أطلق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، تحذيرًا من الآثار الإنسانية الخطيرة للنزاع الحالي في دارفور، مشيرًا إلى الاقتراب السريع من نقطة الانهيار.

وأكد خان أن هناك أسبابًا واضحة للاعتقاد بأن الجرائم المنصوص عليها في نظام روما الأساسي ترتكب حاليًا في دارفور، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وذلك على يد القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والمجموعات المرتبطة بها.

وفي تقريره الثامن والثلاثين بشأن الحالة في السودان والتحقيق، استعرض خان الادعاءات المتعلقة بارتكاب جرائم في دارفور خلال دائرة تلفزيونية مغلقة من تشاد، وشمل التحقيق الجرائم الأخيرة التي ارتكبت في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، بالإضافة إلى اهتمام المكتب بمناطق أخرى في دارفور."

وحذر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، من تفاقم العنف في دارفور نتيجة لفشل المجتمع الدولي في تنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة وعدم محاسبة المسؤولين. وأكد خان على أن هذا الفشل سيؤدي إلى استمرار العنف وتعريض الأجيال القادمة للخطر.

وطالب خان السودان بالامتثال لقرارات مجلس الأمن والتعاون مع المحكمة، مؤكدًا على ضرورة تقديم المعلومات المطلوبة والسماح للمحققين بالعمل في البلاد.

وأشار خان إلى لقائه بقادة اللاجئين الدارفوريين في تشاد، حيث استمع إلى رواياتهم حول العنف الذي تعرضوا له في دارفور".

أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية على التزامه بتوفير العدالة والحماية لضحايا العنف في دارفور، حيث التقى بضحايا العنف الذين لجأوا إلى معسكر فرشنة ونقطة العبور في منطقة أدري التشادية على الحدود مع السودان. وأشار خان إلى أهمية سماع الشهادات المباشرة من رجال ونساء من ضحايا العنف.

وقال خان أن توفير العدالة والمساءلة في دارفور هو مسؤولية جماعية، وأنه يجب بذل كل الجهود للتعاون مع السودان وتشاد والمنظمات الإقليمية والمجتمع المدني لضمان وضع حد للعنف وتحقيق العدالة. وحذر من أن عدم المساءلة قد يؤدي إلى دورات جديدة من العنف وانعدام الأمن.

وختم المدعي العام بالتأكيد على خطورة إهمال وضعية دارفور، محذرًا من أنه إذا تم تجاهل الوضع في دارفور فإن ذلك سيكون خيانة لأهل المنطقة وللإنسانية بشكل عام، داعيًا إلى عدم السماح بتكرار هذه الخطوة الخطيرة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الجنائية الدولية دارفور جرائم الحرب المدعی العام فی دارفور

إقرأ أيضاً:

«الهجرة الدولية» تكشف إحصائية جديدة لعدد النازحين جراء الصراع بالسودان

منظمة الهجرة الدولية، وصفت الاحتياجات الإنسانية في السودان بأنها هائلة وحادة وفورية، مع تفاقم المجاعة والأمراض.

بورتسودان: التغيير

حذرت المنظمة الدولية للهجرة، من أن عدد النازحين بسبب الصراع داخل السودان قد يصل إلى 10 ملايين في الأيام المقبلة.

وأشارت إلى استمرار أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم بالتصاعد، مع تفاقم المجاعة والأمراض التي تلوح في الأفق من الخراب الناجم عن الصراع.

وأفادت المنظمة في تقرير حديث، بأن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة، والتي تصدر إحصاءات أسبوعية، سجلت (9.9) ملايين نازح داخليًا في جميع ولايات السودان البالغ عددها 18 هذا الأسبوع- 2.8 مليون قبل حرب أبريل 2023، و7.1 مليون منذ ذلك الحين.

وقالت إن أكثر من نصف جميع النازحين داخلياً هم من النساء، وأكثر من ربعهم من الأطفال دون سن الخامسة.

احتياجات هائلة

وقالت المدير العام للمنظمة إيمي بوب: “تخيل مدينة بحجم لندن يتم تهجيرها. هذا هو الحال، لكنه يحدث مع التهديد المستمر بتبادل إطلاق النار، والمجاعة والمرض والعنف العرقي والعنف القائم على النوع الاجتماعي”.

وأضافت: “إن الاحتياجات الإنسانية في السودان هائلة وحادة وفورية، ومع ذلك لم يتم تسليم سوى 19 في المائة من الأموال التي طلبناها. مطلوب جهود دولية موحدة لتجنب المجاعة التي تلوح في الأفق”.

ونوهت المنظمة إلى أنه في الأسبوع الماضي، أصدرت اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات- وهي أعلى منتدى لتنسيق الشؤون الإنسانية في منظومة الأمم المتحدة- تحذيراً صارخاً من أن الوضع في السودان قد وصل إلى مستويات كارثية.

الوضع في الفاشر

وقالت اللجنة الدائمة المشتركة، إن الصراع المحتدم في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، أدى إلى ترك أكثر من 800 ألف مدني محاصرين فيما وصفته اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات بأنه “هجوم بلا رحمة من القتال والقصف الجوي”.

وأضافت: “لقد انهارت البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية. وقد ارتفعت أسعار الغذاء والمياه والوقود بشكل كبير، مما جعل هذه الضروريات الأساسية غير ميسورة التكلفة”.

من جانبه، قال المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عثمان البلبيسي: “تم إغلاق الطرق الحيوية خارج الفاشر، مما يمنع المدنيين من الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا، وفي الوقت نفسه يحد من كمية الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى الواردة إلى المدينة”.

وأضاف: “إننا ننضم إلى الأمم المتحدة في الدعوة إلى الوقف الفوري للقتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق ومستدام عبر الحدود وعبر خطوط المواجهة. الملايين من الأرواح تعتمد عليه”.

وذكر التقرير أنه في المجمل، اضطر نحو 12 مليون شخص إلى الفرار من ديارهم في السودان، مع عبور أكثر من مليوني شخص الحدود إلى البلدان المجاورة، وخاصة إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.

وقال إن وحشية الحرب وكثافتها لا هوادة فيها، مع وجود تقارير عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك العنف العرقي والاغتصاب والاغتصاب الجماعي كأدوات للحرب.

الوسومالخرطوم السودان الفاشر المنظمة الدولية للهجرة بورتسودان تشاد جنوب السودان دارفور مصر

مقالات مشابهة

  • الجنائية الدولية “قلقة بشدة” إزاء ادعاءات بارتكاب جرائم دولية واسعة النطاق في الفاشر والمناطق المحيطة بها
  • مدعي الجنائية الدولية يعرب عن قلق بالغ إزاء العنف في دارفور
  • مدعي الجنائية يطلق حملة لتقديم المعلومات بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور
  • مدعي الجنائية الدولية يعرب عن "قلق بالغ" إزاء العنف في دارفور
  • مصر والأردن تصدران بيانا مشتركا حول الأوضاع في غزة
  • أكسيوس: انهيار المحادثات في الشيوخ الأمريكي بشأن العقوبات ضد الجنائية الدولية
  • الأمم المتحدة: أكثر من 10 ملايين نازحا داخل السودان بسبب الحرب
  • «الهجرة الدولية» تكشف إحصائية جديدة لعدد النازحين جراء الصراع بالسودان
  • غزة الصامدة.. والعالم المجرم
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الوضع الإنساني في السودان