الإطار العام لحوافز الإجادة المؤسسية وجودة المعلم
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
علي بن حمد بن عبدالله المسلمي
aha.1970@hotmail.com
في ظل النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - في سلطنة عُمان، وسعيها الدؤوب في تطوير الأنظمة والقوانين؛ من أجل تجويد العمل، وفي إطار رؤية 2040، ومن أجل الإبداع والابتكار في العمل المؤسسي والإطار الفردي، طُبِّقت في بداية عام 2022 منظومة قياس الأداء الفردي والإجادة المؤسسية، كما تم تدشين الإطار العام لحوافز الإجادة المؤسسية نهاية 2024؛ لحفز الموظفين، واكتشاف المبادرين والمبتكرين المجيدين، وتحقيق قدر أكبر من المنافسة، والعدالة بين الجميع في ظل تكافؤ الفرص.
وبما أن وزارة التربية والتعليم تنضوي تحت مظلة الوزارات الحكومية والمشرفة على التعليم؛ طبقت هذه المنظومة مثلها مثل الوحدات الحكومية الأخرى.
ويُعد المعلم أحد موظفيها، وهو حجر الزاوية في العملية التعليمية، وهو من أهم مدخلاتها في النظام التعليمي، وهو بلا شك صانع التغيير فيها وربانها، وصانع للأجيال، وهو مهندس العملية التعليمية ومخرجاتها؛ ومن أجل تجويد عمله وكي يتسنى له المنافسة الشريفة في منظومة إجادة وإطارها المؤسسي، وفي ظل التطوير والتجديد التي تنتهجه الحكومة، لا بد من النظر إلى التحديات التي يواجهها، ولا شك أن الملاحظات التي نتجت عنها تقارير الرقابة الإدارية والمالية للحكومة العام الماضي؛ والتي أسفرت في أحد بنودها عن أن المعلم يقوم بأعمال غير أعماله بنسبة 38%، لدليل على ذلك؛ لذا ينبغي النظر إلى تلك الأعمال بعين الاعتبار؛ من أجل جودة التعليم، وإعادة النظر في المهام الموكلة له؛ ليتسنى له تجويد عمله في ظل الهدف المنشود للمنظومة: الإبداع، والابتكار، والمبادرة، والمنافسة.
والواقع التربوي يشي بذلك، فإذا نظرنا إلى حجم المعوقات التي تعيق عمله وتحد من جودة أعماله، وتثقل من كاهله، والناظر إلى المهام الموكلة إليه؛ لتنوء بها أولو العصبة، وتنعكس سلبًا على المخرجات التعليمية وأثرها على المستفيدين منها ومؤسسات التعليم العالي.
ومن هذه المعيقات: المناوبة اليومية صباح مساء في ظل متغيرات المناخ والفصول الأربعة، وانعدام مظلات الاستراحة، والاحتياط نتيجة الإجازات بأنواعها، وتأخر تعيين المعلمين، والتنقلات الداخلية والخارجية، والدورات والمشاركات، وتربية الفصل، والإشراف على الأنشطة المدرسية، واللجان المدرسية والطلابية وشؤون الطلبة، والامتحانات، والإشراف على شركة النظافة والأمن والسلامة المدرسية، والجمعية، والصحة المدرسية، ومجالس أولياء الأمور والمناسبات الوطنية والدينية، والمسابقات المحلية والدولية، والإرشاد والتوجيه، والمشاريع المدرسية، وتنمية الموهوبين من الطلبة، ومعالجة متدني التحصيل الدراسي، وملتقيات أولياء الأمور وزيارتهم، والإشراف الفني والإداري الذي يخضعون له، ومعالجة ووضع الخطط الدراسية وخطة إجادة، والمشاركة في خطط الإنماء المهني، وخضوعهم لبرامج المعهد التخصصي للمعلمين، وحضور المشاغل على المستوى المدرسي والمحلي وتنفيذها، ومتابعة الأنظمة الجديدة: كالبوابة التعليمية ومنصة كلاسيرا (نور التعليمية) ونظام مورد ومنظرة وإجادة ونظام المراسلات والبريد الإلكتروني والتعليم عن بُعد، وهلُم جرًّا.
يقول القائل إن هناك وظائف مساندة.. نعم، موجودة، لكنها غير كافية، وإن وُجِدت نوعًا ما، فلا توجد نسبة وتناسب بين أعداد الطلبة والوظيفة المتاحة وحجم الأعمال المطلوبة.
وإذا حللنا جميع هذه المعوقات التي تثقل كاهل المعلم؛ لوجدنا أنها تحول دون تجويد مهمته الأساسية وهي التدريس، وتؤثر على المستوى التعليمي لطلبته، وتنعكس سلبًا على أدائه؛ وبالتالي تنعكس على جودة المخرجات التعليمية.
بالإضافة إلى أن هناك بعض الأعمال تقلل من مكانة المعلم وهيبته، فالمعلم كما قال الشاعر أحمد شوقي:
قم للمعلّم وفّه التبجيلا // كاد المعلّم أن يكون رسولا
ولذا نقترح على وزارة التربية والتعليم الاستفادة من النظام التعليمي في دولة قطر الشقيقة، وأنظمة بلاد المغرب العربي كتونس مثلًا، وأنظمة الدول المتقدمة كفنلندا خير مثال، التي رفعت الأغلال عن كاهل المعلم وجعلت مهمته الرئيسية التدريس؛ حتى يتسنى له الإبداع والتطوير، وتجويد عمله، ونيل حقه في منظومة إجادة وإطارها المؤسسي، وتمتعه بالصحة النفسية والجسدية، ويتحقق له الرضا الوظيفي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
فصل لتضامنه مع فلسطين.. موظف سابق يقاضي أرسنال الإنجليزي
رفع أحد الموظفين القدامى في أرسنال دعوى قضائية ضد النادي الإنجليزي بعد فصله من عمله بسبب تضامنه مع القضية الفلسطينية.
وأكد مارك بونيك، الذي خدم نادي أرسنال لمدة 22 عاما، أنه فُصل من وظيفته يوم 24 ديسمبر/كانون الأول 2024 بعد أسابيع من مشاركته منشورات تنتقد جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في الضفة الغربية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مليون دولار أسبوعيا ومهلة أخيرة.. كواليس مفاوضات الهلال مع برونو فيرنانديزlist 2 of 2صلاح هداف ليفربول أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانيةend of listكما عبّر في أخرى عن رعبه من جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين من بينهم أكثر من 700 رياضي، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال بونيك "فُصلت من وظيفتي ليس بسبب سوء سلوك، بل لأنني عبّرت عن حزني وغضبي تجاه الإبادة الجماعية في غزة. لا أشعر بالندم، وعلى أرسنال أن يعتذر وأن يُعيدني إلى عملي وأن يتخذ موقفا داعما للفلسطينيين".
“I don’t regret speaking out about Palestine.”
Speaking to Middle East Eye, Mark Bonnick, former kit man for Arsenal FC, explains how he was dismissed from the football club for speaking out for Palestine pic.twitter.com/cfGez2QXC0
— Middle East Eye (@MiddleEastEye) May 20, 2025
ويرى محاميه فرانك ماغينيس أن "فصله يبعث برسالة مرعبة إلى كل من يرفع صوته ضد الفصل العنصري والإبادة. وتجب محاسبة أرسنال".
إعلانومنذ ظهور القضية إلى العلن، طالبت شريحة عريضة من جماهير أرسنال النادي بتقديم اعتذار لبونيك، كما توحّدت منظمات حقوق الإنسان ومناهضو العنصرية ووجهوا رسائل تحث على إعادته إلى عمله.
كذلك انتقد كثيرون ما وصفوها بـ"ازدواجية المعايير" في أرسنال وبعالم كرة القدم عموما، خاصة بعد أن سارع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والمؤسسات الرياضية إلى إصدار بيانات تندد بالحرب الروسية على أوكرانيا بينما لم تُصدر مواقف واضحة مماثلة بشأن ما يحدث من إبادة جماعية في غزة.
Fans of @Arsenal display two banners outside the Emirates Stadium, London, to show the red card and support for Mark Bonnick.
Mark was shamefully sacked by Arsenal for criticising Zionism on X, after working for the club for over 20 years. pic.twitter.com/1Hl52JNmxG
— Lajee Celtic (@lajeeceltic) May 19, 2025
وتبّنى المركز الأوروبي للدعم القانوني -منظمة تدافع عن حقوق المؤيدين لتحرير فلسطين في أوروبا ويشتهر بدعمه لحرية التعبير والحريات المدنية- هذه القضية التي رفعها بدعوى "فصل غير عادل".
وأكد المركز أن فصل بونيك (61 عاما) من عمله جاء بعد حملة تشويه موجّهة شنّتها حسابات مؤيدة لإسرائيل على موقع إكس اتهمته بمعاداة السامية، لكن النادي لم يُثبت أيا من هذه المزاعم ورغم ذلك طرده من عمله.
ولم يكشف أرسنال الأسباب الذي دفعته لفصل هذا الموظف لكن وثائق داخلية اطلعت عليها شبكة "تي آر تي" التركية أشارت إلى أن النادي اتهم بونيك بجلب "السمعة السيئة" للغانرز بسبب منشوراته على مواقع التواصل.
Arsenal's former kitman is suing the club for unfair dismissal over pro-Palestine posts online.
Mark Bonnick was kitman for Arsenal for over 20 years when he was fired on Christmas Eve last year.
His dismissal followed a campaign accusing him of antisemitism for posts opposing… pic.twitter.com/xSDsXn5owA
— PoliticsJOE (@PoliticsJOE_UK) May 16, 2025
إعلانوقال أحد ممثلي النادي (لم يُذكر اسمه) "قد تُعتبر تعليقاته على منصة إكس تحريضية أو مسيئة وجلبت السمعة السيئة لنا"، وهو أمر مخالف لسياسة النادي بشأن مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلّقت تسنيم أودين مسؤولة المناصرة في المركز الأوروبي للدعم القانوني على قرار أرسنال بالقول إن "هذا قمع سياسي صريح. بينما يُقتل الرياضيون الفلسطينيون وتُدمَّر الملاعب في غزة، يُعاقب موظفو أرسنال لمعارضتهم الفصل العنصري. لا يمكنك ادعاء الحياد وأنت تُسكت المعارضة".