الجزيرة:
2025-08-15@17:45:48 GMT

هل يخفف الروبل الروسي أزمة الدين بمصر؟

تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT

هل يخفف الروبل الروسي أزمة الدين بمصر؟

القاهرة– يبدو أن التحركات المصرية نحو تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي وتخفيف الضغوط على العملة المحلية، في إطار محاولات احتواء أزمة الدين، بدأت تؤتي ثمارها على صعيد التعاملات المالية الخارجية.

فبموجب اتفاق تمت المصادقة عليه مؤخرًا بين القاهرة وموسكو، ستبدأ مصر سداد قروض مشروع الضبعة النووي -البالغة قيمتها 25 مليار دولار- للشركات الروسية بالروبل، بعدما تعذر على الجانب المصري السداد بالدولار الأميركي.

وذكر فلاديمير كوليتشيف نائب وزير المالية الروسي أن صعوبة سداد القروض بالعملات "غير المواتية" دفعت الطرفين إلى التحول نحو تسوية الديون بالروبل.

وفي السياق ذاته، وقّعت القاهرة وموسكو، في مايو/أيار الماضي، اتفاقًا بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بقيمة استثمارية تصل إلى 4.6 مليارات دولار.

وعقب توقيع الاتفاق، صرح وزير الصناعة والتجارة الروسي أنطون أليخانوف بأن 40% من المعاملات التجارية المشتركة بين الجانبين تتم تسويتها بعملات أخرى بخلاف اليورو والدولار، مضيفًا أن العملات المحلية أصبحت إحدى وسائل التسوية، مع التأكيد على أن هناك المزيد من العمل المطلوب بهذا الشأن.

ويبلغ سعر صرف الدولار الأميركي نحو 50 جنيهًا مصريًا، بينما يساوي الروبل حوالي 0.63 جنيه.

التعاون المصري الروسي يشمل مشاريع إستراتيجية كبرى مثل محطة الضبعة والمنطقة الصناعية (هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء) الدين سحابة سوداء

وفي وقت سابق، وصف وزير المالية المصري أحمد كوجك الدين الخارجي والتضخم بأنهما يمثلان "سحابة سوداء" تحجب ما تشهده البلاد من إنجازات تنموية غير مسبوقة.

ويبلغ حجم الدين الخارجي لمصر نحو 155.1 مليار دولار، أي ما يعادل نسبة 82.9% من الناتج المحلي الإجمالي.

وبحسب بيانات البنك المركزي المصري، بلغ متوسط نصيب الفرد من الدين الخارجي حوالي 1293 دولارًا بنهاية عام 2024، في حين يزيد الدين الداخلي عن 13.3 تريليون جنيه (نحو 263 مليار دولار).

إعلان

ووفق البنك الدولي، يتعين على الحكومة المصرية سداد نحو 43.2 مليار دولار من الالتزامات الخارجية خلال أول 9 أشهر من العام الحالي، كما يجب سداد حوالي 118 مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة بدءًا من عام 2024.

وخلال العام الماضي، سددت مصر نحو 38 مليار دولار كقروض خارجية بحسب مسؤولين رسميين، مما يعني أن البلاد مطالبة بسداد 80 مليار دولار إضافية قبل نهاية عام 2029.

ماذا عن قرض المفاعل النووي؟

ووقّعت مصر وروسيا في ديسمبر/كانون الأول 2017 اتفاقًا لإنشاء محطة الضبعة للطاقة الكهروذرية، وهي أول محطة من نوعها في البلاد.

ويتم تمويل المشروع من خلال قرض حكومي روسي بقيمة 25 مليار دولار، يمتد أجله على مدار 22 عامًا، بفائدة تبلغ 3% سنويًا.

ووفقًا لمسؤولين روس، فقد سددت مصر جميع الديون المستحقة عليها حتى بداية عام 2024.

ويستهدف المشروع بناء 4 مفاعلات من الجيل "3+" العاملة بالماء المضغوط، بقدرة إجمالية 4800 ميغاواط، بواقع 1200 ميغاواط لكل مفاعل.

وقد وصلت نسبة الإنجاز في المشروع إلى 30.1%، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 50% خلال العام المقبل، على أن يتم إطلاق المفاعل الأول عام 2028، وفقًا للجدول المعلن.

