كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": مصادر سياسية مطّلعة أكّدت أنّ ما يهمّ أميركا والدول الأوروبية اليوم هو عدم توسّع القتال بين حزب الله و "اسرائيل"، خشية امتداد الصراع الى دول المنطقة، ومنها الى الدول الأوروبية. لهذا تحاول الدول المعنية الضغط بهدف التهدئة قدر الإمكان، وسط التهديدات المستمرّة لرئيس حكومة العدو بأنّه سيُوسّع الحرب على لبنان، في حال لم يضمن أمن المستوطنات الشمالية.

وتبحث هذه الدول عن حلّ ما يعطي الضمانات "للإسرائيلي"، غير أنّها تواجه من قبل لبنان الرسمي بعبارة موحّدة "ليتوقّف إطلاق النار فوراً في غزّة، لكي تتوقّف المواجهات العسكرية عند الجبهة الجنوبية".

ولأنّ هوكشتاين قد سمع هذا الموقف من قبل المسؤولين اللبنانيين، أي أنّ وقف إطلاق النار في غزّة هو المدخل الإلزامي لوقف التصعيد جنوباً، على ما أضافت المصادر، فسيحاول خلال زيارته المرتقبة الى المنطقة حثّ "الإسرائيليين" على عدم التصعيد ضدّ لبنان، لأنّ الأمر لن يصبّ في مصلحتهم. كما لأنّ أميركا ترفض توسيع دائرة المعارك في المنطقة... ولا تودّ الدول الأوروبية بالتالي امتداد الصراع اليها، وهي ليست جاهزة لأي مواجهة عسكرية. وقد أعلنت بريطانيا أخيراً أنّها لا تريد الدخول في حرب عالمية ثالثة وهي ليست جاهزة لها.
أمّا بلينكن الذي يقوم بجولة جديدة في منطقة الشرق الأوسط تستمرّ حتى 8 شباط الجاري، في الوقت الذي لا يزال يدرس فيه الطرفان مقترحات صفقة التبادل، فسيسعى الى إنجاز اتفاق بين حركة حماس و "إسرائيل" يشمل هدنة طويلة الأمد وتبادلاً للأسرى، على ما تابعت المصادر نفسها، في ظلّ الخلافات المتزايدة والانقسامات داخل حكومة حرب العدو. كذلك فإنّ التظاهرات التي تحصل امام منزل نتنياهو والداعية لاستقالة حكومته، فهي تؤشّر الى قرب سقوطها رغم تعنّته وتصلّبه بمواقفه.
ومن شأن الموافقة على إنجاز الصفقة، على ما لفتت المصادر، تسهيل مهمّة هوكشتاين الذي سينصح "الإسرائيليين" بالموافقة  عليها لكي تهدأ جبهة الجنوب في لبنان، ويصبح بالإمكان عندها مناقشة الحلّ السياسي الديبلوماسي لتطبيق القرار 1701 وترسيم الحدود البريّة. علماً بأنّ بلاده تملك أدوات الضغط الكافية، ولكن قد لا تستخدمها مع حليفتها لأنّها لا تريدها أن تُهزم بعد 122 يوماً على حربّها ضدّ غزّة. لهذا يتساءل البعض عمّا إذا كانت ستضغط أميركا فعلاً على "إسرائيل" عبر بلينكن وهوكشتاين، رغم معرفتها عدم جدية "إسرائيل" في الذهاب نحو عملية السلام في المنطقة، ورفضها لأن تخرج مهزومة من حربها على "حماس".
وتقول المصادر عينها انّ هوكشتاين سيحاول الوصول الى اتفاق مبدئي مع "الإسرائيليين" على مرحلة ما بعد الحرب، في ما يتعلّق بالجبهة الجنوبية ليكون جاهزاً لعرضه على المسؤولين اللبنانيين فور انتهاء الحرب في القطاع. علماً بأنّ استقالة حكومة العدو من شأنها، تغيير بعض المقترحات التي يتشدّد بها نتنياهو. فهو يتحدّث عن أنّه سيُضحّي بكلّ شيء من أجل إنجاز صفقة التبادل، لكنه يُحاول لعب لعبة التوازن، وهو مضطر الى ان يكون مرناً لإتمامها، في حين أنّ حماس هي التي تملك خيط اللعبة بيدها، وهي التي ستُقرّر ما سيكون عليه مصير غزّة.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

انتهت سريعا بإنجاز وحيد.. ما وراء تعثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا

كييف – بعد طول انتظار وأيام من الإعداد والترقب حبست أنفاس العالم، شهدت مدينة إسطنبول يوم الجمعة 16 مايو/أيار مفاوضات أوكرانية روسية مباشرة، لكنها انتهت سريعا ومن دون أي نتائج تذكر.

وبحسب وسائل إعلام محلية وغربية، لم تستغرق المفاوضات أكثر من ساعتين فقط، ومخرجاتها لم تتطرق إلى أي شيء يتعلق بإنهاء الحرب وإحلال السلام، أو حتى وقف مؤقت لإطلاق النار.

تبادل الأسرى

ولعل الإنجاز العملي الوحيد الذي اتفق عليه الفرقاء هو تبادل جديد للأسرى، يشمل ألف أسير من كل جانب بين جنود ومدنيين وحتى أطفال، وهو أكبر رقم يسجل في إطار عمليات التبادل منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.

إنجاز أشبه بذرّ للرماد في العيون، إذ لم يكن في حقيقته نتيجة توافق بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، بل استجابة لمقترح تركي بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود، بحسب الإعلام الأوكراني أيضا.

وفي حديث مع الجزيرة نت، قال ميلان ليليتش نائب رئيس تحرير موقع "آر بي كا" الأوكراني "قد يقول البعض إنه لو كانت نتيجة الاجتماع الوحيدة هي إطلاق سراح ألف أوكراني، فإن الأمر يستحق ذلك. لكن هذا لا يلغي حقيقة أن المفاوضات فشلت بتحقيق أي نتيجة تتعلق بأي من الأهداف الرئيسة التي أقيمت من أجلها".

إعلان تبادل الشتائم

أما تبادل الشتائم والاتهامات اللاذعة والتشكيك بالنوايا والصلاحيات، فكان السمة الأبرز لما سبق أن تخلل وتلا هذه المفاوضات، وفيه تفسير تعثرها وسرعة انتهائها.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي انتظر بلا جدوى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في إسطنبول وصف مستوى الوفد الروسي "بالمهين"، لترد عليه المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وتصفه "بالمهرج الفاشل".

وبدورها، صعّدت أوكرانيا نبرة الخطاب، واعتبر المتحدث باسم خارجيتها هيورهي تيخي أن دور الخارجية الروسية هو "النباح من موسكو".

وفي ما يتعلق بمضمون المفاوضات نفسها، فقد وصفه وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها "بالهراء الروسي".

وعن تفاصيل ما طالبت به موسكو، قال النائب البرلماني أوليكسي هونتشارينكو للجزيرة نت "باختصار، وضع الروس مجددا على الطاولة ما يحتاجونه لتسلم أوكرانيا بالأمر الواقع، وتستسلم".

وأضاف موضحا "يريدون عودة البلاد إلى الحياد، وعدم وجود قوات أجنبية على أراضيها. ويريدون ألا نطالبهم بتعويضات عن أضرار حربهم، وأن نحفظ حقوق الناطقين بالروسية".

والأخطر من كل هذا، حسب هونتشارينكو، "إصرار موسكو اليوم على اعتراف أوكرانيا بسيطرة روسيا الشرعية والقانونية على 5 مقاطعات (لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون وشبه جزيرة القرم)، والانسحاب من كامل أراضي تلك المقاطعات كشرط لوقف إطلاق النار".

سلاح الضغط وخداع ترامب

بمجرد أن انتهى اللقاء التاريخي القصير، عاد وزير الخارجية سيبيها للتلويح بعصا العقوبات الغربية على روسيا، مؤكدا أن نتائج الاجتماع دليل على ضرورة تشديدها، وأن "استفزازات موسكو وخطط بوتين لم تمر".

ودعا إلى استمرار الضغط على روسيا، ودفع بوتين إلى اللقاء مع زيلينسكي وجها لوجه، لأن "الوفد الروسي لا يتمتع بالصلاحيات الكافية، خاصة في ما يتعلق بمبادرة وقف إطلاق النار".

إعلان

ولم يكتف الأوكرانيون بتوجيه اتهامات لروسيا تتعلق بصدق النوايا تجاه عملية السلام ومحاولة كسب الوقت والرغبة باستمرار الحرب، بل ألقوا بلوم كبير على الوسيط و"القاضي" الأميركي أيضا.

