أعلنت قطر الخيرية عن إطلاقها لمشروع "تعزيز خدمات صحة الطفل التخصصية" في منطقة الشمال السوري عبر دعم وتشغيل قسم الأطفال في مشفى الراعي لمدة 12 شهر لتوفير العلاج اللازم والحد من نسبة وفيات الأطفال ومن المتوقع أن يستفيد 24,556 طفلا من الخدمات المقدمة، مما سينعكس إيجابا على ما لا يقل عن 122,780 شخصا بالمنطقة حيث يشمل المشروع أيضا دعم الأدوية ودفع تكاليف تشغيل المرفقات الصحية.


وسيقدم مشروع تعزيز خدمات صحة الطفل التخصصية خدمات متنوعة تدعم أقساما مختلفة في مستشفى الراعي مثل قسم العيادات الخارجية الذي يقدم خدمات العيادات الخارجية وقسم الاستشفاء الذي يتم تشغيله على مدار الساعة بسعة 50 سريرا، بالإضافة إلى قسم حديثي الولادة والعناية المشددة لحديثي الولادة (NICU) بسعة 18 حاضنة لخدمة الحالات الحرجة بعد الولادة ووحدة العناية المركزة للأطفال (PICU) بسعة 6 أسرة وفريق طبي مخصص يعمل على مدار الساعة وقسم فحص السمع لحديثي الولادة الذي يجري بشكل روتيني للكشف المبكر عن نقص السمع.
وقد اعتبر الكادر الطبي بالشمال السوري أن هذا المشروع سيكون نموذجا لتعزيز خدمات طب الأطفال بالمنطقة وفي هذا الإطار قال مسؤول المكتب الطبي بالمجلس المحلي بالشمال السوري السيد عبد الفتاح القاضي: "إن تشغيل خدمات قسم الأطفال في المستشفى يكتسب أهمية كبرى لما يقدمه من خدمات للأطفال المرضى سواء من خلال القدرة الاستيعابية أو من جهة تقديم الأدوية المجانية وخبرة الكوادر الطبية التي تقدم خدماتها لما يزيد عن 130 طفلا يوميا".
من جهتها، أكدت الدكتورة آلاء العبود أخصائية أطفال في مستشفى الراعي أنه بفضل هذا الدعم ازدادت القدرة الاستيعابية في قسم الحواضن، كما تمكن المستشفى من استقبال حالات العناية المركزة الخاصة بالأطفال، وأضافت: "يمكننا الآن استقبال حالات الإغماء، وحالات الجفاف والقصور التنفسي وذات الرئة، وغيرها، الحمد لله جميع هذه الحالات تتم معالجتها في المستشفى، حيث كنا نحتاج سابقا إحالتها إلى تركيا نتمنى النجاح والاستمرار للمشروع لما له من فائدة على الأطفال المرضى".
الجدير بالذكر أن قطر الخيرية تدعم المشاريع الطبية بالشمال السوري بهدف تقديم الخدمات الصحية المتخصصة وتحسين الوصول إلى خدمات الصحة الأولية المنقذة للحياة من خلال تشغيل مراكز الرعاية الصحية الأولية وتشغيل المستودعات المركزية للإمدادات الطبية بالإضافة إلى تشغيل نظام الإسعاف والإحالة شمال غرب سوريا.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الخيرية

إقرأ أيضاً:

الولادة العسيرة لسورية الجديدة

صراحة نيوز ـ منذر الحوارات

تحولت سورية إلى ميدان لشتى أنواع الصعاب والتحديات، بل والمواجهات التي باتت تهدد وحدتها واستقرارها، فبعد زخم الاعترافات التي حظيت بها القيادة الجديدة، وجد الحكم الجديد نفسه في دوامة من الصراعات، فقد دخل في مواجهة دامية في الساحل مع أتباع النظام السابق، الأمر الذي عكس نجاح إيران في جرّ الحكم الجديد إلى تعقيدات الصراع الطائفي بدلًا من المواجهة المباشرة، بغية إدخال سورية الجديدة في مستنقع الانتقام، وبالتالي إثبات أن الحكومة الجديدة تفشل في ضبط الأمن دون العودة إلى دوامة العنف مجددًا

في الأثناء، كانت الخلافات والتوترات مع الدروز تطفو على السطح، حيث رأى بعضهم في الحكم الجديد خطراً على مصالحهم، مما دفع بعض شيوخهم إلى الاستنجاد بإسرائيل، التي لم تتأخر في استغلال الفرصة لمحاولة زرع مزيد من الفتنة والانقسام، بل زادت على ذلك بأن قامت باحتلال أراضٍ في الجنوب السوري، رطّب الأجواء قليلًا توقيع الاتفاق مع قسد، والذي، بالرغم من طبيعته الأمنية، يمكن أن يشكل نقطة انطلاق للاعتراف بالأكراد كمكون سوري له خواصه الثقافية، لكن في إطار الدولة السورية، وهذا مرهون بتوسيع الاتفاق ليشمل المكونات الكردية السياسية والاجتماعية، وفي حال تحقق ذلك، فسيكون نقلة نوعية في سبيل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، أما الإعلان الدستوري الذي أُنتج في مؤتمر الحوار الوطني، فلا يزال موضع شدّ وجذب بين مختلف الأطراف، إذ أثبتت الأيام التالية لإعلانه أنه لا يشكل نقطة التقاء لجميع السوريين، كل ذلك يطرح السؤال الأهم: هل سورية على مشارف الاستقرار، أم أنها تسير نحو مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار؟

