إنّا لله وأنّا إليه راجعون.. ولا حول ولا قوّة الآّ بالله العلى العظيم. حنتوبيان.. أبناء دفعة واحدة على موعد فى القاهرة للقاء الخالق العظيم
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
الطيب السلاوي
هكذا كانت إرادة الله الغالبة يا اهل السودان فاستعصت الكلمات بل توقفت جملة وتفصيلا. فبالأمس رحل الى رحاب ربه الغفور ابن ودمدنى الباسلة رجل العدالة الحنتوبى المتفرد القاضى "محمد" ابن الشيخ المرحوم "على سِرِبّل"(خال السفير "أُسامه نُقدالله" وأخوانه) وجاءني هذا الصباح نعى النطاسي الفريد..هو دكتور احمد محمود الشناوى" كبير أخصائيي الاشِعّة فى السودان"(رئيس اول داخلية ابولكيلك الحنتوبية".
* أما رفيق دربه وابن دفعته فى حنتوب ..ذلك الصرح الشامخ .. هو النطاسي البارع الدكتور "احمد محمود الشناوى" الذى شرفني بصلة "خؤولته" الكريمة لمجموعة من "الأفذاذ" أبناء وبنات احد اشقائي ( كنت ولا أزال لهم عمّاََ) فضلاََ عن سكناه في دار تلاصق دار الوالد المرحوم (الحيطة بالحيطة),,مع الاسرة الكريمة والإخوة الكرام فى مدينة الصافية شمال الخرطوم بحرى (رد الله غربتها وفكّ اسرها).. هذا فضلاََ عن تدريس شقيقته(والدة أبناء اخى الذين كم يسعدون هم و كم يفخر شخصى الضعيف بصلة العمومة لهم. كما كنت قد شاركت في تدريس احد اشقائه "عثمان" فى الخرطوم الثانوية فى سوابق الازمان. رحمة الله عليك اخى دكتور احمد..سعد بجوارهم والله آل السلاوي..أبناءََ وبنات واصهارا..فقد آل الشناوى فيكم مع كل ساكنى الصافية فضلاََ عن زوار عيادتك منذ أن ادلهمت الخطوب فى الخرطوم وتزايدت على الناس وغادروا البلاد.. ذلك أكيد لم تحتمله انسانيتك النادرة وحبك كل الخير للناس ما فاض به قلبك الكبير هذا فضلاََ عما عرفه عنك رفاقك الكرام ومعلموك الأفذاذ فى حنتوب وما وجدوه فيك وعرفناه فيكم جميعاَََ حزماََ وعزماََ واهتماماََ بكبريات الأمور.. وصفاء سر ونقاء سريرة ونبيل الصفات ما جعلهم يولون الطالب أحمد الشناوى القيادة منذ صباه الباكر. تلك القيادة مع كل اقتدار كان يكمن فى دواخلك مساعدة وإعانة كل محتاج فى مستشفى أو عيادة خاصة.. لم تكن تتوانى عن تقديمها وتيسيرها للناس أجمعين .. كنت الممراح فى غير افراط او تفريط فى واجب. حملت هموم الطب وأسرته فى كل موقع فكانت مكانتك على مر الزمان سامية وعالية. أحاطك الناس.. كل الناس.. بالإجلال والاحترام. كنت موضع ثقتهم و مستودع النبيل من القيَم عندهم العزاء يمتد ويتواصل ويعم كل ارجاء السودان ولن يتوقف حتى يصل الى الابنة ندى والابن طارق فى كندا و عموم آل استاذنا العزيز الراحل احمد ودّاد. وكل من كانت له صلة رحم وقربى نسب بآل الشناوى فى كل مكان.. ولا حول ولا قوّة الآّ بالله العلى العظيم.
