مترجم ألماني: أعمال نجيب محفوظ بين الكتب العربية الأكثر ترجمة للغتنا
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
يحتضن الصالون الثقافي في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، مؤتمرًا بعنوان «الترجمة من العربية وإليها.. جسر الحضارات»، ويأتي ذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للمعرض، في البداية، قدم المترجم الألماني «كريستين يونجه» لمحة عامة حول الأعمال العربية المترجمة إلى اللغة الألمانية.
وأشار إلى أن نسبة الترجمة من العربية إلى الألمانية تبلغ 3% فقط، في حين يصل معدل الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى 70% من إجمالي الترجمات من لغات مختلفة.
وأوضح «يونجه»، أن هذا النسبة المنخفضة لا تعكس الدور المهم الذي يلعبه العرب في عالم الترجمة.
جائزة نوبل عززت اهتمام الباحثين بترجمة أعمال نوبلوفي سياق متصل، كشف يونجه أن من بين الكتب العربية الأكثر ترجمة إلى الألمانية، تأتي أعمال الكاتب الكبير نجيب محفوظ في المقدمة، إذ قامت جائزة نوبل التي فاز بها محفوظ بدور محوري في تعزيز اهتمام الناشرين بترجمة أعماله.
وأشار إلى أنه في المرتبة الثانية في قائمة الترجمات من العربية إلى الألمانية تأتي قصة ألف ليلة وليلة.
ومن جانبها، أوضحت كارمن رويث، أستاذة الفلسفة والآداب في جامعة مدريد، أن إسبانيا تتمتع بخصوصية خاصة في عمليات الترجمة من العربية الأندلسية إلى الإسبانية الحديثة.
وأضافت أن هذا يعود إلى حقيقة أنه في هذه الحالة يتم الترجمة من تراث إسباني، وفي الوقت نفسه من التراث العربي.
وأشارت إلى أن الجامعات في إسبانيا، وخاصة في مجال الدراسات الإنسانية، تولي اهتمامًا خاصًا لعمليات الترجمة، مؤكدة أن الترجمات من لغات أخرى تصل إلى القراء من خلال الأندية القرائية والمدارس.
متخصصون في إسبانيا يعنون بترجمة النصوص الدينية القديمةوأوضحت أن هناك متخصصين في إسبانيا يعنون بترجمة النصوص الدينية القديمة، وذلك نظرًا لوجود عدد كبير من المسلمين الذين أصبحوا مواطنين إسبان.
وتناولت «رويث» تجربة ترجمة أحد المترجمين لعمل نجيب محفوظ «الحب تحت المطر» إلى الإسبانية، حيث تم رفض نشر الترجمة في ذلك الوقت، ولكن عندما فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، زادت شهرته وانتبهت دور النشر لأعماله.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس نجیب محفوظ الترجمة من من العربیة
إقرأ أيضاً:
ما الذي تعرفه آن باتشت عن إنقاذ مهرجانات الكتب؟
مارجريت رِنكل
«الأمر يشبه جلوسك في حانة والاشتباكات دائرة من حولك»، تقول لي الروائية آن باتشِت تنظر إلى جهة وتفكّر: هذه ليست معركتي. وتنظر إلى آخر البار وتفكّر: هذه أيضًا ليست معركتي. ثم يدخل أحدهم، وتندلع مشاجرة مروّعة، فتقول: يا إلهي، هذه معركتي.
لم تكن باتشت جالسة في حانة عندما كانت تروي لي هذه القصة. كانت تجلس في غرفة الجلوس بمنزلها تشرح كيف تورّطت في محاولة إنقاذ مؤسسة «هيومنِتيز تِنِسي» (Humanities Tennessee)، وهي جهة مستقلة شريكة لـ«الوقف الوطني للعلوم الإنسانية» (National Endowment for the Humanities – N.E.H) في وقت بدا فيه مستقبل برامج العلوم الإنسانية قاتمًا للغاية؛ إذ كانت «إدارة كفاءة الحكومة» المزعومة قد أوقفت تمويل الوقف الوطني للعلوم الإنسانية بالكامل.
