يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ 137 على التوالي، عملياته العسكرية في مدينة خان يونس ورفح جنوبي قطاع غزة، استمرارًا فى ممارسة كافة الانتهاكات والجرائم التى نص عليها القانون الدولي والإنساني، ومخالفة كافة الأعراف والمواثيق الدولية.

اللواء محمد الغباشي

من جانبه قال اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، إن الإصرار من الجانب الإسرائيلي على قصف رفح الفلسطينية أمر طبيعي لأنهم لم يحققوا أي نجاح في الأعمال العسكرية التي تمت خلال الـ 136 يوم الماضية، موضحًا أنه لإسرائيل 3 أهداف وهم القضاء على حماس، تحرير الرهائن، وإنهاء القضية الفلسطينية، وجميعهم لم يتحققوا، وبالتالي استمرار القصف لتحقيق أي هدف من الأهداف المعلنة والتي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية وجيش الاحتلال في بداية العمليات العسكرية.

وأضاف "الغباشي" في تصريح خاص لـ "الفجر"، قائلًا: مثلما أحدث جيش الاحتلال قصف وتدمير وإبادة في الشمال، وخاصة في مخيم جنين في مدينة جباليا، وفي خان يونس واستمرار العمليات العسكرية فيها حتى الآن، وارتكاب أعمال الإبادة والتدمير التي لم تحدث من قبل في التاريخ، لافتًا إلى أن الخوف من الاجتياح البري، موضحًا أن منطقة رفح بها ما يقرب من مليون و400 ألف نازح، وبالتالي الاجتياح البري سوف يسبب كارثة.

وتابع: هذا ما تحذر منه مصر وكافة الدول، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن حدوث الاجتياح البري ستكون نتائجة وخيمة وكوارث غير محدودة، ولم يبقى أمام النازحين الفلسطينيين سوى الدخول إلى معبر رفح وشيماء وهذا ما ترفضه مصر.

وأكد اللواء محمد الغباشي، أن كل ما يحدث من انتهاكات من الجانب الإسرائيلي هو مخالف للقوانين والأعراف الدولية، ولكن ما يخص الاتفاقية مع مصر هي المنطقة الخاصة بـ "محور صلاح الدين"، موضحًا أن في حال الاجتياح والوصول إلى محور صلاح الدين، فهذا مخالف لبنود الاتفاقية وهو ما سيتسبب في مشكلة مع الدولة المصرية وستكون نتائجة خطيرة، لافتًا إلى أن وزير الخارجية المصري أعلن أنه في حال حدوث أي إجراء من شأنه الإضرار بالأمن القومي المصري حينها سوف تعتبر مصر إلغاء الاتفاقية، وهذا يعني أنه من الممكن حدوث أعمال عسكرية بين مصر وإسرائيل.

وأشار إلى أن إسرائيل غير قادرة على المجازفة بأعمال عسكرية صريحة ضد الدولة المصرية، مشيرًا إلى أن الجيش المصري قوي وقادر على التعامل معهم.

الدكتورة نادية حلمي

وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة نادية حلمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بني سويف، إن مصر أعربت عن قلقها من تدفق مئات الآلاف من المدنيين الفارين من الإعتداءات الإسرائيلية المستمرة على مدينة رفح، وهو ما يهدد الوضع الأمني في مصر.

كما عبرت عن إستياءها من إستمرار القصف الإسرائيلى لمدينة رفح الفلسطينية، بالنظر لعدم وجود أى تنسيق أمني بين مصر وإسرائيل بشأن العمليات العسكرية الدائرة حاليًا فى قطاع غزة، وتحديدًا فى محور فيلادلفيا أو فى المناطق الموجودة على الشريط الحدودي بين مصر وإسرائيل والمشار إليها فى الملاحق الأمنية لإتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل بالمنطقة "د".

وأوضحت "حلمي" في تصريح خاص لـ "الفجر"، أن سلطات الإحتلال الإسرائيلي أقرت لخطة عسكرية لإقتحام مدينة رفح الفلسطينية، بهدف القضاء على 4 كتائب تابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بذريعة أنها تتخذ من رفح مقرًا لها، وفقًا لتأكيدات رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" شخصيًا.

