الإسلامويون.. تِلكُمُ الكائِنات المُتحوِرة
تاريخ النشر: 17th, February 2024 GMT
فتحي الضَّو
ترى ما الذي يمكن أن يُلجم عِشق الإسلامويين للسلطة المُطلقة؟ ولماذا هم مغرمون بها حد الهوس المرضي؟ وعلام يتظاهرون بالزهد وعيونهم مُصوبة نحو الجاه والثروة؟ هل لأنهم يظنون إثماً أن السُلطة هي الدين أم لأنهم يعتقدون خطلاً أن الدين هو السُلطة؟ ولماذا يتوسلونها بُغية إحكام قبضتهم على الخلق ويروجون كذباً وافتراءً بأنهم لهثوا خلفها من أجل التقرب للخالق؟ وهل هذا الشبق ليزعوا به السُلطان أم لغض الطرف عن وعيد القرآن؟ إذن لماذا يحتالون على السُلطة بالدين ويتحايلون على الدين بالدنيا؟ ولما كانت السُلطة هي العلاقة ين الحاكم والمحكوم ولها تقديراتها الدنيوية، وما دام الدين هو الرابط بين العبد وربه وله قدسيته الأُخروية.
(2)
يظن الإخوان الإسلامويون أو (إخوان الشياطين) كما - سماهم الرئيس المخلوع - أنهم مبعوثو العناية الإلهية، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور. وطبقاً لهذا الزعم الفاجر قدموا أسوأ نموذج للحكم، كان امتداداً لدولتي الخلافة الأموية والعباسية، بل أضل سبيلاً. فالتجربة التي ملأوا بها الدنيا ضجيجاً وعجيجاً قبرها عرابها الذي مضى لقضاء ربه بعد أن شيعوه باللعنات، وكم كانوا يتمنون أن يقبض الله روحه قبل أن ينطق عن هواه وما جاش به صدره من فتن. فلماذا إذن صمتوا صمت القبور ولم يكفروه كما كفروا قوماً آخرين. أما أنا فقد بحثت ونقبت في هذه الدنيا، فما وجدت قوماً مُفسدين مثلهم.. يكذبون كما يتنفسون.. ينكرون حيناً ويكابرون أحياناً أُخر، ينسجون الأقاويل مرةً، وينشرون الأباطيل مرات، وإذا رأيتهم تحسبهم أطهاراً، ولكنهم خُشب مُسندة!
(3)
السُلطة وما أدراك ما السُلطة، أليست هي التي من أجلها أهدروا دماءً غالية. كنا نظن أن ما سفكوه من الدم الحرام.. على مدى ثلاثين عاما في كل بقاع السودان هو آخر مسيرة الآلام، لكن حبهم للقتل وظمأهم للموت وعشقهم للسُلطة، حال دون أن تمضي (الثورة السلمية) لنهاياتها المنطقية، فاستحلوا دماء الشباب الزكية وزهقوا أرواحاً بريئة في (ميدان الاعتصام) ولمَّا لم يشفِ ذلك غليلهم واصلوا (المسيرة القاصدة) بعد انقلابهم على السُلطة الانتقالية في 25 أكتوبر 2021م فبينما كانت نفوسهم المريضة تردد أهازيج (فلترق كل الدماء) كانت النفوس البريئة تغني (الزهور صاحية وأنت نائم) فأشعلوها في منتصف أبريل 2023م حرباً لا تبقي ولا تذر، دمرت العاصمة ابتداءً، ثمَّ صبَّوا على كل أنحاء البلاد سوط عذاب!
(4)
تعد فترة تسلط الإسلامويين ومسكهم زمام السلطة، من أطول فترات الطغيان في السودان بعد استقلاله في العام 1956م بل تُعد من أكثر الفترات مأساوية في تاريخه الحديث، ولا عجب أن جبَّت مُختلف حِقب الاستعمارات. والمُدهش بعد كل هذا السجل العامر بالمرارات لم يجد سدنة الفساد والاستبداد في أنفسهم حرجاً أن يتحوروا في محاولات لإعادة إنتاج المشهد المأساوي، ظناً منهم أن للناس ذاكرة (غربالية) تمسح جرائمهم، على الرغم من أن الدماء التي أهدروها ما تزال طازجة، ورائحة الموت الذي أدمنوه تملأ أرجاء الأمكنة، وسيرتهم بطغواها طافت على كل الأزمنة. يشدُّ من أزرهم (سواس الأحصنة) الذين صمتوا دهراً ونطقوا كفراً.. فانبرى رائدهم (البروفسير) الذي تأذى من كشف عورات الإسلامويين فوصم الشرفاء بما سمَّاه ظاهرة (الكيزان فوبيا) بظنه وهماً أن تلك تهمة نُنكر وشرف يُدَّعى.
(5)
نعم نقولها آناء الليل وأطراف النهار، إن أي دماء انهمرت منذ العام 1989م على أرض السودان الطاهرة وحتى الحرب الكارثية الراهنة، هي من صنع هؤلاء (البراغيث) وهي جرائم لا تنكرها العين إلا من رمدٍ ولا تسقط بالتقادم إلا من غرضٍ، بل يمكن المُضي أكثر بالتأكيد على أن حال هذا الوطن لن يستقيم طالما هم يسرحون ويمرحون ويتمتعون بالذي حرموا منه الناس سنين عدداً. ولعل أكثر ما يستفز المرء سؤال الغباء الذي يروج له التعساء في المفاضلة بين الجنرالين، أي الجيش أم الدعم السريع؟ وهو يحاولون تغبيش الوعي لأن الجنرالين في الجرم سواء، بينما المجرم الأكبر من صنعهما معاً واستبقى نفسه في الكواليس يدير خيوط اللعبة بذات المكر والدهاء الذي تمرس عليه.
