يدين حماس بسبب عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اقرأ أيضاً

الصين تنفي إرسال أسلحة للمقاومة في غزة وتنتقد الاحتلال بسبب قصف أونروا

وفي السياق نفسه، يشير التحليل إلى أن "هذا الدعم الصيني للفلسطينيين قد يكون ضمن استراتيجية أوسع من أجل إزاحة الهيمنة الدبلوماسية الأمريكية، وذلك من خلال خلق واقع متعدد الأطراف يعمل على تعزيز مقاومة الهيمنة الغربية، وتعظيم النفوذ الصيني".

حسابات بكين

واسترسل التحليل، بأن "التطورات الأخيرة المتعلقة باتهامات تلاحق إسرائيل بالإبادة الجماعية في محكمة العدل العليا، تعقّد حسابات بكين"، مشيرا إلى أن "محكمة العدل الدولية، دعت، الجمعة، إسرائيل إلى منع ارتكاب أي عمل يحتمل أن يرقى إلى "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة وإلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية إليه".

وأضاف: "المشكلة التي تواجهها الصين هي أنها أيضا متهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بسبب معاملتها للإيجور، والأقليات الأخرى في إقليم شينجيانج"، مردفا: "تتخوف بكين من أن تزايد زخم القضية ضد إسرائيل، قد يحفز تحركا جديدا متعدد الأطراف بشأن شينجيانج".

وأكد: "هذا قد يُفضي إلى معادلة لا تريدها الصين، أنه كلما ارتفعت أصواتها القيادية في الصراعات وحماية المستضعفين، تعاظمت التكلفة الدبلوماسية لإسكات أو تجاهل الدعوات الجماعية لتحميل بكين المسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان".

اقرأ أيضاً

انتقاد الصين لحرب إسرائيل على غزة.. السر في انهيار تعاون حساس

تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ودولا غربية، اتهمت الصين بـ"ارتكاب إبادة جماعية ضد الإيجور"، فيما خلص المفوض السامي لحقوق الإنسان، خلال شهر أغسطس/آب عام 2022، إلى أن الصين "ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان قد تشكل جرائم ضد الإنسانية".

وفي سياق متصل، واجهت الصين جُملة من الانتقادات من عدد من الدول الغربية بخصوص سجلّها في مجال حقوق الإنسان أمام مجلس حقوق الإنسان، الثلاثاء، حيث تخضع لمراجعة دورية شاملة.

وبحسب "فرانس برس" فقد "تم إيلاء اهتمام خاص للوضع في شينجيانج، وهي منطقة في شمال غرب الصين حيث تتهم بكين بالأدلة، بسجن أكثر من مليون من الإيجور والأقليات المسلمة الأخرى"؛ بينما "تنفي الصين بشدة أي اتهامات بارتكاب انتهاكات، وأقنعت العديد من الدول بما في ذلك دول ذات أغلبية مسلمة لتأييد سياساتها في شينجيانج".

ورغم أن بكين أحد أطراف اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، إلا أنها لا تقبل بتولي محكمة العدل الدولي الاختصاص في الفصل في قضاياها. فيما يلتزم مسؤولون صينيون بالصمت بخصوص الاتهامات الموجهة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، إنهم "يحثون أطراف النزاع على التنفيذ الجاد للقرارات ذات الصلة التي اعتمدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة؛ بما في ذلك التوصل لوقف فوري وشامل لإطلاق النار، ووقف العقاب الجماعي ضد سكان غزة".
 

المصدر | وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الصين فلسطين غزة إيجور إسرائيل الإبادة الجماعیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

“مودرن بوليسي”: استراتيجيات اليمن منخفضة التكلفة تكشف ضعف الأساطيل الغربية

يمانيون |
قال موقع “مودرن بوليسي” الأوروبي في تقرير نشره اليوم الأحد، إن الهجمات البحرية التي شنها الجيش اليمني على السفن المرتبطة بالكيان الإسرائيلي في البحر الأحمر أكدت على تحول كبير في طبيعة الصراعات العسكرية الحديثة، وأظهرت أن الاستراتيجيات غير المتكافئة ومنخفضة التكلفة قد تكون أكثر فاعلية من الأساطيل البحرية المتطورة التي تستخدمها الدول الغربية.

وأبرز التقرير أن الهجمات البحرية اليمنية أظهرت قدرة الجهات الفاعلة على تغيير الحسابات الاستراتيجية العالمية بتكلفة أقل بكثير، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة تمثل تحولًا في نمط الحروب الحديثة.

