حلقة علمية بمعهد التخطيط حول تقرير "مؤشر الذكاء الاصطناعي 2023"
تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT
عقد معهد التخطيط القومي الحلقة الخامسة من المتابعات العلمية حول تقرير “مؤشر الذكاء الاصطناعي 2023” الصادر عن جامعة ستانفورد، وقدمت التقرير بالتحليل أ.د/ آن تيسير أستاذ تكنولوجيا المعلومات بمركز الأساليب التخطيطية، وقد أدارت الحلقة د/هبة جمال الدين المشرف العلمي المشارك لحلقات المتابعات العلمية والأستاذ المساعد بمركز الأساليب التخطيطية، وذلك بحضور أ.
وفي هذا الإطار أوضحت د. هبة جمال الدين أن الحلقة استهدفت تسليط الضوء على محتويات تقرير “مؤشر الذكاء الاصطناعي 2023” الصادر عن جامعة ستانفورد، والذي يُعد مصدراً شاملاً لواضعي السياسات والباحثين والمتخصصين لفهم الوضع الحالي للذكاء الاصطناعي والاتجاهات المستقبلية بشكلٍ أفضل من خلال استعراض التقدم التقني لتقنياته، خاصةً في مجالات التعلم العميق ومعالجة اللغة الطبيعية، وتأثيرها على المجتمع ومختلف مناحي الحياه، إلى جانب تناول التحديات المثارة حوله، وكذلك الفجوة المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وأفضل السبل لإدارة مخاطر هذه التكنولوجيا الجديدة.
فيما أشارت أ.د/ آن تيسير إلى أن هذا التقرير هو السادس لمؤشر الذكاء الاصطناعي ويتألف من سبعة فصول. وهي البحث والتطوير، الأداء التقني، أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التقني، الاقتصاد، التعليم، السياسة والحوكمة، والتنوع، واتجاهات الرأي العام. ولفتت أ.د تيسير إلى أن التقرير يقدم تحليل الرأي العام في الذكاء الاصطناعي، ونماذج اللغة الكبيرة والمتعددة الوسائط، واتجاهات مفصلة في سجلات التشريع العالمية للذكاء الاصطناعي، ودراسة للتأثير البيئي السيء لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
وقد رصد التقرير أن خلال عام 2022 وبداية عام 2023 تم إطلاق إطار كبير من نماذج الذكاء الاصطناعي بمعدل كل شهر مثل Chat GPT و STABLE DIFFUSION و WHISPER و DALL-E 2.
ولفت ايضاً إلى أنه بالرغم من أن عام 2022 كان أول عام شهد انخفاض الاستثمار الخاص في مجال الذكاء الاصطناعي، مازال الذكاء الاصطناعي مجال اهتمام لصناع القرار وقادة الصناعة، والباحثين والرأي العام، حيث زاد زخم اهتمام صناع القرار بالذكاء الاصطناعي هذا العام أكثر من قبل واستطاع رجال الصناعة الذين قاموا بدمج تقنية الذكاء الاصطناعي في الصناعة برؤية التكلفة والعائد لاستثماراتهم.
وناقش التقرير أيضاً تأثير تقنيات الذكاء الاصطناعي على المجتمع وما أحدثته من تأثير على مختلف مجالات الحياة مثل: التعليم، عن طريق تخصيص التعلم للطلاب، وتوفير التعلم الآلي، وتقييم التعلم، حيث تم استخدامه لمساعدة الطلاب على تعلم اللغة الإنجليزية مما ساعد على تحسين مهاراتهم في القراءة والكتابة والتحدث.
وفي مجال الرعاية الصحية تم استخدامه في تشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة وسرعة، ووصف الأدوية، وتقديم رعاية صحية مُخصصة.
وفيما يخص الأعمال التجارية، تم توظيف تطبيقات في تحسين خدمة العملاء، وأتمته العمليات، وتحليل البيانات
وبشأن وضع الذكاء الاصطناعي في مصر أفاد التقرير أن مصر بها استراتيجية حكومية حقيقية وتعمل على توفير عدة عوامل منها أعداد المواهب في هذا المجال والبنية التحتية المناسبة للتشغيل وتوافر البيئة الملائمة للبحث والتطوير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معهد التخطيط القومي المتابعات العلمية مؤشر الذكاء الاصطناعي جامعة ستانفورد الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يوجد الذكاء الاصطناعي جيلا مسلوب المهارات؟
منذ أن دخل الذكاء الاصطناعي أجهزة الطلبة، ارتفع الاعتماد عليه في شتى مجالات الحياة، وأصبح يخترق أجهزة الطلبة والأكاديميين والعامة، فقد أشار تقرير الوظائف الصادر في مايو من العام الفائت إلى حاجة ماسة لإعادة تشكيل المهارات والقدرات التي تراجعت بنسبة كبيرة عند الناس بسبب اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يكشف ضرورة ملحة لإعادة تشكيل وتطوير المهارات بما يخدم الإنسان ومجتمعه.