(6)
صفوة القول، سوف تتوقف هذا الحرب العبثية، طال الزمن أو قصر. وسوف يتوقف هدير المدافع، ولكن لن يتوقف الجهر بالحق. فبعد كل هذا الذي حدث لن يكون هناك مكان حتى للذين وقفوا على الحياد في أزمنة المعارك الأخلاقية الكبرى كما قال مارتن لوثر كينج، فهؤلاء أيضاً قد حجزوا لأنفسهم مقاعد في أسوأ مكان للجحيم. فقد أجرموا جميعاً في حق هذا الوطن، الذي كان واعداً بالحرية والسلام والعدالة، وموعوداً بالخير والنماء، والتقدم. لقد صنع الشعب الصابر ثورة تعد في مصاف الثورات العالمية الكبرى، لكن خفافيش الظلام تآمرت عليه ولم يتركوه يجني ثمارها. فيا أيها الوالغون في الدماء، المتعطشون للموت، الكارهون للحياة، أحملوا أوزاركم وأرحلوا.
إذ إن لكم تحوركم ولنا ثباتنا.. لكم دينكم ولنا دين!
آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!!
faldaw@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الس لطة
إقرأ أيضاً:
صلاح الدين عووضه.. بل بس ..!!!
صلاح الدين عووضه..
خاطرة
بل بس ؟!
1
*إن كنت مخطئا فصوبوني..
*صوبني يا برمة ، ويا سلك ، ويا مريم ، ويا عرمان ، ويا (أبا أصبع)..
*صوبوني من واقع صراخكم الصاخب الآن مناداة بالسلام..
*ألم يكن اتفاق جدة من أجل السلام؟!..
*وألم يشهد كل العالم توقيع الدعم السريع عليه؟!..
2
*وألم يحفظ للدعم السريع هذا كثيرا من مكانته؟…ويحفظ لكم أنتم – مجموعة قحت – قليلا من مكتسباتكم؟!..
*طيب ما الذي حدث ؟!..
*لقد تنكر الدعم السريع – وأنتم من ورائه – لاتفاق ارتضاه الطرفان..
*أليس هذا ما حصل بما أن ذاكرتنا ليست ذاكرة ضب لننسى تأريخا قريبا مثل هذا ؟!..
3
*طيب دعكم من هذا ؛ ألم يكن من المفترض عقد اتفاق سلام بجيبوتي بين ممثل كل من الجيش والدعم السريع من بعد اتفاق جدة؟!..
*وللمرة الثانية ؛ ما الذي حدث؟!..
*الذي حدث أن البرهان توجه إلى جيبوتي بينما حميدتي (مرقها) في كينيا..
*بمعنى أنه هرب – وزاغ – من استحقاق السلام..
4
*أتدرون لماذا (عرد) الدعامة – ومن خلفهم القحاتة – مرتين من فرص التوصل إلى سلام؟!..
*لأنهم كانوا مغترين بانتشار قواتهم على الأرض..
*في العاصمة ، في الجزيرة ، في سنار ، في كردفان ، في البطانة ،في النيل الأبيض ، فضلا عن دارفور بالطبع..
5
*فلماذا السلام وهم موعودون بحكم بلاد ينتشرون في معظم أجزائها الشاسعة وجيشها مقهور؟!..
*نعم فالجيش يخشاهم ؛ ولذا فهو يهرول مذعورا نحو السلام..
*هكذا يتوهمون..
*إنهم مثل ذاك الحمار الذي ظن أن الأسد إنما يفر خوفا منه..
*وتماما مثل تلكم الحكاية في كتب المطالعة المدرسية 6
إلتهم الجيش الدعم السريع إلتهام الأسد للحمار الغبي ذاك..
*وطفق الدعامة يفقدون موقعا إثر موقع ، ومدينة إثر مدينة ، وولاية إثر ولاية..
*وعقب كل فقد يصرخون – ومعهم جناحهم السياسي قحت – السلام ، السلام ، عووووك السلام..
*ثم يتهمون الجيش بأنه يرفض سلاما سبق أن رفضوه هم
7
مرتين من قبل وقد جاءهم على طبقين من ذهب جبل عامر..
*هذا الجبل الذي سيصبح عما قريب (صحو الذكرى المنسية)..
*وقد فات عليكم بغباء – كغباء ذلكم الحمار – أن مستجدات عديدة حدثت من بعد رفضهم تينك الفرصتين الذهبيتين للسلام..
*من أهمها أنهم استعدوا الشعب كله عليهم –
8
لا الجيش وحسب – بما اجترحوه من فظائع في حقه لم تشهد مثلها حروب السودان كافة من قبل..
*فظائع أثبتت – بالتجربة المعيشة – أن مشكلتهم الرئيسية هي مع هذا الشعب ؛ لا البرهان ، ولا الكيزان..
*ومنها أنهم فقدوا -إلي جانب فقدهم الدين والأخلاق والإنسانية والضمائر- الأرض كذلك..
9
*ولم يتبق لهم الآن – من الأرض ؛ وأرضهم على وجه التحديد دارفور ذاتها – سوى نيالا والضعين وبقاع قليلة أخرى..
*وعندما يفقدون هذه أيضا – قريبا جدا – يصبحون (مولاي كما خلقتني)..
*فهل مع هؤلاء الذين فقدوا كل شيء – كل شيء – يعقد سلام؟!..
10
*فيا أيها الدعامة ، ويا أيها القحاتة : ءآااالان وقد رفضتم السلام هذا من قبل ؛ غرورا واستكبارا وغباء؟!..
*بل بس !!!.