تشكيل عسكري فضفاف، واسم عام يضم عددا من الفصائل والجماعات العراقية المسلحة والمدعومة من إيران، ظهر عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ ضد قواعد عسكرية تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.

النشأة والتأسيس

ظهر اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" لأول مرة عقب الحرب الأميركية على العراق عام 2003، لكنّه كان آنذاك عنوانا للعديد من الفصائل المسلحة " السنية" التي كانت لها إصدارات مرئية وبيانات رسمية، إلا أنها اضمحلت بعد سيطرة الجماعات المسلحة الشيعية التي تدعمها إيران.

وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عاد اسم "المقاومة الإسلامية في العراق" إلى الواجهة عقب تبني جماعات مسلحة تنضوي تحته هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على مواقع عسكرية أميركية في سوريا والعراق، ردا على العدوان الإسرائيلي المدعوم من قبل الولايات المتحدة على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أعلنت "كتائب حزب الله" العراقي أسماء بعض الجماعات المنضوية معها تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، مشيرة إلى تنظيمي "كتائب سيد الشهداء"، و"النجباء"، اللذين يشكلان جزءا مما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده طهران ويضم فصائل إقليمية أخرى، مثل "حزب الله" في لبنان أو الحوثيين في اليمن، إضافة إلى كتائب حزب الله العراقي وجماعة "أنصار الله الأوفياء" المنشقة عن التيار الصدري، والتي يعتبرها كثيرون إحدى أهم "الوكلاء العراقيين" لـ"فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني".

الفكر والأيديولوجيا

عمدت الفصائل المنضوية تحت هذه المظلة بداية إلى استهداف المصالح العسكرية الأميركية في العراق وسوريا، ردا على العدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة على قطاع غزة.

ويرى المختصون أن هذه الفصائل تُرجّح شنّ الهجمات على الثكنات والقواعد العسكرية الأميركية تحت اسم فضفاض، مما يسمح لها بالإنكار حال الضرورة.

كما يشير "معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى" إلى هدف آخر وهو دفع الحكومة والقادة السياسيين العراقيين إلى المطالبة رسميا بمغادرة القوات الأميركية.

مسلحون من حركة النجباء خرجوا بالعاصمة بغداد يوم 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دعما لعملية "طوفان الأقصى" (الفرنسية)

كما ترتبط هذه الجماعات بـ"الحشد الشعبي"، وهو تحالف من القوات شبه العسكرية التي ظهرت في يونيو/حزيران 2014 استجابة لفتوى المرجع الشيعي علي السيستاني لدعم قوات الأمن ضد تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته على أجزاء واسعة من شمالي وشمال غربي البلاد واقترابه من حدود بغداد آنذاك.

وفي 11 يونيو/حزيران 2014 أعلنت اللجنة الوزارية التي شكلها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي لإدارة أزمة تنظيم الدولة، في بيان صحفي تشكيل أفواج من المتطوعين تحت اسم "الحشد الشعبي" لدعم الأجهزة الأمنية، وتم الإعلان عن تشكيل "مديرية الحشد الشعبي"، التي أصبحت بعد ذلك هيئة لها كيان مستقل في ظل الحكومة العراقية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2016 صدّق مجلس النواب العراقي على قانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40 لإضفاء صيغة قانونية على وضع قواته باعتبارها مساندة للجيش مع الحفاظ على هويتها وخصوصيتها. وليسهم في دحر "تنظيم الدولة الإسلامية" عام 2017 بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وبموجب القانون، تعتبر "فصائل وتشكيلات الحشد الشعبي كيانات قانونية تتمتع بالحقوق وتلتزم بالواجبات باعتبارها قوة رديفة ومساندة للقوات الأمنية العراقية، ولها الحق في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها ما دام ذلك لا يشكل تهديدا للأمن الوطني العراقي".

كما نص القانون على تمتع تشكيلات هيئة الحشد بالشخصية المعنوية، وترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، ويطبق عليها ما يطبق على العسكريين.

أبرز المحطات

شنّت "المقاومة الإسلامية في العراق" يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هجومين بطائرات مسيرة على "قاعدة عين الأسد الجوية" غربي العراق، و"قاعدة حرير الجوية" التي تضم قوات أميركية قرب مطار أربيل في إقليم كردستان العراق.

وفي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنّت هجوما بطائرات مسيّرة على قاعدة "التنف" في سوريا، بالإضافة لهجوم صاروخي على القاعدة الأميركية في حقل الغاز الطبيعي التابع لشركة "كونوكو" في سوريا.

واستمرت بشنّ هجمات مشابهة على القواعد ذاتها، إلا أنها في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 أعلنت بداية مرحلة جديدة "أشد وأوسع" تقول إنها "لنصرة فلسطين"، استهلتها في اليوم ذاته بقصف "أهداف إسرائيلية"، أحدها في مدينة إيلات أقصى جنوب فلسطين المحتلة على البحر الأحمر.

ثم أعلنت في 28 ديسمبر/كانون الأول قصف ما قالت إنهما "هدفان إسرائيليان" داخل الأراضي العراقية والجولان السوري المحتل في عمليتين منفصلتين.

ويوم 28 يناير/كانون الثاني 2024 تبنّت هجوما استهدف "قاعدة البرج 22" التي تؤوي قوات أميركية شمال شرقي الأردن، وأدى الهجوم إلى مقتل 3 جنود أميركيين.

وبعد يومين من ذلك الهجوم، أعلنت كتائب حزب الله" العراقي – المنضوية تحت " المقاومة الإسلامية في العراق"- في بيان رسمي على لسان أمينها العام أحمد الحميداوي، تعليق العمليات العسكرية والأمنية ضد القوات الأميركية بهدف منع أي إحراج للحكومة العراقية.

وأكدت كتائب حزب الله العراقي في بيانها أن إيران لا تعلم كيفية عملها وكثيرا ما اعترضت على تصعيدها ضد القوات الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المقاومة الإسلامیة فی العراق أکتوبر تشرین الأول 2023 کتائب حزب الله الحشد الشعبی أمیرکیة فی

إقرأ أيضاً:

“حماس ولجان المقاومة”: اقتحام الأقصى جريمة متجددة وانتهاك سافر لقدسية المسجد

الثورة نت/..

بدعم أمريكي وغربي يواصل الصهاينة انتهاكاتهم بحق الأقصى المبارك يوم تلو آخر،وفي السياق، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الاقتحام الواسع الذي نفذه قطعان المستوطنين الصهاينة، اليوم الاثنين، لباحات المسجد الأقصى المبارك، جريمة متجددة وانتهاك سافر لقدسية المسجد الأقصى”.

وقالت الحركة،إن “هذه الاقتحامات المتصاعدة تأتي كجزءٍ من مخطط التهويد الممنهج الذي تقوده حكومة العدو الصهيوني الفاشي في القدس، في إطار محاولاتها المستمرة لطمس هويتها العربية وإحكام السيطرة على المسجد الأقصى المبارك”.

ودعت جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل، إلى تصعيد المقاومة في وجه هذه المخططات الفاشية التي تستهدف أرضه ومقدّساته.

وشدد على ضرورة الحشد والرباط وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، وإفشال محاولات قطعان المستوطنين الصهاينة فرض تقسيم زماني أو مكان في الأقصى.

وطالبت “حماس” الدول العربية والإسلامية، ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، بالتحرك الفوري والجاد، للجم عربدة العدو الصهيوني في القدس والمسجد الأقصى، ووقف حرب الإبادة الشاملة التي يشنها على الشعب الفلسطيني.

من جانبها أكدت لجان المقاومة في فلسطين، أن الإقتحامات المتزايدة من قطعان المستوطنين المتطرفين الصهاينة، للمسجد الأقصى، تتم بدعم أمريكي رسمي.

وقالت اللجان،إن “إقتحام قطعان المستوطنين المتطرفين الصهاينة للمسجد الاقصى تحت حماية وحراسة الشرطة الصهيونية وأدائهم طقوس تلمودية واستفزازية هي جريمة صهيونية جديدة وتدنيس للمسجد الأقصى المبارك”.

وأشارت إلى أن الإقتحام الاستفزازي لقطعان المستوطنين الصهاينة هو استمرار وتصعيد للعدوان الصهيوني المتواصل بحق المسجد الأقصى والقدس ومقدمة لاحكام السيطرة على المسجد الأقصى وتهويده”.

وأضافت: “الإقتحامات المتزايدة للمسجد الأقصى تتم بدعم امريكي رسمي ومشاركة من أقطاب الإدارة الأمريكية المجرمة وفي مقدمتهم السفير الأمريكي في الكيان الصهيوني والعاملين بالسفارة في الكيان وهذا يؤكد ان الإدارة الاميركية المجرمة لا تهتم لمشاعر المسلمين وتواصل استهتارها بهم”.

ودعت لجان المقاومة “أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان من أرض فلسطين المحتلة إلى تصعيد المقاومة والثورة والإنتفاض في وجه المؤامرات والمخططات الصهيونية وضرب المغتصبين الصهاينة في كل شبر من أرضنا وقدسنا”.

مقالات مشابهة

  • مناورة وتطبيق قتالي في الزهرة بالحديدة لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • باستثناء إسرائيل صدى طوفان الأقصى يتردد في ثورة بنغلاديش
  • مناورة وتطبيق قتالي في المحابشة بحجة لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • مناورة وتطبيق قتالي في المحابشة بحجة لخريجي دورات “طوفان الأقصى”
  • “حماس ولجان المقاومة”: اقتحام الأقصى جريمة متجددة وانتهاك سافر لقدسية المسجد
  • مسيران ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في ذي السفال والسبرة بإب
  • مناورة ومسير في المغلاف بالحديدة لخريجي دورات” طوفان الأقصى”
  • طوفان الأقصى: 10 تحولات جيوسياسية تعيد رسم خرائط القوى العالمية
  • مناورتان وتطبيق قتالي لخريجي دورات طوفان الأقصى في المنيرة والقناوص بالحديدة
  • مناورات ميدانية لخريجي “طوفان الأقصى” في ذمار والحديدة تأكيداً للوفاء لقضية فلسطين