وفاة نافالني تزيل شوكة من ظهر بوتين وترسل رسالة للمعارضة
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
سلطت الوفاة المفاجئة للمعارض الروسي البارز أليكسي نافالني الضوء على مساعي التفرد بالسلطة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ظهر وهو مبتسم على غير العادة في اليوم الذي فارق فيه نافالني الحياة.
تقول صحيفة "واشنطن بوست" إن بوتين كان يفيض بالبهجة بالتزامن مع إعلان سلطات السجون وفاة نافالني، الخصم السياسي الأقوى للرئيس الروسي.
ظهر بوتين وهو يلقي كلمة أمام مجموعة من العمال والطلاب في مصنع للآلات في مدينة تشيليابينسك الصناعية الروسية يوم الجمعة، مبتسما ولم يشر خلالها من قريب ولا من بعيد إلى وفاة نافالني.
وبدلا من ذلك أعلن بوتين في كلمته أنه راضٍ عن التقدم التكنولوجي الذي حققته البلاد.
مع وفاة نافالني، واستمرار الخلافات داخل الكونغرس الأميركي بشأن تقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وكذلك تراجع القوات الأوكرانية في ساحة المعركة، يبدو أن الوضع يسير في صالح بوتين، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي من المؤكد أنه سيفوز بها، وفقا للصحيفة.
يقول الباحث أندريه كوليسنيكوف، من مركز كارنيغي للأبحاث الروسية والأورو– آسيوية ومقره موسكو، إن بوتين الآن " لا يواجه أي منافسة تذكر".
وترى الصحيفة أن وفاة نافالني لا تزيل شوكة سياسية كبيرة من ظهر بوتين وحسب، وأنما ترسل رسالة لباقي منتقدي الكرملين الآخرين.
وتضيف الصحيفة أن إسقاط طائرة زعيم فاغنر السابق يفغيني بريغوجين الصيف الماضي كانت أيضا بمثابة إشارة مخيفة إلى أي معارض لمسار الكرملين الحالي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، منعت سلطات الانتخابات الروسية المرشح الليبرالي المناهض للحرب في أوكرانيا، بوريس ناديجدين، من المشاركة في الاقتراع الرئاسي، بدعوى وجود مخالفات في التواقيع المطلوبة للترشح.
وعلى الرغم من أن فرص ناديجدين ضئيلة من أجل الفوز، ولكن الكرملين لن يتسامح حتى مع أدنى صعود للمعارضة، بحسب الصحيفة.
يقول كولسنيكوف إن "بوتين ظل الآن هو المرشح الوحيد، ولا يمكن لأحد أن يمنعه من الانتصار".
وكانت سلطات السجون الروسية أعلنت الجمعة في بيان مقتضب، أن الناشط المسجون منذ ثلاث سنوات، توفّي في سجن الدائرة القطبية الشمالية، حيث كان يقضي حكما بالسجن لمدة 19 عاما.
وقالت إن الرجل البالغ 47 عاما ويعاني من مشاكل صحية بسبب تسميمه وسجنه، "شعر بوعكة بعد نزهة، وفقد الوعي بشكل شبه فوري".
ولم يدلِ الرئيس الروسي بأي تصريح عن وفاة هذه الشخصية السياسية، قبل شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في 15 و17 مارس وستتيح له تعزيز سلطته، في غياب معارضة أنهكتها عملية القمع، خصوصا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
وعلى الرغم من اعتقالات مساء الجمعة، شارك مئات الروس السبت في تجمعات في مدن عدة لوضع الزهور على نصب تكريم ذكرى المعارضين الذين كانوا ضحايا القمع السياسي خلال الحقبة السوفياتية.
وتحرم وفاة نافالني المعارضة من زعيمها، قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية التي دعا إلى تنظيم تظاهرات في كل أرجاء روسيا خلالها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وفاة نافالنی
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء بريطانيا: مصادرة الأصول الروسية مسألة معقدة
وصف رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر مسألة مصادرة 25 مليار جنيه إسترليني من الأصول الروسية المجمدة في بلاده بأنها "معقدة".
وقال ستارمر في البرلمان البريطاني ردا على سؤال عما إذا كان سيناقش مصادرة الأصول الروسية وتحويلها لأوكرانيا في اجتماع مجموعة السبع المقرر في كندا من 15 إلى 17 يونيو الجاري: "هذا الأمر قيد النظر، لكنه مسألة معقدة. هناك العديد من العوامل المتعارضة التي يجب وزنها بعناية عند اتخاذ هذا القرار. نناقش هذه المسألة مع الحلفاء، لكنني لا أريد التظاهر والادعاء في مجلس العموم بأن هناك إجابة بسيطة على هذا السؤال، لأنه لا توجد إجابة سهلة".
وقد وصفت الخارجية الروسية مرارا تجميد الأصول الروسية في أوروبا بالسرقة، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يستهدف ليس فقط أموال الأفراد بل أيضا الأصول الحكومية الروسية. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو سترد على مصادرة الغرب للأصول الروسية المجمدة. وقال إن روسيا لديها أيضا إمكانية عدم إعادة الأموال التي كانت الدول الغربية تحتفظ بها في روسيا.
بعد بدء العملية الخاصة الروسية في أوكرانيا، قام الاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع بتجميد ما يقرب من نصف الاحتياطيات الأجنبية لروسيا والتي تبلغ نحو 300 مليار يورو.