بقلم الإمام الأكبر.. "مدخل لدراسة المنطق القديم" في معرض الكتاب
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
يقدم جناحا الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين بمعرِض القاهرة الدولي للكتاب 2024 لزوارهما كتاب "مدخل لدراسة المنطق القديم"، بقلم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، يعرض خُلاصَةً مُركزةً لمادة: "المنطق القديم" مُمَثَلًا في قسميه الشهيرين عند المناطقة المسلمين، وهما: التصور، والتصديق.
ويذكر الإمام الأكبر أنه كان نصب أعينه وهو يعالج المسائل المنطقية التي اشتملت عليها هذه الصفحات أمران: الأمر الأول: عرض المعلومات بأسلوب ميسور قدر الإمكان، وهذا أمر تمليه طبيعة المرحلة الحاضرة؛ حيث تندر نوعية الطلاب القادرين على التعامل بشكل مباشر مع النصوص القديمة لهذا العلم، فضلا عن استيعابها والإفادة منها في نهاية المطاف. الأمر الثاني: الاقتصار على أهم المباحث المنطقية، وهو أمر فرضته المساحة الزمنية المحددة لتدريس هذه المادة، مما اضطرنا إلى أن نضرب صفحا عن تفريعات وتقسيمات شتى، إن في مباحث الألفاظ أو التعريف، أو نظرية الاستدلال بقسميه: المباشر وغير المباشر، كُلُّ ذلك أملا في أن يصل أكبر قدر ممكن من المعلومات المنطقية إلى الطلاب في صورة مألوفة ومأنوسة لديهم.
وتحت عنوان "الحاجة إلى علم المنطق" يوضح الإمام الأكبر أن أمرين يتميز بهما الإنسان عن بقية الكائنات التي تشاركه في الحياة على مسرح الكون، أولهما: التفكير أو العقل. وثانيهما: الكلام أو اللغة. وبرغم ما يقال من أن الحيوان يشارك الإنسان في بعض العمليات المعقدة، كالتفكير والذكاء، فإنه مما لا شك فيه أن الإنسان يفارق كل أنواع الحيوانات الأخرى بقدرات ذهنية لا تجدها عند هذه الحيوانات، وذلك مثل قدرته على نقل أفكاره وخواطره إلى خارج ذاته، وأنه الكائن الوحيد الذي يتمتع بالقدرة على الحكم بالصواب والخطأ والصدق والكذب على ما يراه ويسمعه، وهو الكائن الوحيد أيضا الذي يتمتع بقدرات ذهنية معقدة تتمثل في مجال المقايسة والمضاهاة، والاستنتاج والاستنباط، وربط النتائج بمقدماتها. وإذا أردنا أن نصف الإنسان بصفة تعزله تمام العزل عن بقية الكائنات الأخرى، فإن بإمكاننا أن نصفه بأنه "كائن مفكر".
وينبه الإمام الأكبر أن ذلك لا يعني أن الإنسان ما دام مفكرا فهو يفكر دائما بطريقة منطقية صحيحة، لأنه كثيرا ما يخطئ في استعمال عقله أو تفكيره الاستعمال السليم، فيستنتج نتائج خاطئة من مقدمات صحيحة أو من مقدمات خاطئة أيضا، وقد يلتبس عليه الأمر في التفكير فيظن أن «أ» علة في "ب»، بينما العلة الحقيقية قد تكون «ج» مثلا، وإذا كان من المسلم به أن يخطئ الإنسان في استعمال لغته وفي اختيار الفاظه؛ وبالتالي يصبح في حاجة إلى قانون يراعيه في الكلام، ليعصمه عن الخطأ الذي قد ينشأ من استعمال اللغة استعمالا خاطئا، وهو ما تكفل به علم النحو أو علم اللغة بشكل عام - فمما لا شك فيه أن الإنسان محتاج أيضًا إلى قانون يراعيه ليعصمه عن الخطأ في التفكير. هذا القانون الذي تشتد إليه حاجة الإنسان باعتباره كائنا مفكرا هو: "علم المنطق".
ويشتمل الكتاب على. خمسة مباحث، الأول: "مباحث الألفاظ"، ويشتمل على المطالب التالية: لماذا مباحث الألفاظ، مبحث الدلالة، تقسيمات الألفاظ. المبحث الثاني: "مباحث الكلي" ويشتمل على المطالب التالية: الحد الكلي والجزئي، المفهوم والماصدق، النسب الأربع، الكليات الخمس. فيما يتناول المبحث الثالث: مبحث "التعريف" ويشتمل على المطالب التالية: أهمية مبحث التعريف، أقسام التعريف، شروط التعريف. ويناقش المبحث الرابع "القضايا" في المنطق، ويشتمل على المطالب التالية: تعريف القضية، أقسام القضية، استغراق الحدود في القضايا، القضية المحصلة والمعدولة. ويأتي المبحث الخامس والأخير تحت عنوان "الاستدلال" ويشتمل على المطالب التالية: الاستدلال المباشر، الاستدلال غير المباشر، الاستدلال المباشر (التقابل)، الاستدلال المباشر (بالعكس المستوي)، الاستدلال المباشر (العكس بنقض المحمول)، الاستدلال غير المباشر (القياس)، أشكال القياس، رد الأشكال، القياس الشرطي، القياس الاستثنائي.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإمام الأکبر
إقرأ أيضاً:
انطلاق النسخة الثامنة من معرض “حقوق الإنسان اليوم وكل يوم” في الزرقاء
صراحة نيوز- انطلقت اليوم السبت في محافظة الزرقاء فعاليات النسخة الثامنة من معرض “حقوق الإنسان اليوم وكل يوم”، الذي نظمته شبكة الإعلام المجتمعي بالشراكة مع شبكة نايا المجتمعية وبدعم من الاتحاد الأوروبي، بالتزامن مع الذكرى السنوية السابعة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
ورعى الفعالية محافظ الزرقاء الدكتور فراس أبو قاعود، مشيرًا إلى تنوع الجهات المشاركة في المعرض وإلى أن الزوار يمكنهم الحصول على استشارات مباشرة في مختلف المجالات التي تقدمها الجهات المختصة. وأكد أبو قاعود أن المحافظة تلعب دورًا مباشرًا في متابعة قضايا حقوق الإنسان، خصوصًا في مجالات الأسرة والطفل والعمالة، داعيًا إلى تعزيز الوعي بهذه الحقوق.
من جهته، أوضح مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي، الصحفي داوود كتاب، أن الهدف من المعرض ربط المواطنين بمؤسسات المجتمع المدني المعنية بحقوق المرأة والطفل والعمال، مشيرًا إلى أن النسخة الثامنة تمثل انتقال المعرض لأول مرة من العاصمة عمان إلى المحافظات.
بدورها، أكدت نائبة سفير الاتحاد الأوروبي في الأردن، أنجيلا مارتينيا، أن حقوق الإنسان تعتبر من الركائز الأساسية لأي مجتمع، مشيدة بدور الشباب والمجتمعات المحلية في تعزيز قيم الحقوق الإنسانية وجعلها ممارسة يومية وليست مجرد مناسبة سنوية