الروبل في أزمة

من جانبه، قلّل الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب من أهمية تأثير استخدام الروبل في سداد القروض على تخفيف أزمة الدين، موضحًا أن القاهرة تواجه صعوبة السداد بغض النظر عن العملة المستخدمة، سواء كانت الروبل أو الدولار.

وأكد عبد المطلب -في حديثه للجزيرة نت- ضرورة أن تعمل الحكومة على زيادة إيراداتها من الروبل حتى تتمكن من الوفاء بالتزاماتها تجاه موسكو، مضيفًا "في كل الأحوال يجب أن يكون لدى مصر فائض تستطيع أن تستخدمه في عمليات الدفع، مما يستلزم زيادة الإيرادات من كافة العملات الصعبة".

ورغم التحفظ، يرى الخبير الاقتصادي بعض الجوانب الإيجابية في الاتفاق المصري الروسي الأخير، حيث يتوقع أن يسهم في تعزيز المعاملات التجارية بين القاهرة وموسكو.

واستطرد عبد المطلب في تفاؤله بتداعيات التوجه نحو استخدام العملات المحلية، مشيرًا إلى إمكانية مساهمة هذا النهج في زيادة الصادرات المصرية إلى روسيا، وتحقيق شروط أفضل للحصول على واردات مصرية من موسكو، بما يشمل صفقات السلاح والقمح، بل وقد يمتد ليشمل التعاون في مجال الغاز، بحيث تصبح القاهرة بوابة الغاز الروسي إلى أفريقيا.

كما لم يستبعد الخبير أن تتجه مصر إلى عقد اتفاقات مماثلة مع دول أخرى لتسوية المدفوعات التجارية بالعملات المحلية، لافتًا إلى وجود اتفاقات مشابهة مع الصين.

ومؤخرًا، أعلن وزير الاستثمار المصري أن بلاده بدأت السماح للشركات الصينية باستخدام اليوان الصيني في تعاملاتها المالية، بدعم من البنك المركزي المصري.

وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر والصين نحو 17 مليار دولار خلال عام 2024، مقارنة بـ16 مليارا عام 2023، بزيادة قدرها 6%، في حين لم تتجاوز التجارة بين مصر وروسيا 9 مليارات دولار.

الجانبان المصري والروسي المشرفان على مشروع محطة الضبعة النووية في مايو/أيار الماضي (هيئة المحطات النووية) تثمين وتوصية

وفي الإطار ذاته، ثمن المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات التنموية مصطفى يوسف الخطوة التي اتخذها البلدان نحو التحرر من الدولار، متمنيًا أن تحذو دول أخرى حذوهما للحد مما وصفه بـ"العبودية الدولية" للعملة الأميركية.

إعلان

وعن قدرة الروبل على التخفيف من عبء الدين المصري، أشار الباحث الاقتصادي -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن مصر ستواجه تحديًا في توفير الروبل، نظرًا لأن صادراتها إلى روسيا محدودة.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، سجلت الصادرات المصرية إلى روسيا نحو 607 ملايين دولار خلال عام 2024، في حين بلغت الواردات من روسيا حوالي 6 مليارات دولار خلال نفس الفترة.

وبعيدًا عن التبادل التجاري، لفت يوسف إلى أن السائح الروسي -الذي يفضل مصر كوجهة سياحية- قد يمثل مصدرًا إضافيًا لتوفير الروبل، مشيرًا إلى أن عدد السياح الروس بلغ نحو 1.6 مليون شخص خلال عام 2024، غالبيتهم يفضلون المدن الشاطئية مثل شرم الشيخ والغردقة.

ويرى الخبير الاقتصادي أن الحلول الجذرية لأزمة الديون المصرية لا ترتبط بنوع العملة المستخدمة في السداد، بل تكمن في:

التوقف عن الإنفاق على مشروعات غير مجدية اقتصاديًا. ترشيد الإنفاق الحكومي. زيادة الصادرات وتقليل الواردات. الاستثمار في رأس المال البشري بوصفه المحرك الرئيس للإنتاج والتصدير. روسيا تستفيد

أما عن مدى استفادة موسكو من تحصيل قيمة القروض بعملتها المحلية، فيرى الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد الباري أن روسيا تسعى من خلال هذه الخطوة إلى كسر حلقة العقوبات الغربية المفروضة عليها منذ بدء حربها مع أوكرانيا.

