تبقى ورقة المحاكمات العسكرية لمواجهة حالة الفوضى التى ضربت السوق المصرية ورقة مهمة وخروجها فى هذا التوقيت مهم للغاية.
منح القوات المسلحة حق الضبطية القضائية والإحالة للمحاكمات العسكرية سوف تظهر نتائجه قريباً على الأسعار، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المعظم
نعم ليس جشع التجار وتخزين السلع هو السبب الوحيد فى رفع الأسعار، وبطبيعة الحال ليس هو بيت الداء.
لو نظرنا إلى حالة الفوضى فى الأسواق المصرية ووصول الأمر إلى اختفاء سلعة نقترب من تحقيق الاكتفاء الذاتى منها، فإن الأمر بالفعل لم يعد يحتمل، وكان لابد من يد قوية تلقى بظلها على تلك الفوضى وتنهيها.
خلال اليومين الماضيين فقط بدأنا نقرأ أخباراً عن ضبط أطنان من السلع المهربة وملايين الدولارات المزيفة، والذهب المغشوش، وغيرها من الإجراءات التى ظلت فترة طويلة دون أن يتحرك أحد لتنفيذها.
لقد وصل الحال بأن كل سلعة تباع على الهوى بدون رقيب، فتجدها هنا فى محل بسعر وهناك فى محل آخر بسعر مختلف.
تلك الجرائم التى تمارس يومياً ما كان يجب أن تستمر وإلا ما وجدنا سلعة فى السوبر ماركت وبعدها تصبح هناك سوق سوداء للمواد الغذائية على غرار السوق السوداء للدولار.
يد الدولة لابد أن تبقى قوية وباطشة فى تلك الجرائم فى حق الشعب الذى ائتمن على مقدراته حكومة من المفترض ألا تغفل لحظة عن التلاعب بمصير شعب يعانى موجات من الغلاء لا يتحملها أحد.
عموماً، خيراً فعل البرلمان بإقرار قانون يتيح للقوات المسلحة التدخل، فالقضية أمن قومى بكل ما تعنيه الكلمة، وننتظر ضربات جديدة وقوية لتلك المافيا التى حولت حياتنا إلى جحيم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حالة الفوضى السوق المصرية الضبطية القضائية
إقرأ أيضاً:
الميراث.. "قصة حزينة"
فجرت قضية سرقة المربية ذائعة الصيت فى مجال التعليم الدكتورة نوال الدجوي، أزمة مجتمعية بالغة التعقيد يكون فيها الميراث اللاعب الرئيسي فى المشهد بشكل عام، ورأينا كيف كان مفجرا لأزمات واتهامات وقضايا ومحاكم بين عائلات بالكامل، يستوي فى ذلك العائلات الثرية مع من هم أقل حظا فى الوفرة المالية، فالخلاف يمكن أن يحدث بين الورثة على شقة أو قطعة أرض صغيرة أو مبلغ بسيط من المال.
"ماما نوال"، كما يناديها معلمو وطلاب مدارسها وجامعتها، نسجت خيوط أسطورة فى مجال التعليم، وضربت "دار التربية" المثل فى مستوي التعليم الثانوى بنظاميه البريطاني والأمريكي، وتخرجت فى هذه المدارس أجيال تفوقت فى كل المجالات، فكان الحزم والاتقان والحرص على التميز عنوانا لمسته بنفسي عندما كانت ابنتي طالبة فى هذه المدارس.
"فتنة المال" تلعب دائما بمشاعر ضعاف النفوس، فالحفيد الذى تبين أنه الذى سرق كل المبالغ التى أعلن عنها، والذى قيل إنه أيضا صاحب قضية فى المحاكم، لم تكفِه للأسف كل هذه الأموال التى كان ينعم بها بلا شك فى حياته، فلا أعتقد ولا يعتقد أحد أنه كان محروما من الحياة الرغدة التى تعيشها هذه العائلة الثرية أبا عن جد، ولكنه الطمع الذى يسول للإنسان السير فى طريق لا يراعي فيه حتى كبر السن ولا المقام، ويكون سببا فى أن تلوك الألسن سيرة سيدة ظلت تحافظ على مكانتها وهيبتها حتى قاربت على التسعين عاما من عمرها.
رأينا من قبل الفنان الكبير رشوان توفيق وهو يبكي مرارة الخلافات مع ابنته على الميراث، وانشغل الرأى العام وقتها بهذه القضية التى وصلت إلى أروقة المحاكم، وكذلك قضية أبناء الدكتورة سعاد كفافي مؤسس جامعة مصر وخلافاتهم على الميراث أيضا والاتهامات التى ظلت شهورا طويلة حديث وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤخرا تابعنا ما فجرته المذيعة بوسي شلبي ضد أبناء الفنان محمود عبد العزيز، وما وصل إليه الأمر من الدخول فى الاعراض واستباحة سيرة فنان كبير، بدون أى احترام حتى لحرمة الموت.
ماذا حدث للمجتمع؟ ولماذا يقدم ضعاف النفوس على تجاوز كل الثوابت الاخلاقية والاجتماعية؟ ولماذا لا تردعهم صلة الرحم وتوقير الكبير واحترام السيرة؟ الإجابة بالطبع تتعلق بكل التغيرات الاجتماعية التى غزت أواصر المحبة إلا من رحم ربي، والخلخلة فى النفوس التى أغواها الطمع.
الميراث "قصة حزينة" يلعب الجشع فيها وحب الذات دورا رئيسيا، والأمر له شقان الشق الأول هو ما يحدث أثناء حياة كبير العائلة الذى يضنيه نكران الجميل ونهش جسده وهو حي، وما أصعب هذا الشعور، والشق الثاني ما يتعلق بخلافات الورثة بعد وفاته، حيث يجور الأخ الذكر على الأخوات البنات، ويلقي لهم الفتات معتقدا أن المال مال أبيه ولا يجب خروجه لأطراف أخرى، غير مكترث بشرع الله الذى يلزمنا برد الحقوق إلى أصحابها، ولا حتى مكترث بصلة الأخوة ولا كونهم أكلوا ذات يوم على مائدة الطعام نفسها واستظلوا جميعا تحت سقف بيت أبيهم، وكذلك يجور الأعمام على حق أبناء أخيهم المتوفى، ويجور الأخ الذكر أيضا على باقي أخوته الذكور وهكذا.
الميراث والطمع متلازمتان فى مجتمعنا، فلا قوانين رادعة ولا أعراف شافعة، ولا حتى "العيب" مفردة يعرفونها، نسأل الله أن يطبطب على قلب كل من أصابه جرح بسبب "الورث" وأن يرد الحقوق إلى أصحابها.