لجريدة عمان:
2025-05-15@13:20:58 GMT

أحداث غزة.. تعيد فهمي هويدي للكتابة

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

بعد غياب طويل عن الكتابة والظهور الإعلامي، استمر سبع سنوات، عاد الكاتب المصري فهمي هويدي إلى الكتابة من جديد، في مقال لموقع «الجزيرة - نت»، تحت عنوان «ما جرى في 7 أكتوبر»، نشره في التاسع والعشرين من يناير الماضي، تناول فيه طوفان الأقصى ومقدماته ومآلاته المتوقعة، ولم يخل المقال من التحليلات التي برع فيها هويدي، اعتمادًا على علاقاته المتعددة التي يستمد منها معلوماته.

يعود آخر مقال كتبه هويدي، إلى الأول من يوليو 2017 في صحيفة «الشروق» المصرية، وقيل حينها إنّ التوقف بسبب حصوله على إجازة صيفية، ويبدو أنّ الإجازة الصيفية امتدت حتى نهاية يناير 2024، وهي إجازة طويلة مملة لكاتب مهموم بالشأنين العربي والإسلامي. وطوال فترة الغياب لم يصدر عن هويدي أيُّ تصريح لوسائل الإعلام، ولم ينشر أيَّ مقال عبرها؛ ممّا أثار تكهنات بوجود ضغوط لمنعه من الكتابة، خاصة بعد أن نشر مقالًا أثار حملة هجوم شرسة ضده نُشر في صحيفة «الشروق» المصرية، بتاريخ 18 يوليو 2015، حيث صرح بعدها هويدي لموقع «هاف بوست»، في أغسطس التالي، أنه «يتلقى رسائل غير مباشرة قد تمثل ضغوطًا أو إشارات إلى شيء ما»، وكشف، آنذاك، عن منعه من السفر «لكن الأمر تمت معالجته من خلال اتصال جرى بين رئيس الوزراء (المصري) ووزير الداخلية، وتم رفع هذا الحظر».

وإذا كانت هناك ضغوطات مورست على الكاتب، وعلى صحيفة «الشروق» لإيقاف نشر مقالاته، إلا أنّ فهمي هويدي يؤمن - حسب تصريحه - «أنّ على الصحفيّ أن يتوقف عن الكتابة، حتى لا يخون قضيته الأساسية، عندما يعجز عن التعبير عن نفسه كمنبر وكضمير للمجتمع»، وهو بذلك يوجِّه رسالة هامة لكلّ الكتّاب والإعلاميين؛ فالكاتب قبل وبعد كلِّ شيء يجب أن يكون صاحب رسالة، وأن يمثّل ضمير المجتمع، ومتى ما عجز عن التعبير عن ضميره وضمير مجتمعه فالأولى له السكوت. وأظن أنّ هذا ما فعله هويدي، الذي دار حوله الجدل بسبب ما اعتبره كثيرون، أنه دائمًا يتجاوز «الخطوط الحمراء» في كتاباته، وبالتأكيد أنا أختلف معهم في هذا الرأي، لأني أؤمن أنّ من يقول الحق هو خير ناصح للوطن والمجتمع، وأنّ الضرر لا يأتي إلا من المطبِّلين، الذين يغيّرون مواقفهم حسب الظروف، وعندما تقرأ مقالاتهم لا تجد لها لونًا ولا رائحة ولا طعمًا؛ إذ هي مقالات تفتقد إلى الروح. ولم ينجح أيُّ مجتمع إلا إذا كانت حرية التعبير فيه مرتفعة، بحيث يُسمع ويُسمح فيه للرأي والرأي الآخر، والخطر غالبًا يأتي من الذي لا يملك رأيًا.

والكاتب فهمي هويدي متخصص في شؤون العالم العربي والإسلامي، ومن أبرز المفكرين المعاصرين، وتخصص في معالجة الشؤون الإسلامية بمشاركته في كثير من ندوات ومؤتمرات الحوار الإسلامي، وقام بزيارات عمل ميدانية إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي في آسيا وأفريقيا، وتولى التعريف بها في سلسلة استطلاعات مجلة «العربي» الكويتية، في فترة نهاية السبعينيات، لكنه - رغم كتاباته الإسلامية الكثيرة - يتحفظ على حصره في إطار «الكاتب الإسلامي»، وتساءل في عدد من الحوارات التي أجريت معه عن معنى هذا «الختم» في حقيقته، وهو يعتد بكونه صحفيًّا أولا وأخيرًا، وتأثره في مشواره بالصحفيين الراحلين أحمد بهاء الدين، ومحمد حسنين هيكل.

