دبلوماسي أمريكي سابق: يجري الآن اختبار توازن القوى العالمي
تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT
قال سفير الولايات المتحدة الأسبق في مصر والأراضي المحتلة، دانيال كيرتزر، "إنه ليس من المستغرب أن تتعرض قواتنا التي كانت في خط النار لسنوات عديدة في الشرق الأوسط لوقوع ضحايا، وإنه أمر محزن ويعرض واشنطن لمعضلة حول متى وكيف يتم الرد".
وتابع في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" : "من الواضح أن الوضع في غزة قد أدى إلى تصاعد التوترات، لكن هذه الهجمات كانت مستمرة حتى قبل الحرب في غزة، حيث كان الهدف بالطبع هو أننا إذا كنا نقاتل الإرهابيين هناك، فإننا نمنعهم من التنظيم والهجوم في أماكن أخرى".
وأكد كيرتزر أن "هناك توازن عالمي أكبر للقوى يتم اختباره الآن، ولقد دعمت إيران بكل ثقلها، وببعض التكنولوجيا الخاصة بها والقدرة على صنع الطائرات بدون طيار الهجمات الروسية في أوكرانيا".
وأضاف، "أن الإدارة سوف تحدد ردها حتى لا تتوسع الحرب، ولكننا سنرد بالتأكيد بطريقة مصممة لتقديم حجة مقنعة بأن هذه الهجمات يجب أن تتوقف".
وحول دعوات بعض الجمهوريين لضرب إيران، قال كيرتزر، "إن الهجوم تم تحريضه من قبل السلطات في إيران، ربما من قبل الحرس الثوري الإيراني، لكن الرد على إيران يوحي بأننا نريد توسيع نطاق الحرب، ولا يوجد أحد جدي بشأن رغبته في توسيع نطاق الحرب".
ولفت إلى أن "الكلمة الرئيسية التي يجب مراقبتها هنا هي استجابة محسوبة ومتناسبة، فنحن بالتأكيد سنضرب أهدافنا في سوريا حيث تحصنت قوات الحرس الثوري الإيراني وحيث أطلق مرتكبو هذا الهجوم الطائرة بدون طيار، لكنني لا أعتقد أن هناك فرصة لأن ننقل هذه الحرب إلى إيران".
وأضاف: "هناك حاجة ملحة في واشنطن لضمان استمرارنا في دعم أوكرانيا، وهذا يجعل المشكلة السياسية صعبة للغاية هنا لأن الجمهوريين ربطوا التمويل لأوكرانيا وإسرائيل بصفقة حدودية يجري التفاوض بشأنها، لذا، فهو تقاطع معقد للغاية بين السياسة الخارجية والداخلية".
وختم كيرتزر حديثه قائلا، "أن آخر شيء نريده هو الانسحاب من أوكرانيا أو الابتعاد عن الشرق الأوسط والسماح لكل من روسيا وإيران بإحراز النجاح".
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء قال موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي، "إن الرئيس بايدن، ومسؤولين أمريكيين، من بينهم مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، ناقشوا ردا عسكريا كبيرا ضد الميليشيات الموالية لإيران بسبب الهجوم الذي أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 30 آخرين بطائرة بدون طيار على قاعدة في الأردن".
وذكر الموقع، "بينما يقوم البيت الأبيض والبنتاغون بدراسة كيفية الرد الانتقامي مع احتواء الخطر المتزايد لاتساع رقعة الحرب، تتزايد الضغوط من قبل بعض المشرعين في الكونغرس من أجل توجيه ضربات داخل إيران".
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي قوله، "لا نريد الحرب، لكن أولئك الذين يقفون وراء هذا الهجوم يجب أن يشعروا بردنا".
وتعهد بايدن الأحد بالرد بعد الهجوم الذي حمل مسؤوليته لفصائل مدعومة من إيران، في ظل تزايد الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الشرق الأوسط غزة التوترات الحرب إيران إيران الشرق الأوسط امريكا غزة الحرب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ما الذي حدث في إيران ؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
‼️ما الذي حدث في إيران؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
✍???? تحليل استخباراتي استراتيجي عسكري
نقيب محمد عبدالرحمن هاشم
استيقظت طهران على صدى ضربات جوية خاطفة استهدفت مواقع عسكرية وصناعية من بينها منشآت حساسة ذات طابع نووي. لم تُسمع أصوات المضادات لم تُرَ صواريخ الاعتراض ولم تخرج طائرات الدفاع الجوي. وكأنّ السماء تم اختراقها لا على مستوى الطيران بل على مستوى “الوعي العسكري نفسه”.
