لما أسس حميدتي قوات الدعم السريع اعتمد على مقاتلي المعارضة التشادية وبموافقة من الاستخبارات السودانية أُدمجوا في قوات الدعم السريع عام ٢٠١٣

 

التغيير: بورتسودان

وجه شاب من دولة تشاد رسالة خاصة إلى الشباب السوداني، أكد فيها محبة أبناء شعبه لجيرانهم في السودان، ونفي خلالها أن يكون لأهل بلاده أي دور في الحرب الدائرة الآن.

وقال الشاب سعيد أبكر أحمد، في مقالة نشرها على منصة “أكس”، إنه يتوجه بهذه الكتابة لشباب السودان، فهي لهم دون غيرهم من الناس، موضحا إنه درس في مدرسة سودانية (مدرسة الصداقة التشادية السودانية)، وتعلم على يد أساتذة أكفاء من السودان.

وأضاف: “هناك تضليلٌ في الرأي العام ومحاولة لتصوير المجتمع التشادي بأنه السبب في أزمتكم، لا أقول الحكومة التشادية إنما المجتمع التشادي، ولأن الشعوب لا ذنب لها. سأنقل لكم بصورة مختصرة ما فعلته حكومة السودان بنا”.

وقدم سعيد أبكر سردا مختصر لوقائع تاريخية توضح تورط حكومات السودان المتعاقبة في تغيير أنظمة الحكم في دولة تشاد، وقال إن حكومات السودان تدخلت لتغيير أربعة أنظمة للحكم في تشاد، “فقد قادت عبر اتفاقية الخرطوم في تعيين حبري رئيساً للوزراء عام ١٩٧٨ ثم ساهمت في إسقاط نظام مالوم عام ١٩٨٠، وقامت بالانقلاب على قوكوني عام ١٩٨٢، وساهمت في وصول حسين حبري إلى السلطة في يونيو ١٩٨٢، ودعمت ديبي للوصول إلى الحكم في ديسمبر ١٩٩٠”.

وقال سعيد أبكر إن آلآف الشباب لقوا حتفهم وتيتم أبناؤهم وتجرعوا الألم ونسيهم المجتمع، مضيفا أن العاصمة (أنجمينا) تحولت عام ١٩٧٩ – ١٩٨١ إلى مدينة أشباح “لأنَّ القتال فيها استمرّ بين الفصائل لمدة ١٨ شهرا على فترتين. الفترة الأولى بين مالوم وحبري، والفترة الثانية بين قوكوني وحبري”.

وواصل سعيد أبكر في سرد الوقائع التاريخية وقال: “أمَّا في العصر الحديث فقد ألقت تشاد بفلذات أكبادها في الفترة بين ٢٠٠٦ – ٢٠١٠  من تسمونه (تشاديو الدعم السريع) اليوم هم جزء من هولاء، وهم ضحية خطاب المخابرات السودانية، مبينا أن الحكومة السودانية ضغطت في فبراير عام ٢٠٠٦ على (محمد نور عبدالكريم – تاما) فأخذ شباب تشاديين لمهاجمة العاصمة التشادية أنجمينا، كان جلهم من مواليد التسعينات، وبعضهم طلبة في الجامعات السودانية زجُّوا إلى الحرب زجَّاً.

وأوضح أن أكثر من ٨٩٠ شاباً قتلوا في تاريخ ١٣ إبريل ٢٠٠٦، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا يعرفون العاصمة ولا أحيائها، إنما هاجموا مبنى البرلمان بدل الذهاب إلى القصر الجمهوري.

وقال سعيد أبكر: “ثم جاءت معركة أنجمينا (فبراير ٢٠٠٨)  عندما اجتمع رؤوس المعارضة التشادية في السودان لتغيير نظام الحكم في تشاد، وبدعم سوداني، انطلقوا نحو العاصمة، مات مئات الشباب في تلك الحرب الباهظة، كنتُ يومها في أنجمينا وعرفتُ معنى الحرب العشوائية، هنا في تشاد لا توجد استراتيجيات عسكرية حربية، إنما يفضلون المواجهة العسكرية المباشرة لذلك يتعاظم الخطر ويموتُ الناس بأعداد كبيرة، كذب صلاح قوش على المعارضة التشادية ومنحهم نظام دفاع جوي (نزع عنها بطارياتها) ولم تكن مفعلة، ظنَّ المعارضون أنَّ الحكومة التشادية لا تستطيع حسم المعركة جوياً، لأنهم يملكون منظومة الباترويت، لكنَّ خيبة الأمل كانت عظيمة عندما عجزت المنظومة صدَّ الهجمات الجوية وهزموا ولم يستطيعوا بسبب زيادة القصف الجوي الاستمرار في الحرب، ومات خلق كبير من التشاديين”.

وأضاف سعيد أبكر، أن أولئك المقاتلين عادوا إلى السودان، وتقارب البشير مع ديبي عام ٢٠١٠ ووقعا اتفاقية سلام بين البلدين، ثم أمروا  المعارضة التشادية برمي أسلحتهم والعودة إلى تشاد، رفض بعضهم وقالوا إن الحياة في السودان أفضل من العودة إلى النظام الذي سيحملهم مسؤولية الحرب فقرروا البقاء في دارفور. ولما أسس حميدتي قوات الدعم السريع اعتمد عليهم لأنهم مقاتلون شرسون، صالوا وجالوا ضد الحكومة التشادية، وبموافقة من الاستخبارات السودانية أُدمجوا في قوات الدعم السريع عام ٢٠١٣.