لم تعتمد مجالس العلوم الإنسانية في الولايات على التمويل الفيدرالي وحده يوما للبقاء؛ فالبرنامج صُمّم منذ البداية لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. لكن كيف يمكن تعويض خسارة كامل التمويل الفيدرالي ولا سيّما في وقت كانت فيه مئات أو آلاف المنظمات غير الربحية الأخرى محليا ووطنيا تحاول الشيء نفسه؟
كانت هذه «معركة» باتشت، كما قالت؛ لأنها اسم بارز دائم في «مهرجان الجنوب للكتاب» (Southern Festival of Books) السنوي، وهو من أبرز برامج «هيومنِتيز تِنِسي». وهي أيضًا مالكة مكتبة «بارناسوس بوكس» (Parnassus Books) التي تُعد- شأنها شأن المهرجان- أحد «أعمدة الخيمة» التي تسند الحياة الأدبية في ناشفيل. وعندما يتعرّض أحد هذه الأعمدة لضربة يهتزّ معها المجتمع الأدبي بأسره.
كان لدى باتشِت خطة بسيطة لتجاوز شلل التشاؤم الذي خيّم على كثيرين منا في «أيام المنشار الجنزيري» الأولى لـ«إدارة كفاءة الحكومة» (DOGE): ستطلب من متابعي مكتبتها على منصّات التواصل ـ نحو 500 ألف شخص ـ التبرع بـ20 دولارا لكل منهم لدعم «هيومنِتيز تِنِسي». صحيح أن 20 دولارا قطرة في بحر إذا كان عليك سدّ فجوة تمويلية بمئات الآلاف، لكنّها قالت في فيديو «بارناسوس»: «ربما نكون الموجة التي ترفع القارب».
تدفّقت التبرعات من القرّاء ليس في تِنِسي فحسب، بل من الولايات الخمسين جميعًا.
وبحسب تيم هندرسون الرئيس التنفيذي لـ«هيومنِتيز تِنِسي»؛ فقد جمعت مناشدة باتشت نحو 70 ألف دولار من تبرعات صغيرة مرتبطة مباشرة بفيديو «بارناسوس». لكن تبرعات أكبر بكثير ـ بينها اثنان من ستة أرقام ـ وصلت استجابة غير مباشرة له أيضا من مؤسسات خيرية أدركت ما يعنيه فقدان «العلوم الإنسانية العامة» لولاية بأكملها، ولبلد بأكمله، وكانت قادرة على التحرك لمعالجة ذلك.
وبالتوازي كانت «هيومنِتيز تِنِسي» تنفّذ جهودها الخاصة في جمع التبرعات كما دأبت دائمًا، وإنْ بقدر أكبر من الإلحاح هذا العام.
كانت أليس راندال، وكارولاين راندال ويليامز ـ الثنائي الأم والابنة اللتان ارتبطتا بالمهرجان منذ أن كانت ويليامز طفلة ـ قد وافقتا سلفًا على قيادة عشاء «Authors in the Round» السنوي الذي يموّل مهرجان الكتب في العام التالي.
وبعد اقتطاعات التمويل الفيدرالي جمعتا لهذا العشاء أموالًا تفوق أي عشاء آخر في تاريخ المهرجان، ولا تزالان تواصلان جهودهما. لماذا؟ قالت راندال ببساطة: «نحن كاتبات وقارئات، وندرك قوة اجتماع الناس حول الكتب».
وأثناء كل ذلك بدأ قادة «جامعة فاندربِلت» ـ التي تحتضن أحد أعلى برامج الكتابة الإبداعية تصنيفًا في أمريكا ـ استكشاف إمكان إقامة شراكة مع «هيومنِتيز تِنِسي»؛ شراكة تُظهِر «فاندربِلت» بصورة أوضح داخل المجتمع الأدبي المحلي، وتساعد في الوقت نفسه «هيومنِتيز تِنِسي» على مواصلة خدمتِها للجمهور بفضل خبرتها المتراكمة في تصميم البرامج العامة.
