البوابة:
2025-06-12@04:49:01 GMT

الحرب الروسية الاوكرانية تنتقل الى السودان

تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT

الحرب الروسية الاوكرانية تنتقل الى السودان

يبدو ان مساحتي روسيا واوكرانيا لم تعد تتسعان للحرب الدائرة بينهما منذ 24 فبراير 2022 فآثرت الدولتان لنقل جزء من المعركة الى خارج منطقتهما ويبدو ان الاختيار وقع على الساحة السودانية التي بدورها تعيش حرب دامية 

وفق ما تحدثت عنه صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، فقد تسلل المئات منم القوات الاوكرانية الخاصة الى السودان في محاولة للبحث عن عناصر من مجموعة فاغنر المتحالفين مع قوات الدعم السريع.

ولم يعرف ما هو مدى تأثير مقاتلين او مرتزقة من فاغنر يعملون في السودان على سير المعارك في اوكرانيا ، حيث تشير صحيفة "كييف بوست" الى مقطع فيديو قصير قالت إنه جاء من مصادر "داخل المخابرات العسكرية الأوكرانية المسؤولة عن العمليات السرية، ويظهر فيه سجين روسي أسير يتم استجوابه إلى جانب رجلين من أصل أفريقي".

الاسير الروسي وفق مزاعم كييف قال انه ينتمي لفاغنر  وجاء إلى السودان قادما من جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث يتمركز مقاتلون من الجماعة الروسية، "لإسقاط الحكومة المحلية" بقوة قوامها نحو 100 فرد فقط

تقول التقارير ان القوات الاوكرانية تعمل على ضرب المصالح الروسية في العالم، لذلك ارسلت قوة لمحاربة فاغنر علما ان الجيش الاوكراني نفسه يعاني من نقص عددي وحالات من فرار الجنود والضباط وعادة تكون الساحة الرئيسية لها الاولوية خاصة ان كانت في وضع مزري كما هو عليه الساحة الاوكرانية الحالية 

موقع الحرة الاميركي ينقل عن الخبير الاستراتيجي السوداني، محي الدين محمد محي الدين، انه لا يوجد عناصر من فاغنر في السودان  حيث ان روسيا اتخذت مواقف متشددة تجاه مجموعة فاغنر، خاصة عقب "مقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين، وقامت بتقليص عمليات المجموعة في أفريقيا بشكل عام، والسودان بشكل خاص".

من جهته يقول المختص في الشؤون العسكرية، عمر أرباب،  إن "السودان تحول فعليا، إلى ساحة للصراع الإقليمي والدولي" وسبق أن اتهم مساعد القائد العام للجيش السوداني، الفريق ياسر العطا، الإمارات وتشاد ومجموعة فاغنر بتقديم الدعم العسكري إلى قوات الدعم السريع،  لكن تلك الدول نفت تلك الادعاءات فيما بعد 

في سبتمبر الماضي التقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في مطار شانون بإيرلندا وقال زيلينسكي : "ناقشنا التحديات الأمنية المشتركة بيننا، وتحديدا أنشطة الجماعات المسلحة غير الشرعية التي تمولها روسيا".

لكن يبدو ان ان أوكرانيا تنتهج أيضا استراتيجية تتمثل في إجراء عمليات للقوات الخاصة داخل روسيا في محاولة لتسجيل انتصارات دعائية ضد عدوها، وإظهار أنه لا يوجد مكان آمن بالضرورة من قواتها، على الرغم من أنها نادرا ما تكون ذات أهمية عسكرية وفق الغارديان 

المصدر: البوابة

إقرأ أيضاً:

حين يصير الموت مزدوجًا.. الكوليرا تُكمل ما بدأته الحرب في السودان

في زمنٍ تتداخل فيه رياح الحرب مع رياح المرض، يتحول السودان إلى ساحةٍ مفتوحة لأزمات مزدوجة تنهش جسد الوطن المتهالك. فبينما تتصاعد المعارك في المدن الكبرى، وتُقصف المستشفيات وتُستهدف الأحياء المدنية، يتفشى وباء الكوليرا كضيف ثقيل في وطن لا يقوى على استضافة الأوبئة. 

وفي ظل البنية الصحية المنهارة والدمار الذي طال المرافق الطبية، يجد الأطباء أنفسهم في سباق يائس مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. فكيف تسير خارطة انتشار الكوليرا؟ وما أبرز التحديات التي تواجه جهود احتوائه في قلب المعارك؟ هذا التقرير يرصد التفاصيل الدقيقة للوضع الميداني والصحي في السودان، في لحظة مفصلية من تاريخه الحديث.

التصعيد العسكري في كردفان وتداعياته الإنسانية

تشهد ولاية شمال كردفان، وتحديدًا مدينة الأبيض، تصعيدًا عسكريًا خطيرًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث اندلعت معارك ضارية في محاور مختلفة من إقليم كردفان الكبرى، الذي يضم ولايتي شمال وجنوب كردفان. ووفقًا لمصادر عسكرية ميدانية، فإن قوات الدعم السريع تمكنت من استعادة السيطرة على عدد من المدن الاستراتيجية، بعد أن كانت تحت سيطرة الجيش السوداني.

