ضمن محور تجارب ثقافية، نظمت القاعة الدولية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55، ندوة بعنوان «الإبداع الأدبي العربي في عيون فرنسية»، احتفاءً بالكاتب ريشار جاكمون، وأدار الندوة هاني حتا.

ريشار جاكمون عن سعادته بصدور الطبعة الجديدة من كتابه

في البداية، أعرب ريشار جاكمون عن سعادته بصدور الطبعة الجديدة من كتابه «الإبداع الأدبي العربي في عيون فرنسية»، مشيرا إلى أن الطبعة الأولى كانت للمترجم الراحل الدكتور بشير السباعي، والطبعة موضوع الندوة بها إضافات جديدة باللغة الإنجليزية بترجمة عبد الرحيم يوسف وتنقيح جديد لأن هناك بعض الكتاب المذكورين في الكتاب رحلوا عن عالمنا خلال السنوات الماضية، كما تم إضافة فصول جديدة أيضا.

وسرد ريشار قائمة طويلة من ترجمات الكتاب الفرنسيين باللغة العربية والعكس، وتاريخ الكتابة وتأثير العناوين على ترويج الكتاب، يذكر مثلا أن آخر كتابة تاريخية كتبها جورجي زيدان وهي «شجرة الدر» والتي ما زالت باقية حتى الآن، ولم تكن شجرة الدر هي الشخصية الرئيسية في الرواية وإنما «الظاهر بيبرس» وعندما تقرأ الرواية تجد سيرة لبطل أسطوري لديه قوة خارقة وهو نفس ما نراه في السيرة الشعبية.

ندوة «الإبداع الأدبي العربي في عيون فرنسية» بمعرض الكتاب

وسأل هاني حتا عن محبة «ريشار» لنجيب محفوظ فقال إنه يعتقد أن المثير في أدب نجيب محفوظ أنه عبر عن المرحلتين المحلية والعالمية، ثم تناول الأسئلة الوجودية من خلال الشكل الذي اختاره، مشيرا إلى أن «أولاد حارتنا» فيها شكل سردي متنوع فعلا وفي نفس الرواية تجد شخصيات متناقضة.

وأوضح أن هناك تنوعا شديدا في الكتابات الأدبية بمصر، ولا يعي حتى الآن أهمية هذا التنوع، فهناك أنواع أدبية جديدة تظهر سنويا ما بين أدب الرعب والخيال العلمي والبوليسي وهي ظاهرة عالمية، فما يحدث في مصر ليس منفصلا عن ما يحدث في العالم، وهذا لسبب بسيط أنها مسالة عرض وطلب بين منتج ومستهلك، وبالتالي أشكال القراءة تتنوع ولا بد من تحليل الثقافة تحليل اقتصادي وجمالي أيضا.

ويرى ريشار أنه ليس هناك فرق بين اليوتيوبيا والديستوبيا، الفرق فقط في شكل التناول، منوها بأن الكتب المترجمة من اللغة العربية لا تساوي واحد بالمائة مقابل المترجم عن الفرنسية وهذا للأسف في كل اللغات، يعني الصينية مثلا لديها آلاف الكتب، ومع ذلك لم تصل ترجماتها أيضا لنفس النسبة، وبالطبع فإنه يفضل أن يترجم العمل لأي لغة صاحب اللغة المترجم لها، فهذا أفضل كثيرا.

وفي النهاية، أكد ريشار أن الترجمة إبداع موازٍ للنص الأصلي، ومهما حدث من تطور في تقنية الترجمة عن طريق الذكاء الاصطناعي، فإن الترجمة الأدبية تختلف تماما عن أي ترجمة روتينية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس

إقرأ أيضاً:

أمسية «ذاكرة العقيلات» في الحمراء.. حين تتحوّل الرواية إلى رحلة هوية

احتضن حي الحمراء في الرياض ليلةً ثقافيةً لافتة، اجتمع فيها السرد بالتاريخ، والذاكرة بالمكان، خلال أمسية أدبية خُصصت للحديث عن رواية «فيلق الإبل» قدّمها الروائي أحمد السماري، وجاءت بعنوان «ذاكرة العقيلات.. ورحلة الحاج علي»، بتنظيم من نادي وسم الثقافي، وباستضافة مقهى شفل، في مشهد احتفى بالسرد وكرّس حضوره بوصفه فعلًا معرفيًا وجماليًا متكاملًا.