وأوضح أن موسكو تبحث عن تعزيز علاقاتها مع القاهرة باعتبارها بوابة رئيسية نحو أفريقيا، وقد انعكس هذا التوجه في اتفاق الطرفين على إنشاء منطقة صناعية روسية في مصر، والتي من المتوقع أن تتولى مهام الإنتاج والتوزيع لباقي الدول الأفريقية.

وفي السياق ذاته، رأى الخبير الاقتصادي يوسف أن روسيا، بوصفها واحدة من أكبر الدول المصدرة للمواد الخام، ستستفيد على المدى المتوسط والطويل من تقليل اعتمادها على الدولار في تجارتها الدولية، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخبیر الاقتصادی ملیار دولار دولار خلال دولار ا اتفاق ا عام 2024

إقرأ أيضاً:

طلبات تحقق 2.4 مليار دولار مبيعات في الربع الثاني من 2025

أعلنت شركة طلبات القابضة، عن نتائجها المالية المبدئية لفترة الثلاثة أشهر والستة أشهر المنتهية في 30 يونيو 2025، مسجلة نموًا ملحوظًا في الإيرادات والأرباح عبر مختلف الأسواق والقطاعات التي تعمل بها.

بلغ إجمالي قيمة البضائع المباعة خلال الربع الثاني من عام 2025 نحو 2.4 مليار دولار، بزيادة قدرها 32% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، فيما ارتفعت النسبة إلى 33% عند احتسابها على أساس سعر صرف ثابت. كما سجلت الإيرادات زيادة بنسبة 35% لتصل إلى 982 مليون دولار، وارتفعت هذه النسبة إلى 36% عند تثبيت سعر الصرف.

أما الأرباح المعدلة قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء (EBITDA) فقد ارتفعت بنسبة 31% لتصل إلى 166 مليون دولار، أي ما يعادل 6.8% من إجمالي قيمة البضائع المباعة، وهي النسبة نفسها المسجلة في الفترة المقابلة من العام السابق. وارتفع صافي الدخل بنسبة 33% مسجلًا 119 مليون دولار، بما يعادل 4.9% من إجمالي المبيعات. وبعد استبعاد العناصر غير المتكررة، بلغ صافي الدخل المعدل 116 مليون دولار بزيادة 25% على أساس سنوي.

يعزى هذا الأداء الإيجابي إلى النمو في مختلف أسواق الشركة، سواء في دول مجلس التعاون الخليجي (الإمارات، الكويت، قطر، البحرين، وسلطنة عمان) أو خارجها (مصر، الأردن، والعراق)، بالإضافة إلى الأداء القوي في قطاعي الطعام والبقالة والتجزئة.

فيما يتعلق بتوزيع المبيعات، بلغت حصة أسواق الخليج 83% من إجمالي قيمة البضائع المباعة مقابل 17% للأسواق خارج الخليج، مقارنة بـ 86% و14% على التوالي في العام السابق. كما شهد قطاع البقالة والتجزئة نموًا أسرع، وإن انطلق من قاعدة أصغر مقارنة بقطاع الطعام الذي واصل تسجيل معدلات نمو قوية.

وساهمت عدة عوامل في تحقيق هذه النتائج، أبرزها جذب عملاء جدد، وزيادة معدل تكرار الطلبات، وارتفاع الاشتراكات في برنامج الولاء طلبات برو، إضافة إلى تحسن الأداء مقارنة بالربع الأول الذي تأثر بموسم شهر رمضان.

ارتفع معدل تحويل قيمة البضائع المباعة إلى إيرادات ليصل إلى 40% مقابل 39% في العام الماضي، مدعومًا بزيادة إيرادات خدمة tMart وخدمات الاشتراك، ما عوض الانخفاض الطفيف في معدلات العمولة الناتج عن ارتفاع حصة قطاع البقالة والتجزئة.

