«شردى» انتصر على الاحتلال وهزمه عادل الغضبان!!
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
قرأت أمس خبراً صادماً أصابنى بالذعر الشديد والأسى والألم، وهو صدور قرار بهدم منزل فارس الكلمة الراحل العظيم مصطفى شردى، أول رئيس تحرير لجريدة «الوفد».
القرار صادر عن محافظة بورسعيد، وقيمة المنزل ليست فى العقار، وإنما فى صاحب العقار الذى تربى ونشأ فيه، وكانت له جولات وصولات ليس فقط فى جريدة «الوفد» التى حاربت الفساد على يد هذا الرجل العظيم، وإنما لأن هذا المنزل التاريخى العريق شهد المعارك الشديدة فى التصدى للعدوان الثلاثى عام 1956، وخلال حرب 1967، وكان بطلها الصحفى الكبير مصطفى شردى- طيب الله ثراه- ورحمه برحمته الواسعة.
أوجه رسالتى إلى اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، الذى يعرف قدر الرجال وتاريخهم الوطنى الكبير.. لا تقدم على هذه الخطوة الخطيرة التى تثير الرأى العام المصرى الذى يعرف قدر مصطفى شردى طوال مشوار حياته منذ الصغر عندما كان طفلاً صغيراً يعمل بالصحافة، وصور العدوان الثلاثى وجمع الكثير والكثير من الصور التى تفضح بشاعة العدوان. وتم تقديمها إلى الصحفى العملاق مصطفى أمين- رحمه الله- الذى قدمها بدوره إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ليطوف بها كل أنحاء العالم، ليكشف فداحة العدوان الثلاثى ويوثق جرائمه البشعة فى حق مصر. البطل الصغير الصحفى بمؤسسة «أخبار اليوم» قام بهذا الدور البطولى، ويعاود مصطفى شردى ذات المشهد فى حرب 1967، وكذلك فعل «شردى» أكثر من ذلك عندما كلفه الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الدين بإصدار صحيفة «الوفد» عام 1984، أسبوعية ثم يومية عام 1987. وظل مصطفى شردى يصدر قذائف يومية فى وجه الفساد والفاسدين من خلال كتيبة شباب هم الآن من يتولون المسئولية من بعده، إضافة إلى محور آخر هو الحرية الديمقراطية وحقوق الإنسان، وظلت «الوفد» على هذا العهد حتى يومنا هذا وستظل أبد الدهر تحمل على عاتقها ضرب أوكار الفساد والعمل من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
رسالتى إلى اللواء «الغضبان» هى أن منزل مصطفى شردى فى بورسعيد الذى شهد كل هذه المواقف الوطنية، لا يستحق الهدم أبداً، بل يجب أن يكون مزاراً لكل خلق الله، وتعريف الأجيال بهذا الرجل العظيم الذى أنبتته هذه المدينة الباسلة، وكل بلاد الدنيا، تكرم مثل هذه الشخصيات وتجعل منازلها رمزاً تحتذى به كل الأجيال حتى تقوم الساعة.. يا سيادة المحافظ أوقف هذا القرار فوراً، لأن تنفيذه يعنى عدم الاعتراف بالدور الوطنى والبطولى لهذا الرجل العملاق الذى تفتخر به مصر والدولة المصرية والمعارضة.. لا يليق أبداً تنفيذ هذا القرار حتى لو كان الأمر من أجل التطوير.. مصطفى شردى رمز وطنى والمكان الذى كان يعيش فيه له دلالات ورموز كثيرة لا يجوز بأى حال من الأحوال إزالتها من على وجه الأرض.
وأضم صوتى إلى صوت زميلى وأخى الإعلامى محمد شردى الذى وجه رسالة إلى المحافظ طالبه فيها بوقف الهدم من أجل مستثمر، فالمستثمرون أنفسهم لو عرفوا قيمة هذا الرجل لتمسكوا بهذا العقار الذى شهد حياة فارس الكلمة مصطفى شردى، وصاحب النضال الوطنى الكبير. وأزيد مطالباً المحافظ بضرورة وقف قرار الهدم، وتعريف المستثمر بقيمة هذا الرجل، خاصة أن المنزل ملكية خاصة وهى مصونة بالدستور والقانون. وأعتقد أن المحافظ لن يرضيه أبداً هدم عقار شهد بطولات لهذا الرجل العظيم رحمه الله، وفى انتظار رد المحافظة فى أسرع وقت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وجدى زين الدين جريدة الوفد محافظ بورسعيد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أخبار اليوم هذا الرجل
إقرأ أيضاً:
الوزارة والعمالة
رمى مبارك الفاضل حجرًا في بركته الآسنة دومًا، ليصيب بعض رزازها الشارع. الرجل طالب البرهان بالإكتفاء بهذا النصر العسكري، ومن ثم التفاوض، ثم عرّج على مهاجمة أولياء نعمته سابقًا (الإسلاميون)، ومن ثم إتهم البرهان بمحاباة الإسلاميين، ليصل في النهاية للسلاح الكيماوي الذي إتهمت به أمريكا السودان. وسبق وأن كتبنا عن الرجل، وبالحرف الواحد طالبناه بالنزول للشارع، حتى يقف على التحولات الكبيرة التي طرأت عليه؛ لأنه مازال في عقلية سبعينيات القرن الماضي. عليه نضع في بريده وصف الشارع له من خلال تلك القصة التاريخية التي تقول: (هناك رجل من بني تميم اسمه شبت بن ربعي، أسلم ثم إرتد مع مسيلمة. ثم أسلم في عهد عمر بن الخطاب، ثم أعان على قتل عثمان بن عفان، ثم أيّد أم المؤمنين عائشة في نزاعها مع الإمام علي، ثم إنضم إلى جيش علي ضد معاوية، ثم تمرد على علي وصار مع الخوارج، ثم وقف مع الحسين وبايعه، ثم كان مع جيش يزيد الذي قتل الحسين ثم تمرد على بني أمية وبايع عبد الله بن الزبير حتى مات). وحياة شبت التميمي تنطبق على الرجل تمامًا. ودائمًا ما تجده ما بين (الوزارة والعمالة). ولنكن صادقين، فإن طريق الوزارة عنده عبر العمالة، أي: ليس هناك خطوط حمراء عنده للوصول للوزارة. فهو بضاعة رخيصة في ركن قصي من شارع السياسة، وخلاصة الأمر نؤكد لهذا الثمانيني الذي لم يقدم في حياته للشعب السوداني إلا تدمير مصنع الشفاء بعمالته للأمريكان، بأن (زمانك فات، وغنايك مات). دع التهافت، قدّم (شِق تمره) واحدة في حياتك لهذا الشعب الذي أكتوى كثيرًا من عمالتك. السودان الآن يخوض معركة الكرامة، ونصره قاب قوسين أو أدنى، والوزارة التي تحلم بها لأبطال الميدان، لا لخونة الأوطان.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٥/٥/٢٧