وقال الكاتب والصحفي ليليتش "يعتقد البعض أن موسكو في الأسابيع الأخيرة لم تعد طرفا مفضلا لدى القاضي ترامب الذي عين نفسه للبت في قضية الحرب الروسية الأوكرانية، لكني أعتقد أنه لم يصبح قاضيا نزيها يستوجب عبارات الإشادة والمديح التي تكررها السلطات الأوكرانية".

وأضاف "لا يزال ميّالا لمصلحة الروس. ولإقناعه أننا نريد السلام كان علينا تقديم تنازلات حقيقية، والتوقيع على اتفاقية باطن الأرض. وبالمقابل، قال إن روسيا تريد السلام، بمجرد الإشارة إلى أنها ذاهبة للمفاوضات".

"هدف الروس كان مجرد الحضور، وسقف مطالبهم تجاوز كثيرا ما طالبوا به في 2022″، حسب ليليتش الذي رأى أن "إدارة ترامب تتحمل جزءا كبيرا من أسباب فشل مفاوضات إسطنبول، لأنها تعاملت بسذاجة مع خداع الروس لترامب، ولم تمارس ضدهم ما يدفع إلى مفاوضات جادة".

سيارة محترقة وبداخلها جثة شخص مقتول إثر هجوم بطائرة من دون طيار في كوستيانتينيفكا بمنطقة دونيتسك (الفرنسية) عودة التشاؤم

نتائج المفاوضات أعادت التشاؤم سريعا إلى الشارع الأوكراني، بعد أن أحيت الأيام السابقة أملهم بنهاية قريبة للحرب، أو اتفاق يوقف إطلاق النار.

وبحسب استطلاع للرأي أجرته مجموعة "ريتينج"، فإن 25% من الأوكرانيين يرون أن المفاوضات مع الروس ستقرّب السلام فعلا، بينما اعتبر 54% منهم أن "بوتين لا يريد إنهاء الحرب".

وفي محاولة لجمع آراء العامة، تحدثت الجزيرة نت إلى عدد من سكان العاصمة كييف، ومنهم أنتون الذي قال إن "بوتين يماطل. يخدعنا ويخدع الأميركيين والعالم المتحضر. نحن بحاجة إلى المفاوضات لوقف الحرب، لكننا لن نتنازل عن بلادنا وحريتنا. نحن مع مفاوضات موضوعية عادلة، ونريد أن يلتقي زيلينسكي ببوتين وجها لوجه، ليقول له كل شيء، ويصلا معا إلى حل وسط".

إعلان

وتقول الشابة كسينيا "لا أؤمن بإمكانية الوصول إلى نتائج عبر المفاوضات. أعتقد أن روسيا ستستمر بقصف المدن وقتل المدنيين. بوتين قاتل في عيون الأوكرانيين. الحرب قد تتحول إلى البرود، لكنها لن تتوقف".

أما الشاب فيكتور فيعتقد أن "الروس يتلاعبون لكسب الوقت لا أكثر. قواتهم تتحرك بلا توقف والتعبئة في بلادنا كذلك. ما من أفق واضح لنهاية الحرب. آمل أن أكون مخطئا. انتهاؤها حلم بكل بساطة، لكنه بعيد المنال كما نرى".

مقالات مشابهة

  • تغييرها غير وارد... أورتاغوس الى بيروت
  • الاحتلال يحول الأسير المحرر الجاغوب إلى الاعتقال الإداري.. خرج في صفقة التبادل
  • توقف حركة القطارات في اسرائيل وحرائق غابات تمتد إلى الجنوب
  • بفضل صفقة رأس الحكمة.. الاستثمارات العربية في مصر تحقق أرقاما غير مسبوقة
  • انتهت سريعا بإنجاز وحيد.. ما وراء تعثر المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا
  • هاتفيا.. نتنياهو يبحث مع روبيو مفاوضات صفقة التبادل
  • نائب إطاري يدعو السوداني إلى التعامل بالمثل مع الدول العربية التي حضرت للقمة بمستويات أدنى
  • قادة أوربيون في بيان مشترك: لن نصمت أمام الكارثة الإنسانية التي تحدث أمام أعيننا في غزة
  • مندوب فلسطين: نطالب القمة العربية بدعم مسارات محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين
  • ويتكوف: أغلب الإسرائيليين يؤيد صفقة الرهائن مقابل وقف الحرب