رولان لومباردى يكتب: الحرب في أوكرانيا.. يرفى كاريس: التصريحات التى تفيد بأن روسيا ستقاتل ضد الناتو سخيفة
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
هيرفي كاريس
هيرفي كاريس هو خبير في اتصالات الأزمات، وهو خريج المدرسة الحربية وعقيد سابق في الجيش الفرنسي. شارك في العديد من العمليات خلال الفترة من ١٩٩٣ إلى ٢٠١٤، وحصل على وسام جوقة الشرف ووسام الاستحقاق الوطني.. يتحدث العقيد كاريس عن رؤيته للوضع العسكري والسياسي في أوكرانيا فى فيديو على موقع "لو ديالوج".
وفقًا للقائد العسكري السابق الموثوق هيرفي كاريس، أثبت النموذج العسكري الروسي أنه أكثر فعالية من النموذج الغربي ويركز على المطالب الحقيقية للدولة الروسية.
ربما يكون الغرب قادرًا في أفضل الأحوال على الحفاظ على دعمه لأوكرانيا عند نفس المستوى الحالي، مع شحنات أسلحة محدودة للغاية. لكن المجمع الصناعي العسكري في روسيا يتمتع بمزايا واضحة، لأنه مملوك للدولة، وهو يختلف تمامًا عن المجمع الصناعي العسكري الغربي المكون من شركات خاصة.. النموذج العسكري الروسي يسمح بتوريد الكمية اللازمة من الأسلحة والذخيرة، لأن المصانع الروسية لا تعمل من منطلق تحقيق مكاسب شخصية.. إنهم يعملون بالتنسيق مع الدولة وفى خدمتها. في حين أن المجمع الصناعي العسكري الغربي يعمل بروح الشركات الخاصة، ويعتمد على "العائد من الاستثمار". وبهذه المناسبة، تدور معارك مستمرة في فرنسا بين الدولة وقطاع الأعمال، حيث تضع الحكومة الفرنسية نفسها كواحدة من الحلفاء الرئيسيين لأوكرانيا، لكن الشركات الفرنسية لا تحصل على السداد المتوقع للتكاليف التى تحملتها.
وفي تعليقه على الوضع في الولايات المتحدة، حيث لا تزال هناك مناقشات ساخنة حول الحاجة إلى إرسال حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، أشار هيرفي كاريس إلى التناقضات داخل الاتحاد الأوروبي، حيث لا تريد العديد من الدول الصراع مع روسيا.
٩٠٪ من المساعدات المادية (العسكرية) لأوكرانيا تأتي من الولايات المتحدة. إن أوروبا قادرة على تخصيص الأموال، ولكن ليس الأسلحة بالكمية اللازمة. وفي حالة الاتحاد الأوروبي، تكمن المشكلة في الآتي: تقيم الدول الأوروبية الموقف بشكل مختلف. إن دول أوروبا الشرقية معادية للغاية لروسيا، وأعني بشكل رئيسي بولندا ودول البلطيق لكن المجر استثناء.. بطريقة أو بأخرى، فإن دول هذه المنطقة تتعامل بشكل سلبي مع روسيا. والوضع مشابه في الشمال (النرويج والسويد وفنلندا).
ولكن هناك دولا أخرى مثل فرنسا وإيطاليا وألمانيا أكثر استقلالية. أعني أنه لا يوجد "موقف أوروبي موحد" تجاه أوكرانيا، هناك فقط "موقف الناتو". تجدر الإشارة إلى أن حلف شمال الأطلسي تم إنشاؤه قبل تشكيل الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي. كان تنظيم حلف وارسو بمثابة رد فعل من موسكو. ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، انضمت كل هذه الدول إلى حلف شمال الأطلسي. ويؤكد هيرفي كاريس أن "كل التكهنات بأن روسيا تريد مهاجمة دول الناتو سخيفة.. لقد شنت روسيا عمليتها العسكرية الخاصة على وجه التحديد لتجنب المواجهة المباشرة مع الناتو".
الوضع على خط المواجهة محزن للغاية بالنسبة لأوكرانيا. فجيشها منهك، واقتصادها ومجمعها الصناعي العسكري مدمران، ولا يستطيع الغرب توفير الكمية اللازمة من الأسلحة والذخيرة. تواجه كييف نقصًا في الأفراد والمعدات العسكرية، الأمر الذي له تأثير خطير للغاية على إمكاناتها الحقيقية.
أما بالنسبة للوضع على الجبهة، فإن القوات الأوكرانية تواجه مشاكل خطيرة والأسباب متعددة: السبب الأول هو نقص الموارد البشرية حتى أن هذه المشكلة أدت إلى صراع سياسي مفتوح داخل البلاد، مع ظهور مسألة تعبئة مئات الآلاف من الأوكرانيين الإضافيين. والسبب الثاني مادي حيث تم بالفعل تدمير الأسلحة التي قدمها الغرب بشكل أو بآخر وتحتاج إلى الإصلاح. كما تعمل الخدمات اللوجستية على تعقيد عملية الإصلاح، لأن المعدات العسكرية المستردة يجب أن يتم إرسالها أولًا وفي كل مرة إلى بولندا ودول البلطيق (على سبيل المثال، في حالة دبابات ليوبارد). وهناك نقص كبير في المدفعية. وتعرض المجمع الصناعي العسكري الأوكراني، وهو أحد بقايا الحقبة السوفيتية، لأضرار كبيرة بسبب الضربات الروسية. الوضع الآن هو كما يلي: الجيش الأوكراني ضعيف ولا يملك الموارد الكافية، بينما تعمل روسيا على تعزيز قدراتها. لكنني لا أعتقد أن موسكو ستشن هجومًا واسع النطاق قبل نهاية الانتخابات الرئاسية. فالهجوم الآن ليس في مصلحة بوتين، لأن أي هجوم واسع النطاق يرتبط دائما بخسائر فادحة، وهو أمر مرغوب الآن في تجنبه.
