البوابة - تشير دراسة جديدة إلى أن التغييرات الغذائية قد تؤدي الى تغيرات سريعة في الجهاز المناعي. وجد العلماء تغييرات في الاختبارات المعملية بعد أسبوعين فقط من اتباع أي من هذه الأنظمة الغذائية.

تستبعد الأنظمة الغذائية النباتية جميع المنتجات الحيوانية وعادةً ما تكون منخفضة الدهون، بينما تتميز أنظمة الكيتو بالبروتينات الحيوانية عالية الدهون وتحد من الكربوهيدرات.

بالنسبة للدراسة، قام العلماء بفحص الاختبارات المعملية على عينات الدم والبول والبراز لمعرفة كيف يمكن أن يؤثر النظام الغذائي النباتي أو نظام كيتو الغذائي على جهاز المناعة.

دراسة: التغييرات الغذائية تؤدي إلى تأثير سريع على المناعة

وطلب الباحثون من 20 شخصًا اتباع إحدى هذه الأنظمة الغذائية لمدة أسبوعين، ثم التحول إلى النظام الآخر لمدة أسبوعين. أظهرت الاختبارات المعملية أن النظام الغذائي النباتي غيّر ما يُعرف بالمناعة الفطرية أو كيفية عمل الجسم على مدار الساعة لمحاربة مسببات الأمراض التي قد تصيب الأشخاص بالمرض، وفقًا للنتائج المنشورة في مجلة Nature Medicine.[1] غيّر نظام الكيتو الغذائي ما يسمى بالمناعة التكيفية أو كيفية دفاع الجسم ضد مسببات الأمراض المحددة، وهي الدفاعات التي يتم بناؤها عادةً عن طريق المرض أو التطعيم.
تقول مؤلفة الدراسة الرئيسية فيرينا لينك، دكتوراه متخصصة في المعلوماتية الحيوية في المعاهد الوطنية للصحة، "كان من اللافت للنظر أن مثل هذا التدخل الغذائي القصير، لمدة أسبوعين فقط، يمكن أن يعيد تشكيل الجهاز المناعي لجميع المشاركين بغض النظر عن أعمارهم أو جنسهم أو مؤشر كتلة الجسم أو العرق".

ويضيف الدكتور لينك: "إن حقيقة أن التغذية يمكن أن يكون لها مثل هذا التأثير المهيمن والسريع على المناعة كانت مفاجأة حقيقية بالنسبة لنا".

لم تنظر الدراسة إلى ما أكله الأشخاص قبل الانضمام إلى التجربة، كما أنها لم تكن مصممة لاختبار ما إذا كان التحول إلى نظام غذائي نباتي أو كيتو قد يؤدي بشكل مباشر إلى تحسين قدرة الأشخاص على مكافحة العدوى أو تجنب المرض. ولم يبلغ الباحثون أيضًا عما إذا كانت النتائج المعملية التي تشير إلى التحولات في وظائف المناعة قد تكون تغييرات إيجابية أو سلبية.

في حين أنه من الممكن أن يكون الناس قد شهدوا بعض التحولات المفيدة، إلا أن العكس قد يحدث أيضًا، كما تقول سامانثا هيلر، أخصائية التغذية المسجلة وأخصائية فيزيولوجية التمارين الرياضية في مدينة نيويورك، والتي لم تشارك في الدراسة الجديدة.

يقول هيلر: "قد لا يكون تعزيز الجهاز المناعي تأثيرًا إيجابيًا، لأنه على سبيل المثال، يبدو أن أمراض المناعة الذاتية هي نتيجة لخلل في الجهاز المناعي، مضيفًا أن نظام الكيتو الغذائي على وجه الخصوص قد يترك الأشخاص يعانون من نقص في بعض العناصر الغذائية". وأضاف "إن الجسم المتوازن والنمط الغذائي ونمط الحياة والجهاز المناعي هو ما يجب أن نسعى إليه."

