موقع النيلين:
2025-12-15@04:16:06 GMT

الذكاء الاصطناعي.. محاذير ومنافع

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT


نتفاجأ يومياً بأخبار حول تقنية حديثة تغزو عالمنا وتنتشر في مجالات حياته، ومن هذه التقنيات المبتكرة حديثاً تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الذي يعد ثورة جديدة في عالم التقنية الدقيقة. ويمثل هذا الابتكار قفزةً نوعية هائلة في عالم التقنيات المعلوماتية، وهو يقدم للإنسان فرصاً كبيرة وإمكاناتٍ واعدةً في مجال الخدمات الطبية والعمليات المعقدة الكبرى إذا تم استغلالها لصالح الجانب الإنساني وجرى العمل على توظيفها لصالح البشرية.

لكن ثمة مخاطر وتحديات تشتمل عليها هذه التكنولوجيا لو تم استخدامها في الجانب السلبي، إذ من شأن ذلك أن يعرقل تقدم الإنسان ومشاريعَه التنموية.
ولذا يتعين أخذ هذه الأبعاد بعين الاعتبار والانتباه والحذر، ولعل ذلك ما دفع بمجلس الأمن الدولي إلى عقد أول اجتماع بشأن الذكاء الاصطناعي وتأثيره في السلام والأمن العالميين، وهو أيضاً ما جعل العديد من الحكومات أنحاء العالم ترصد كيفية الحد من مخاطر استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، بما يساعد على دفع الاقتصاد العالمي نحو آفاق أخرى. واتخذ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً يدعو المجتمعَ الدولي إلى اتخاذ تدابير وقائية ورقابية في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي الذي ابتُكر حديثاً وأذهل العالمَ بإمكاناته التوليدية.

ويدعو القرار إلى تعزيز شفافية أنظمة الذكاء الاصطناعي ومراقبتها بشدة، لضمان البيانات المخصصة لهذه التكنولوجيا، وبغية مشاركها وتخزينها والتعامل معها وفق طرق تتوافق مع حقوق الإنسان ومصالحه. ومما دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التحذير من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطراً على السلم والأمن الدوليين كونه يخترق قدرات الإنسان ومشاعره ومهاراته الطبيعية، داعياً الدولَ الأعضاءَ إلى وضع ضوابط ملزمة ورادعة، لإبقاء التقنية تحت السيطرة والرقابة الصارمة لكي لا تفلت الأمور مِن عقالها. وقال غوتيريش في جلسة مجلس الأمن المذكورة آنفاً: «مِن الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير في جميع مناحي الحياة»، مشيراً إلى أن هذه التقنية قادرة على المساعدة في وضع حد للفقر وفي علاج الإمراض المستعصية، لكن قد تكون لها «عواقب خطرة جداً على السلام والأمن العالميين».
وحذّرت منظمة «اليونيسكو» من أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز التطور في مجال التكنولوجيا العصبية، كما في حالة غرزات الدماغ وربط الجهاز العصبي البشري بأجهزة إلكترونية محفزة، يشكل تهديداً للحياة العقلية للأفراد ويخترق خصوصيتهم، داعيةً إلى وضع إطار أخلاقيات صارمة يتعلق بحماية حقوق الإنسان في مواجهة التكنولوجيات الدقيقة التي تهدف إلى اختراق الجهاز العصبي للإنسان.. ولو كان ذلك بهدف علاج الحالات العصبية واستعادة الوظائف المتعلقة بالحركة.
كما حذّر الاتحاد الأوروبي من تداعيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على العامل البشري وتعطيل مهامه الإنسانية، في الوقت الذي ظهرت فيه دعوات لإنشاء هيئة تابعة للأمم المتحدة لإدارة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ووصل الأمر إلى حد أن عرّاب الذكاء الاصطناعي «جيفري هينتون»، وهو عالم نفس وكومبيوتر (بريطاني كندي) عمل لعقد من الزمن مع شركة غوغل، حذّر من المخاطر الكبيرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي الحديث، مشيراً إلى أنها قد تخرج عن السيطرة وتعطل الأعمال والوظائف.

وهناك مَن يقول بأن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى الانقراض البشر وتهميشهم، وقد يتسبب في كارثة عالمية تشل حركة الإنسان وممارساته العادية، على اعتبار أن تفوق الذكاء الاصطناعي على الأدمغة البشرية وتجاوزها يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أجهزة وآلات دقيقة حديثة لا تخطر على البال، سيصعب التحكم فيها وسيتوقف مصير البشرية على تصرفاتها. إن هذه الآراء والتحذيرات تقودنا إلى القول بأن العلم الذي يعد مظهراً لحضارة الإنسان ورقيّه وتطوره عندما يستغل بشكل إيجابي ونافع، قد يتحول إلى خطر محدق عندما يستغل بشكل سلبي وضار، أي بعيداً عن القيم الأخلاقية الإنسانية!

د. علي القحيص – كاتب سعودي
جريدة الاتحاد

 

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: أن الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

أخطاء الذكاء الاصطناعي تربك ملخصات برايم فيديو

لم تبدأ تجربة أمازون مع تقديم ملخصات المسلسلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بالطريقة التي كانت الشركة تأملها. فبدلًا من تسهيل مهمة المشاهدين وتقديم محتوى مختصر ودقيق، كشفت أولى التجارب عن مشكلات واضحة في الدقة والفهم، كان أبرزها ما حدث مع ملخص الموسم الأول من مسلسل Fallout على منصة برايم فيديو.