كما سجلت الشركة تدفقات نقدية حرة معدلة بلغت 190 مليون دولار، بزيادة 47% على أساس سنوي، وهو ما يعادل 7.8% من إجمالي قيمة المبيعات، مقارنة بـ 7.0% العام الماضي. وبلغ معدل التحويل النقدي 115% مقابل 103% في الفترة المقابلة.

على مستوى النصف الأول من العام، واصلت الشركة تحقيق نتائج قوية مدعومة بالطلب المتزايد عبر الأسواق، وتوسع قاعدة العملاء، وزيادة متوسط حجم الطلبات. كما عكست المؤشرات المالية للنصف الأول قدرة الشركة على تحقيق النمو المستدام والحفاظ على مستويات ربحية جيدة، على الرغم من التحديات الاقتصادية في بعض الأسواق.

بناءً على الأداء القوي في النصف الأول، أعلنت طلبات عن تعديل توقعاتها السنوية بالرفع، حيث تتوقع الآن نمو إجمالي قيمة البضائع المباعة بنسبة تتراوح بين 27% و29% على أساس سعر صرف ثابت، بدلًا من 17%–18% في التوقعات السابقة. كما رفعت توقعاتها لنمو الإيرادات إلى نطاق 29%–32% مقابل 18%–20% سابقًا.

أما هوامش الربحية المتوقعة، فحافظت على استقرارها، مع توقع بقاء هامش الأرباح المعدلة قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء عند 6.5%، وهامش صافي الدخل عند 5.0%، وهامش التدفق النقدي الحر المعدل عند 6.0%.

قال توماسو رودريجز، الرئيس التنفيذي للشركة، إن طلبات حققت ربعًا ماليًا قويًا آخر بفضل زيادة قاعدة العملاء وتكرار الطلبات وتحسن معدلات الاشتراك في برنامج الولاء طلبات برو. وأضاف أن النمو القوي في الأسواق خارج منطقة الخليج، إلى جانب الأداء المستقر في الأسواق الأساسية، عزز نتائج الشركة الإجمالية.

وأشار رودريجز إلى أن الإمارات، أكبر أسواق الشركة، حافظت على وتيرة نمو قوية متماشية مع متوسط نمو المجموعة، فيما سجلت الكويت، أكثر الأسواق نشاطًا، نموًا تجاوز 20% خلال الربع الثاني والنصف الأول من العام. كما واصل قطاع الطعام نموه بأكثر من 20% سنويًا، ما يعزز مساهمته في دعم إيرادات الشركة.

واختتم رودريجز بالتأكيد على أن الشركة واثقة من تحقيق أهدافها المعدلة للعام 2025، مع استمرار الاستثمار في تحسين تجربة العملاء وتوسيع نطاق الخدمات، بما يدعم مكانتها في سوق الطلب والتوصيل الرقمي على المدى الطويل.

بهذه النتائج، تواصل طلبات إثبات قدرتها على الجمع بين النمو السريع وتعزيز الكفاءة التشغيلية، مستفيدة من انتشارها الجغرافي الواسع، واستراتيجيتها في تنويع الخدمات، ونجاحها في استقطاب ولاء العملاء في منطقة تشهد منافسة متزايدة.

مقالات مشابهة

  • خروج الأموال.. لبنانيون يهدرون مليار دولار!
  • طلبات تحقق 2.4 مليار دولار مبيعات في الربع الثاني من 2025
  • 2.6 مليار دولار أرباح سويس ري في النصف الأول
  • باستثناء ديون الضمان .. 35.3 مليار دينار الدين العام لنهاية حزيران 2025
  • ضبط مسؤول بديوان صلاح الدين نظم سلفا وهمية بقيمة 1.5 مليار دينار
  • للمرة الأولى في التاريخ.. الدين العام الأمريكي يتجاوز 37 تريليون دولار
  • لجنة عراقية تركية لتطوير العمل الجمركي ورفع التبادل التجاري لـ30 مليار دولار
  • مدبولي: شهدنا اليوم توقيع عقد إنشاء مصنع لإنتاج الإطارات بإجمالي استثمارات مليار دولار
  • 1.3 مليار دولار إيرادات "موانئ أبوظبي" خلال الربع الثاني
  • الدين الوطنى الأمريكى تجاوز 37 ترليون دولار لأول مرة فى التاريخ