فما الذي جرى؟ وكيف عبر الطيران الإسرائيلي إلى قلب العمق الإيراني بهذه السهولة؟ ولماذا لم ترد الدفاعات الصاروخية الإيرانية المعروفة بقوتها وتعدّد طبقاتها؟
✴ أولًا: الحرب السيبرانية – المعركة التي لا تُرى
ما لم يُرَ على شاشات الرادار رُبما كان قد تم تعطيله قبل ساعات من الهجوم أو حتى أيام. الحرب لم تبدأ بالصواريخ بل بدأت بـ”نقرة” على لوحة مفاتيح.
الهجوم الجوي الإسرائيلي كان مسبوقًا باختراق إلكتروني واسع النطاق تم فيه تعطيل شبكة الاتصالات العسكرية وأنظمة القيادة والسيطرة بل وربما تم حقن “بيانات زائفة” داخل النظام الإيراني نفسه لتبدو الأجواء هادئة بينما كانت الطائرات الشبحية تحلّق على ارتفاع منخفض في قلب الأجواء الإيرانية.
هذه هي الحرب الهجينة بكل تجلياتها: مزيج بين اختراق سيبراني وتخدير استخباراتي وتشويش على الرادارات وتنسيق دقيق بين وحدات الحرب الإلكترونية والطيران القتالي.
✴ ثانيًا: الشبحية تضرب في صمت
المقاتلات التي استخدمتها إسرائيل وعلى رأسها F-35I “أدير”، لا تُرى بالرادارات التقليدية خصوصًا إذا كانت تلك الرادارات معطلة أو مشوشة إلكترونيًا. هذه الطائرات صمّمت لقتل العدو دون أن تُشاهَد. ومع وجود منظومات إطلاق صواريخ بعيدة المدى، لم تكن الطائرات نفسها بحاجة حتى للدخول إلى عمق الدفاعات بل نفّذت الهجوم من مدى آمن بعد أن تم تمهيد الطريق سيبرانيًا.
✴ ثالثًا: ثغرات في منظومة الدفاع الإيراني
إيران على الرغم من امتلاكها منظومات مثل S-300 و”باور 373” تعاني من خلل هيكلي في التكامل بين عناصرها. فالرادار في جهة وقاذفات الصواريخ في جهة وقيادة التحكم في جهة ثالثة. هذه ليست شبكة موحّدة بل “أدوات منفصلة”. ولذلك فعندما ضُرب مركز القيادة والسيطرة أو شُوش عليه تعطّلت كل المنظومة وكأنها لم تكن.
كما أن غياب التنسيق الفوري بين الرصد والتحليل، والقرار، والرد يجعل الاستجابة لأي تهديد في إيران بطيئة، باردة، أو حتى مشلولة بالكامل.
✴ رابعًا: التخدير الاستخباراتي
الأخطر من الضربات ذاتها هو ما سبقها من تخدير استخباراتي. فإسرائيل راقبت لسنوات زرعت عملاء شنّت هجمات سيبرانية تجريبية واختبرت الدفاعات وحرّكت أهدافًا وهمية حتى باتت تعرف متى يكون النظام في أضعف لحظاته.
في يوم الضربة ربما كانت القيادة في وضع غير جاهز مشغولة بتهديدات أخرى أو ضحية “تشتيت استراتيجي” أعدّ بعناية.
✴ خلاصة المشهد:
إيران لم تُضرب فقط بصاروخ بل ضُربت أولًا بالعتمة المعلوماتية بالعجز بعدم القدرة على الرؤية. ضُربت وهي لا تدري أنها ضُربت. وهذا هو تعريف الضربة الذكية في الحروب الحديثة.
الهجوم الإسرائيلي كان بمثابة عرض ناري لأعلى مستويات التكامل بين الاستخبارات، والسيبرانية والطيران الشبحي. أما غياب المضادات فكان علامة على فشل المنظومة لا نقصًا في المعدّات.
ففي عالم الحرب الحديثة لا يكفي أن تملك الصواريخ… إن لم تملك القدرة على رؤيتها قادمة.