وتابعت، وعلى الجانب الآخر، فقد ظهرت العديد من الخلافات بين مصر وإسرائيل بسبب القصف الإسرائيلي المستمر لرفح، مع تزايد الضغوط والتصريحات الإسرائيلية، خلال الفترة الأخيرة، والصادرة من عدد من المسؤولين الإسرائيليين، بشأن العملية العسكرية فى رفح الفلسطينية، مع التلويح بسيطرة عسكرية إسرائيلية محتملة على محور فيلادلفيا الحدودي، وتوجيه الجانب الإسرائيلى لعدة إتهامات غير حقيقية لمصر، مشيرة إلى أن مصر دحضت هذه الإتهامات مؤكدة قدرتها على ضبط حدودها بشكل كامل، نافية وجود أنفاق، أو تهريب أسلحة ومتفجرات ومكوناتها، من الأراضى المصرية إلى قطاع غزة.

ولفتت الدكتورة نادية حلمي، إلى أن مصر حذرت مما وصفته بسعي إسرائيل لخلق شرعية لإحتلال ممر فيلادلفيا الحدودي فى قطاع غزة، معتبرة أنه سيؤدى إلى تهديد خطير وجدى للعلاقات المشتركة، مشيرة إلى أن مصر احتجت على العديد من التصريحات الصادرة من قبل الحكومة الإسرائيلية بشأن إعتزام القوات الإسرائيلية شن عملية عسكرية فى مدينة رفح جنوب غزة، بسبب ما سيتمخض عنه من عواقب وخيمة فى حال إقدام الجانب الإسرائيلي على مثل هذا الإجراء.

وأردفت قائلة: ومن المتوقع أن تستضيف مصر عدة مباحثات، بحضور مدير المخابرات المركزية الأمريكية "ويليام بيرنز"، وبمشاركة وفد أمني إسرائيلي لبحث الخطط الإسرائيلية للإجتياح المحتمل لرفح، ومستجدات مباحثات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والسجناء بين إسرائيل وحركة حماس، مستطردة: بات يدرك الجميع، بأن الهدف الأساس لعملية رفح المرتقبة هو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء.  

وأوضحت أستاذ العلوم السياسية، أنه يحظر على إسرائيل القيام بأى تغييرات جغرافية وديمغرافية للأراضي التى تحتلها، ويحظر عليها إقامة أى مناطق عازلة تنوي القيام بها سواء فى شمال قطاع غزة، أو محور فيلادلفيا، كما أن إقامة هذه المناطق العازلة يتناقض مع اتفاقية السلام، مع الوضع فى الإعتبار، بأن مجرد قيام إسرائيل بنشر مكثف لقواتها العسكرية على الحدود الدولية مع مصر، حتى ومن دون وقوع أي إشتباكات أو عمليات عسكرية يعد خرقًا لبنود إتفاقية السلام وملاحقها الأمنية بإعتباره عملًا عدائيًا يهدد الأمن القومى لمصر.

وأشارت إلى أن إتفاقية السلام الموقعة بين الطرفين المصري والإسرائيلي تحظر على أي طرف منهما التحرك فى مناطق حدودية دون موافقة الطرف الآخر، كما أنها بالمقابل تعطي إسرائيل نفس الحق عند تحريك مصر لقواتها فى المناطق الحدودية فى سيناء، وهو ما يعني خرق إسرائيل لبنود إتفاقها مع مصر بموجب إتفاقية السلام الموقعة بينهما عام 1979.

وبشأن أبرز أدوات الضغط المصري على إسرائيل فى الوقت الحالي، أوضحت قائلة: نجد أن مصر لديها العديد من أوراق الضغط لمنع إسرائيل من القيام بعملية عسكرية في رفح، وعلى رأسها التلويح بسحب السفير المصري من تل أبيب، وإعلان توقف مصر عن جهود الوساطة لإبرام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، فضلًا عن التلويح المصري بإمكانية تجميد عدد من الإتفاقيات فيما يتعلق بالتعاون الإقتصادي.