eelsalawi@gmail.com
///////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
التهافت على المال
الله عز وجل لما خلق البشرية جعل بينهم الرحمة والمودة والإنسانية واللطف، فلا يمكن أن تستقيم الحياة إذا انتفت الأخلاق السامية والرحمة بين البشر والتعاون فيما بينهم، لابد أن يكون مبدؤنا في عمارة الأرض هو التكاتف وخدمة الناس كل بما أعطاه الله، وأن تكون نظرتنا تشاركية في المغنم والمغرم ، الحياة لن تدوم والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والكتب السماوية قد دلت على ذلك؛ بل وزهدت في الدنيا المؤقتة وأنها طريق إلى الجنة والحياة الأبدية ،
ولما خلق الله الدنيا جعل المال والبنون زينتها، قال الله تعالى {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} المال هو عصب الحياة وهو من أسباب الرفعة في الدنيا ومع تكاثر المعاملات المالية أصبح الناس رأس ماليين الكل يفكر كيف ينمي ثروته سواء بتجارة أو بوظيفة مرموقة وهذا محمود،
ولكن غير المحمود عندما ينتقل حب المال إلى نفوسنا ويقتل الإنسانية والرحمة ويكون هو المحرك الأساس في التعامل والتواصل مع الناس، فلا نتحدث إلا بالمال ولا نعمل إلا لأجل المال ولا نتواصل إلا لأجل المال؛ بل حتى وصل بعضهم إلى بيع دينه ووطنه لأجل المال ،
فعندما يتَشرب قلبه بتلك الأرصدة البنكية قد يصل إلى مرحلة أن يتجرأ على أكل المال الحرام من ربا وتعاملات مشبوهة والكذب والتدليس وأخذ أموال الناس بغير حق والاستيلاء على حقوق اليتيم ويبيع وطنه بترويج المخدرات ، لأن منتهى غايته أن يصل إلى الدراهم والدنانير ويكنزها ولايفكر أنها سوف تغمسه في النار عند وضع الموازين بالقسط ، والبعض قد يكون أخذ المال بالحلال ولكن أصبح قلبه معلقاً بالدراهم وهي المحرك له،
فتمل الجلوس معه فلا يتكلم إلا عن كيفية كسب ذلك المال وماهي الطرق التجارية والأسهم التي ترفع من أرصدته البنكية ومحور تفكيره واهتمامه في الدنيا ، وعندما تنظر ماذا قدم للأخرة تجده محروماً لم يقدم إلا القليل لم يكفل يتيماً ولم يقضِ حاجة مسكين ولم يطعم جائعاً! صدأ قلبه عن الإنفاق فهو يرى أن ذلك ينقص من ماله ، عندما تحدث قضايا مجتمعية وتحتاج إلى من يتبنى الوقوف لحل تلك القضايا ينقسم الناس إلى قسمين قسم يتلذذ بالعمل ويجعل هدفه كيف يكون مساهماً في حل تلك القضية التي أرقت الناس فيقضي ليله ونهاره في التفكير في الحلول المنطقية وبكل احترافية يبتغي بذلك الأجر والمثوبة مع مايتقاضاه من أجور دنيوية إن تيسرت ولكن هدفه الرئيس هو قضاء حوائج الناس ،
وقسم آخر يفكر بماسيجنيه من تلك الأعمال فهمه كم سوف أحصل عليه من حفنة مال؟ ولا يعمل إلا إذا أخذ ويعطي بقدر ما أخذ لا تهمه تلك القضية حلت أم لا فمنتهى مراده كم ارتفع الرصيد البنكي فهؤلاء المساكين لم يذوقوا طعم الحياة الحقيقية فقد أعمى الله أبصارهم عن فعل الخير ، إن أعمال الخير إذا خالطها حب المال والتعلق به فسدت النية ،
فلا نجعل المال هو منتهى علاقاتنا وإنسانيتنا فنتقاطع ونتدابر ونتباغض فكم من أخ فارق أخاه لأجل حفنة مال وكم من زوج فارق زوجته لأجل الاختلاف على المال وكم من صديق فارق صديقه ودخلوا المحاكم لأجل المال وكم من أولاد اختلفوا مع والدهم لأجل المال وكم من أسر تقاطعت لأجل الميراث من الأموال وكم وكم أمثلة لاتعد ولاتحصى وهذه الفتنة التي تصدأ منها القلوب عظم رسول الله ﷺ شأنها، فقال:( إن لكل أمة فتنة وإن فتنة أمتي المال)،
ولذلك كان ﷺلا يخشى على أصحابه الفقر،( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )،
وفي الختام تأمل قصة قارون عندما رزقه الله سعة وكثرة من المال والرزق الوفير حتى فاضت خزائنه وكانت مفاتيحها يحملها المجموعة من الأشداء فطغى وبغى وتجبر على قومه وربما حرمهم من حقوقهم في ذلك المال ونصحه قومه بتمتع بالمال في الدنيا ولاينس الآخرة فإنها خير وأبقى ولكن غرته تلك النعمة فلم يستجب ونسبها إلى نفسه وعلمه ولم يسمع لنداء قومه وافتتن الناس به وتمنوا مكانه فعاقبه الله وخسف به و بداره الأرض فهي سنة كونية لاتبديل لخلق الله فمن طغى وتجبر في الأرض على عباد الله فلن يتركه الله سدى، اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين .