القيل والقال فى فوائد الابتذال
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
لا تتعجب، فإن للابتذال فوائد جمة يمكن استثمارها بشكل إيجابى، هذا لو أردنا تطوير المجتمع والنهوض به إلى الأمام، ومن ثم التحرر من أسر هذا الابتذال وسحقه.
قبل أن أشرح فكرتى، أود تحرير كلمة أولية عن مفهوم الابتذال الذى أعنيه هنا، وهو الابتذال فى الفنون والآداب تحديدًا، ذلك أن هذا الابتذال حين ينتشر ويروج، فإنه سينعكس بشكل سلبى على سلوك الناس وأفكارهم ورؤاهم للحياة والمجتمع.
تخيل معى، على سبيل المثال، أغنية مبتذلة تغنى بها أحدهم، فوجدت من يروج لها على مواقع التواصل الاجتماعى وفى قنوات يوتيوب، حتى غدت تسطو على آذان غالبية الناس وتدغدغ مشاعرهم الأولية. إننا بذلك نسمح للذوق أن يفسد وللمشاعر الراقية أن تحتجب. فما العمل إذن؟
لا ريب فى أن شيوع الكلمات المبتذلة والموسيقى البدائية التى تخاطب الغرائز الأولية المباشرة يرتبطان بمدى المستوى الثقافى العام الذى يسود هذا المجتمع أو ذاك، فإذا نجح عمل «إبداعى» مبتذل فى فرض نفسه على الناس، فاعلم أن هذا المجتمع يعانى خللاً فى المعدل السوى لذائقته، وأن عليه أن يعكف على مواجهة الابتذال بكل ما أوتى من قوة وحكمة وحصافة.
الأمر نفسه يتكرر فى عالم الأدب، فكم راجت روايات ودواوين شعرية قليلة القيمة محدودة الجمال، لكن براعة التسويق والمستوى المتدنى للذائقة وشحوب المزاج الراقى... كل ذلك أسهم فى تصدير هذه الأعمال المبتذلة بوصفها «الأفضل والأجمل والأكمل والأهم».
فى جعبتى مثال قديم أراه مناسبًا، وهو: فى فيلم (دليلة) للمخرج محمد كريم، والذى عرض فى 15 أكتوبر 1956، يضطر البطل الفقير عبدالحليم حافظ أن يغنى فى ملهى ليلى أغنية «مبتذلة» حتى يستطيع أن يجد قوت يومه. كلمات الأغنية تقول (الحق عليه ويخاصمنى، وأصالحه ما يرضى يكلمني/ أعمله إيه ها يجنني/ الحق عليه... عليه... عليه).
بمقاييس الجمال الفنى الراقى لعام 1956 كانت هذه الكلمات ذات الإيقاعات الموسيقية الصاخبة الرتيبة تعد من الأعمال المبتذلة، ومع ذلك، فإن رواد الملهى تفاعلوا وهللوا وصفقوا لما تغنى به حليم.
لكن، إذا أكملنا مشاهدة الفيلم وأنصتنا إلى ما يشدو به عبدالحليم من أغنيات راقية المعنى والمبنى فى الفيلم نفسه، سنكتشف كم أن المعايير السامية فى الفن هى التى انتصرت، فقد قدم لنا الفنان القدير بحق أغنيات بديعة مثل: (كان فيه زمان قلبين/ حبيب حياتي/ حرام يا نار/ اللى انشغلت عليه) وغيرها.
هكذا إذن، كلما حاول الابتذال أن يسطو على وجدان الناس وعقولهم، تصدى له الفن الراقى والأدب الرفيع، حتى يزيحوه من المشهد الإبداعى.
لكن علينا الإدراك أن إزاحة الابتذال فى حاجة إلى إرادة وهمة وإصرار وأموال وقناعة من قبل من بيدهم الأمر، حتى يوفروا للإبداعات الراقية ما هى فى حاجة إليه من حضور وانتشار: فى المدرسة... فى أجهزة الإعلام... فى المؤسسات الثقافية... فى تكريم المبدعين... فى تشجيع المواهب الشابة.