وقال الموقع إن الجيش اليمني نجح في تجنب القوة التقليدية للخصم، واستغل تكتيكات غير تقليدية تمثل تهديدًا خطيرًا للاقتصاد العالمي والنظام الأمني التقليدي.

وأضاف التقرير أن استراتيجيات الجيش اليمني تتمثل في استخدام أسلحة منخفضة التكلفة مثل الطائرات المسيرة الانتحارية والصواريخ الباليستية، وهو ما مكّن اليمن من توجيه ضربات مؤلمة لأهداف استراتيجية، مثل السفن التجارية التي تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات.

فعلى سبيل المثال، حينما تُلحق طائرة مسيرة واحدة ضررًا بسفينة تجارية أو تهددها، تُجبر عشرات الشركات العالمية على تغيير مساراتها التجارية، مما يزيد من تكاليف اللوجستيات ويسبب مخاطر اقتصادية واسعة النطاق.

وأشار التقرير إلى أن الاستراتيجيات غير المتكافئة تعمل من خلال تجنب نقاط القوة للخصم والتركيز على استهداف نقاط الضعف التي تجعل تلك القوة غير ذات فائدة.

على سبيل المثال، يُصبح تفوق السفن الحربية الحديثة عديم الجدوى عندما يأتي التهديد من طائرات مسيرة صغيرة يصعب تتبعها وتكلفة استبدالها ضئيلة مقارنة بالقوة البحرية التقليدية.

وأوضح الموقع أن الهجمات التي نفذها الجيش اليمني في البحر الأحمر أظهرت إشكاليات واضحة في العقيدة الدفاعية التقليدية للدول الكبرى، حيث عجزت الأساطيل البحرية الأمريكية والبريطانية المتطورة عن التصدي لتلك الهجمات، التي أصابت أهدافًا استراتيجية في البحر الأحمر.

وأضاف التقرير أن القوة الاستراتيجية للجيش اليمني لا تقتصر على قدراته العسكرية فحسب، بل أيضًا على قدرته على استغلال الترابط الاقتصادي العالمي عبر طريق البحر الأحمر.

وقد تسببت هذه الهجمات في تأثير معنوي هائل، حيث تقوم الشركات العالمية فورًا بمراجعة مساراتها التجارية خوفًا من تكرار الهجمات، ما يزيد من الأثر الاقتصادي بشكل أكبر من الأضرار المادية التي تلحق بالسفن المستهدفة.

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين قد أدركوا أن خلق حالة من عدم اليقين يمثل سلاحًا استراتيجيًا رخيصًا وفعالًا، وهو ما يجعلهم قادرين على تحدي القوى الكبرى بتكلفة منخفضة، وفي الوقت ذاته إلحاق ضرر اقتصادي نفسي هائل بالخصم.

وختم التقرير بالقول إن أزمة البحر الأحمر تبرز الحاجة إلى تحول جذري في استراتيجية الأمن العالمي، مشيرًا إلى أن الهجمات التي نفذها الجيش اليمني ليست مجرد عرقلة للتجارة الدولية، بل تُمثل بداية لإعادة تموضع جذرية في النظام الأمني العالمي، حيث لم يعد من الممكن للدول الاعتماد على الردع التقليدي كركيزة أساسية لأمنها.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: غزة موطن لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ
  • دعوة أممية لعدم ترك القرارات بشأن قضية فلسطين حبرا على ورق
  • “مودرن بوليسي”: استراتيجيات اليمن منخفضة التكلفة تكشف ضعف الأساطيل الغربية
  • إسرائيل تتسلم من حركة حماس عينات لرفات أسرى
  • المنظمة العربية لحقوق الإنسان تندد بمخططات إسرائيل في رفح الفلسطينية
  • العربية لحقوق الإنسان تندد بخطة إسرائيل للتغيير الديمغرافي عبر رفح
  • مناوي يحذر من الرباعية و”الثعابين في الظلال الباردة” والسلام بعد الإبادة الجماعية في الفاشر
  • الإبادة الجماعية في غزة.. انهيار العدالة الدولية بين النص والواقع.. كتاب جديد
  • العربية لحقوق الإنسان تندد بخطة إسرائيل بشأن رفح
  • غضب في طهران من سياسة أمريكا تجاه بعثة المونديال.. الأزمة تتحول إلى قضية رأي عالمي