واختتمت الدكتورة نادية حلمي، قائلة يمكن لمصر توجيه رسالة للمجتمع الدولى، بأن إسرائيل قد خالفت إتفاقية السلام مع مصر، وأن القاهرة في حِل منها بسبب نقد إسرائيل لها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الهجوم على رفح الفلسطينية رفح الفلسطينية الاحتلال الاسرائيلي قصف رفح قطاع غزة مدينة خان يونس بین مصر وإسرائیل رفح الفلسطینیة إتفاقیة السلام مدینة رفح قطاع غزة مع مصر أن مصر إلى أن

إقرأ أيضاً:

استعدادا للانتقام من إسرائيل.. خامنئي يجري تغييرات عسكرية في إيران

في أول رد مؤسسي على الهجوم الإسرائيلي الواسع الذي استهدف عشرات المواقع داخل إيران فجر الجمعة، أجرى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، سلسلة من التعيينات في قمة الهرم العسكري الإيراني، شملت أبرز المناصب في القوات المسلحة والحرس الثوري ومقر العمليات الطارئة.

وبحسب ما نقلته القنوات الرسمية الإيرانية، أصدر خامنئي ثلاثة قرارات بتعيينات جديدة، جاءت على النحو التالي:

تعيين اللواء عبد الرحيم موسوي رئيساً لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.تعيين اللواء محمد باكبور قائداً عاماً للحرس الثوري الإيراني، خلفاً للواء حسين سلامي الذي أكدت تقارير إسرائيلية مقتله في الهجوم فجر اليوم. ويعرف باكبور بخبرته في قيادة القوات البرية والعمليات غير التقليدية.تعيين اللواء علي شادماني قائداً لمقر "خاتم الأنبياء" التابع للأركان العامة، وهو المقر الأعلى المعني بإدارة العمليات الطارئة والتنسيق العسكري في أوقات الأزمات.

وتأتي هذه التغييرات في وقت بالغ الحساسية، إذ شهدت إيران فجر الجمعة ما وصفته مصادر رسمية بأنه "أوسع هجوم جوي منذ الحرب العراقية الإيرانية"، حيث شنت إسرائيل ضربات جوية استهدفت أكثر من 100 موقع عسكري ونووي داخل البلاد، أبرزها منشأة نطنز ومراكز قيادة الحرس الثوري، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة والعلماء النوويين، وفق بيانات إسرائيلية وإيرانية متقاطعة.

ويرى مراقبون أن التعيينات الجديدة تعكس توجهاً إيرانياً للرد على الهجوم من موقع قوة، وحرصاً على إعادة ضبط عقارب القيادة العسكرية لضمان الجاهزية القصوى لأي تصعيد محتمل في الأيام المقبلة.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من القيادة الجديدة، بينما تتواصل الاستعدادات العسكرية الإيرانية في ظل توتر إقليمي غير مسبوق ينذر بمزيد من التصعيد.

طباعة شارك خامنئي إسرائيل إيران

مقالات مشابهة

  • الوعد الصادق سلسلة عمليات عسكرية شنتها إيران ضد إسرائيل
  • لماذا يصعب على الاحتلال تدمير مفاعلات إيران النووية؟
  • هل القهوة ترفع الضغط؟ خبراء يوضحون الحقيقة الكاملة
  • التلفزيون الإيراني: 4 مواقع عسكرية يستهدفها الجيش الإيراني في إسرائيل
  • لماذا عادت أميركا إلى الاستعراضات العسكرية بعد أكثر من 30 عاما؟
  • استعدادا للانتقام من إسرائيل.. خامنئي يجري تغييرات عسكرية في إيران
  • إسرائيل تشن هجوما واسعا على منشآت عسكرية ونووية إيرانية
  • إسرائيل تشن هجوماً واسعاً على منشآت عسكرية ونووية إيرانية
  • لماذا الغدير؟
  • إسرائيل تشن عملية عسكرية في سوريا وتعتقل فلسطينيين