وشهدت الأمسية حضور نخبة من المثقفين والأدباء والإعلاميين والمهتمين بالشأن الثقافي، واتكأت على حوار مفتوح قادته الأستاذة أمل الخطيب بحسٍ أدبي رفيع، إذ تناولت مع الكاتب محاور متعددة، من بينها نشأة فكرة الرواية، وتحولاتها من الشرارة الأولى إلى العمل المكتمل، إلى جانب التوقف عند البعد التاريخي لسردية العقيلات وما تنطوي عليه من دلالات إنسانية تتجاوز حدود المكان والزمان.

وتوقف السماري عند شخصية الحاج علي بوصفها المحور السردي الذي يختزل روح الرواية، باعتبارها نموذجًا إنسانيًا يعبر بين العوالم دون التفريط بجذوره، موضحًا أن العمل يفتح أفقًا جديدًا لقراءة التاريخ عبر رؤية سردية تعيد تشكيل الوعي به، وتمنح الذاكرة صوتًا حيًا قادرًا على مخاطبة الحاضر والتفاعل مع أسئلته. واستشهد بمقولته التي لاقت تفاعلًا من الحضور:

“لا وجود لتاريخ بلا سرد، فالسرد هو الأداة التي تمنح الأحداث ترابطًا، وتحوّلها من وقائع مبعثرة إلى قصة مفهومة.”

وقد أضفت أجواء مقهى شفل، بما تتسم به من دفء وأناقة وهدوء، بعدًا حميميًا على اللقاء، فبدت الأمسية كجلسة ثقافية مفتوحة بين النص وقرّائه، تحفها نسمات خريفية هادئة ورائحة القهوة التي امتزجت بإيقاع الحكاية.

وتفاعل الحضور بنقاشات ثرية ومداخلات متعددة أكدت عمق التجربة السردية للرواية وقدرتها على فتح مساحات للتأويل وإعادة طرح أسئلة الهوية والذاكرة بلغة معاصرة تحفظ للماضي حضوره النبيل. كما أشادوا بالتنظيم المحكم الذي قدمه نادي وسم الثقافي، وما ينهض به من دور في صناعة مشهد ثقافي نوعي يتجاوز الإطار التقليدي للندوات.

واختُتمت الأمسية بتكريم السماري بدرع وشهادة شكر قدّمها له الأستاذ عبد الرزاق كسّار، مشرف نادي وسم الثقافي في الرياض، تقديرًا لإسهامه في إحياء هذه الأمسية وتحويلها إلى سرد حي نابض بالمعنى.

كانت ليلة مختلفة، اختلط فيها صوت القوافل بنبض المدينة، وتحولت فيها الرواية إلى رحلة وعي تتجاوز حدود الحكاية نحو أفق أرحب من التأمل والهوية.

مقالات مشابهة

  • بابا الفاتيكان: هناك مقترحات ملموسة جديدة للسلام في أوكرانيا
  • روبيو: المحادثات مع أوكرانيا لا تتعلق بالسلام فحسب بل أيضا باستقلالها
  • فؤاد بدراوي: التجاوزات في المرحلتين تتطلب إلغاء الانتخابات كُلياً
  • نجيب ساويرس يعتلي صدارة مليارديرات مصر.. كم بلغت ثروته الخرافية؟
  • هشام قطب : قائمة محفوظ هدفها إعادة نادي النصر لسابق عهده
  • هيئة الكتاب تتعاقد مع أسرة الراحل الدكتور شكري عيّاد لإصدار مؤلفاته في طبعات جديدة
  • وجوه لا تغيب.. ألبوم علاء الجابري!
  • «هيئة الكتاب» تتعاقد مع أسرة الراحل د. شكري عيّاد لإصدار مؤلفاته في طبعات جديدة
  • أمسية «ذاكرة العقيلات» في الحمراء.. حين تتحوّل الرواية إلى رحلة هوية
  • انطلاقة رقمية جديدة.. وزيرة التنمية المحلية تدشن موقع هيئة تنمية الصعيد