مازالت النماذج التي تحدت الظروف و العواقب مستمرة و متصدره المشهد و في محافظة الإسكندرية العريقة، وبالتحديد منطقة طوسن بشرق المدينة، حيث برزت قصةٌ مُلهمةٌ لثلاث سيداتٍ قررن إقتحام مهنةٍ لطالما ارتبطت بالرجال، ألا وهي مهنة الاستورجى و التنجيد وهم «مرفت ومنى و سحر» قريبات جمعتهنّ الرغبة في التغيير وخلق فرص عملٍ لأنفسهنّ واجهنّ في البداية صعوباتٍ جمّة، من نظرة المجتمع الدونية للمرأة العاملة في مهنةٍ شاقة كهذه، إلى قلة الخبرة والدعم و لكنّ إلاصرار و العزيمة كان أقوى من كلّ العقبات بدأنّ بتعلم مهنة الاستورجى من الصفر، بعد أن بدأوا في التدوير الأثاث إلي أشهر سيدات في الإسكندرية بوجه خاص و في باقي المحافظات المجاورة بوجه عام معتمداتٍ على أنفسهنّ في اكتساب المهارات اللازمة.

وقد تعلّمنّ كيفية فكّ وتركيب الأثاث، وإصلاح التالف، وتغيير القماش، واختيار الألوان والتصاميم المناسبة مع مرور الوقت، أثبتنّ قدرتهنّ على النجاح في هذه المهنة اكتسبنّ ثقة الزبائن، وبدأ الطلب على خدماتهنّ يزداد تميّزنّ بدقّة العمل، وسرعة الإنجاز، و الاهتمام بأدقّ التفاصيل لم تكتفِ هذه السيدات بتقديم خدمات الاستورجى أو التنجيد التقليدية، بل حرصنّ على مواكبة أحدث صيحات الموضة في عالم الأثاث سعينّ لتطوير مهاراتهنّ، وابتكرن تصاميم جديدة تُضفي لمسة جمالية مميزة على المنازل اليوم، أصبحنّ مثالًا يُحتذى به للمرأة المُلهمة التي لا تستسلم للعقبات، وتُصرّ على تحقيق أحلامها أثبتنّ أنّ العمل لا ينحصر في مهن محدّدة، وأنّ المرأة قادرة على النجاح في أيّ مجال تختاره.

و تقول «سحر كامل» متزوجة ولديها 3 أطفال لموقع الاسبوع أن الفكرة جاءت عندما قررت إعادة تدوير وتجديد كرسي أنتريه في منزلي، وقامت مرفت شقيقة والدة زوجي أن تقوم بهذا العمل بيديها دون الاستعانة بتخصص، خاصة أنها كانت تعمل منذ سنوات في الأعمال اليدوية، وهى أعمال شغل الإبرة والتطريز وصناعة المنتجات من الخرز، ولكن مع اقتحام عالم جديد من المهن اليدوية قررت قبول التحدي والنجاح فيه، بمشاركة شقيقتها منى وزوجة حتي إنشاءات صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي سهمت في نشر أعمالهن والتي أثارت إعجاب الكثيرين نظرا لبراعة العمل المهني.

عن نشر أعمالهن علي التواصل الاجتماعي قالت إنها نشرت شغل منى و مرفت على صفحتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي فوجدت ردود أفعال ايجابية و اعجاب الكثيرين، ومن هنا قررت أنشأ صفحة خاصة بهذا الشغل و المنتجات الجيدة، و لاقت تلك الصفحة تفاعل كبير و اعجاب الكثيرين حتى بلغ عدد المتابعين لها 40 ألف متابع حاليا، وسط تشجيع الكثيرين بجودة وإتقان المنتج وأنه لا يختلف عن منتج المحترفين من الرجال في تلك المهنة، و بعدها قررنا نتوسع باستئجار محل، و بدأنا نتعلم وعلمنا نفسنا بنفسنا.