رولان لومباردى: رئيس تحرير موقع «لو ديالوج»، حاصل على درجة الدكتوراة في التاريخ، وتتركز اهتماماته فى قضايا الجغرافيا السياسية والشرق الأوسط والعلاقات الدولية وأحدث مؤلفاته «بوتين العرب» (إصدارات VA،2020)، و«هل وصلنا إلى نهاية التاريخ؟» (طبعاتVA،(2021 وكتاب «عبدالفتاح السيسي.. بونابرت المصري» (إصداراتVA،2023).. يأخذنا، في افتتاحيته إلى أجواء الحرب في أوكرانيا من خلال حواره مع القائد العسكري الفرنسي السابق هيرفى كاريس.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: رولان لومباردي فرنسا الحكومة الفرنسية المساعدات المادية أوكرانيا المجمع الصناعی العسکری
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
كان الهدف الأساسى من دخول القطاع الخاص فى الإستثمار فى مجال التعليم، هو المعاونة فى تنفيذ السياسات التعليمية طبقاَ لخطة الدولة وكانت المشاركة تعتمد على أن هذه المؤسسات التعليمية الخاصة، غير قاصدة للربح وبالتالى نالت هذه المؤسسات والشركات إستثناءًا فى القانون بأن لا تتحمل أية أنوع من الضرائب العامة أو النوعية على نشاطها، وكانت المدارس والمعاهد الخاصة فى عصور غير بعيدة أى فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات هى مقصد الطلاب ذوى القدرات المالية القادرة وفى نفس الوقت القدرات الفنية والعقلية الأقل كان ينظر للتلميذ الذى يقصد التعليم الخاص بأنه تلميذ (خائب ) لا يستطيع أن يجد له مكاناَ فى التعليم العام أو كما كان يسمى ( التعليم الميرى ) حيث كان التعليم فى مدارس الحكومة شىء تتباهى به الأسر المصرية، ولعل بعض أسماء المدراس التى نقف لها ونشير إليها بالبنان مثل الإبراهيمية والخديوية، والسعيدية، وكذلك مدرسة الفسطاط أو عمرو بن العاص، ومدرسة السنية للبنات، هذه المدارس كانت أسمائها وطلابها شىء مميز فى النشاط التعليمى المصرى، وتخّرج من هذه المدارس قادة ورواد مصر فى كل مناحى الحياة حتى فى الرياضة الأكثر شعبية ( كرة القدم ) كانت الخماسيات التى تجرى بين تلك المدارس لنيل كأس المدارس الثانوية أهم بكثير من كأس "مصر"، الذى لا نسمع عنه شيئاَ اليوم وسط أندية رياضية محترفة فى اللعب وفى نشاط كرة القدم، ومع ذلك كانت المدارس الخاصة المنافسة فى هذا العصر، لها أسمائها مثل "فيكتوريا كوليج"، ومثل ( دى لاسال ) ومثل ( السكركير ) ( والميريدديه ) " والفرانشيسكان " وغيرهم من مدارس محترمة، قام على إدارة هذه المدارس سواء عامة ( أميرى ) أو خاصة أسماء لامعة فى عالم التربية والتعليم وكان يقصد هذه المدارس الخاصة شباب وبنات من مصر والعالم العربى ولا ننسى أن بعض قادة الدول العربية هم خريجى هذه المدارس مثل الملك حسين بن طلال(ملك الأردن) ( رحمه الله عليه ) خريج فيكتوريا الإسكندرية وكان متزاملًا مع المرحوم الفنان عمر الشريف هكذا كانت المدارس، نجوم لامعة فى عالمنا العربى، واليوم نسمع عن مدارس يتعارك فيها الملاك بالأسلحة البيضاء بل ويضرب الرصاص، شيء من الفزع يصيب الطلاب والسكان، أثر بلطجة أصحاب المدارس الجدد.
ولكن كيف بدأت هذه الأخلاقيات تغزوا مجال التعليم فى مصر ؟
هذا سؤال يجب توجيهه للقادة والسادة العاملين فى نشاط التعليم، لا يمكن أبداَ السكوت على هذا المستوى المتدنى من التربية والأخلاق، وكذلك من الجشع والإبتزاز، وعدم ملائمة الظروف التى تمر بها البلاد فى مجال التعليم ولعل عودة الدولة عن رفع الإستثناء فى الضرائب على هذه المدارس للقناعة لدى الإدارة والمشرعين فى بلادنا أن هذه الشركات والمؤسسات التعليمية الخاصة حادت عن أهداف إنشائها وبالتالى أصبحت مؤسسات تتاجر فى العقول وتربح دون حساب، وبالتالى هذه المظاهر التى تتناقلها وكالات الأنباء عن مستوى إحدى مدارسنا الخاصة التى كانت محترمة !! وما زلنا فى إنتظار الوزير المسئول عن التعليم، لكى يخرج من الكهف ليدلى ببيان حول هذه الوقائع، وما هى التدابير التى ستتخذها (الوزارة المحروسة) لعدم حدوثها مستقبلًا !!
وما هى خطة الوزارة المعنية بالتربية قبل التعليم، إذا جاز لنا أن نربى فقط الأخلاق ونحافظ عليها، بلا تعليم، بلا نيلة.