إذا ذكر القلم ذكر العلم والبحث وذكرت الحضارات فى تعاقبها منذ الحضارة اليونانية، حتى ازدهرت الحضارة العربية والإسلامية فى العصور الوسطى، وبرز علماء العربية بلسان عربى مبين يؤلفون ويبحثون ويبتكرون، ويضيئون ظلمات العصور الوسطى، كما قدمنا، وفى ضوء ما سبقت الإشارة إليه فى مقالاتنا عن الكتابة والخط، وصناعة الكتاب تتجلى علاقة الإنسان بالقلم قديمة منذ صناعته من القصب المبرى من طرفه مع مداد من سواد الدخان، أو فحم الخشب مع الماء والصمغ، ومنذ استخدام اللون الأحمر لإبراز المعنى، ويرجع تاريخ الحبر الصينى إلى 1200 ق.
وجرى القلم على ألسنة الشعراء وفى شعرهم كثيراً، بمثل ما جرى على ألسنة الكتاب والمتحدثين، وأطلقت عليه أسماء عديدة منها: اليراع، والمزبر، ويصنع من الغاب، أو السعف، أو القصب، وذكرت الآثار المداد والدواة والمحبرة. وعلاقة الإنسان بالقلم قديمة منذ صناعته البدائية من القصب المبرى من طرفه، مع مداد من سواد الدخان، أو فحم الخشب، مع الماء والصمغ، ومنذ استخدام اللون الأحمر لإبراز المعنى، ويرجع تاريخ الحبر الصينى إلى 1200 ق.م، وفى ص 135 من مخطوط (كتاب المجالس والمسامرات) لأبى حنيفة النعمان أن المعز لدين الله الفاطمى اقترح إيجاد قلم بداخله مداده، وتم له ذلك، وفى المخطوطة التوصية بالبدء باسم الله، وبيان طريقة الكتابة (نسخة وحيدة فى مكتبة الخزانة العامة بالرباط بالمغرب رقم «100») باسم (القلم) لابن السراج تعود إلى سنة 352هـ، اقرأ عن المخطوط مقالاً عنوانه (مخطوط نادر عن كيفية إمساك القلم عند الكتابة)، عبدالعزيز السادرى، صحيفة الحياة، العدد 10588، فبراير 1992، وقد أمر ذلك الخليفة معد بن إسماعيل بن القاسئم بن المهدى عبيد الله الفاطمى العبيدى (319هـ/931مـ 365هـ/ 975م) صاحب مصر وإفريقيا، الذى فتح بلاد المغرب، ومصر، واختط مدينة القاهرة أمر أن يصنع له قلم يحمل حبره، وينساب الحبر إلى ريشته ذاتيا عند الكتابة، فصنع القلم من الذهب الخالص، وأوردتـه المؤرخة «ألبرتين جور» Albertin Gaur فى كتابها (مواد الكتابة فى المشرق)، على نحو ما نقرأ فى مخطوط المجالس والمسامرات لأبى حنيفة النعمان، وخى نسحة وحيدة فى مكتبة الخزانة العامة بالرباط بالمغرب، رقم (100) باسم القلم لابن السراج تعود إلى سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة من الهجرة، تحدث عنها عبدالعزيز السادرى فى صحيفة الحياة ع 10588، فبراير 1992، بعنوان مخطوط نادر عن كيفية إمساك القلم فيها أن المعز لدين الله الفاطمى اقترح إيجاد قلم بداخله مداد، وتمت صناعته، وفى المخطوطة التوصية بالبدء باسم الله، وبيان طريقة الكتابة، وكما فى مقال القلم من الألف إلى الياء، عبدالعظيم السيد الطنطاوى، مجلة الكويت، العدد 52، ديسمبر 1986).
وقد حث الرسول (صلى الله عليه وسلم) على العلم وتعلم الكتابة والقراءة؛ بحثا عن المعرفة. بل حث أصحابه على تعلم لغات الأمم المجاورة، ومما يرويه البخارى أنه أمر زيد بن ثابت بتعلم كتابة اليهود حتى يطمئن إلى عدم تحريفهم النص العربى، كما أمره أن يتعلم السريانية إلى جانب معرفته الفارسية، والرومية، والقبطية، والحبشية. وخبر افتداء الأسرى من قريش وتعليم الصبية من أبناء المسلمين القراءة والكتابة خبر مشهور معروف.
