أزهري: الإسراء والمعراج أعظم معجزات النبي محمد بعد القرآن الكريم
تاريخ النشر: 2nd, February 2024 GMT
قال الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنَّ اللَّه كرَّم نبيه صلَّي اللَّه عليه وسلَّم، بمكافأة إلهية ومنحة ربانية هي رحلة الإسراء والمعراج أعظم رحلة في تاريخ البشرية، تسريةً عن قلبه الحزين وفؤاده الجريح، بعد أنّ تعرَّض لعدة محن وابتلاءات؛ فتعرَّض لحصار خانق لمدة ثلاث سنوات، ثم فقد السند عمه أبو طالب، وزوجه خديجة بنت خويلد، اللَّذين كانا يُؤانسانه ويُؤازرانه، فلقِّب هذا العام بعام الحزن، وبعد ما لاقاه من أذى أهل الطائف عندما توجه اليهم لنشر دعوته إلا أنهم كانوا أكثر غلظة فطردوه وسلطوا عليه صبيانهم وغلمانهم يرمونه بالحجارة فآذوه أذى شديد حتى سال الدم من قدمه الشريف.
وتابع «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ معجزة الإسراء والمعراج معجزة زمانية ومكانية لا تخضع للقوانين الكونية، إنما هي استثناء، لأن الذي خلق المكان والزمان اختصرهما وطواهما لسيد الأنام، وتُعتبر معجزة الإسراء والمعراج أكبر الآيات وأعظم المعجزات الحسيّة التي كرَّم اللَّه بها نبيه محمدًا صلَّي اللَّه عليه وسلَّم، بعد معجزة القرآن الكريم.
وأشار «صفوت عمارة» إلى تعدّد آراءُ عُلماء السِّير في تحديد وقت معجزة الإسراء والمعراج، وأرجح هذه الأقول أنها وقعت في ليلة سبعٍ وعشرين من شهر رجبٍ من السنة الثانية عشرة للبعثة قبل الهجرة إلى المدينة المُنورة بسنة، وبعد معاناة النبي صلَّي اللَّه عليه وسلَّم في رحلته إلى الطائف، وهو المعتمد من أقوال العلماء سلفًا وخلفًا وحكاه كثيرٌ من الأئمة واختاره جماعةٌ من المحققين، وهو ما جرى عليه عمل المسلمين قديمًا وحديثًا.
وذكر «عمارة»، أنَّ دعاء النبي صلَّي اللَّه عليه وسلَّم، بعد أن أصابه من أذى قومه وغيرهم ما أصابه، سجله التاريخ في سطور من نور، حيث دعا ربه وقال: «اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين! أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى قريب ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هى أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا و الآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلى بك».
وأوضح «صفوت عمارة»، أنَّه للرد على منكرى الإسراء والمعراج نقول: إنّ العقل البشري محدود مهما كانت إمكاناته التأملية وطاقاته الفكرية وقدراته الذهنية، ومن ثمَّ فليس لعقولنا القاصرة أن تبحث البحث الجاري والمعتاد في قوانين الأرض بمقاييس وآليات البشر، لنحاول فهم قوانين اللَّه سبحانه وتعالى وأفعاله؛ فإذا جاء النص القرآني بحدث، فعلينا الإيمان به لأنه ورد من اللَّه، وقد بدأ اللَّه تعالى الكلام عن الإسراء بقوله: {سبحان}، وتعني التنزيه المطلق للَّه سبحانه وتعالى، فإذا صدر الفعل من اللَّه فيجب أن أنزهه عن فعل البشر، لأن العقل البشري محدود، مهما كانت إمكاناته التأملية، وطاقاته الفكرية، وقدراته الذهنية؛ فلا يستطيع العقل أن يفهم كل قضايا الكون من حوله، لأن هناك كثيرًا من الأمور والأحداث التي وقف فيها العقل ولم يفهم حقيقتها، ثم إنه مع مرور الزمن وتقدم العلوم رآها تتكشف له تدريجيًّا، فما شاء اللَّه أن يُظهره لنا من قضايا الكون يسَّر لنا أسبابه باكتشاف أو اختراع، ولأجل ذلك فإن كوكب الأرض الذي نعيش فيه هو كوكب «معلوم مجهول»، أي معلوم بما استطاع العقل البشري أن يصل إليه من علم ومعرفة، وهو أيضا كوكب مجهول بما لم نصل إليه بعد من خزائن الأسرار والمعارف والعلوم التي أودعها اللَّه في الكون.