هل عرفت الآن أن للابتذال فوائد؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ناصر عراق تطوير المجتمع سلوك الناس
إقرأ أيضاً:
عشبة الخلود.. السر الطبيعي لمكافحة الشيخوخة وتعزيز الصحة
في عالم يسعى فيه الجميع للحفاظ على شبابهم وصحتهم، تبرز عشبة “الخلود” أو الجياوجولان كحل طبيعي يحمل في طياته فوائد صحية مذهلة تفوق ما تقدمه العديد من الأعشاب المعروفة، حيث تنمو هذه العشبة الفريدة في غابات وجبال آسيا، وتعتبر بمثابة معجزة طبيعية تساهم في تحسين الطاقة، وتعزيز المناعة، وتخفيف آثار الشيخوخ، مع قدرتها العالية على مقاومة الأمراض وتنشيط الجسم، أصبحت الجياوجولان محط أنظار الباحثين وأطباء الطب البديل، الذين يصفونها بقدرتها على إعادة الحيوية للجسم وتحقيق التوازن الداخلي.
ووفق تقرير نشرته صحيفة New York Post، الجياوجولان، أو كما تُعرف علمياً بـGynostemma pentaphyllum، تتمتع بتركيزات عالية من مضادات الأكسدة التي تفوق بكثير تلك الموجودة في الشاي الأخضر، وهو ما يضعها في صدارة قائمة النباتات الطبية المتخصصة في تعزيز الصحة والطاقة. تتنوع فوائد هذه العشبة بين تحسين استجابة الأنسولين، تعزيز الأداء العقلي، وتنشيط الدورة الدموية، ما يجعلها واحدة من أبرز العناصر في الطب البديل، ورغم ما تحمله من فوائد استثنائية، يشير الخبراء إلى أهمية استشارة الطبيب قبل دمج الجياوجولان في النظام الغذائي، خاصة لأولئك الذين يتناولون أدوية مزمنة.
ويؤكد الدكتور مايكل عزيز، طبيب باطني وأخصائي الطب التجديدي في نيويورك، أن هذه العشبة تتميز بتركيز عالٍ من مضادات الأكسدة يفوق ما في الشاي الأخضر بثماني مرات، ويوصي باستهلاك نحو 900 ملليغرام يومياً من الجياوجولان أو تناولها كشاي، بنقع أوراقها المجففة في الماء الساخن. ويصف طعمها بأنه “مرّ مع حلاوة خفيفة”، بينما يراها آخرون ذات طابع “ترابي”.
وأضاف: “تحتوي الجياوجولان على مركبات الجيبينوسيدات، وهي نوع من الصابونين النباتي يشبه الجينسنوسيدات في الجينسنغ، وتشير الدراسات إلى أن هذه المركبات تساهم في تحفيز إنزيم AMPK الذي يلعب دوراً مركزياً في توازن الطاقة داخل خلايا الجسم، كما يساعد في تحسين استجابة الأنسولين وخفض ضغط الدم وتعزيز أداء الميتوكوندريا”.
وبحسب تقرير صادر عن دورية Financial Foods في يناير، فإن العشبة تُستخدم تقليدياً في الطب الشعبي لتطهير الجسم من “الحرارة والسموم”، وتُعد مفيدة في حالات مثل التهاب الكبد الفيروسي، والتهاب المعدة، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، كما وُصفت بأنها تدعم صحة الكبد، وتنشط الدم، وتساعد في السيطرة على الدهون وارتفاع الضغط، بل وتخفف من الأرق والصداع.
ورغم فوائدها، يُحذر الخبراء من بعض الآثار الجانبية المحتملة للجياوجولان مثل الغثيان أو الإسهال، وأحياناً نادرة القيء أو الدوار. ويُنصح المرضى، خصوصاً من يتناولون أدوية مزمنة مثل أدوية السكري، باستشارة الطبيب قبل إدخال العشبة إلى نظامهم الغذائي، إذ يمكن أن تتفاعل مع الأدوية وتؤثر على مستويات السكر في الدم.
يذكر أن عشبة الخلود، المعروفة أيضًا باسم “الجنكة بيلوبا” أو “الجنكة”، هي نبات طبي ينتمي إلى عائلة الجنكية، ويُعتبر من أقدم الأشجار على وجه الأرض. يُعتقد أن هذه العشبة تمتلك خصائص علاجية تعود إلى أكثر من 5000 سنة، حيث كانت تستخدم في الطب التقليدي الصيني لتحسين الذاكرة وتعزيز الدورة الدموية، وتعتبر عشبة الخلود غنية بمضادات الأكسدة وتحتوي على مكونات مفيدة مثل الفلافونويدات والتربينويدات، ما يجعلها ذات فوائد صحية عديدة، مثل تعزيز الذاكرة والقدرة العقلية، ودعم صحة القلب، وتحسين تدفق الدم.