يكرر أغلب الطلبة الضغوطات والصعوبات الدراسية كمبررات لاستعمال هذه التقنيات، لأنهم ينتقلون من نظام تعليمي إلى نظام مختلف من حيث المناهج وطرق المذاكرة والاحتياج إلى مهارات مختلفة في البحث والتفكير واستيعاب المادة العلمية فيلجأ الكثير منهم للذكاء الاصطناعي لمساعدتهم في إنجاز الأعمال وتوليد الأفكار، على الجانب الأخر يعتمد الخريجون على الذكاء الاصطناعي بسبب الضغط الدراسي الهائل بحكم ضيق الوقت لديهم ويباشرون من تلك اللحظة فقدان بعض مهاراتهم قبل إقبالهم على الحياة خارج الجامعة سواء الحياة الوظيفية أو العامة.
لقد اجتاحت نماذج الذكاء الاصطناعي حياة الطلبة، وأصبحوا يعتمدون عليها في كثير من جوانب حياتهم، فهي قادرة على توفير إجابات للتساؤلات التي تخطر في أذهانهم، وعلى صعيد آخر تتيح هذه المنصات إمكانية كتابة المقالات وترجمتها وتلخيصها، وغيرها من الإمكانيات التي تخدم الطلبة في مقاعد الدراسة، كما أن المناهج الدراسية الثقيلة وكثرة المواد والاختبارات تسبب ضغطًا كبيرًا، فيلجؤون لهذه التقنيات لتحقيق درجات عالية أو إنجاز أعمالهم على أقل تقدير، وفي سؤالي لمجموعة من طلبة الجامعة عن دوافع استعمال الذكاء الاصطناعي قالوا: لتوفير الوقت والجهد فهو يقدّم نتائج سريعة ومباشرة، يطرح ذلك إشكالاً في مدى رغبة الناس في بذل جهد للتعلم والبحث وتخصيص الوقت لذلك؟
يعتمد الطلاب على الذكاء الاصطناعي لإنجاز المهام دون بذل الجهد الكافي لفهمها ولها تأثير على المهارات الأساسية فتقلّ القدرة على البحث وتحليل المعلومات عند الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وإذا اعتمد الطلاب فقط على الذكاء الاصطناعي لإيجاد الحلول، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل قدرة الطالب على التفكير المستقل والتفكير النقدي، ويحث المختصون على منع استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض المجالات التي تحرم المستخدمين من فرص تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية.
أصبح تحسين المهارات والتعلم لدى الطلبة أكثر أهمية اليوم، مثل تلك المهارات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تطويرها كالتفكير التحليلي والتعاطف والاستماع النشط والقيادة والتأثير الاجتماعي، إن اكتساب المعلمين المهارات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في أساليب التدريس الخاصة بهم بشكل فعال عمل لا بد من القيام به، ويتطلب سد هذه الفجوة برامج تطوير مهني شاملة لضمان راحة المعلمين وكفاءتهم في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يتوافق مع متطلبات العصر دون التأثير السلبي على مهارات الجيل القادم.
يستعمل الطلبة الذكاء الاصطناعي إذا ما تبادر أي سؤال في ذهنهم وهذا يقلص من الاستعانة بالكتب العلمية الموثقة وأخذ المعلومة منها، وأشار مجموعة من طلبة الطب إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي في كثير من الأحيان تقدم معلومات خاطئة خاصة في الأسئلة الطبية الدقيقة أو العلمية بشكل عام، وينصح المختصون بضرورة الموازنة بين التقنية والكتب من خلال توعية الطلبة بضرورة البحث عن المعلومات من الكتب الموثّقة وخاصة المعلومات العلمية والثقافية والتاريخية. لابد أن تكون هذه التقنيات أدوات مساعدة فهي لا تؤدي دور الباحث أبدا، بالإضافة أن النتائج التي تقدمها قد تظهر تحيزات سياسة أو أخطاء علمية لأنها مبرمجة وفق أنظمة معينة.
من جهة أخرى، يحذر المختصون من اعتماد الطلاب الشديد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لأنه ينتج عنها قلة المشاركة في الأنشطة البدنية والمهارية والعائلية، وزيادة الشعور بالعزلة والانطواء والإفراط في استخدام هذه الأدوات قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وضعف مهارات التواصل البشري، فمثلا تؤدي تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المعلم مع الطلاب، مما يؤثر على العلاقة التعليمية، ويعتاد الطلاب على التفاعل مع الأنظمة الذكية بدلاً من المعلمين البشر، مما يضعف مهاراتهم في التواصل البشري.
يحتاج العالم اليوم إلى طاقات شبابية مزودة بالمهارات والمعارف وهي ضرورة ملحة تفرضها التحديات المتسارعة التي يشهدها العالم في مختلف المجالات. والشباب هم القوة الدافعة وراء الابتكار والإبداع والآلة ليست سوى وسيلة مساعدة تخدم الشباب في سبيل التغيير الإيجابي.