من المبكر جدًا التوصية بنظام غذائي لصحة المناعة
دون معرفة المزيد عن التأثيرات طويلة المدى لأي من النظامين الغذائيين على الصحة المناعية لدى مجموعات كبيرة من الناس، فمن السابق لأوانه التوصية بأن يختار الناس أحد هذه الأنظمة الغذائية لهذا السبب المحدد، كما يقول ميشال ميلاميد، دكتوراه في الطب، أستاذ الطب في جامعة نيو ساوث ويلز. جامعة يورك، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة.

ما هي بدعة النظام الغذائي؟ 
يقول الدكتور ميلاميد: "قد يكون من المبكر بعض الشيء تقديم توصيات حول النظام الغذائي فيما يتعلق بوظيفة المناعة بناءً على هذا التحليل".

قد يكون من الصعب أيضًا على الأشخاص الالتزام بهذه الأنظمة الغذائية على المدى الطويل، كما أن اتباع نظام غذائي نباتي أو الكيتو لبعض الوقت فقط قد لا يؤدي إلى التأثيرات التي شوهدت في الدراسة، كما يقول ماثيو كارتر، مرشح الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة والمناعة في جامعة ستانفورد. جامعة كاليفورنيا، الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة.

يقول كارتر: "أعتقد أن استدامة التغييرات الغذائية لها أهمية كبيرة أيضًا". "إذا كان النظام الغذائي مقيدًا للغاية بحيث لا يمكنك الالتزام به لفترة من الوقت، فمن المحتمل أنه ليس مناسبًا لك."

المصدر: everydayhealth.com/diet-nutrition

اقرأ أيضاً:

طبيب البوابة: مكملات غذائية طبيعية لخفض نسبة السكر في الدم

5 مشروبات من تحدي الماء لتخفيف الوزن
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: دراسة التغييرات الغذائية المناعة نظام غذائي نظام نباتي نظام كيتو الأنظمة الغذائیة النظام الغذائی الجهاز المناعی فی الدراسة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟

عثر الأهالي في مدينة معرة النعمان على مدافن رومانية وبيزنطية تعود لأكثر من 2000 عام، وذلك في الحيين الشمالي والجنوبي أثناء إزالة ركام القصف الجوي والمدفعي، وكانت المدينة قد تعرّضت لحملة قصف عنيفة عام 2019، انتهت بتهجير سكانها وتدمير معظم مبانيها، بما في ذلك المتحف الأثري الشهير الذي نُهب بالكامل من قِبل قوات النظام السابق.

بالقرب من المدينة تقع قرى أثرية مثل شنشراح وسرجيلا، وهي مدن رومانية قديمة كانت مقصدا للسياح قبل اندلاع الثورة. غير أن هذه المواقع تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مراكز عسكرية، وتعرضت لعمليات حفر وتخريب للبنى التحتية الأثرية، كما أصبحت ساحة قتال واسعة أدت إلى تدمير أجزاء منها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من غرناطة إلى تستور.. كيف أعاد الموريسكيون بناء حياتهم في شمال أفريقيا؟list 2 of 2فلسطين في ثلاثة كتب باللغة البرتغالية.. نافذة للقارئ البرازيلي على القضية الفلسطينيةend of list

يقول أحمد عنان، مسؤول في دائرة آثار إدلب، في حديث خاص لـ"الجزيرة نت"، إن سوريا تمتلك إرثا حضاريا يمتد لآلاف السنين، وكانت من أبرز مراكز الحضارة في العالم. لكن هذا التراث لم يسلم من التعديات، سواء من قِبل قوات النظام والمليشيات الموالية لها أو نتيجة الفوضى في بعض المناطق.

وأوضح عنان أن العديد من المواقع الأثرية تعرضت للتخريب والنهب، بالإضافة إلى التنقيب العشوائي واستخدام الحجارة الأثرية في البناء وتجريف المواقع لأغراض زراعية، ورغم الظروف الصعبة، واصلت دائرة آثار إدلب جهودها لحماية التراث، من خلال توثيق المواقع وتقييم الأضرار، والتنسيق مع الجهات المحلية لرصد المخالفات ضمن الحرم الأثري.

