إثيوبيا.. المجاعة في تيجراي تهدد أكثر من 3 ملايين شخص
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قالت وكالة إغاثة في إثيوبيا إن ملايين الأشخاص في حاجة ماسة إلى الغذاء في منطقة تيجراي شمال البلاد.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، أنه لا يتلقى سوى جزء صغير من ملايين المحتاجين في منطقة تيجراي شمال إثيوبيا مساعدات غذائية، وفقا لمذكرة مساعدات اطلعت عليها الوكالة، بعد أكثر من شهر من استئناف وكالات الإغاثة تسليم الحبوب بعد توقف طويل بسبب السرقة الجماعية.
ولم يحصل سوى 14% من أصل 3.2 مليون شخص استهدفتهم الوكالات الإنسانية في المنطقة هذا الشهر على المساعدات الغذائية بحلول 21 يناير، وفقا لمذكرة مجموعة تيجراي الغذائية، وهي مجموعة من وكالات الإغاثة التي يشارك في رئاستها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ومسؤولين إثيوبيين.
وتحث المذكرة الجماعات الإنسانية على "تكثيف عملياتها على الفور"، محذرة من أن "الفشل في اتخاذ إجراءات سريعة الآن سيؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي الشديد وسوء التغذية خلال موسم الجفاف، مع احتمال خسارة الأطفال والنساء الأكثر ضعفا في المنطقة. "
وأوقفت الأمم المتحدة والولايات المتحدة المساعدات الغذائية لتيجراي في مارس من العام الماضي بعد اكتشاف مخطط واسع النطاق لسرقة الحبوب الإنسانية وتم تطبيق التعليق على بقية إثيوبيا في يونيو.
ويعتقد المسؤولين الأمريكيين أن السرقة قد تكون أكبر عملية تحويل للحبوب على الإطلاق وألقى المانحون الإنسانيون اللوم على مسؤولي الحكومة الإثيوبية وجيش البلاد في عملية الاحتيال ورفضت الحكومة الإثيوبية هذا الاقتراح ووصفته بأنه "دعاية" ضارة.
ورفعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الحظر في ديسمبر بعد إدخال إصلاحات للحد من السرقة، لكن سلطات تيجراي تقول إن الغذاء لا يصل إلى من يحتاج إليه.
وقال اثنان من عمال الإغاثة لوكالة أسوشييتد برس إن النظام الجديد – الذي يتضمن تركيب أجهزة تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في شاحنات الطعام وبطاقات الحصص التموينية مع رموز الاستجابة السريعة – قد تعرض للعرقلة بسبب مشكلات فنية، مما تسبب في تأخيرات وتعاني وكالات الإغاثة أيضا من نقص الأموال.
وقال عامل إغاثة ثالث إن توقف المساعدات الغذائية واستئنافها البطيء يعني أن بعض الناس في تيجراي لم يتلقوا مساعدات غذائية منذ أكثر من عام، مضيفا: "لقد مروا بجولات متعددة من التسجيل والتحقق، لكن لم يتم التوزيع الفعلي بعد".
وكانت تيجراي، التي يسكنها 5.5 مليون نسمة، مركزا لحرب أهلية مدمرة استمرت عامين وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف وامتدت إلى المناطق المجاورة.
واتهمت لجنة تابعة للأمم المتحدة حكومة إثيوبيا باستخدام "المجاعة كوسيلة للحرب" من خلال تقييد المساعدات الغذائية لتيغراي خلال الصراع، الذي انتهى في نوفمبر 2022 باتفاق سلام.
ويحتاج حوالي 20.1 مليون شخص في جميع أنحاء إثيوبيا إلى الغذاء الإنساني بسبب الجفاف والصراع والاقتصاد المتدهور وقد أدى وقف المساعدات إلى ارتفاع مستويات الجوع بشكل أكبر.
وحذر نظام الإنذار المبكر بالمجاعة الذي تموله الولايات المتحدة من أن مستويات الجوع أو ما هو أسوأ من ذلك "من المتوقع أن تحدث في شمال وجنوب وجنوب شرق إثيوبيا طوال أوائل عام 2024 على الأقل".
ووصف رئيس سابق لبرنامج الأغذية العالمي مستويات الجوع هذه بأنها "تسير نحو المجاعة".
وفي منطقة أمهرة المجاورة لتيجراي، أدى التمرد الذي اندلع في أغسطس إلى إعاقة التحركات الإنسانية وجعل التوزيع صعبا، في حين تعرضت عدة مناطق في إثيوبيا للدمار بسبب الجفاف الذي دام عدة سنوات.
