عملت حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 118 يوما، على تدمير أحلام وطموحات ونجاحات شبان فلسطينيين، إلى جانب استشهاد استشهاد أكثر من 27 ألف شخص وتدمير المنازل والبنى التحتية.

وترصد "عربي21" شهادات حية من شبان يوضحون آثار الحرب على العديد من الفلسطينيين، ضمن جوانب تتجاوز التدمير المادي.



ويقول ممدوح (24 عاما) إن "الحرب أتت على أحلامه بالتخرج من كلية الصيدلية، التي كان ينهي دراسة العام السادس والأخير فيها"، لافتا إلى أن وضع عائلته المادي متواضع، ولا يمكنها توفير تكاليف التعليم الباهظة في كلية الصيدلة.

ويتابع حديثه لـ"عربي21": "لذلك أنا أعمل منذ السنة الأولى بأي شيء من أجل توفير المال، وعملت كبائع أحذية في أحد المحلات وعامل في أحد متاجر المواد الغذائية، وفي السنوات الأخيرة من الدراسة حصلت على وظيفة في شركة ومستودع للأدوية".

مستقبل مجهول
ويستكمل قائلا: "قبل الحرب بشهور كانت حياتي بدأت بالاستقرار في عمل مريح ضمن مجال دراستي، وكنت قد حصلت على ثقة وتفهم الشركة في إكمال السنة الأخيرة من الدراسة، مع راتب يكفيني ويكفي تكاليف الجامعة".

ويشير إلى أنه بات اليوم "بلا عمل وبمستقبل مجهول في إمكانية الحصول على درجته العمية، بعد تدمير الاحتلال جامعته"، مبينا أنه لا يعلم إذا توقفت الحرب اليوم، متى سيعود إلى الدراسة، من أجل استكمال الفصلين الدراسيين الأخيرين.

أما رنيم (18 عاما) فقد كانت تتجهز للسنة المدرسية الأخيرة "الثانوية العامة"، وتطمح للحصول على منحة لدراسة الهندسة المعمارية في الخارج.



وتضيف رنيم لـ"عربي21": "كنت دائما طوال سنوات الدراسة الأولى على مدرستي باستثناء سنة واحدة، وكنت أحلم في يوم النتائج وأتمنى سماع اسمي ضمن أوائل الوطن"، أما الآن فأنا أعمل على تدريس بعد الأطفال من صفوف الابتدائي النازحين معنا في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تعليمهم في هذه المرحلة التأسيسة.

وتقول: "أعرف أن هذه السنين مهمة، وكلما استطاع الطالب إنهاء الدراسة الجامعية أفضل، كلما تمكن من الحصول على عمل بطريقه أسرع، من أجل مراكمة الخبرات والحصول على وظيفة متقدمة".

وتشير إلى أنها "حصلت على شهادة الأيلتس في اللغة الإنجليزية العام الماضي بدرجة 7 وكانت تتمنى دراسة اللغة الفرنسية خلال دراسة الجامعة، لكن حاليا لا تعرف ماذا سيحدث في السنة الدراسية الحالية، حتى لو انتهت الحرب".

شقة تدمرت قبل أن يسكنها
بدوره، يقول حازم إنه كان يتجهز من أجل خطبة فتاة تقدم لها رسميا يوم الأربعاء الذي سبق 7 أكتوبر الماضي، وكان قد اشترى شقة بمقدم نصف ثمنها ويعمل على تقسيط النصف الآخر.

ويكشف حازم لـ"عربي21" أنه "بعد الحرب أنا مطالب بتسديد ثمن شقة تدمرت كليا ولم أسكنها أبدأ، وأحلام الزواج تأجلت إلى أجل لا أعرفه، وتعب سنين من العمل في مجال البرمجة ذهب في لحظات بسبب القصف الإسرائيلي".

وينوه إلى أن الشركة الدولية التي كان يعمل بها كانت قد اختارته من أجل تمثيلها في مؤتمر تقني سيقام في العاصمة السعودية الرياض في أيار/ مارس المقبل، نظرا لكفائته في العمل وقيادة المتمزية لفريق برمجي من محتلف دول العام.

ويستدرك بقوله: "الآن أنا عالق في غزة بسبب الحرب ومحاط بكل هذه الخسارة، لكن الحمدلله طول ما الخسارة في المال بتكون معوضة وربنا بختار لنا الأفضل دايما".



من ناحيته، يقول عبدالله (40 عاما) إنه كان يتجهز إلى افتتاح معمل جديد غير مسبوق في قطاع غزة للطباعة الثلاثية الأبعاد، بعدما تمكن بطرق صعبة ومكلفة جدا من توفير بعض الطابعات والمواد الخام الخاصة بها.

ويؤكد عبدالله لـ"عربي21" أن "سنوات الحصار الطويلة جلعت فرصة نجاح أي مشروع تجاري في غزة صعبة ومنخفضة مع تكاليف تأسيسية وتشغيلية مرتفعة جدا"، موضحا أن ذلك بسبب ارتفاع أسعار الإجارات والكهرباء التي تعتمد بشكل كبير على المولدات التجارية، نظرا لأزمة الكهرباء القديمة منذ عام 2006.

ويوضح أن ارتفاع تكاليف المشروع تعود أيضا إلى الحصار الإسرائيلي، الذي يحظر دخول مثل هذه المعدات أو يفرض عليها العديد من القيود.