وإذا كانت أحداث غزة قد أعادت هويدي إلى الكتابة، فإنّ ذلك ليس مستغربًا عليه، فقد كرس خلال الأعوام الأخيرة جزءًا كبيرًا من كتابته حول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، إذ اعتبر أنّ القضية الفلسطينية هي القضية الأساسية للأمة العربية، وأنها تتعرض لمخاطر، منها محاولات تصفيتها، مدافعًا عن ثوابت الأمة، وحق الفلسطينيين في المقاومة، رافضًا سياسة ما أسماه «السلام الاستسلامي والتفريط في الحقوق العربية سواء في فلسطين أو غيرها».

في مقال العودة دعا هويدي إلى قراءة متأنية لخلفيّات وتداعيات الزلزال الذي حدث في غزة صبيحة السابع من أكتوبر الماضي، وبدأ بملاحظة شخصية، خلاصتها أنّ الحدث الجلل استدعاه للكتابة بعد انقطاع تجاوز سبع سنوات «بعدما عانيتُ من شعورٍ بالخجل، لازمني جنبًا إلى جنب مع شعوري بالبهجة والتفاؤل حينًا، والحزن والخزي في أحيان أخرى». وعزا سبب الخجل أنّ انقطاعه عن الكتابة ضمَّه تلقائيًا إلى مربع المتفرجين والصامتين، وهو ما نفر منه طوال ستين عامًا. ويقول إنه لم يجد حلًا للخروج من تلك الحالة إلا بالعودة المؤقتة للكتابة أيًا كان مدى تواضعها؛ اقتناعًا منه بأنّ الجهر بالتضامن والمساندة في هذه اللحظة التاريخية بات فرضَ عين على كلِّ من انتسب إلى حِرفة الكتابة، حتى وإن كان كذلك يومًا ما.

يتناول هويدي في مقاله إنجازات المقاومة الفلسطينية التي أصبحت فوق الإعجاز، بأنه رغم الحصار المُحكم على القطاع منذ ثمانية عشر عامًا، إلا أنّ المقاومة لم تستسلم لذلك الواقع القاسي، وكانت الأنفاق هي أبرز الحلول التي لجأت إليها، حتى يمكن القول إنّ قوات الاحتلال إذا كانت قد تحكمت في كلّ ما فوق الأرض، فإنّ المقاومة أقامت عالمًا آخر لا سلطانَ لإسرائيل عليه تحت الأرض، وأنّ عالم الأنفاق - التي يقدر طولها بحدود 500 كيلومتر - كان ولا يزال المصدر الأساسي للقوة العسكرية التي توفرت للمقاومة، وفيه كلّ مستلزماتها من ورش تصنيع السلاح بمختلف أنواعه، إلى شبكات الاتصال ومراكز التوجيه والسيطرة ومعامل التجارب الفنية والدقيقة. كما أنّ حشدًا غير قليل من خبراء بمختلف التخصصات اكتسبوا خبراتهم من الدراسة والعمل في العديد من دول العالم المتقدم والنامي، خصوصًا أنّ الفلسطينيين أدركوا أنهم يقفون وحدهم تمامًا أمام الاحتلال الصهيوني، وإلى جانب استعانتهم بالخبرات المكتسبة الدقيقة التي مكنتهم من صنع «المُسَيَّرات»، فإنهم استعانوا أيضًا بما توفر لهم من «خردة» في تصنيع السلاح، تولت عدة مخارط تهذيبها وتشكيلها لتتحول إلى أجزاء فعّالة في عملية التصنيع.

يذكر فهمي هويدي أنّ ثمة فرقًا بين كسب معركة وبين الفوز في الحرب. والأول إنجاز يتم أثناء جولات القتال، أما الفوز فهو لا يعلن إلا بعد وقف إطلاق النار وتوقف القتال، «لذلك فإنّ حفاوتنا بما حققته المقاومة في غزة يجب ألا تصرف انتباهنا عن ضرورة الاحتشاد لكسب الحرب ضد إسرائيل يومًا ما، حتى إذا كان بعيدًا. وتلك ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، ولكنها مسؤوليتنا جميعًا ليس من باب التضحية والنخوة، ولكن دفاعًا عن أمننا القومي والمصلحة الوطنية لكل قُطر عربي».

ويختم مقاله بعبارة مؤلمة ومؤسفة، ولكنها حقيقة إذ يقول: «من المؤسف أنني لا أكاد أجد أحدًا مشغولًا بالقضية الفلسطينية في الوقت الحالي، وأشهد بأنّ الفلسطينيين سبقونا بتقديم حصتهم فيها، وكتبوا صفحتهم ببسالة رجالهم ودماء شعبهم».

