RT Arabic:
2025-06-27@03:55:24 GMT

مخالب التنين الصيني في سماء الولايات المتحدة!

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

مخالب التنين الصيني في سماء الولايات المتحدة!

ارتفعت حرارة التوتر بين الولايات المتحدة والصين فجأة في 4 فبراير عام 2023، بإسقاط مقاتلة "إف -22" أمريكية منطادا صينيا فوق المحيط الأطلسي قبالةَ سواحل كارولينا الجنوبية.

إقرأ المزيد حرب كبرى مع الصين.. هل بدأت الولايات المتحدة تشعر بالإرهاق؟

الولايات المتحدة بلسان البنتاغون اتهمت حينها الصين باستخدام بالون الانجراف الأوتوماتيكي في جمع معلومات استخباراتية، وقامت إثر ذلك بتأجيل زيارة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى الصين، فيما أكدت بكين أن البالون مخصص للأرصاد الجوي، وقد فقدت السيطرة عليه لظروف قوية قاهرة، ولاحقا اتهمت واشنطن بالاستخدام العشوائي والمفرط للقوة في هذه الحادثة، وهددت بـ"عواقب"، مشيرة إلى أنها لا تقبل "الضجيج والتكهنات".

حادثة إسقاط البالون الصيني في الأجواء الأمريكية بغض النظر عن طبيعته وعما قيل بأن مناطيد مشابهة اخترقت الأجواء الأمريكي في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، كان بمثابة علامة فارقة ورمزية على قدرة الصين على الوصول إلى الولايات المتحدة، علاوة على أنها بينت مدى تعقيد العلاقات بين البلدين وإمكانية حدوث صدام حقيقي بينهما من أقل احتكاك.

الولايات المتحدة كانت دأبت على التحرش بالصين من خلال انتهاك السفن والطائرات الأمريكية عبر ما يعرف بـ "دوريات حرية الملاحة" المياه الإقليمية الصينية في حدود مناطق 12 ميلا حول عدد من الجزر الصناعية في بحر الصين الجنوبي، وتصر على القول إن تلك الجزر الصينية مصطنعة، ولا حقوق لها في المياه الإقليمية.

الصين بدورها ترفض بشدة انتهاك الأمريكيين بانتظام لمياهها الإقليمية، وتشدد على أن الولايات المتحدة باعتبارها قوة من خارجة المنطقة، لا يجب أن تتدخل مطلقا في نزاعاتها الإقليمية مع دول جنوب شرق آسيا.

واشنطن لم تكتف بمثل هذه الإجراءات في محاولتها "تهديد" الصين بالقرب من حدودها البحرية، وكانت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي إلى تايوان في أوائل أغسطس 2022، بمثابة شرارة خطيرة رفعت درجة التوتر العسكري في المنطقة على مستويات غير مسبوقة، لا سيما أن بكين ردت بمناورات ضخمة حول تايوان، ما وضع المنطقة على شفا الحرب.

علاوة على كل ذلك، تشن الولايات المتحدة حربا تجارية على الصين ومن ذلك فرضها قيودا في أكتوبر 2022 على توريد الرقائق والمعدات المتقدمة إلى هذا البلد، وممارستها ضغوطا على اليابان وهولندا للانضمام إليها في هذا الشأن.

وسائل الإعلام الأمريكية كانت ذكرت أن البالون الصيني، وهذا النوع يعمل على ارتفاع يتراوح بين 20-30 كيلو مترا، لا يمكن أن يلحق اضرارا جسمية بالولايات المتحدة بخلاف الأقمار الاصطناعية  الصينية، وأن المنطاد الصيني لم يتم إسقاطه في البداية التفادي أي تهديد للسكان المدنيين على الأرض.

في آخر المطاف، برأت وزارة الحرب الأمريكية بعد سبعة أشهر، المنطاد الصيني الذي تم إسقاطه فوق الأراضي الأمريكية في 4 فبراير 2023، وذكرت أنه لم يجمع أو ينقل اية معلومات استخباراتية، وصرّح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية حينها الجنرال مارك ميلي قائلا: " لدينا معلومات مؤكدة بهذا الصدد، ويمكنني التأكيد أن البالون الصيني لم يجر أي عمليات استطلاع تهدف لجمع معلومات استخباراتية".

الجنرال الأمريكي أكد في نفس الوقت الرواية الصينية، بقوله إن البالون مخصص لرصد الأحوال الجوية، ويمكن بسهولة أن يخرج عن مشاره، وذلك لأن " المحرك المثبت على المنطاد لا يستطيع التعامل مع الرياح القوية على ارتفاعات عالية".

البالون الصيني دخل التاريخ على كل حال، وتحول إلى علامة في طريق طويل من المواجهة بين الولايات المتحدة والصين، وطالما تواصل واشنطن مضايقة التنين الصيني في المنطقة وحول تايوان، ومحاولته المستميتة لكبح جماحه في عقر داره بما في ذلك عن طريق الأساطيل ورحلات طائرات التجسس المنتظمة، فإن الخطر يبقى ماثلا وهو مرجح بجدية للانفجار في أي لحظة.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف أنتوني بلينكن دونالد ترامب نانسي بيلوسي الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل| الولايات المتحدة تُمسك بخيوط التهدئة.. وخبير يعلق

وسط الركام والدخان والدموع، بدأت إيران في لملمة جراحها بعد 12 يوماً من القصف الإسرائيلي الذي خلف خسائر بشرية ومادية فادحة. وبينما يحاول الجانبان الترويج لانتصارات إعلامية، تظل المشاهد من المستشفيات والأحياء المدمرة أبلغ تعبير عن فداحة ما جرى.

أرقام مفزعة من وزارة الصحة الإيرانية
أعلن وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن حصيلة القصف الإسرائيلي على إيران بلغت 606 قتلى منذ اندلاع الهجمات وحتى إعلان وقف إطلاق النار. وأوضح في تصريح متلفز أن نحو 95% من الضحايا لقوا حتفهم تحت أنقاض المباني التي دمرها القصف، في حين توفي الباقون متأثرين بجراحهم بعد وصولهم إلى المستشفيات.

وأضاف أن عدد الجرحى تجاوز 4700 مصاب، وفق ما أعلن المتحدث باسم الوزارة حسين كرمانبور، الذي وصف الوضع داخل المستشفيات خلال الأيام الماضية بأنه "مروّع إلى حد لا يُحتمل"، مؤكداً أن الأرقام تتعلق بالمدنيين فقط.

ضحايا من الأطفال والطواقم الطبية
ومن بين القتلى، هناك 13 طفلاً، أصغرهم رضيع لا يتجاوز عمره شهرين، إضافة إلى خمسة من أفراد الطواقم الطبية، من أطباء ومسعفين، لقوا حتفهم أثناء تأدية مهامهم الإنسانية خلال الغارات. كما أُبلغ عن تضرر سبعة مستشفيات وتسع سيارات إسعاف بفعل القصف، ما يزيد من تعقيد جهود الإنقاذ والإغاثة.

قراءة في الموقف الاستراتيجي
من جانبه، علّق اللواء سمير فرج, الخبير الاستراتيجي والعسكري، على المشهد بالقول إن الأطراف المعنية ستجلس أخيراً علي طاولة التفاوض، مما يُعد مؤشراً على إدراك الجميع لخطورة الاستمرار في التصعيد. وأشار إلى غموض الصورة بشأن الطرف الذي خرج منتصراً، فبينما تعلن إيران أنها ردت بقوة، تؤكد إسرائيل أن امريكا ضربت المنشآت النووية في إيران دمرتها.

وأشار فرج إلى أن إسرائيل كانت تعتزم توجيه ضربات جديدة لإيران بعد وقف إطلاق النار، لكن الرئيس الأمريكي تدخل لمنع هذا التطور الخطير، في خطوة عكست حرص واشنطن على تجنب حرب شاملة في المنطقة.

إيران وإسرائيل... رسائل متبادلة
برأي فرج، فإن إيران نجحت في إثبات قدرتها العسكرية وتوسيع رقعة الاشتباك، موجِّهة رسالة قوية بأنها تملك أدوات الردع الإقليمي. أما إسرائيل، فقد أظهرت قدراتها الدفاعية في صد بعض الهجمات، لكنها تلقت ضربات كشفت عن ثغرات في منظومتها، وهو ما يضعها أمام مراجعة أمنية ضرورية.

أميركا المستفيد الأكبر؟
وفي ختام تحليله، أكد فرج أن الولايات المتحدة تُعد الرابح الأكبر، إذ نجحت في لعب دور الوسيط الفعّال الذي أعاد ضبط الإيقاع، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب كارثية كانت ستضر بمصالح واشنطن وحلفائها في الخليج.


رغم توقف أصوات القصف، فإن صدى المآسي لا يزال يتردد في أرجاء إيران. فالبيوت المدمرة، والضحايا من الأطفال، والكوادر الطبية التي دفعت حياتها ثمناً للواجب، ستبقى شاهدة على لحظة تاريخية دامية. وما لم يتحول وقف إطلاق النار إلى سلام حقيقي، ستظل المنطقة مرشحة لانفجار جديد، ربما يكون أشدّ قسوة.

طباعة شارك القصف المستشفيات امريكا إسرائيل إيران المنشآت النووية

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة ستمنح 30 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة الأمريكية لن تنخرط في حروب بلا نهاية
  • هل تنجرف الولايات المتحدة نحو حرب ضد الصين بسبب تايوان؟
  • وزارة الخارجية الصينية تعرب عن استعدادها للعمل على تعزيز دور الأمم المتحدة
  • بين التأييد والرفض.. الذكاء الاصطناعي يدخل قطاع التعليم في الولايات المتحدة
  • عاجل | الملك يغادر أرض الوطن في زيارة خاصة إلى الولايات المتحدة
  • النشطاء: على أوروبا أن تضمن أمنها بنفسها بعيدا عن الولايات المتحدة
  • نشاط قياسي في الموانئ الصينية بعد الهدنة التجارية مع أميركا
  • بعد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل| الولايات المتحدة تُمسك بخيوط التهدئة.. وخبير يعلق
  • هل تقود الولايات المتحدة إلى صفقة شاملة في غزة؟