وختتم سعيد أبكر مقالته بالقول: “إذن هذه هي القصة الكاملة فيما حدث، ولا يوجد هجرة من التشاديين إلى السودان كما يصور البعض، وأنا متيقن جداً أنَّ موقف الحكومة التشادية لا يمثل موقف المجتمع التشادي، ولكن ما فهمته أن كافة دول جوار السودان تتآمر على السودان لتصفية حساباتها السابقة، فالكل يريد أخذ حصته من حزازات الماضي، وكما قالوا قديما (إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه)”.

 

الوسومالدعم السريع المخابرات السودانية المرتزقة التشاديين تشاد حرب السودان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السريع المخابرات السودانية تشاد حرب السودان

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية

اتهم الجيش السوداني قوات تابعة لخليفة بمهاجمة مواقع حدودية سودانية ومساندة الدعم السريع اليوم الثلاثاء.

وقال الجيش في بيان "هاجمت اليوم مليشيا آل دقلو الإرهابية مسنودة بقوات خليفة حفتر الليبية ( كتيبة السلفية) نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بغرض الاستيلاء على المنطقة"، والتي تقع إلى الشمال من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، إحدى أهم خطوط المواجهة في الحرب.

وأضاف الجيش السوداني في بيانه "سندافع عن بلدنا وسيادتنا الوطنية وسننتصر مهما بلغ حجم التآمر والعدوان المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة ومليشياتها بالمنطقة".

وتعد هذه المرة الأولى التي يتهم فيها الجيش السوداني قوات اللواء خليفة حفتر بالضلوع المباشر في الحرب الدائرة منذ عامين بينه وبين قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

ومطلع العام الجاري، قال ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، إن 25 بالمئة من قوات الدعم السريع هم من ليبياتحت قيادة خليفة حفتر، والمرتزقة من التشاد، وبعض الإثيوبيين، وأفراد من كولومبيا وأفريقيا الوسطى، وبقايا فاغنر، ومقاتلين من سوريا، بينما 65 بالمئة من القوة المتبقية من أبناء جنوب السودان، للأسف، في حين أن 5% فقط هم من الجنجويد الأصليين كقادة لبعض المجموعات.

وأشار العطا من مدينة بوط بولاية النيل الأزرق إلى أنهم تحدثوا مع المسؤولين في جنوب السودان خلال سنتين من الحرب حول هذا الموضوع، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء، حتى على مستوى الإعلام، لتجريم مثل هذه الأفعال.

وأضاف أنه كان بالإمكان القول في الإعلام إن جنوب السودان يشن حربا ضدهم.



وفي وقت سابق، أكد رئيس جيش تحرير السودان، مني اركومناوي، أن الدعم الأجنبي يتواصل عبر محور ليبيا، ويدخل تعزيزات جديدة بقوة قوامها 400 آلية عسكرية متنوعة عن طريق ليبيا إلى دارفور الآن، حسب قوله.

وسبق أن تحدثت تقارير أن  كتيبة طارق بن زياد التابعة لصدام حفتر قد توجهت مؤخراً نحو “معطن السارة”؛ لتأمين المنطقة، وحماية الطرق المؤدية إلى السودان، بما في ذلك إمدادات الأسلحة والوقود التي تنطلق من ميناء طبرق وتصل إلى السودان.

وشهدت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي اتهمها الجيش أيضا بالضلوع في الهجوم، تدخل العديد من الدول بينما لم تنجح المحاولات الدولية بعد في إحلال السلام.

وفي بداية الحرب اتهم السودان حفتر بمساندة قوات الدعم السريع عبر مدها بالأسلحة، واتهم الإمارات، حليفة قائد قوات شرق ليبيا، بدعمها أيضا، عبر وسائل منها غارات جوية مباشرة بطائرات مسيرة الشهر الماضي. وتنفي الإمارات تلك المزاعم.

مقالات مشابهة

  • نحن (السودانيين) لنا قيمة و فائدة لهذا العالم
  • مساعد وزير الخارجية المصري السابق : الدخول في المثلث الحدودي محاولة لجر مصر للحرب في السودان
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال (الجبهة الثورية) تدين الاعتداء على الحدود السودانية
  • خارجية “الوحدة الوطنية” تنفي صلة أي قوة ليبية رسمية بهجمات على الحدود السودانية
  • السودان: حرب بلا معنى (2)
  • وزارة الخارجية بالحكومة الليبية: لم ننخرط في الصراع السوداني بأي شكل من الأشكال
  • لصد العدوان.. قرار عاجل من القوات المسلحة السودانية بشأن المثلث الفاصل
  • السودان على حافة الانهيار الاقتصادي والفقر يهدد غالبية السكان (تقرير)
  • الجيش السوداني يتهم قوات خليفة حفتر بمهاجمة مواقع حدودية
  • الخارجية السودانية: مشاركة كتيبة السلفية الليبية التابعة لخليفة حفتر اعتداء سافر على سيادة السودان