دراسة: قطاع التصوير يتعرض لغزو من الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT
تسبب الذكاء الاصطناعي في حدوث تغيرات طالت المجالات كلها، وبينها التصوير الفوتوغرافي، إذ بات لهذه البرمجيات الحديثة قدرة على تصحيح الإضاءة، أو تشويش الخلفيات، أو تكثيف النظرات، تمامًا مثل أيّ مصوّر بشري محترف.
أخبار متعلقة
الاستخبارات البريطانية: الذكاء الاصطناعي لن يحل مكان الحاجة إلى جواسيس من البشر
الوطنية لليونسكو تنظم المرحلة الثانية لمشروع «ميثاق وطني للاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي»
الأمم المتحدة تحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي
كان أبرزها ما قام به مصور هاو يستخدم لقب «آي بريك فوتوز»، إجراء تجربة على هاتفه الذكي من طراز «سامسونج» لاكتشاف طريقة عمل ميزة تُسمى «زوم الفضاء»، أُطلقت عام 2020 وتتيح تكبير الصورة 100 مرة.
ودافعت «سامسونج» عن تقنيتها، قائلة، إنها لا تجري أي عملية «تراكب» للصور، كما أنه بإمكان المستخدمين تعطيل هذه الميزة.
وليست الشركة وحدها في سباق دمج الذكاء الاصطناعي في كاميرات الهواتف الذكية، إذ بدأت أجهزة «بيكسل» من جوجل، و«آيفون» من أبل في تسويق هذه الميزات منذ عام 2016.
من جانبه أكد المهندس والمصور أمجد فريد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التصوير أصبح واقعا لابد أن يتعامل معه كل العاملين في هذا التخصص الهام في كل انحاء العالم.
وأوضح «فريد» أنه يشرح خلال الورش التي يقدمها في المحافظات وكان أبرزها محافظات الاسكندرية والفيوم والقاهرة والجيزة حيث شرح في هذه الورش أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في التصوير هذا فضلا عن خطورته أيضا على الوظائف.
ودعا المهندس والمصور الشاب العاملين في حقل التصوير بالتدريب والاستعداد لاستخدام التقنيات الحديثة على رأسها الذكاء الاصطناعي من أجل انتاج صور وفيديو بشكل أكثر احترافية ومواكبة التطور التكنولوجي الهائل والمخيف الذي يشهده العالم الآن.
وبحسب مايكل بريتشارد من الجمعية الملكية البريطانية للتصوير الفوتوغرافي، فإن القطاع يتعرض لغزو من الذكاء الاصطناعي، سواء في الكاميرات أو البرامج مثل «فوتوشوب». وقال إن «هذه الأتمتة تزيل بشكل متزايد الخطوط الفاصلة بين الصورة والعمل الفني».
وتختلف طبيعة الذكاء الاصطناعي عن الابتكارات السابقة لأن التكنولوجيا يمكن أن تتعلم وتساهم بأشياء جديدة تتجاوز تلك المسجلة بواسطة بكرة الفيلم أو جهاز الاستشعار.
ومع ذلك، فإن أكثر ما يثير قلق المصورين المحترفين هو ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التي تولّد صورًا جديدة تمامًا بالاعتماد على النص، مثل «دال إي-2» و«ميدجورني» و«ستايبل ديفيوجن».
وقال نك دنمور، عضو الرابطة البريطانية للمصورين، إنه لا يمكن تصنيف هذه الصور ضمن «أعمال المؤلف»، موضحًا أنه «في كثير من الحالات، يعتمد ذلك على استخدام مجموعات البيانات التدريبية للأعمال غير المرخصة»، بينما دفعت هذه الظاهرة بالفعل إلى إقامة دعاوى قضائية في الولايات المتحدة وأوروبا.
غير أنّ جوس أفيري، المصور الأميركي الهاوي الذي خدع الآلاف أخيرًا إثر نشره صورًا مذهلة تم إنشاؤها باستخدام تقنية «ميدجورني» على «إنستجرام»، لا يشاطر هذا الرأي، قائلاً إن إنجاز صوره يستغرق غالباً ساعات عدة.
ويبدي أفيري اعتقاده بأن «الذكاء الاصطناعي لن يتسبب في موت التصوير»، توقع يشاركه مايكل بريتشارد، الذي يذكّر بصمود التصوير الفوتوغرافي منذ ابتكاره وصولاً إلى العصر الرقمي، لافتاً إلى أن المصورين استطاعوا على الدوام التكيف مع التحديات التقنية.
الذكاء الاصطناعي التصويرالمصدر: المصري اليوم
كلمات دلالية: شكاوى المواطنين الذكاء الاصطناعي التصوير الذکاء الاصطناعی فی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بسكر الدم!
في خطوة رائدة نحو تحسين إدارة مرض السكري، أعلنت شركتا IBM وRoche عن تطوير حل ذكي مشترك يُعالج واحدة من أكثر التحديات الصحية تعقيدًا: العبء اليومي المستمر لمراقبة مستويات السكر في الدم.
جاءت النتيجة على شكل تطبيق مبتكر يحمل اسم Accu-Chek SmartGuide Predict، يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمستويات الجلوكوز قبل حدوث التغييرات المفاجئة، ما يمنح المستخدمين فرصة استباق الأحداث واتخاذ قرارات صحية مبنية على التوقع لا رد الفعل.
تنبؤ بسكر الدم... كما تتنبأ بالأحوال الجوية
يأخذ التطبيق مفهوم مراقبة السكري إلى بُعد جديد، إذ لا يكتفي بإظهار مستوى السكر الحالي، بل يرسم خريطة لتوجهاته المستقبلية. تمامًا كما تعتمد على نشرة الطقس لتخطط ليومك، يمكنك الآن الاعتماد على هذا التطبيق للتخطيط لمستويات سكر في الدم خلال الساعات المقبلة.