إنّ القضية الفلسطينية هي قضية أمة؛ وهذا يُلزم الكلَّ أن يقوم بدوره كلّ في مجال اختصاصه. وقد تابعنا الكاتب فهمي هويدي طوال سنوات طويلة وهو يصدح بالحق، مناصرًا القضية، ولم يكن ضمن مربع المتفرجين والصامتين، وهو المربع الذي لا يليق بفكره وقلمه وقامته. وإذا كان يقول إنه لم يجد حلًا للخروج من تلك الحالة إلا بالعودة «المؤقتة» للكتابة؛ فإنّ الواجب يحتّم عليه أن يواصل، وأن يجهر بتضامنه ومساندته للقضية التي آمن بها، وعليه أن يقطع إجازته سواء كانت اضطرارية أو جبرية، وألا تكون عودته مؤقتة.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب «الطريق إلى القدس»

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

حاتم صلاح ينضم لفريق عمل «ابن النادي» بطولة أحمد فهمي

انضم الفنان حاتم صلاح، إلى فريق عمل مسلسل «ابن النادي»، وذلك بعد نجاح مسلسل الأخير «إخواتي» بطولة نيللي كريم، الذي عرض ضمن موسم دراما رمضان 2025.

مسلسل «ابن النادي»، من بطولة الفنان أحمد فهمي، وجاري التعاقد مع باقي أبطال العمل لتحديد موعد بدء التصوير، ويشهد المسلسل على عودة «فهمي» للدراما بعد غياب دام لعامين منذ طرح مسلسه «سفاح الجيزة».

أبطال مسلسل إخواتي

مسلسل «إخواتي» بطولة الفنانة نيللي كريم، وشارك فيه عدد من النجوم، أبرزهم: علي صبحي، حاتم صلاح، إسلام حافظ، وعلي زين، مع ظهور شخصيات أخرى تدعم القصة المثيرة، وهو من إخراج محمد شاكر خضير، ومن تأليف مهاب طارق وإنتاج شركة ميديا هب سعدي جوهر.

قصة مسلسل إخواتي

دارت أحداث مسلسل «إخواتي» حول قصة 4 أخوات تتغيّر حياتهن، بعد أن يراود نجلاء التي تعيش حياة قاسية مع زوجها، حلمًا غريبًا حول موته، تتوالى الأحداث ويتحقق الحلم، إذ تجد جثّة زوجها هامدة أمام المنزل، من هنا تلجأ إلى شقيقاتها الثلاثة للبحث سويًا عن حل.

آخر أعمال حاتم صلاح

ينتظر الفنان حاتم صلاح، عرض أجدد أعماله السينمائية التي تحمل اسم «أحمد وأحمد»، وذلك ضمن موسم أفلام عيد الأضحى 2025.

ويشارك في بطولة فيلم «أحمد وأحمد»، بجانب الثنائي أحمد السقا وأحمد فهمي، كوكبة من نجوم الفن أبرزهم: جيهان الشماشرجي، غادة عبد الرازق، محمد لطفي، رشدي الشامي وعدد آخر من الفنانين والفيلم فكرة وسيناريو وحوار أحمد درويش ومحمد عبد الله، وإخراج أحمد نادر جلال.

أحداث فيلم «أحمد وأحمد»

وتدور أحداث فيلم أحمد وأحمد، في إطار لايت لا يخلو من التشويق، إذ يجسد أحمد فهمي دور مهندس ديكور بينما يجسد أحمد السقا دور خاله الذي يشبهه كثيراً، وتنضم لهما جيهان الشماشرجي التي تلعب دور حبيبة أحمد فهمي، وفجأة يقع الثلاثي في ورطة ويصبحون مطاردين من عصابة، وخلال رحلتهم في الهروب من هذه العصابة يتعرضون للعديد من المواقف والمفارقات الكوميدية.

اقرأ أيضاًحلا شيحة تشارك فيديو لها بالحجاب وتعلق: أجمل حاجة في الكون كله الصلاة

«ربنا يقدرني وأكون ليكي كل دول».. مي كساب توجه رسالة إلى ابنتها «داليدا»

مقالات مشابهة

  • فنانون يجسدون شعار من النقش إلى الكتابة في معرض الدوحة الدولي للكتاب
  • انتقادات حادة للإخبارية السورية بعد ظهور محمد هويدي على شاشتها
  • بحضور حسين فهمي ويسرا.. ندوة للسينما المصرية في مهرجان كان| صور
  • حاتم صلاح ينضم لـ أسرة فيلم "ابن النادي" مع أحمد فهمي.. تفاصيل
  • حاتم صلاح ينضم لفريق عمل «ابن النادي» بطولة أحمد فهمي
  • «من النقش إلى الكتابة» يعزز التواصل الثقافي مع تركيا
  • انطلاق الورشة الثانية لبرنامج دبي الدولي للكتابة في تونس
  • وزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد الشيباني: أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية قيادةً وحكومةً وشعباً، على الجهود الصادقة التي بذلتها في دعم مساعي رفع العقوبات الجائرة عن سوريا، هذه الخطوة تمثل انتصاراً للحق وتأكيداً على وحدة الصف العربي
  • أحمد فهمي "ابن النادي" في ملعب الكوميديا.. مسلسل جديد من إنتاج شاهد
  • القاص العمراني: الكتابة القصصية الساخرة نادرة جداً وإقبال الناس على قصصي فاجأني