حظيت زيارة الدولة التي بدأها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى باريس أمس، باهتمام إعلامي فرنسي واسع، خاصة أنها تأتي في إطار رغبة دولة قطر والجمهورية الفرنسية في تعزيز علاقات التعاون بينهما، والانتقال بها إلى آفاق أوسع.
تحت عنوان «في قلب مفاوضات الهدنة في غزة.. الإليزيه يستقبل أمير قطر» قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية في مقال مطول نشرته، إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تأتي بدعوة من فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية.


وذكرت الصحيفة أنه إلى جانب بحث العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، فإن محادثات سمو الأمير مع الرئيس الفرنسي تركز أيضا على المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار بين «حماس وإسرائيل» في غزة، منوهة بالدور الذي تلعبه دولة قطر في هذا الإطار، ومشيرة إلى دور قطر في التوصل إلى الهدنة التي تم تنفيذها في غزة بداية نوفمبر الماضي.
وسلط موقع «فرانس 24» الضوء على أهمية زيارة سمو الأمير المفدى إلى باريس، حيث كتب مقالا تحت عنوان «أمير قطر يجري زيارة دولة لفرنسا ويبحث مع الرئيس ماكرون الوضع في غزة»، مشيرا إلى أن زيارة سمو الأمير تتزامن مع مساع دولية مكثفة تلعب فيها قطر دورا بارزا للتوصل إلى اتفاق هدنة لوقف النار في غزة، لاسيما بعدما احتضنت باريس في نهاية الأسبوع الماضي محادثات لهذا الهدف.
بدورها، كتبت صحيفة «لوفيغارو» مقالا بعنوان «الحرب بين إسرائيل وحماس: أمير قطر من المتوقع أن يصل إلى باريس»، أكدت فيه على الروابط القوية بين فرنسا وقطر، وسلطت الضوء من خلاله على أهمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتطورها خلال السنوات الأخيرة لتأخذ منحى استراتيجيا، مشددة على أهمية دور دولة قطر في المفاوضات الجارية حاليا في إطار المساعي الدولية لوقف الحرب ضد قطاع في غزة.
أما صحيفة «لوبريزيان»، فأكدت أهمية زيارة سمو الأمير المفدى لباريس، ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة في المجال الاقتصادي.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية تطوير التعاون الاقتصادي بشكل أكبر بين البلدين من خلال تنظيم موائد مستديرة، في الوقت نفسه حول الشراكة الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية الاستراتيجية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر فرنسا الإعلام الفرنسي سمو الأمیر فی غزة

إقرأ أيضاً:

انفتاح اقتصادي محتمل بين سوريا وأوروبا بعد زيارة الشرع باريس

تلوح في الأفق بوادر انفتاح اقتصادي تدريجي بين دمشق والاتحاد الأوروبي، على خلفية زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى فرنسا ولقائه نظيره إيمانويل ماكرون في باريس. وهذه الخطوة تأتي ضمن سلسلة تحركات دبلوماسية، منها استئناف العلاقات مع ألمانيا التي أعادت فتح سفارتها في دمشق.

وفي فبراير/شباط 2025، قرر الاتحاد الأوروبي تعليق عدد من العقوبات الاقتصادية على سوريا، لا سيما قطاعات الطاقة والنقل، إلى جانب تخفيف القيود على بعض المؤسسات المالية، وشمل القرار إزالة 5 جهات مصرفية من قوائم العقوبات.

وقد عبر الرئيس الفرنسي عن استعداد بلاده لدعم رفع تدريجي للعقوبات الأوروبية بشرط "استمرار دمشق في مسار الإصلاح" كما تعهّد ببحث الأمر مع الولايات المتحدة.

فرص الانفتاح التجاري

وبحسب بيانات شركة "سكواير باتون بوغز" كان الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لسوريا قبل عام 2011 (نحو 7.18 مليارات يورو) وتراجعت هذه القيمة إلى 396 مليونا عام 2023 بفعل العقوبات الصارمة التي فُرضت خلال الحرب.

وفي ختام زيارة الرئيس السوري، صرّح وزير الخارجية أسعد الشيباني بأنها تشكّل "نقطة تحوّل" نحو رفع العقوبات وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهيئة بيئة مواتية للاستثمار التجاري.

التبادل التجاري بين سوريا والاتحاد الأوروبي قبل عام 2011 كان الأكبر في تاريخ العلاقات الاقتصادية بين الطرفين (الفرنسية) مقومات العودة الاقتصادية وشروطها

ويُشير الخبير الاقتصادي يحيى السيد عمر -في حديث للجزيرة نت- إلى إمكانية إحياء العلاقات التجارية الأوروبية السورية تدريجياً، خاصة القطاعات الزراعية والصناعية، إذا ما تم تخفيف العقوبات وتسهيل التبادل.

إعلان

وفي المقابل، يرى الباحث الدكتور خالد تركاوي الباحث في مركز جسور للدراسات -في تصريح للجزيرة نت- أن العودة إلى أرقام التبادل السابقة أمر غير واقعي في المدى القريب، ويُرجع ذلك إلى عاملين:

أولاً: فقدان القدرة على تصدير النفط السوري لأسباب تقنية وسياسية. ثانياً: ضعف القوة الشرائية للمواطن السوري مما يجعل المنتجات الأوروبية بعيدة المنال مقارنة بالواردات الصينية.

كما يؤكد تقرير منشور في موقع الجزيرة نت أن سوريا تحتفظ بإمكانات قوية في الصناعات النسيجية والزراعية، وقد تستعيد مكانتها إذا توفرت معايير التصدير المناسبة.

سوريا منفذ تجاري للأوروبيين

ويعزّز الموقع الجغرافي لسوريا من جدوى هذه العودة، حيث تُمثّل معبراً إستراتيجياً يربط أوروبا بآسيا ودول الخليج، مما يمنحها مرونة لوجستية عالية.

وبحسب تقرير الجزيرة نت، فإن سوريا قد تلعب دوراً محورياً في الربط البري عبر ممرات تجارية، خصوصاً مع إعادة تأهيل البنية التحتية.

ويرى السيد عمر أن سوريا تُشكّل بوابة طبيعية بين أوروبا والشرق الأوسط. فشبكات النقل والبنية التحتية، حال إعادة تأهيلها، يمكن أن تُتيح مرور التجارة الأوروبية نحو الأردن والعراق والخليج العربي، عبر مسارات برية أسرع وأقلّ تكلفة من النقل البحري.

ويشكل هذا التحوّل -حسب الخبير الاقتصادي- مصلحة أوروبية مباشرة، كما يمنح سوريا مصدر دخل من خلال رسوم تجارة الترانزيت.

ويرى أن دول الاتحاد الأوروبي تنظر من زاوية المصالح الإستراتيجية، وهي تدرك أن سوريا تملك موقعًا حيويًّا بالشرق الأوسط، وأن تجاهلها يعني خسارة أوروبية إضافية خاصةً مع تراجع النفوذ الأوروبي في أفريقيا، والخسائر الجيوسياسية شرق أوروبا.

ومن جانب آخر، تشير منصة الطاقة المتخصصة إلى أن مشروع الهيدروجين الأخضر السعودي قد يمر عبر الأراضي السورية في طريقه إلى أوروبا، مما يمنح دمشق أهمية جيوسياسية مضاعفة وفرصاً لجني رسوم عبور.

تكلفة إعادة الإعمار في سوريا تُعد من بين الأعلى في المنطقة (غيتي) الشراكة الأورو متوسطية وإعادة الإعمار

يرى مراقبون أن إعادة دمج سوريا ضمن إطار الشراكة الأورو متوسطية (المعروفة باسم اتفاقية برشلونة) قد توفر فرصة لتوسيع التبادل التجاري وجذب الاستثمارات، مع إمكانية الاستفادة من تخفيض الرسوم الجمركية والحصول على دعم فني ومؤسسي من العاصمة الأوروبية بروكسل.

إعلان

ويُبرز الدكتور تركاوي أهمية تشكيل لجان متابعة متخصصة لإعادة طرح ملف الشراكة، مؤكداً أن بروكسل قد تقدّم لدمشق منحاً وتدريبات، فضلاً عن دعم مالي مباشر إذا تم تفعيل الاتفاق مجدداً.

أما فيما يخص إعادة الإعمار، فتُقدّر تكلفته بأكثر من 300 مليار دولار، مما يجعل من المشروع أحد أكبر فرص الاستثمار في المنطقة.

ويؤكد السيد عمر أن أوروبا قد تنخرط في هذا الملف، عبر شركاتها أو عبر تمويل مباشر، في حين يشير تركاوي إلى أن التعاون بين القطاع الخاص السوري والأوروبي قد يكون مفتاح الانتعاش الاقتصادي الحقيقي، نظراً لما يوفّره من فرص عمل وتحريك للقطاعات الإنتاجية.

وتتقاطع المؤشرات السياسية والاقتصادية لتشير إلى احتمال عودة تدريجية لسوريا إلى الساحة الاقتصادية الأوروبية، مدفوعة بالتحركات الدبلوماسية والقرارات الأوروبية الأخيرة بتخفيف العقوبات. ومع توفر بنية إستراتيجية وموقع جغرافي متميز، تبدو سوريا مؤهلة للعب دور مهم كممر تجاري واستثماري، بشرط الحفاظ على مسار الإصلاح والانفتاح.

مقالات مشابهة

  • انفتاح اقتصادي محتمل بين سوريا وأوروبا بعد زيارة الشرع باريس
  • موعد باريس سان جيرمان ضد مونبلييه في الدوري الفرنسي والقنوات الناقلة
  • باريس سان جيرمان يواجه مونبلييه في الدوري الفرنسي اليوم
  • الأمير محمد بن عبدالعزيز يرفع الشكر للقيادة بمناسبة تعيينه أميرًا لـ جازان
  • الأمير محمد بن عبدالعزيز يرفع الشكر للقيادة بمناسبة تعيينه أميرًا لمنطقة جازان
  • محمد بن زايد ورئيس أذربيجان يبحثان علاقات البلدين
  • الجامعة العربية: تؤكد أهمية دور الإعلام في منظومة حقوق الإنسان
  • تعيين الأمير محمد بن عبدالعزيز آل سعود أميرًا لمنطقة جازان
  • أمر ملكي بإعفاء أمير جازان وتعيين الأمير محمد بن عبدالعزيز خلفًا له
  • بلومبيرغ: زيارة ترامب تدفع قطر إلى إبرام صفقة كبرى مع بوينغ