ويكشف أنه "تمكن من إدخال المعدات بطرق صعبة، مثل تفكيك الطابعة وإدخالها كقطع غيار مع العديد من التجار عبر معبر رفح، أو المعابر التي تسيطر عليها إسرائيل وذلك طبعا بأضعاف ثمنا الأصلي".

ويختم بقوله: "كنت أخطط لافتتاح معملي مع بداية السنة الجديدة، لكن عرفت منذ أسابيع بتدمير بيتي الذي كنت أخزن فيه معظم المعدات الخاصة بالمشروع، وبصراحة الآن ليس لدي حتى الطاقة لإعادة التفكير بأي شيء (..)، تخلص الحرب وبصير خير إن شاء الله".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة أحلام الحرب غزة شباب الحرب أحلام مشاريع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

تدشين مشاريع شبابية بزاكورة وإطلاق تأهيل الموقع الأثري سجلماسة

زنقة 20. مراكش

أشرف وزير الشباب والثقافة والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد اليوم الجمعة بإقليمي زاگورة والراشيدية على إطلاق عدد من المشاريع الشبابية والثقافية ووضع الحجر الأساس لتأهيل وترميم الموقع الأثري سجلماسة.

هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته المالية 245 مليون درهم، يروم ترميم الموقع، وتأهيله، وتثمين الاكتشافات الآركيولوجية الجديدة التي انطلقت بالموقع منذ 1971.ويتضمن المشروع هيكل معدني يهدف إلى حماية ورد الاعتبار لأطلال هذه المدينة التاريخية، التي كانت في السابق مهدًا للتجارة عبر الصحراء حيث تمثل هذه المبادرة بداية مشروع طموح يسعى إلى استعادة بريق هذه الحاضرة التي اختفت تحت رمال الزمن.

في قلب هذه المبادرة، سيتم بناء متحف تمهيدي ليسمح للزوار بالغوص في تاريخ سجلماسة ومجدها الماضي. سيقدم هذا المتحف تجربة غامرة، مع معارض دائمة تعرض القطع الأثرية المستخرجة من الموقع، مع استعراض الدور الحاسم للمدينة في التبادلات التجارية عبر الصحراء.

و لا يقتصر هذا المشروع على مجرد تثمين أثري: بل يهدف أيضًا إلى تنشيط السياحة في منطقة الريصاني، التي غالبًا ما تتجاوزها الدوائر السياحية التقليدية المؤدية إلى كثبان مرزوكة مع بنية تحتية سياحية معززة، تشمل مسارات سياحية و مركز للبحث والدراسات التاريخية ومسارات سياحية تربط سجلماسة بالمواقع التراثية الأخرى في تافيلالت.

و بزاكورة، أشرف الوزير بنسعيد على توقيع مجموعة من اتفاقيات الشراكة المتعلقة ببناء وتجهيز وتهيئة عدد من المراكز الثقافية ودور الطفولة والشباب.

وترأس الوزير، حفل توقيع أربع اتفاقيات تهم بناء مركز للشباب والطفولة بزاكورة بكلفة تقدر بـ 3,4 ملايين درهم، إلى جانب بناء وتجهيز دور للشباب بجماعات تازارين وبني زولي وآيت ولال بغلاف مالي قدره 3,6 ملايين درهم.

وفي ما يخص قطاع الثقافة، اطلع الوزير على مشروع تهيئة وتجهيز المركز الثقافي لزاكورة، بالإضافة إلى مشاريع بناء وتهيئة المعهد الموسيقي بالمدينة، والمراكز الثقافية للقرب بكل من تازارين وأكدز وتاكونيت. ويرتقب أن تبلغ التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع ذات الطابع الثقافي، والمبرمجة بين سنتي 2025 و2026، حوالي 37,6 مليون درهم، ساهمت فيها وزارة الثقافة بمبلغ 30 مليون درهم.

من جهة أخرى، قام الوزير بزيارة ميدانية لموقع النقوش الصخرية بفم الشنا، الذي يقع على بعد حوالي سبعة كيلومترات غرب تنزولين بإقليم زاكورة.

ويزخر هذا الموقع بتراث صخري غني يعكس النمط الحياة اليومية للسكان قديما، ويتضمن مشاهد للمعارك والصيد، بالإضافة إلى رسوم لحيوانات أليفة وأخرى برية.

مقالات مشابهة

  • قراءة استراتيجية في انعكاسات نتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية على المنطقة واليمن خصوصًا .. ما بعد هزيمة إيران..
  • أوجلان والكلمة التي أنهت حربا
  • تدشين مشاريع شبابية بزاكورة وإطلاق تأهيل الموقع الأثري سجلماسة
  • عاجل| مصادر للجزيرة: خريطة إعادة التموضع التي عرضها الوفد الإسرائيلي في المفاوضات تبقي كل مدينة رفح تحت الاحتلال
  • إذاعة جيش الاحتلال: 890 جنديا قتلوا منذ بداية الحرب على غزة
  • شعبة الأدوية عن ارتفاع الأسعار: 90% من تكاليف الإنتاج تأتي من استيراد المواد الخام
  • بلحاج لـ عربي21: النظام الجزائري يكرّم رموز الانقلاب ويرحب بتهنئة مجرم حرب
  • "فتوح" يُعقّب على مجزرة الاحتلال بحق الأطفال في دير البلح
  • بين الدمار والصمود.. هكذا فشل الاحتلال الإسرائيلي في كسر شوكة حماس
  • خارجية أوكرانيا لـ عربي21: أوروبا تجهز لنا حزمة دعم كبرى.. والقرار وشيك (فيديو)