موقع النيلين:
2025-06-01@04:28:17 GMT

أسئلة على وقع الضربات

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT


على طريقة «لديكم امتحان مفاجئ الأسبوع المقبل» المنسوبة لأحد المعلمين، مهّدت الولايات المتحدة لهجماتها على مواقع تقول إنها تابعة لإيران في دول عربية، وحددت تقريباً مواعيد انطلاقها.

ولا يستبعد البعض شيئاً من التنسيق بين الولايات المتحدة وإيران، قياساً على سابقة معترف بها، يضمن لواشنطن أن تحقق أهدافها من الهجمات، ولطهران أن تتكبد أقل الخسائر.

وأياً ما كان الأمر، فإن السؤال الأهم: من يخسر من هذه الضربات؟ فالنقاط المستهدفة عربية، وتمثل استمراراً لانتهاك سيادة الدول الواقعة فيها، وهو انتهاك غضت الولايات المتحدة الطرف عنه، بل هيأت له الأرضية، وتحديداً في العراق حين أمعنت في إضعافه وتفكيك مؤسساته وإشاعة الطائفية بين مكوناته حتى أصبح القرار في البلد العربي في أوقات كثيرة إيرانياً خالصاً.

وأمر مماثل، وإن بظروف مختلفة، يمكن الاستشهاد به في حالتي سوريا التي طالت الضربات مواقع فيها، أو اليمن الذي لم تلتفت الولايات المتحدة لتمدد «الحوثي» فيه باسم إيران.

هذا يعني أن الأذرع الإيرانية استطالت في الخريطة العربية بعون، أياً كانت صوره، من الولايات المتحدة التي تقول إنها تسعي إلى قطعها.

الكل يعلم أن تكأة واشنطن للهجمات التي بدأت ولا سقف زمنياً معلناً لنهايتها، الانتقام لمقتل ثلاثة جنود أمريكيين في قاعدة على الحدود السورية الأردنية. ورغم أن اتهام الإدارة الأمريكية الصريح لإيران بالوقوف وراء هذه الهجمات، فإن الرد جاء في أراض عربية، وهي مفارقة استدعت طرح أسئلة في الداخل الأمريكي نفسه.

لم تقدم الإدارة الأمريكية جواباً مقنعاً حول هذه المفارقة التي تتعامى عن الأصل وتقطع الفروع، والأغرب أن إيران تستنكر الهجمات الأمريكية في سوريا والعراق من باب أنها تمثل انتهاكاً لسيادة البلدين، أي أن الطرفين يواصلان التلاعب بمفهوم السيادة وتصفية حساباتهما في ساحات عربية، وعلى جثث عربية.

هل يمكن فصل هذه الجولة عن «الحوار» الأمريكي الجاري في مكان غير مكانه عن زمانه، أي عما يجري في غزة؟ بالطبع لا، فاتهام طهران بدفع «حماس» إلى التصعيد في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قائم، رغم نفي الطرفين، وتداعيات هذا التصعيد امتدت إلى البحر الأحمر، حيث التهديد الحوثي للملاحة الدولية الذي قابلته هجمات أمريكية بريطانية لم تردعه ولا توقف اتهام إيران بدعمه.

هل في هذه الهجمات صرف للأنظار عما تفعله إسرائيل في غزة ريثما تنضج الصفقة الكبرى التي يروج على أنها وشيكة؟ هل من الأهداف الأمريكية تعطيل التفاوض مع الحكومة العراقية على ترتيبات خروج «قوات التحالف» التي تقودها الولايات المتحدة من العراق؟ هل تسعى إدارة بايدن بضرباتها لمواقع في بلدان عربية بذريعة أنها معقل أذرع إيرانية إلى تحقيق نوع من النصر قبل الانتخابات الرئاسية؟ كثير من الأسئلة مطروح وتكلفة انتظار إجاباتها يدفعها العرب، بينما يعلن الطرفان الأمريكي والإيراني أنهما يريدان تجنيب المنطقة مزيداً من الاشتعال.