ومعرفة العرب للكتابة قضية دار حولها جدل كثير، والثابت أنهم سجلوا بها عهودهم، ومواثيقهم، ووصاياهم، وصكوكهم، وصحفهم، ورسائلهم الخاصة، سواء أكانت على الحجارة، أو القباب، أو الأبواب، أو الأعمدة (انظر حديثاً مفصلاً: سعيد إسماعيل على، تمهيد لتاريخ التربية الإسلامية ص 97 وما بعدها، ومن قبله: إمتاع الأسماع للمقريزى، والفائق فى غريب الحديث للزمخشرى، والسيرة لابن هشام، ومصادرالشعر الجاهلى لناصر الدين الأسد).
وقد ورد ذكر القلم كثيرا فى آيات قرآنية كريمة، أشرنا إليها فى مقال سابق، الأمر الذى يؤكد أهمية القلم على مر العصور، وارتباطه بصناعة الحضارات القديمة والحديثة معاً.
عضو المجمع العلمى المصرى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د يوسف نوفل علماء العربية
إقرأ أيضاً:
فخ الذكاء الاصطناعي.. فيروس خبيث يختبئ في أدوات AI المجانية
في ظل تزايد الطلب على أدوات إنشاء المحتوى المعتمد على الذكاء الاصطناعي، يستغل قراصنة الإنترنت هذا الاتجاه من خلال نشر برمجيات خبيثة تستهدف صناع المحتوى والشركات الصغيرة، وذلك عبر خدمات زائفة لإنشاء المحتوى بالذكاء الاصطناعي.
قراصنة يستغلون الذكاء الاصطناعي لنشر برمجيات خبيثةوذكر موقع Bleeping Computer، أنه تم رصد برمجية خبيثة جديدة تعرف باسم Noodlophile، تقوم بسرقة بيانات المتصفح، مثل بيانات تسجيل الدخول، وملفات تعريف الارتباط (كوكيز)، والرموز المميزة، وذلك بالإضافة إلى ملفات محافظ العملات الرقمية.
وفي بعض الحالات، يتم نشر هذا الفيروس إلى جانب برمجية XWorm، التي تتيح للمهاجمين التحكم عن بعد بالجهاز، وسرقة معلومات حساسة أو حتى تثبيت برامج فدية.
كيف تتم الهجمة باستخدام فيروس Noodlophile؟وفقا لتحليل أمني أجرته شركة Morphisec، تختبئ برمجية Noodlophile داخل أدوات مزيفة لتوليد الفيديوهات بالذكاء الاصطناعي، من بينها أداة تسمى Dream Machine.
ويتم الترويج لهذه الأدوات عبر إعلانات على فيسبوك، ما يدفع المستخدمين إلى مواقع احتيالية تطلب منهم رفع صور أو فيديوهات لإنشاء محتوى ذكاء اصطناعي.
ويطلب من المستخدمين تحميل الفيديو النهائي كأرشيف مضغوط باسم VideoDreamAI.zip، والذي يحتوي على ملف تنفيذي exe باسم مضلل مثل: Video Dream MachineAI.mp4.exe، إلى جانب مجلدات خفية تضم مكونات لنشر البرمجية على الجهاز المصاب.
ويستخدم المخترقون أدوات تحرير فيديو مشروعة مثل CapCut وملفات متخفية على هيئة مستندات PDF وWord لتفادي اكتشافها من قبل المستخدمين أو برامج مكافحة الفيروسات.
بعد التثبيت، ترسل البرمجية البيانات المسروقة إلى القراصنة بشكل فوري عبر روبوت على تطبيق تيليجرام.
كيف تحمي نفسك من خطر Noodlophile؟- تجنب تحميل أو تشغيل ملفات من مواقع غير موثوقة، خصوصا إذا ادعت تقديم خدمات مجانية لتوليد محتوى ذكاء اصطناعي.
- تأكد دائما من امتداد الملفات قبل فتحها، فالملف المذكور أعلاه يبدو كأنه فيديو (.mp4) لكنه في الحقيقة ملف تنفيذي (.exe).
- قم بتفعيل خيار إظهار امتدادات الملفات على جهازك لتفادي الوقوع في فخ الملفات المزيفة.
- يستحسن استخدام برامج مكافحة الفيروسات لفحص الملفات قبل فتحها، حتى وإن بدت شرعية.