ومن جانبها روت «مرفت راشد» للأسبوع أنها بدأت بالعمل الهاند ميد من أعمال الخرز والتريكو وشغل الإبرة والمفارش، ثم تطور العمل إلى خياطة الستائر، ثم تطور العمل أكثر فبدأت تعمل في تجنيد الأنتريهات و الصالونات مضيفه أنها اقتحمت تلك المهنة منذ عدة سنوات، حينما كانت زوجة ابن شقيقتها، لديها كرسي في المنزل تريد تجديده، وقمت بأعمال التنجيد وكان رائع أثار اعجاب الجميع، ومن هنا قررنا إقتحام هذه المهنة الصعبة والتطور فيها.

وعن تطور العمل قالت في البداية عملت نفسى بنفسي، ثم بدأت أشاهد فيديوهات تعليمية على الانترنت لتعلم وإتقان تلك المهنة، حتى أصبحت أتقنها تماما بعد 8 سنوات من العمل، خاصة في كل ما يتعلق بالتنجيد الإفرنجي، الصالونات و الأنتريهات وكراسي السفرة أما عن العمل الاستورجى فقالت في البداية كان هناك بعض العملاء يرغبون في تغيير لون الموبيليا، وقررنا تعلم خطوات تلك المهنة، وكنت لا أشعر بالحرج لأسأل المتخصصين في هذا العمل حتى أتعلم و أتقن عمل الاستورجى و بالفعل أصبحت أعمل منجد الافرنجي و الاستورجى.

وحول تطور العمل الذى جمعهن هن الثلاثة، قالت: في البداية كنت أعمل أنا وشقيقتي منى و منذ عدة سنوات انضمت لنا سحر زوجة ابنها، و ساهمت في التطور من خلال انشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي و التي حظيت بآلاف المعجبين بلغت 35 ألف متابع، وحققت لنا الانتشار، و حول ممارسة تلك المهنة الصعبة التي هي للرجال فقط قالت تعتبر هذه المهنة صعبة بالطبع و تحتاج مجهود بدنى كبير، ولكن بالتدريب، أصبحنا نتقن تلك المهنة، وأصبح لنا عملاء خاصة مع تقديم عمل متقن للتجنيد و بأسعار أقل من شراء الموبيليا الجديدة، فنحن نقوم بتجديد القديم في شكل يواكب أحدث صيحات الموضة الحديثة في عالم الموبيليا.

وقالت «منى راشد» شقيقة مرفت للأسبوع اننا بدأنا في التعلم الموبيليا الخاصة بنا حتى تعلمن تلك المهنة، وهى مهنة صعبة ولكننا نحب هذا العمل، مما جعلنا نتقنها مع مرور الوقت، وحول الحصول على الخامات المطلوبة في العمل قالت بعض العملاء يريد الحصول على خامات من أقمشة التنجيد أو الوان الدهانات، نقوم بتوفيرها له و البعض الأخر يكون لدية الخامات و نحن نقوم بالتجديد فقط، و البعض الاخر يكون لدية بعض الخامات متوفرة من عمل أخر غير مستغلة و نحن نقوم بتصنيعها بمنتجات جديدة، مشيرا إلى أنهم يحرصن على مواكبة أحدث صيحات الموضة و تقديمها لعملاء، وفي نهاية حديثهم قالوا إنهم يطمحن في المستقبل أن يتطورا المشروع ليصبح ليديهن معرض خاص بمنتجاتهم من صنع أيدينا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية المشروعات الصغيرة أصحاب المشروعات الصغيرة التواصل الاجتماعی فی البدایة تلک المهنة تطور العمل

إقرأ أيضاً:

المهنة راعي

المهنة راعي / عيسى الشبول أبو حمزة

#المهنة_راعي

أقول وأنا صادق، لطالما تمنّيت أن أعيش حياة هذه المهنة ولو لأيّام، بالذات فرعي الأغنام… برأيي، أنَّ هذه المهنة وما يرافقها من انطلاق في أرض الله الواسعة تُعيد الإنسان إلى إعداداته الأولى، إلى نمط الحياة الأول الذي عشناه في سبعينيّات القرن الماضي حيث البساطة واللطافة ونقاء الناس، الراعي يرى النور باستمرار، يرى الشمس وشروقها الأخّاذ وقد أهدت للحلال يوماً جديداً، يرى الأرض على امتدادها، هضابها، تِلالها، وديانها، يرى ينابيع المياه ويسمع صوت خريرها، يرى الأشجار والأعشاب بأنواعها ويعيش التجربة كل يوم، يتمعّن في شق الصخور ويرى الشمس وقد تزاورت الى اليمين والشمال مُخلِّفةً ظِلّاً وبَراداً طازجين.

كان يوماً حافلاً لهذا الراعي وقد تمعّن في خلْق الله وملكوته في كل ِّ لحظة، هو في طريقه الى الحظائر وقد أزِفَ النهار على الرحيل، يرى الشمس المُدبرة وقد غَطَسَ قُرصها الحارق في الأفق، يعود بأغنامه على وقْعِ جرس المرياع واستقبال الخِراف الصغيرة لأمهاتها، إنّها الفِطرة وقد تجلّت بكامل معانيها، هذه الأغنام اسمها حلال وهي آية من آيات الله، فهي تمثّل الوداعة والعطاء والبذل.

عندما يعود الراعي بأغنامه تكون مهمّته في ذلك اليوم قد انتهت وقد كُتب له الأجر، حياة الراعي قريبة من النفس البشريّة السويّة، همّه أن يرعى القطيع وأنْ يقتات الحلال من فضل الله، وأغلى أمانيه سلامة أغنامه وإطعامها وحلْبِها، الراعي يأنس بحلاله وتأنس به ولا يعرف ذاك الأُنس إلاَّ من جرّب، يتكلم معها بأصوات بسيطة وليس بكلمات أو جُمَلْ وهذا يكفي لِفَهمها وامتثالها، الأغنام تحسُّ وتفهم على راعيها وهي مُطيعة ولا تعرف العِنَادْ ، وأولاً وآخراً يعيش الراعي حياة نقيّة ويشمُّ هواءً نقيّاً ويكفي أنه بعيداً عن القيل والقال، بعيداً عن سماع الأخبار وتحليلات الخُبراء، بعيداً عن قراءة أعمدة المُتكسبين وأوراقهم الصفراء، بعيداً عن صخب الحياة وضجيجها وتلوّثها، بعيداً عن كل ما من شأنه أنْ يقصف العمر..
دمتم بخير.

مقالات ذات صلة يا يوم مولدي…عدت يا ايها الشقي 2025/05/25

مقالات مشابهة

  • أول تعليق لمحمد عزت مدرب سيدات الزمالك بعد تعيينه
  • وزير العمل.. القيادة السياسية حريصة على تحقيق العدالة الاجتماعية
  • ننشر الحالات التي تجيز للموظف التظلم على قرار وقفه عن العمل
  • وزير الزراعة يبحث مع أعضاء جمعية مربي النحل التحديات التي تواجه مهنة تربية النحل
  • المهنة راعي
  • رئيس هيئة ميناء الإسكندرية: المرأة شريك أساسي في مسيرة العمل ومواجهة التحديات
  • رويز يكشف التغييرات التي حدثت في التحكيم منذ توليه رئاسة لجنة الحكام
  • هل يشمل تصحيح وضع العمالة المنزلية مهنة مربي نحل؟.. مساند تجيب
  • وكيل القوى العاملة الأسبق: قانون العمل الجديد أجاز إمكانية تشغيل العامل دون الحصول على ترخيص مزاولة المهنة
  • في جولته بميناءي الإسكندرية والدخيلة.. رئيس مصلحة الجمارك: مصرون على تهيئة بيئة جاذبة للاستثمار