ويعمل التطبيق بالتكامل مع جهاز الاستشعار المستمر للجلوكوز من Roche، حيث يعالج البيانات لحظيًا باستخدام الذكاء الاصطناعي، ليمنح المستخدم رؤى دقيقة تساعده على تفادي التقلبات المفاجئة والخطيرة في مستويات الجلوكوز.
ثلاث ميزات رئيسية تحدث فرقًا حقيقيًا
يمتاز تطبيق SmartGuide Predict بثلاث وظائف رئيسية، كل منها يستهدف قلقًا شائعًا لدى مرضى السكري:
* Glucose Predict: ميزة تعرض تصورًا لمسار مستوى الجلوكوز خلال الساعتين المقبلتين، ما يمنح المستخدم وقتًا كافيًا لتعديل نظامه الغذائي أو أخذ جرعة إنسولين وقائية.
* Low Glucose Predict: بمثابة نظام إنذار مبكر، ينبّه المستخدم باحتمال حدوث انخفاض حاد في السكر قبل 30 دقيقة تقريبًا من وقوعه—وقت كافٍ لاتخاذ إجراء تصحيحي سريع.
* Night Low Predict: خاصية تُعد الأهم لكثير من المرضى، إذ تتنبأ بخطر انخفاض السكر أثناء النوم وهو أكثر الأوقات خطورة. التطبيق يقيم المخاطر قبل النوم ويقترح ما إذا كانت وجبة خفيفة ليلية ضرورية.
يقول موريتز هارتمان، رئيس قسم حلول المعلومات في شركة Roche: «من خلال تسخير قوة التكنولوجيا التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، يمكن لتطبيق Accu-Chek SmartGuide Predict أن يمنح مرضى السكري قدرة أكبر على اتخاذ قرارات استباقية لإدارة حالتهم الصحية بثقة ووعي».
الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل أبحاث السكري
تتجاوز فوائد التعاون بين IBM وRoche الجانب العلاجي، لتصل إلى مجال الأبحاث السريرية. فقد طوّرت الشركتان أداة ذكية مدعومة بمنصة watsonx من IBM، تعيد تعريف كيفية تحليل البيانات في التجارب السريرية.
بدلًا من العمليات اليدوية البطيئة، تقوم الأداة الجديدة برقمنة وتصنيف وترجمة البيانات السريرية المجهولة الهوية، وربطها تلقائيًا بمعلومات أجهزة مراقبة السكر ونمط حياة المشاركين في الدراسة.
والحصيلة؟ اكتشاف أنماط وارتباطات دقيقة في وقت قياسي ما يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في فهم المرض وتطوير أساليب العلاج، وربما يكون أكثر تأثيرًا على المدى البعيد من التطبيق ذاته.
تحالف فريد بين التكنولوجيا والصحة
يجمع هذا التعاون بين قوتين من عالمين مختلفين: خبرة IBM التقنية والذكاء الاصطناعي من جهة، وخبرة Roche في علوم الحياة والرعاية الصحية من جهة أخرى. وهو نموذج ناجح لتكامل الصناعات لخدمة احتياجات صحية حقيقية.
يقول هارتمان: «شراكتنا طويلة الأمد مع IBM تعكس الإمكانات الكبيرة للابتكار بين الصناعات في تقديم حلول فعّالة لاحتياجات صحية غير ملبّاة، وتسريع الوصول إلى نتائج علاجية أفضل».
وأضاف كريستيان كيلر، المدير العام لـIBM في سويسرا: «التعاون مع Roche يُبرهن على قوة الذكاء الاصطناعي عندما يُستخدم لهدف واضح: دعم المرضى في إدارة حالاتهم بشكل أفضل. نحن نوفر بيئة تقنية موثوقة، آمنة، ومخصصة تُعزز الابتكار في مجال الرعاية الصحية».
دلالات الابتكار لمستقبل التكنولوجيا الصحية؟
بعد سنوات من متابعة التكنولوجيا الصحية، يمكن القول إن هذه الشراكة مختلفة. فهي لا تقدم وعودًا فضفاضة، بل تركز على حل واضح وملموس لمشكلة تؤثر على أكثر من 590 مليون شخص حول العالم يعيشون مع مرض السكري.
إنّ التحول من الإدارة التفاعلية إلى الإدارة التنبؤية لا يُعد مجرد تحسين، بل تغيير في قواعد اللعبة. فبدلًا من انتظار المشكلة، أصبح بالإمكان توقعها ومنعها. الذكاء الاصطناعي هنا لا يستبدل الإنسان، بل يزوّده بالمعلومة في الوقت المناسب ليحسن اتخاذ القرار.
التطبيق متاح حاليًا فقط في سويسرا، وهي خطوة مدروسة لاختبار فعالية النظام قبل تعميمه عالميًا. ومن المتوقع أن يتابعه قطاع الرعاية الصحية عن كثب.
إذا أثبتت هذه التجربة نجاحها، فقد تفتح الباب أمام حلول مشابهة لأمراض مزمنة أخرى، مثل أمراض القلب، الربو، أو حتى اضطرابات الجهاز العصبي كمرض باركنسون.
وفي الوقت الراهن، يبقى الهدف الأساسي هو منح مرضى السكري القدرة على عيش حياة أكثر راحة واستقرارًا حتى أثناء نومهم. وهو هدف إنساني نبيل، يستحق أن يُسخّر له الذكاء الاصطناعي بكل إمكاناته.