وليد عثمان – جريدة الخليج

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل

إعادة نظر !
لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل، مرتبطًا بشركاء تتناقش معهم حسب أولوياتهم. فخلال إدارتي ترامب وبايدن، اقتصرت خطوات واشنطن على ادعاءات ضعيفة حول الانتقال الديمقراطي، حيث أسهم تعيين سفير بدلًا من مبعوث خاص في تعقيد الأزمة عبر “الاتفاق السياسي الإطاري”، الذي وضع الجيش في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع المسلحة.

وفقًا لتقرير “Country Reports on Terrorism 2023″، علّقت واشنطن التعاون الأمني وبرامج بناء القدرات بعد انقلاب 2021، مما أضعف جهود مكافحة الإرهاب – باستثناء جمع معلومات محدودة. ومع ذلك، واصل السودان مشاركته الفاعلة في المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بمكافحة الإرهاب، مثل الإنتربول وبرامج الأمم المتحدة، وفقًا للتقرير ذاته.

أظهرت تقارير 2024 تأثر أداء الحكومة السودانية بالحرب، لكن الموقف الأمريكي المتساهل مع قوات الدعم السريع وداعميها – خاصة الإمارات – زاد من إضعاف الحكومة المركزية. وفي مؤتمر صحفي لوزارة الخارجية الأمريكية في 15 مايو، تجاوز المتحدث “تومي بيغوت” سؤالًا عن الدعم الإماراتي للدعم السريع، وهو ما يعكس انحيازًا واضحًا.

تستعد واشنطن لفرض عقوبات جديدة بحجة عدم امتثال السودان لاتفاقية الأسلحة الكيميائية، بناءً على تقرير 15 أبريل 2025. هذه الخطوة تمثل استمرارًا لسياسة الضغط الأمريكية التي يعتبرها كثيرون “هراءً نقِيًّا”، خاصة مع تمسك مستشاري البرهان بوهم دعم ترامب أو بايدن للحكومة.

غياب الشجاعة في مواجهة العدوان الإماراتي، واعتماد الخرطوم على تحالفات غير مدروسة مع دول “مصلحة السودان”، أدى إلى تراجع الموقف الدولي للحكومة. وقد تفاقم الوضع بسبب “شبيحة” القرار الذين أقنعوا البرهان بالانتظار، متناسين أن واشنطن تعمل وفق مصالحها حتى لو تعارضت مع استقرار الدول.

الخيارات الحالية لمجلس السيادة ومستشاريه – بما في ذلك تعيين كامل إدريس – قد تدفع البلاد نحو تخبط في المواقف و العلاقات الخارجية ورغم التشاؤم من هذه الخطوات- تعين كامل إدريس- فإن مراقبة التحركات القادمة ستكون مفتاحًا لتقييم الاتجاه الذي سيسير فيه رئيس الوزراء المكلف.


حسان الناصر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الصين تحذر الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".. ماذا حدث؟
  • انخفاض سعر البتكوين وسط التوترات التجارية ومخاطر التضخم في الولايات المتحدة
  • ترامب: الولايات المتحدة ستضاعف الرسوم الجمركية 50% على الصلب
  • الدكتور المصطفى: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا تم بدون شروط مسبقة، ومسار العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأ للتو
  • الأمم المتحدة: الهجمات الأخيرة على موانئ الحديدة أثرت على الاستجابة الإنسانية في اليمن
  • الولايات المتحدة ترفع العقوبات عن الغابون
  • لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل
  • الولايات المتحدة تلغي عقدا بقيمة 590 مليون دولار للقاح مضاد لإنفلونزا الطيور
  • الأمم المتحدة: الهجمات على مطاري صنعاء وبن غوريون غير مقبولة
  • الولايات المتحدة تقترب من وقف إطلاق النار في غزة