من هي الطبيبة أميرة العسولي التي خاطرت بحياتها لإنقاذ جريح من وسط الرصاص بغزة؟
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
خاضت الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي موقفًا شجاعًا في قطاع غزة، حيث قدّمت تضحيتها الكبيرة من أجل إنقاذ مواطن فلسطيني أصيب برصاص قوات الاحتلال.
فيديو متداول
ففي مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع، ظهرت الطبيبة الفلسطينية وهي تخاطر بحياتها وتتحرك بسرعة نحو مجمع ناصر الطبي في مستشفى خان يونس، رغم إطلاق قوات الاحتلال النار في المنطقة.
وأظهرت أميرة العسولي قدرة على التصرف بسرعة ودون تردد، حيث قامت بإزالة معطفها على الفور للإسراع في تقديم المساعدة للجريح ونقله على نقالة داخل المستشفى.
فمثل هذه الأفعال البطولية تبرز الروح الإنسانية والتضامنية للفلسطينيين في وجه التحديات الصعبة التي يواجهونها يوميًا، وتعكس التزام الطواقم الطبية بقسمها وتفانيها في خدمة المجتمع وإنقاذ الأرواح.
الطبيبة توضح التفاصيل
وشرحت الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي تفاصيل عملية الإنقاذ، مؤكدة دورها وواجبها في إنقاذ المريض دون الالتفات إلى نفسها أو حياتها.
وأوضحت أنها في وقت محاولة إنقاذ المصاب، الذي استشهد لاحقًا، شعرت بأن "الله نزع الخوف من قلبها".
وأشارت إلى أنها علمت بوجود محاولة لإنقاذ المصاب، ولذلك قامت بالتحرك على الفور، ولكنه استشهد لاحقًا.
وقالت: "سمعت صوت الشهادة منه قبل أن تفيض روحه"، وفقًا لتصريحاتها.
كانت خارج القطاع قبل الصراع
يذُكر أن العسولي كانت قد غادرت قطاع غزة متوجهة إلى مصر في أغسطس 2023 لحضور مؤتمر ودورات تدريبية، وذلك قبل هجوم حركة "حماس" على المستوطنات في السابع من أكتوبر الماضي.
وعادت العسولي، المعروفة بلقب الطبيبة الفدائية من قِبل نشطاء، إلى قطاع غزة بعد اندلاع الحرب لتقديم الرعاية الطبية لجرحى الهجوم والقصف الإسرائيلي.
إشادة عمرو أديب
وقد أشاد الإعلامي عمرو أديب بشجاعة الطبيبة الفلسطينية أميرة العسولي، التي تحدت الرصاص الإسرائيلي لإنقاذ شاب مصاب أمام بوابة مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وخلال برنامجه "الحكاية" على قناة "MBC مصر"، أشاد أديب بشجاعة الشعب الفلسطيني، معتبرًا موقف الدكتورة أميرة دليلًا على الشجاعة والتضحية والإيمان.
وأكد أديب أن الطبيبة الفلسطينية لم تُبالِ بحياتها لأنها كانت تحمل رسالة، ورأت في إنقاذ شاب فرصة للتضحية من أجل الشعب.
كما دعا أديب إلى منح الأطقم الطبية الفلسطينية جائزة نوبل للسلام، معتبرًا أن هذا العمل يستحق التقدير والدعم.
وفي ختام كلامه، أكد أديب أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأسوأ أشكال الإبادة، لكنه يتمتع بالشجاعة والتضحية والتكاتف في مواجهة التحديات بأقل الإمكانيات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الطبيبة أميرة العسولي قطاع غزة مجمع ناصر أميرة العسولي الدكتورة أميرة العسولي
إقرأ أيضاً:
"رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
غزة - خاص صفا "فكرة الرسم بشحبار الطناجر بدأت أول مرة خلال نزوحنا إلى المواصي قبل سنة ونصف، لم أكن وقتها أملك أي من أدوات الرسم شيئًا، حتى قلم الرصاص، فكان لا بد من إيجاد بديل يفي بالغرض فكان الفحم". بهذه الكلمات تُلخص النازحة رغد بلال شيخ العيد تطويعها لما هو متاح في سبيل التعبير عن معاناة أهالي قطاع غزة تحت وطأة حرب الإبادة، بما تملكه من مهاراة الفن والرسم. على ناصية خيمة نزوحها غربي مدينة خان يونس حيث لا حياة هنا سوى أيدٍ نحيلة أذابها الجوع، تحاول بقدر استطاعتها توصيف الحال الذي وصلت إليه غزة بعد ما يقارب العامين من الزمان. لم تكن لوحات رغد خطوط عابرة، بل كانت تجسيد لما تعيشه وباقي الغزيين، في ظل أزمات متفاقمة تنهش أجسادهم دون نهاية قريبة تلوح بالأفق. واقع مؤلم رغد التي هجرتها آلة الحرب الإسرائيلية من مدينة رفح، عكفت بكل طاقتها على تجسيد واقع غزة في لوحاتها التي كانت تنبض بالألم، كي تُحاكي وجعها ووجع من حولها، بلغةٍ بصرية ترى فيها كل ما لا يُقال. تقول شيخ العيد لوكالة "صفا": "كان الفحم البديل الذي سيعطي نتيجة أقرب ما تكون لقلم الرصاص، فبدأت أستخدم آثار احتراق أواني الطهي، وحوّلتها إلى لوحاتٍ تحاكي واقع الحياة بعد الحرب". وتضيف "أخذتُ أبحث في البيئة المحيطة حولي عما يمكن أن يقوم مقام الألوان والفرشاة، ليساعدني في خلق صورة تُحاكي الواقع كما هو، فكان الفحم وبقايا احتراق أواني الطهي الوسيلة التي يمكن أن تعبر عنه مثل الألوان والفرشاة". لم تكن لوحات رغد تقليدية عابرة، بل هي شهادة حية على مآسي قطاع غزة ترى في إحداها وجوه أطفال ينتظرون طعامًا على أبواب التكيات، وفي ثانية مشهد من مجزرة دوّار الكويتي، وفي ثالثة، طفلٌ استشهد جوعًا شمال القطاع، توثّق بالفحم حياة عجزت الكاميرا عن التقاطها. حلم لا يتوقف تتابع "أغلب أعمالي تتحدث عن وجع الأمهات، وعيون الأطفال، وركام البيوت، وأجساد الجرحى، أحاول بلوحة واحدة إيصال كل ذلك، بصمتٍ يختصر الكلام". وتردف "كنت أدرس أنظمة معلومات حاسوبية، لكن في سنتي الأخيرة تعطل اللابتوب الخاص بي، بسبب النزوح المتكرر، فاضطررت لتغيير التخصص، واليوم أبدأ من جديد بدراسة اللغة الإنجليزية وآدابها". وتكمل حديثها "أرسم من الرماد، لأن هذا ما تبقى لي، أرسم لأنني لا أملك إلا هذا الشكل من الحياة". حياة النزوح والتشرد والنجاة بقطعة خبز في ظل خرب ضروس تعيشها رغد، إلا أنها تحتفظ بحلمها وتسعى لتحقيقه. تقول رغد: "أحلم بإقامة معرض فني خاص، تُعرض فيه لوحاتي التي رسمتها بشحبار الطناجر، لتكون شاهدًا على زمن عشنا فيه بلا أدوات، لكننا لم نتوقف عن الحلم".