الذكرى الثانية لحرب أوكرانيا.. شولتس يدعو إلى تعزيز الجهود من أجل امتلاك دفاع فعال
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
المناطق_د ب أ
بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لحرب روسيا على أوكرانيا، دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى بذل جهود أكبر في ألمانيا وأوروبا من أجل امتلاك دفاع فعال.
وفي رسالته الأسبوعية عبر الفيديو، قال شولتس، إن روسيا “تدهس بأقدامها كل يوم” المبدأ الخاص بعدم تغيير الحدود بالقوة، وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي، أن روسيا “بذلك لا تهاجم أوكرانيا وحسب بل إنها تدمر نظام السلام في أوروبا”.
واستطرد شولتس، أن هذا هو السبب في دعم أوكرانيا “في دفاعها عن نفسها، طالما كان هذا ضروريا. ونحن، ألمانيا وأوروبا، نبذل المزيد ولا يزال يجب علينا أن نبذل المزيد حتى نتمكن من الدفاع عن أنفسنا بشكل فعال”.
وقال إن كلمات مثل “الردع وجاهزية الدفاع، هي كلمات غير مألوفة للبعض عندما تخرج من فم المستشار الاتحادي”.
وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الكلمات تعبر عن مهمة هامة، وهي: “أننا يجب أن نكون مع حلفائنا أقويا بدرجة لا يجرؤ معها أحد على مهاجمتنا. بهذه الطريقة سنعمل على ضمان أمننا. وبهذه الطريقة سندافع عن السلام في أوروبا” مؤكدا أن أفضل ضمان لذلك هو حلف شمال الأطلسي (ناتو) – “على جانبي الأطلسي على حد سواء”، وقال إن ألمانيا تعزز جيشها ودفاع أوروبا “هذا هو إسهامنا داخل ناتو قوي.”
وواصل شولتس حديثه قائلا: “ليس سرا أن الجيش الألماني تعرض للإهمال على مدى سنوات عديدة. وقد انتهى هذا مع التحول الزمني (عبارة أطلقها شولتس بعد اندلاع حرب أوكرانيا ويقصد بها تغيير السياسة الدفاعية لألمانيا)” وذلك في إشارة إلى الاستثمارات المعززة التي تم تخصيصها للجيش الألماني غزو روسيا لأوكرانيا. وأضاف شولتس أن ألمانيا تستثمر هذا العام للمرة الأولى منذ عقود 2% من إجمالي ناتجها المحلي في الدفاع، وهذا هو الهدف الذي حدده الناتو لدوله الأعضاء. وأردف شولتس: “وسيظل الأمر كذلك في السنوات والعقود القادمة”.
وشدد على أهمية التعاون مع الشركاء الأوروبيين لبناء صناعة دفاعية فعالة في ألمانيا وأوروبا، وقال:” يجب أن تتواصل عمليات التصنيع بشكل مستمر لأهم أنظمة الأسلحة وخاصة الذخيرة. عندما نجمع طلبياتنا كأوروبيين، سننجح في ذلك.”
وفي نهاية الرسالة، قال شولتس: “كل هذا يتطلب منا بعض الأمور ومنها أمور مالية أيضا. لكن هناك أمر واحد شديد الوضوح ألا وهو أنه بدون أمن، فإن أي شيء آخر في حكم العدم” مشيرا إلى أنه لن تكون هناك حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق للإنسان. ورأى أن ألمانيا تسير في الطريق الصحيح، وقال:” نحن ندافع عن أمننا – بحزم وبتوازن.”
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
إقرأ أيضاً:
ألمانيا وحلفاؤها يطلقون يد أوكرانيا في ضرب العمق الروسي.. ماذا بعد؟
أعلنت ألمانيا رفع القيود عن مدى الأسلحة التي تقدمها لكييف، إلى جانب خطوة متزامنة من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، ما يفتح الباب أمام أوكرانيا لاستهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية، في ما وصفته موسكو بـ"القرار الخطير" الذي سيقوّض فرص السلام.
المستشار الألماني فريدريش ميرز، الذي تولى منصبه قبل أقل من ثلاثة أسابيع، أكد هذا التحول خلال مؤتمر "منتدى أوروبا"، قائلًا: "لم تعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة... باستثناءات قليلة جدًا، تستطيع أوكرانيا الآن الدفاع عن نفسها بضرب أهداف عسكرية على الأراضي الروسية".
ووفق تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن هذه الخطوة تأتي بعد أكبر هجوم روسي بالطائرات المسيّرة على أوكرانيا منذ اندلاع الحرب، وتؤذن بمرحلة جديدة من التصعيد، حيث أن تزويد كييف بما يُعرف بـ"النيران بعيدة المدى"، بحسب ميرز، يُحدث "الفارق الحاسم بين قيادة روسيا المعتدية وقيادة أوكرانيا المدافعة".
الكرملين، من جهته، سارع إلى التحذير، حيث وصف المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، القرار بأنه "يتعارض تمامًا مع تطلعات التوصل إلى تسوية سياسية"، مشيرًا إلى أن مثل هذه الخطوات تنذر بتوسيع الحرب لا إنهائها.
ويُنتظر أن يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العاصمة الألمانية هذا الأسبوع، وسط توقعات بأن تعلن برلين خلال الزيارة دعمًا إضافيًا قد يشمل صواريخ "توروس" البعيدة المدى، وهو السلاح الذي رفض المستشار السابق شولتز تسليمه رغم الضغوط الغربية.
ميرز، المعروف سابقًا بموقفه المؤيد لتسليم هذا النوع من الصواريخ، يتبنى الآن نهج "الغموض الاستراتيجي"، معتبرًا أن الإفصاح المسبق عن نوايا ألمانيا يمنح موسكو أفضلية استخبارية، ويُضعف فعالية الدعم العسكري لكييف.
التغيير في الموقف الألماني يعكس تحوّلًا أوسع في المزاج الأوروبي، خصوصًا بعد تأخر الدعم الأمريكي لفترات طويلة وتصاعد الهجمات الروسية على المدن والبنى التحتية الأوكرانية. لكن محللين يحذرون من أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام ردود فعل غير محسوبة من الكرملين، لا سيما في ظل التهديدات الروسية السابقة باعتبار استخدام أسلحة غربية بعيدة المدى "دليلًا على الانخراط المباشر في الحرب".
هذا التحول يُعيد رسم خريطة الدعم الغربي لكييف، ويضع أوروبا في قلب المعادلة العسكرية، ليس فقط كمزوّد للسلاح، بل كمشارك فعلي في تغيير قواعد الاشتباك على حدود روسيا.
وفي انتظار زيارة زيلينسكي وبرنامج التسليح الجديد الذي قد يُعلَن عنها، تبقى الأنظار على الكرملين: هل يتجه نحو التصعيد... أم يُجبر على مراجعة حساباته الاستراتيجية؟
ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.