إعلان

وأشار إلى توقيف عدد من المواطنين وكتابة تعهدات بحقهم بعد تعديات على مواقع أثرية، مؤكدا أن العمل يواجه صعوبات كبيرة، أبرزها نقص الكوادر ووسائل النقل بعد فصل معظم العاملين السابقين من قِبل النظام.

القرى الأثرية في سوريا كانت مقصدا للسياح (الجزيرة) أبرز المواقع الأثرية في سوريا

تزخر سوريا بعشرات المواقع الأثرية التي تعكس غناها الحضاري والتاريخي، وتعد من أبرز الكنوز الثقافية في العالم، ففي شمال البلاد، تنتشر المدن المنسية، وهي 7 باركات أثرية تعود إلى العصور الرومانية والبيزنطية، خمس منها تقع في محافظة إدلب واثنتان في حلب.

كما تحتضن إدلب مدينة إبلا القديمة، ومتحف معرة النعمان، والجامع الكبير في معرة النعمان، ومتحف إدلب الوطني، إلى جانب معالم المدينة القديمة، وقلعة حارم، والشغر، وسرمدا. أما حلب، فتتميز بقلعتها الشهيرة ومتحفها العريق، إضافة إلى معبد عين دارة قرب عفرين.

وتضم دمشق القديمة معالم فريدة مثل قلعة دمشق، وأسواق الحميدية، وخان أسعد باشا، إلى جانب المدرسة الظاهرية ومتحف الطب. وفي حمص، تبرز قلعة الحصن إحدى أعظم الحصون الصليبية، إلى جانب مسجد خالد بن الوليد.

أما في قلب البادية السورية فتقع آثار تدمر الشهيرة، في حين تحفل محافظات حماة واللاذقية وطرطوس بكنوز مثل قلعة ومتحف مصياف، وأفاميا، وأوغاريت، وقلعة صلاح الدين، وقلعة المرقب، وجزيرة أرواد. كما تزخر المنطقة الجنوبية بمدن تاريخية كبرى مثل بصرى، وشهبا، وماري، ودورا أوروبوس، بينما تنتشر في الشرق قلعة جعبر وسور الرقة، فضلا عن عشرات التلال الأثرية المنتشرة في محافظة الحسكة، التي تعود إلى حضارات موغلة في القدم.

النظام حول القرى الأثرية إلى ثكنات عسكرية (الجزيرة) خطط حكومية ومبادرات دولية

أشار عنان إلى أنه كانت هناك خطة موجودة قبل "التحرير" لإعادة تأهيل متحف إدلب، وتوثيق المواقع باستخدام نظام GIS، وتحديث قانون الآثار. لكن المعارك أعاقت التنفيذ. ومع تعيين وزير جديد للثقافة، وُضعت حماية الآثار ضمن الأولويات، وشاركت وفود من منظمات دولية في جهود الدعم، كما شاركت المديرية العامة للآثار في معارض دولية كإيطاليا.

إعلان

ودعت المديرية جميع الموظفين السابقين الراغبين بالعودة إلى العمل لترميم الكادر البشري. أما بخصوص القطع المسروقة، فأكد عنان أن سوريا عضو في اتفاقيات دولية تلزم الدول بإعادة الآثار المسروقة، وتعمل المديرية على توثيق المفقودات وتعميمها عبر الإنتربول.

ساهم الفقر والفراغ الأمني في انتشار التنقيب العشوائي وبيع القطع في السوق السوداء، ما جعل الآثار موردا ماليا لبعض الجماعات المسلحة.

في حديث للجزيرة نت، كشف الباحث ومدير مركز آثار إدلب أيمن النابو عن انتهاكات واسعة طالت المواقع الأثرية، متهما الأجهزة الأمنية والمليشيات بعمليات تهريب منظمة، ومشيرا إلى ضعف أداء المديرية العامة للآثار والمتاحف.