وبحسب ما أورده موقع GamesRadar+، فإن الملخص المُولّد بالذكاء الاصطناعي يحتوي على عدد من الأخطاء الجوهرية، من بينها معلومات غير صحيحة تتعلق بأحداث العمل وسياقه الزمني، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى جاهزية هذه الأدوات للاستخدام الواسع دون مراجعة بشرية.

يمكن للمشاهدين الاطلاع على هذا الملخص من خلال قسم “الإضافات” الموجود ضمن صفحة الموسم الثاني من مسلسل Fallout على برايم فيديو. وعلى الرغم من أن الفيديو يبدو من الناحية التقنية متماسكًا، حيث يجمع بين المقاطع المصورة والموسيقى والحوار في قالب واحد، إلا أن محتواه يعاني من سطحية واضحة وسوء فهم لتفاصيل أساسية في القصة.

أحد أبرز الأخطاء يتمثل في تحديد الفترة الزمنية لمشاهد الفلاش باك التي تدور في مدينة لوس أنجلوس. إذ يشير الملخص إلى أن هذه المشاهد تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، بينما الحقيقة أن أحداثها تقع في عام 2077، وهو العام المحوري في عالم Fallout. وتدور السلسلة في خط زمني بديل انفصل عن تاريخنا الحقيقي بعد عام 1945، وهي نقطة أساسية لفهم أجواء المسلسل ورسائله.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. فقد أشار موقع Gizmodo إلى أن الملخص يُسيء أيضًا فهم نهاية الموسم الأول، وهي نهاية تمهّد بوضوح لأحداث الموسم الثاني، وخاصة العلاقة التي تتشكل بين شخصية لوسي، ساكنة الملجأ، وشخصية “الغول”، أحد سكان الأراضي القاحلة المشعة. هذه العلاقة ليست مجرد تحالف عابر، بل ترتبط بشكل وثيق بالغموض الذي يدور حوله الموسم الأول بأكمله، وهو ما تجاهله الملخص أو عرضه بصورة مشوشة.

المفارقة أن الفيديو نفسه يعطي انطباعًا تقنيًا جيدًا، إذ يثبت أن نظام الذكاء الاصطناعي لدى أمازون قادر على تحرير المقاطع ودمج العناصر السمعية والبصرية بسلاسة. غير أن المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الفهم العميق للسرد الدرامي، وهو ما يجعل هذه الملخصات غير موثوقة كمصدر لتذكير المشاهد بالأحداث أو تمهيده لموسم جديد.

ورغم أن هذه الأخطاء قد لا تؤثر بشكل مباشر على استمتاع الجمهور بالموسم الثاني من Fallout، فإنها تطرح علامات استفهام كبيرة حول استراتيجية أمازون في الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي دون رقابة بشرية كافية. ويبدو أن حل هذه المشكلة لم يكن معقدًا، إذ كان من الممكن ببساطة عرض الفيديو على موظف شاهد المسلسل لمراجعته قبل نشره.

ولا تُعد هذه الواقعة الأولى التي تكشف عن ضعف مراقبة الجودة في محتوى الذكاء الاصطناعي لدى أمازون. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، اضطرت الشركة إلى سحب مقاطع دبلجة صوتية مُولّدة بالذكاء الاصطناعي لعدد من مسلسلات الأنمي، من بينها Banana Fish، بعد شكاوى واسعة من رداءة الصوت وعدم ملاءمته لطبيعة العمل.

هذا السياق يجعل من المرجح أن تقوم أمازون بسحب ملخص Fallout الحالي، وتصحيحه، ثم إعادة نشره لاحقًا. لكن المشكلة الأعمق تتعلق بالاتجاه العام للشركة نحو إدخال المزيد من المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي إلى منصتها، في وقت لم تصل فيه هذه التقنيات بعد إلى مستوى يضمن الدقة والموثوقية.

ومع قاعدة مستخدمين ضخمة مثل التي تمتلكها برايم فيديو، يصبح أي خطأ صغير مضخمًا، ويؤثر على ثقة الجمهور في المنصة. فالذكاء الاصطناعي قد يكون أداة فعالة لتسريع الإنتاج وخفض التكاليف، لكنه لا يزال، حتى الآن، بحاجة ماسة إلى إشراف بشري حقيقي، خاصة عندما يتعلق الأمر بأعمال درامية معقدة تعتمد على التفاصيل والسياق بقدر اعتمادها على الصورة والصوت.
 

مقالات مشابهة

  • أستاذ طب نفسي: برامج الذكاء الاصطناعي لا تتعاطف مع المريض
  • شركة عالمية تُطمئن: الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً للإنسان في كل الوظائف
  • كيف يمكن أن تعمل حوكمة الذكاء الاصطناعي عالميًا؟
  • مستقبل الفضاء الإذاعي في ظل تطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • أخطاء الذكاء الاصطناعي تربك ملخصات برايم فيديو
  • هل يهدد الذكاء الاصطناعي التعليم والجامعات ؟
  • أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
  • أوبن أيه آي تطلق نموذج الذكاء الاصطناعي GPT-5.2 بعد تحسينات واسعة
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية