خطوة سلمية واحدة بين ايديهم
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
لا يدرك الناس حتى الآن مدى خطورة الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط. فالتضامن الذي أعلنه الحوثيون مع المحاصرين في غزة، والذي اقتصر على اعتراض السفن الإسرائيلية ومنعها من عبور باب المندب، وكان شرطهم الوحيد: (اوقفوا إطلاق النار على غزة لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر). وبدلا من الاستجابة لهذا الشرط الإنساني البسيط هرعت الولايات المتحدة، ومن خلفها بريطانيا لقصف الحوثيين وقتلهم، وبات من المحتمل انهم يخططون لتوسيع نطاق الهجمات على اليمن، فجاءت هجمات الفصائل العراقية المسلحة على القاعدة الأمريكية T22 المتموضعة في الاردن قرب المثلث (الأردني السوري العراقي) لتفتح جبهة جديدة تحمل الشروط الحوثية نفسها لرفع الحصار عن غزة، وربما تكون القواعد الأمريكية في الأردن (16 قاعدة) هدفاً لغارات مماثلة، وقد تكون اكثر بأساً من سابقاتها.
وبالتالي فان الهجمات الصاروخيّة التي تستعد الولايات المتحدة لتنفيذها ضد اليمن بدعم المملكة المتحدة قد تكون سبباً لإضرام النيران في عموم المنطقة، أو بداية لحرب طويلة الأمد قد تكون مدعاة لظهور تحالفات دولية مناهضة للولايات المتحدة، الأمر الذي ينذر بتدهور السلم العالمي ونشوب الحرب الكونية الثالثة. وقد أعلنت معظم الأطراف عن حالة الاستعداد والتأهب لخوض الحرب التي باتت وشيكة الوقوع، ولن تخرج الولايات المتحدة منتصرة فيها، وربما يعود جنودها إلى ديارهم في أكياس، وسوف يموت الناس بلا سبب وبلا مبرر. وقد مات الكثير منهم حتى الآن. بينما يتمثل الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة بوقف إطلاق النار على غزة، ورفع الحصار المفروض عليها، آخذين بعين الاعتبار ان الشعوب كلها تطالب بوقف إطلاق النار. لكن المشكلة ان الولايات المتحدة هي التي تقف بقوة إلى جانب إسرائيل، وهي التي تدعمها وتساندها وتشجعها وتتستر على جرائمها، وهي التي تحميها في مجلس الأمن، وتمدها بالمال والسلاح لتنفيذ حملات الإبادة التوراتية على الرغم من الموقف العالمي المطالب بالسلم، وهي الآن تعد العدة لتوجيه ضرباتها النووية في إيران واليمن وسوريا والعراق ولبنان، ولن تتردد عن إعلان الحرب العالمية الثالثة للذود عن إسرائيل مهما كانت الخسائر والتضحيات. وهذا هو الغباء والجنون بعينه، ولابد من اللجوء الى التهدئة والبحث عن الحلول السلمية. التي ليس لها سوى مفتاح واحد، بإعلان وقف إطلاق النار في غزة، وهو قرار في غاية البساطة وفي متناول اليد، وكفيل بضمان انسيابية الملاحة وعودة الحياة إلى طبيعتها، فارفعوا ايديكم عن اليمن، واضغطوا على نتنياهو لوقف حملاته الدموية المتهورة. فلا تقتلوا الأبرياء من اجل تحقيق نزوات نتنياهو، ولا تدمروا كوكب الأرض من اجل انفعالات بن غفير ومرتزقته. .
ويا دار ما دخلك شر. .
د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الولایات المتحدة إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
إعلام يكشف تفاصيل جديدة بشأن اقتراح وقف إطلاق النار في غزة
غزة – ظهرت امس الأحد تفاصيل جديدة بشأن اقتراح وقف إطلاق النار في غزة، وفي الوقت الذي أرسلت فيه إسرائيل فريقا للمفاوضات إلى قطر قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى البيت الأبيض.
وأفاد مسؤولون طبيون بمقتل 38 فلسطينيا على الأقل في غارات جوية إسرائيلية. وقال نتنياهو قبل مغادرته إلى الولايات المتحدة: “هناك 20 رهينة على قيد الحياة و30 آخرون موتى. أنا مصمم، ونحن مصممون، على إعادتهم جميعا. وسنكون أيضا مصرين على ضمان ألا يشكل قطاع غزة تهديدا لإسرائيل بعد الآن”، مؤكدا أن الهدف هو القضاء على القوة العسكرية لحركة الفصائل، وقدرتها على الحكم.
وأطلع مصدر مطلع على سير المفاوضات وكالة “أسوشيتد برس” على نسخة من أحدث اقتراح لوقف إطلاق النار قدمه الوسطاء إلى حركة الفلسطينية، وأكد مصدران آخران مطلعان على الاقتراح صحة ما جاء فيه.
وتحدثت المصادر الثلاثة بشرط عدم الكشف عن هوياتها، بدعوى عدم التفويض لها بالحديث إلى وسائل الإعلام عن هذه المفاوضات الحساسة. ويتضمن الاقتراح خطة لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، تقوم خلالها حركة الفصائل بتسليم 10 أسرى أحياء و18 جثمانا، في حين تنسحب القوات الإسرائيلية إلى منطقة عازلة على طول حدود غزة مع إسرائيل ومصر، وإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية.
وينص الاقتراح على أن يتم توزيع المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني. ولا يوضح الاقتراح مصير مؤسسة غزة الإنسانية، المنظمة الأمريكية التي تتولى توزيع المساعدات الغذائية منذ مايو الماضي، والتي ترغب إسرائيل في أن تحل محل النظام المنسق من جانب الأمم المتحدة.
وكما في اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة، ينص الاقتراح على الإفراج عن أسرى فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، لكن لم يتم الاتفاق بعد على عددهم.
ولا يصل الاقتراح إلى حد التعهد بإنهاء دائم للحرب – وهو شرط تطالب به حركة الفصائل – لكنه ينص على إجراء مفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار خلال فترة الستين يوما.
وينص الاقتراح على أن “يتولى الرئيس (دونالد) ترامب ضمان التزام إسرائيل” خلال تلك الفترة بوقف العمليات العسكرية، مضيفا أن ترامب “سيعلن شخصيا اتفاق وقف إطلاق النار”.
المصدر: وكالات