وأضاف، أنه في ذلك قال الشيخ الشعراوي رحمه اللَّه: كل وسيلة إدراك لها قانونها، وكذلك العقل، وإياك أن تظن أن عقلك يستطيع أن يدرس كل شيء، ولكن إذا حُدثت بشيء فعقلك ينظر فيه، فإذا وثقته صادقًا فقد انتهت المسألة، وخذ ما حُدثت به على أنه صدق، وهذا ما حدث مع الصِّديق أبي بكر حينما حدثوه عن صاحبه سيدنا رسول اللَّه وأنه أُسري به من مكة إلى بيت المقدس، فما كان منه إلا أن قال: «إن كان قال فقد صدق»، فالحجة عنده إذن هي قول الرسول، وما دام الرسول قد قال ذلك فهو صادق، ولا مجال لعمل العقل في هذه القضية، ثم قال: «كيف لا أُصدقه في هذا الخبر، وأنا أصدقه في أكثر من هذا، أصدقه في خبر الوحي يأتيه من السماء».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وعاظ الأزهر الازهر الشريف الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج ه علیه وسل
إقرأ أيضاً:
الأزهري يفتتح مقر نقابة القراء الجديد.. ويدعو لمصر وللرئيس
أعلن محمد الساعاتي المتحدث الرسمي لنقابة محفظي وقراء القرآن الكريم العامة بمصر، أن النقابة برئاسة الشيخ محمد صالح حشاد [شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء]، قد عاشت يوما سيظل التاريخ يذكره على الدوام، إذ أثلج الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف صدور أصحاب العمائم الأزهرية من قراء القرآن الكريم بإهدائهم مقرا دائما للنقابة ليكون بيتا دائما لأهل القرآن الكريم البالغ عددهم سبعة عشر آلاف عضوا على مستوى الجمهورية.
وكان الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، قد قام بافتتاح مقر نقابة قراء القرآن الجديد الكائن بحلمية الزيتون بالقاهرة، وسط فرحة عارمة من أهل القرآن الذين حرصوا على استقبال الوزير فى يوم وصف ب(يوم تاريخى لنقابة القراء) وسط تظاهرة حب من أهل القرآن الكريم على مستوى الجمهورية، وعمت الفرحة قلوبهم مما جعلهم يحرصون على استقبال وزير الأوقاف فى مشهد مهيب، فى صورة شكر وعرفان لمعالى وزير الأوقاف على إهدائه المقر الجديد.
واجهة مشرفة
وأضاف الساعاتي، أن حفل الافتتاح الذي قدم له الإعلامي علاء عطية كان قد بدأ بتلاوة عطرة للقارئ الإذاعي الشيخ حلمي الجمل.
وفي كلمته، أعرب الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، عن بالغ سعادته بتواجده بين أهل القرآن لافتتاح المقر الجديد للنقابة آملا أن تكون خطوة على طريق تقديم كل ما يليق بأهل القرآن، قراء مصر الذين يعتبرهم الواجهة المشرفة التي كم أطربت أذن الدنيا بالتلاوة السماوية العلوية النورانية المبدعة في الذكر الحكيم، والمدرسة المصرية الأصيلة في فنون التلاوة وفي فنون الإنشاد، وفي الأداء المبدع فى هذا الميدان.
شموس ساطعة
وأضاف الوزير: "أذكر منها تلك المدارس التي تملأ الدنيا شرفا وفخرا، ومنا من يقف في يوم من الإيام أمام الشموس الساطعة المشايخ: محمد رفعت، محمود خليل الحصري، محمود علي البنا، محمد صديق المنشاوي، عبد الباسط عبد الصمد، وعشرات ومئات من الكواكب والشموس الساطعة الذين شرقوا وغربوا في أفاق الدنيا، فملأوا أفئدة البلاغة وأطربوا كل الدنيا بالذكر الحكيم، وكذلك المدرسة المصرية الأصيلة التى خرجت القامات فى الإنشاد والابتهال أمثال المشايخ: نصر الدين طوبار، كامل يوسف البهتيمى، طه الفشنى؛ سيد النقشبندى، محمد عمران، محمد الطوخى، وعشرات وعشرات من الذين تميزوا فى هذا الفن المصرى الأصيل، الذين ملأوا الدنيا ذوقا وجمالا وأنسا ووخلقا ورقيا وأدبا..
خدمة القرآن..شرف
كان وزير الأوقاف قد رحب بقراء القرآن الذين حضروا حفل افتتاح المقر الجديد قائلا: كل واحد من السادة الحضور الكرام علم فى ميدان التلاوة، ومن اختاره الله تعالى واصطفاه لشرف خدمة القرآن، فنحن جميعا فى خدمته ونتشرف بخدمته، شرف لى أن أكون فى خدمة أهل القرآن وقراء القرآن..