وتتراوح معدلات سوء التغذية بين الأطفال في أجزاء من مناطق عفار وأمهرة وأوروميا في إثيوبيا بين 15.9% و47%، وفقًا لعرض قدمته مجموعة التغذية الإثيوبية واستعرضته وكالة أسوشيتد برس.
وفيما يتعلق بالأطفال النازحين في تيجراي، فتبلغ النسبة 26.5%.
ويعني استمرار انعدام الأمن في تيجراي أن 49% فقط من أراضيها الزراعية تمت زراعتها خلال موسم الزراعة الرئيسي العام الماضي، وفقًا لتقييم أجرته وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسلطات الإقليمية، واطلعت عليه وكالة أسوشييتد برس.
ولم يتجاوز إنتاج المحاصيل في هذه المناطق 37% من الإجمالي المتوقع بسبب الجفاف. وفي بعض المناطق وصلت النسبة إلى 2%.
ودفع ضعف الحصاد سلطات تيجراي إلى التحذير من "مجاعة تتكشف" يمكن أن تضاهي كارثة 1984-1985، التي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص في شمال إثيوبيا، ما لم يتم توسيع نطاق الاستجابة للمساعدات على الفور.
ومع ذلك، تنفي الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا وجود أزمة جوع كبيرة. وعندما دق زعيم تيجراي جيتاشيو رضا، ناقوس الخطر بشأن الوفيات الجماعية التي تلوح في الأفق الشهر الماضي، ونفى متحدث باسم الحكومة الفيدرالية التقارير ووصفها بأنها "غير دقيقة" واتهمه "بتسييس الأزمة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إثيوبيا برنامج الأغذية العالمي انعدام الأمن الغذائي المساعدات الغذائیة فی إثیوبیا فی تیجرای
إقرأ أيضاً:
أكثر من 20 شهيدا في غزة معظمهم سقطوا من منتظري المساعدات
ارتكب جيش الاحتلال سلسلة مجازر في قطاع غزة، الجمعة، في إطار حرب الإبادة التي يشنها منذ ما يزين عن 20 شهرا.
قتل جيش الاحتلال 20 فلسطينيا في سلسلة غارات وقصف مدفعي استهدف مناطق متفرقة في قطاع غزة، طالت تجمعات مدنيين أثناء انتظارهم مساعدات إنسانية.
ففي شمال قطاع غزة، استشهد 4 فلسطينيين في قصف استهدف تجمعاً لموطنين مجوّعين كانوا بانتظار مساعدات عند دوار النابلسي جنوب غرب مدينة غزة، فيما استشهد خامس خلال قصف طال تجمعاً مماثل قرب المدرسة الأمريكية شمال غرب المدينة.
كما قتل الاحتلال فلسطينيا سادسا في قصف قرب الجامع العمري في جباليا البلد شمال القطاع، وبالتزامن، استهدفت مدفعية الاحتلال أحياء الزيتون والشجاعية شرقي مدينة غزة، إضافة إلى مخيم جباليا شمالًا، دون الإعلان عن حصيلة للضحايا في هذه المواقع حتى اللحظة.
ووسط قطاع غزة، أفاد مصدر طبي باستشهاد 9 فلسطينيين مجوًعين في قصف استهدفهم أثناء انتظارهم المساعدات شرق منطقة المطاحن بدير البلح.
فيما استشهد فلسطيني وأصيب 12 آخرون إثر استهداف إسرائيلي لتجمعات مدنيين قرب نقطة توزيع المساعدات بمحيط ما يُسمى "حاجز نتساريم".
كما أفاد مصدر طبي، بقتل الجيش 4 فلسطينيين في قصف تجمع مدنيين قرب دوار مكي في مخيم المغازي.
وفي جنوب قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال عدوانها المكثف، حيث أصيب عدد من النازحين جراء قصف استهدف خيمة تؤويهم في منطقة مواصي خانيونس.
وذكرت مصادر أن مناطق شرق مدينة حمد بخانيونس شهدت إطلاق نار كثيف من الآليات المتوغلة، مشيرة إلى عمليات نسف إسرائيلية متزامنة مع قصف مدفعي مستمرة في محيط مدينتي رفح وخانيونس، طالت المناطق الغربية والشرقية على التوالي.
وفي الوقت ذاته، أطلقت دبابات الاحتلال نيرانها في منطقة السطر الغربي بخانيونس، وسط تحليق مكثف للطائرات واستمرار القصف.
وخلفت الإبادة أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.