معضلة الصراع السوري أنه ليس حكراً على الأطراف المحلية فحسب، بل يعكس تدخل أطراف خارجية عديدة، أبرزها الولايات المتحدة، وروسيا، وتركيا، وإيران، وإسرائيل، والدول العربية، ولكلٍّ من هؤلاء أدواته على الأرض ورؤيته الخاصة لما ينبغي أن تكون عليه سورية، كما أن لكل طرف أجندته الخاصة التي تخدم مصالحه، قد تتقاطع هذه الأجندات والمصالح هنا أو هناك، لكن محصلة اختلافاتها هي ما سيتحكم بمستقبل سورية، وهذا يعتمد على قدرة الإدارة الجديدة على التعامل مع كل طرف، ومحاولة إما الاتفاق معه أو على الأقل تحييده

فأميركا مثلاً تسعى إلى تبريد وتهدئة المنطقة، وبالتالي فهي أكثر ميلاً لاستقرار ووحدة سورية وهي تختلف جذرياً مع إسرائيل في هذا، لذلك شجعت الاتفاق بين قسد ودمشق كنقطة انطلاق لاتفاقات لاحقة، وقد أكد ذلك مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد شنكر عندما قال إن سورية ليست متجهة نحو نظام فيدرالي، بل نحو دولة مركزية موحدة، أما روسيا، فجُلّ مبتغاها هو إبقاء قواعدها العسكرية في الساحل، وهو ما يروق لإسرائيل التي تسعى لموازنة الوجود التركي، بينما تضع تركيا هاجس الأكراد واللاجئين في ذروة اهتماماتها، في المقابل، تحاول إيران إثبات أن الحكم الجديد ليس سوى مجموعة من الإرهابيين، وتتفق في هذا مع إسرائيل، حيث يحاول كلاهما استثمار وتغذية قلق الأقليات لمصلحته.

كل هذه المعطيات تضع سورية أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة:
السناريو الأول الوحدة والاستقرار، وذلك في حال نجحت الحكومة المؤقتة في فرض سيطرتها على كامل البلاد والدخول في مرحلة التعافي السياسي والاقتصادي.

السيناريو الثاني، استمرار الفوضى، وهو سيناريو وارد إذا ما استمرت المواجهات بين الحكومة المؤقتة وبقايا نظام الأسد، وتصاعدت التوترات مع الدروز، وفشل الاتفاق مع قسد

السيناريو الثالث، الحرب الأهلية بالوكالة، وهو السيناريو الأكثر كارثية، إذ قد يقود البلاد إلى سنوات من المواجهات، ما قد يؤدي إلى تقسيمها وفقًا لمصلحة كل طرف، على غرار النموذج اللبناني.

كل ذلك يضعنا أمام خيارين: إما خيار الفيلسوف الإنجليزي توماس هوبز في كتابه الشهير “ليفياثان” كتعبير عن الدولة القوية المركزية التي تقف في وجه الفوضى والانقسامات أو نموذج المسامحة الذي اتبعته جنوب أفريقيا بعد انهيار نظام الفصل العنصري عام 1990، بين الخيارين مسافة شاسعة وقدر هائل من الدماء، لكن بلا شك، فإن سورية بحاجة إلى أحدهما، وقد يبدو النموذج الجنوب أفريقي هو الأنسب، نظراً لما يتمتع به من ميزة رئيسية تتمثل في تحييد الأطراف الخارجية، أما نموذج هوبز، ففي حال تطبيقه، فإنه يستدعي مزيداً من التدخل الخارجي، مما يعني أن مصير سورية لن يكون في أيدي السوريين وحدهم، بل سيكون رهناً بمصالح الأطراف المتداخلة في الصراع، لذلك فإن ولادة سورية الجديدة شديدة التعسر فهي إما أن تذهب هي والإقليم نحو الفوضى، أو أن يسير بها الإقليم وبنفسه نحو الاستقرار

مقالات مشابهة

  • توسيع صمام لطفلة حديثة الولادة.. تفاصيل إنجاز طبي جديد بمستشفي أطفال مصر
  • “الخيرية الهاشمية”: مستمرون بتقديم الوجبات لأهالي غزة رغم إغلاق المعابر
  • الخيرية الهاشمية: مستمرون بتقديم الوجبات لأهالي غزة رغم إغلاق المعابر
  • الأرصاد: تراجع الحرارة بالشمال الغربي الأربعاء.. وسحب ممطرة على الجبل الغربي والجفرة
  • رئيس جامعة عين شمس يفتتح وحدة متابعة تطور الأطفال حديثي الولادة والمبتسرين
  • الولادة العسيرة لسورية الجديدة
  • فتح طريق حيوي يربط جنوب اليمن بالشمال كان مغلق منذ 10 سنوات
  • شاحنات جديدة تعزز خدمات جمع النفايات في المدينة العتيقة بسلا
  • الأخف وزنا من أبل.. تسريبات لهاتف ايفون 17 تخيب الآمال.. فما القصة؟
  • صراخ وبكاء طلبًا للطعام.. الأطفال يصطفون أمام المطابخ الخيرية في غزة