وتُعد مدينة الخوي من أبرز المناطق المتنازع عليها، نظرًا لأهميتها الاستراتيجية كمفترق طرق حيوي. غير أن أخطر تطور ميداني وقع في مدينة الأبيض، حيث قصفت قوات الدعم السريع مستشفيين رئيسيين هما مستشفى الضمان والسلاح الطبي، ما أدى إلى دمار واسع وخسائر بشرية، من بينهم كوادر طبية وعاملون في القطاع الصحي.

كما استخدمت قوات الدعم السريع طائرات مسيّرة لاستهداف منشآت مدنية، من بينها محطة الكهرباء، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن أجزاء واسعة من المدينة. وأعلنت إدارة مستشفى الضمان تعليق العمل وإغلاق أبواب المستشفى لمدة أسبوعين بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به جراء القصف، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني والصحي.

انتشار وباء الكوليرا وسط انهيار المنظومة الصحية

في موازاة التصعيد العسكري، يواجه السودان كارثة صحية متفاقمة بسبب تفشي وباء الكوليرا، الذي استشرى في عدة ولايات بشكل يهدد بكارثة إنسانية وصحية كبرى. وبحسب اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، فقد تم تسجيل أكثر من 1540 حالة وفاة خلال ثلاثة أيام فقط في ولاية الخرطوم وأم درمان، في رقم صادم يعكس عمق الأزمة.

وأكد المتحدث باسم اللجنة، الدكتور سيد محمد عبد الله، أن هناك مخاوف جدية من انهيار المنظومة الصحية بشكل كامل، خاصة في ظل توقف العمل في نحو 45% من المنشآت الصحية، وتدمير أو تعطل 80% من المستشفيات بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.

كما سُجلت 91 حالة إصابة بالكوليرا في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، من بينها 10 وفيات مؤكدة، بينما تم نقل 26 حالة إلى مراكز العزل الصحي. وتشير البيانات المتوفرة حتى الآن إلى انتشار المرض في ما لا يقل عن 7 ولايات سودانية، وسط غياب كامل للبنية التحتية الصحية، ونقص شديد في الأدوية والمحاليل الوريدية ومستلزمات العزل.

ويعاني الأطفال بشكل خاص من هذا التفشي، في ظل عدم توفر حملات تطعيم، وتردي خدمات الإصحاح البيئي، وعدم انتظام إمدادات المياه النظيفة.

تحديات الاستجابة المحلية والمناشدات الدولية

تُعد الكوليرا مرضًا يمكن السيطرة عليه نسبيًا في حال توفر نظام صحي فعّال ومياه نظيفة، غير أن الحالة في السودان تختلف تمامًا. فمع غياب السلطة المركزية القادرة على تنسيق الجهود، وتهدم المؤسسات الصحية، وانتشار النزوح الجماعي داخل المدن وخارجها، تبدو محاولات السيطرة على الوباء غير كافية.

وقد ناشدت نقابة أطباء السودان وناشطون في المجال الإنساني المجتمع الدولي للتدخل العاجل، وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية، لتوفير الإمدادات الطبية اللازمة، وتنسيق حملات تطهير المياه، وتوزيع محاليل الإماهة الفموية ومضادات العدوى.

ويُعد توفر مراكز العزل المناسبة وتدريب الكوادر الصحية من أبرز الأولويات، إلى جانب دعم المناطق المتضررة بمولدات كهرباء ووسائل نقل إسعافي، خاصة بعد استهداف محطات الكهرباء والمرافق الحيوية.

وفي خضم صراع دموي طاحن بين قوات متنازعة، ينبثق وباء الكوليرا كعدو خفي لا يقل فتكًا عن الرصاص، متسللًا إلى أزقة المدن وبيوت النازحين ومراكز الإيواء. وبين القصف والعطش، وبين الجوع والمرض، يختنق المواطن السوداني بحلقات متشابكة من المعاناة. إنّ ما يحدث اليوم في السودان ليس مجرد أزمة صحية أو صراع مسلح، بل مأساة وطنية شاملة تستوجب استجابة دولية عاجلة، قبل أن تتحول البلاد إلى مقبرة جماعية للصحة والحياة معًا.

طباعة شارك السودان انتشار الكوليرا الكوليرا

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة “المثلث”
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا بعد انسحاب الجيش السوداني
  • السودان: حرب بلا معنى (2)
  • الجيش السوداني ينسحب من منطقة العوينات الحدودية مع ليبيا ومصر
  • في ظل اتهامات لحفتر والإمارات.. الجيش السوداني ينسحب من المثلث الحدودي
  • وزارة الخارجية بالحكومة الليبية: لم ننخرط في الصراع السوداني بأي شكل من الأشكال
  • الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية
  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع
  • حين يصير الموت مزدوجًا.. الكوليرا تُكمل ما بدأته الحرب في السودان