تم نهب العديد من القطع الأثرية من قِبل مسؤولي نظام الأسد (الجزيرة)

وأوضح أن حماية المواقع قبل الثورة كانت تعتمد على الأجهزة الأمنية وليس المؤسسات الثقافية، ما أدى إلى مركزية مفرطة وغياب الرؤية المهنية. وبعد الثورة، تحولت تلك الأجهزة إلى مليشيات تُعنى بتهريب الآثار تحت أنظار المديرية، التي فقدت صلاحياتها، باستثناء بعض مراكز المدن الكبرى حيث يمكن إثارة الإعلام.

وأشار النابو إلى أن المواقع ذات الشهرة العالمية فقط حظيت باهتمام رسمي، في حين تُركت آلاف المواقع، لا سيما الطينية أو العائدة لفترات الشرق القديم، عرضة للإهمال والنهب. وكشف عن سرقات طالت متاحف حماة وتدمر والرقة، حيث وصلت بعض القطع إلى إدلب ولبنان وحتى متاحف في تل أبيب.

وأكد أن تهريب كل قطعة يعني فقدان جزء من الهوية الوطنية، وأن التنقيبات العشوائية أفرزت مكتشفات مهمة لكنها نُهبت دون توثيق علمي.

وانتقد النابو منظمة اليونسكو التي تعاملت فقط مع النظام بوصفه "الجهة الشرعية"، متجاهلة الفرق العاملة في مناطق المعارضة، مؤكدا أن أغلب مشاريعها اتسمت بالفساد، خاصة تلك التي أشرفت عليها "الأمانة السورية للتنمية".

خبراء آثار طالبوا بالاهتمام بالقرى الأثرية (الجزيرة) أمل بمقاربة جديدة

وختم النابو بالتعبير عن أمله في أن تخرج المديرية العامة للآثار من عباءة النظام السابق، وأن تتبنى رؤية قائمة على المهنية الثقافية والإدارية، لحماية التراث السوري بوصفه هوية وطنية وواجهة مشرفة لسوريا المستقبل.

جدير بالذكر أن هناك محاولات حكومية لتوثيق المواقع والقطع الأثرية رقميا باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي والـGIS، بهدف الحفاظ على المعلومات في حال تعرضت المواقع للتدمير الكامل. هذه المبادرات ما زالت في بداياتها، لكنها تمثل أملا في الحفاظ على "الذاكرة الرقمية" للتراث السوري.

دعوات لمنظمة اليونسكو بالقيام بدورها في حماية الآثار بسوريا (الجزيرة) قرى شنشراح وسرجيلا الأثرية في إدلب تعرضت للتدمير (الجزيرة) (الجزيرة) (الجزيرة) (الجزيرة) (الجزيرة)

مقالات مشابهة

  • وزير الشئون النيابية: نظام التأمين الصحي الشامل حلم تحول لحقيقة في مصر
  • ليست احتجاجات بل هجمات عرقية.. دراسة تفضح رواية اليمين المتطرففي بريطانيا
  • الصحة تنظم ندوة لعرض نتائج دراسة الاحتياجات غير الملباة في تنظيم الأسرة لعام 2024
  • دراسة: ساعاتنا البيولوجية مرتبطة بتغير الفصول
  • كل ما تريد معرفته عن نظام البكالوريا الجديد وموعد التطبيق رسميًا
  • دراسة: نصف سكان العالم واجهوا “شهرا إضافيا” من الصيف
  • النقل: أبراج الإشارات في محطات الزقازيق والإسماعيلية والفردان تدخل الخدمة
  • دراسة أوروبية: ثلاث عادات بسيطة قد تبطئ الشيخوخة البيولوجية لدى كبار السن
  • هاوس: بين الحقيقة والخيال.. دراسة علمية تكشف 77 خطأ في المسلسل الشهير
  • اكتشاف أثري تحت الركام.. ما مصير القرى الأثرية بعد سقوط نظام الأسد؟