قالت لي سيبِل ريفر نائبة رئيس جامعة فاندربِلت للشؤون الأكاديمية»: إنّ مهرجان الجنوب للكتاب حجر زاوية مدهش في الحياة الفكرية والحوار المدني في المدينة. وحين أصبح مستقبل المهرجان على المحك كان واضحا جدا أن لفاندربِلت فرصة لتتحرّك».
كل هذه الجهود -ومعها ضخّ طارئ لمرة واحدة من السيولة قدّمته «مؤسسة ميلون» (Mellon Foundation) وصُرف لجميع مجالس العلوم الإنسانية- أنقذت هذا العام «هيومنِتيز تِنِسي»، ومهرجان الكتب الرائد الذي يُنظّمه. وقد وقعت في الطريق خسائر موجِعة لعلّ أبرزها في «برنامج المنح على مستوى الولاية» الذي دخل في حالة توقّف مؤقت. لكن الطريقة التي جرى بها الإنقاذ ـ بعمل المجتمع بأسره معًا ـ أرست الأساس للصمود في وجه تقلبات المستقبل.
أسس «الوقف الوطني للعلوم الإنسانية» عام 1965، «وكان ذلك زمنًا مستقطبًا على نحو لا يُصدَّق ثقافيًا أيضًا» كما أشار تيم هندرسون. ومع ذلك تُذكّرنا مناشدة آن باتشت لعشرين دولارًا بقوة الفعل الجماعي. كما أن عشاء يجتمع فيه الكتّاب والقرّاء للحديث عن أفكار تأسيسية وحقائق أولية يذكّرنا بقوة الحوار الصريح العابر للطيف السياسي في تجسير المسافات الأيديولوجية.
ومهرجانٌ يتقاطر إليه عشرات الآلاف للاحتفاء بالكتب ـ كل أنواع الكتب لكل الأعمار ـ يقول الكثير عن قوة السرد؛ ففي زمن الخوف والحزن واللغة الجارحة تذكّرنا القصص بمن نكون، وبكيفية انتمائنا بعضنا إلى بعض.
ولا يزال من المبكر القول: إلى متى ستصمد الفنون والعلوم الإنسانية العامة ـ وغيرها من وجوه الخير العام الكثيرة المعرضة اليوم لخطر داهم؟ هل سيتخلى الناس عما يكفي من أوراق العشرين دولارًا لإنقاذها إلى الأبد؟ هل ستواصل المؤسسات الخيرية المانحة دعم الأصول الثقافية المهددة إلى أجل غير مسمّى؟ وهل سيعيد دعوى «اتحاد مجالس العلوم الإنسانية في الولايات» (Federation of State Humanities Councils) التمويل إلى حين عودة عملية إعداد الموازنة الفيدرالية إلى مسارها الطبيعي؟
لا أعرف جوابا لأي من هذه الأسئلة. ما أعرفه هو أننا نحتاج إلى العلوم الإنسانية الآن ربما أكثر من أي وقت مضى؛ لأننا نعيش زمنا نسي فيه كثيرون منا هذه الحقيقة الجوهرية: نحن كائنات بلا أنياب، وبلا مخالب، وبلا فراء، ولا نبقى إلا بالجماعة.
سيُقام «المهرجان السنوي السابع والثلاثون لكتب الجنوب» في ناشفيل يومَي 18 و19 أكتوبر. وكالعادة؛ فالدخول مجاني ومتاح للجمهور.
مارجريت رِنكل كاتبة رأي مساهمة، مؤلفة لثلاثة كتب، أحدثها The Comfort of Crows: A Backyard Year. وسيصدر لها في فبراير أول كتاب مُصوَّر بعنوان The Weedy Garden.
خدمة نيويورك تايمز
تمت الترجمة باستخدام الذكاء الاصطناعي