تحية إعجاز وتقدير
أضاف د. وزير الأوقاف: فى اليوم الذى نقف فيه لنفتتح فيه نقابة السادة القراء فى ظل وجود كوكبة من الأكابر يسرنى أن أرسل لكل واحد من أعضاء النقابة (البالغ عددهم كما قال الشيخ محمد صالح حشاد) نقيب القراء: سبعة عشر ألفا من الأعضاء، يسرنى أن أرسل لكل واحد منهم خالص التحية والإعزاز والتقدير والاحترام، بمقدار ما يليق بإجلالنا وتعظيمنا للقرآن العظيم، ولكل من أفنى عمره فى التلاوة، وفى تعلم القرآن وفنون تجويده وقراءاته وعلومه..
مقام رفيع
أضاف الوزير: وجودي بينكم ليس بصفتي وزيرا فقط وسط السادة القراء، وإنما بصفتي محبا صادقا واعترافا بمقامكم الرفيع..
جاء ذلك وسط حضور صفوة من كبار قراء القرآن الكريم بالنقابة والإذاعة والتليفزيون وكبار قيادات وزارة الأوقاف، تقدمهم الشيخ خالد خضر رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف والدكتور أسامة فخرى الجندى وكيل وزارة الأوقاف ود. خالد صلاح الدين وكيل الوزارة لأوقاف القاهرة، وحضور الشيخ محمد حشاد، شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء والشيخ حلمي الجمل، القارئ باتحاد الإذاعة والتلفزيون، ود. محمد قرنى مدير إدارة بأقاف القاهرة، والإعلامى عبد العزيز عمران، عدد كبير من كبار قراء القرآن بالنقابة ومشيخة عموم المقارئ المصرية وإتحاد الإذاعة والتليفزيون وهم كثر..
نصيحة غالية
وكان قراء القرآن الكريم وقيادات وزارة الأوقاف، قد سعدوا بنصيحة معالى وزير الأوقاف حين قال: أنصح باكتشاف المزيد من المواهب القرآنية البديعة من الأجيال الجديدة، وإتاحة الفرصة أمامهم من خلال مسابقات لاكتشاف المواهب القرآنية، وهو ما يمكن أن تتولاه النقابة ضمن مهامها، مشيرا إلى التعاون القائم في هذا الصدد بين وزارة الأوقاف والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وهنا عرض الشيخ محمد حشاد نقيب القراء خدمات نقابة القراء للمشاركة فى المسابقات التى تجريها وزارة الأوقاف بالتعاون مع الشركة المتحدة فى كل مكان وزمان.
ثمار عودة الكتاتيب
وعن مبادرة عودة الكتاتيب التى انطلقت فى ديسمبر الماضى بمحافظة البحيرة قال وزير الأوقاف: إن مبادرة عودة الكتاتيب التي أطلقتها الوزارة لها أثر بالغ في غرس القيم الوطنية وتعزيز الانتماء، وأن المدرسة المصرية للتلاوة والإنشاد ستظل مدرسة رائدة لها كل الفخر والاعتزاز.
رسالة وجدانية
وفى رسالة وجدانية مؤثرة قال الوزير: “وجودي بينكم ليس بصفتي وزيرا فقط وسط السادة القراء، وإنما بصفتي محبا صادقا واعترافا بمقامكم الرفيع، فالقرآن الكريم وأهله يستحقون منا كل التقدير والرعاية”.
شكر واجب
وكان الشيخ محمد حشاد (نقيب القراء) قد رحب بالدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، مشيدا بدعمه المستمر لأهل القرآن، وقراره الأخير برفع معاشات أعضاء النقابة، موضحا أن عدد الأعضاء بلغ نحو سبعة عشر ألفا، مع فتح باب العضوية للنساء لأول مرة، ويسر النقابة بهذه المناسبة المباركة والتى تتمثل فى تشريف معالى وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى إلى مقر النقابة الجديد، قررت النقابة زيادة جديدة لأصحاب المعاشات على يتم الصرف مع أول صرف معاش قادم بإذن الله..
كما أعرب الشيخ حلمي الجمل عن شكره وتقديره لوزير الأوقاف، مؤكدا أن تخصيص مقر يليق بالنقابة يعد خطوة مهمة لتكريم أهل القرآن، وتحقيق رسالة النقابة على الوجه الأكمل.
درع النقابة للوزير
وفي ختام حرصت النقابة على تكريم الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، حيث أهداه الشيخ محمد حشاد درع النقابة؛ تقديرا لجهوده ودعمه المتواصل، كما تم تكريم أ. عمرو الشريف، سكرتير النقابة..
بيت القراء الجديد
كان افتتاح مقر النقابة الجديد قد شهد تناغما كبيرا بين قراء القرآن من مجلس إدارة نقابة القراء والأعضاء ونقباء المحافظات الذين تسابقوا فى توجيه عبارات الشكر والثناء للدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف على دعمه الدائم للنقابة وأهل القرآن وأخيرا إهداء معاليه بمقر النقابة الجديد، كما حرصوا على التقاط الصور التذكارية مع الوزير.