تصدر البانوبتيكون السياسي الغربي محرك البحث بعدما وصفه نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، بالمضحك المبكي.

فقد صرح دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بأن النظر إلى ما أصبح عليه "البانوبتيكون السياسي الغربي"، يثير الشفقة والأسى في النفس، ويعتبر مضحكًا في بعض الأحيان، ولكنه ينذر بالسوء.

وفي تصريحه، وصف دميتري مدفيديف المسؤولين في العديد من الدول الغربية بأنهم مثل المهرجين في المسلسلات، الذين يتحولون إلى قادة يوجهون القوات ويتحكمون في حياة الملايين، ويرسلونهم إلى الموت. عبر مدفيديف عن غضبه على المعتوهين في السيرك البرلماني، الذين يدعون إلى إطلاق الصواريخ على النازيين الجدد، مما يعرضهم لخطر السقوط تحت رؤوسهم.

كما انتقد مدفيديف استقبال الرئيس الأمريكي جو بايدن لأرملة المعارض الروسي أليكسي نافالني، مشيرًا إلى أنه يعاني من تدهور قوته وتراجع ثقته، ويقوم بأفعال لا تفهمها الكثير، مثل معانقة أرملة متطرف روسي.

وأضاف مدفيديف أن الزعماء الغربيون يقومون بزيارات إلى كييف لصرف انتباه ناخبيهم عن المشاكل المتراكمة في بلادهم، ويستخدمون ذلك لتقديم المديح لصاحب الأمر الأمريكي.

وتحدث مدفيديف أيضًا عن تصريحات الرئيس الفرنسي، معتبرًا أن ورثة بونابرت الصغار يسعون للانتقام بشكل نابليوني، ويشعلون عاصفة خطيرة بشأن إرسال قوات الناتو إلى كييف وتقديم أسلحة لضرب روسيا.

واختتم مدفيديف حديثه بكلمات من القديس يوحنا الإنجيلي، "وإذا بحصان شاحب واسم راكبه 'الموت'".

"البانوبتيكون السياسي الغربي" هو مصطلح يشير إلى نظام من التجسس والمراقبة السياسية والاجتماعية يُشبه نظام البانوبتيكون الذي وصفه الفيلسوف جيريمي بنتهام في القرن التاسع عشر.

ويعبر هذا المصطلح عن زيادة مراقبة الأفراد والتدخل في خصوصياتهم من قبل الحكومات الغربية، وخاصة في ظل تطور التكنولوجيا والإنترنت.

كما تتضمن هذه المراقبة استخدام أدوات التجسس الرقمي، وتجميع البيانات الشخصية، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، مما يثير القلق بشأن انتهاكات الخصوصية والحقوق الفردية.

ويستخدم هذا النظام مجموعة متنوعة من التقنيات والأدوات لمراقبة الأفراد وجمع البيانات عنهم، سواء على الإنترنت أو في الحياة اليومية.

تشمل هذه التقنيات:

- المراقبة الرقمية: تشمل مراقبة الاتصالات الهاتفية والإنترنتية، ومراقبة البريد الإلكتروني، والتجسس على الأنشطة عبر الإنترنت.

- تتبع البيانات الشخصية: يتم تجميع البيانات الشخصية للأفراد من مصادر متعددة مثل قوائم الاتصال، والتسجيلات المالية، والتاريخ الطبي، والمزيد.

- مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي: يتم مراقبة الأنشطة على منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام لجمع المعلومات عن الأفراد وتحليل سلوكهم.

- تتبع الحركة والموقع: يستخدم نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) وكاميرات المراقبة لتتبع حركة الأفراد وتحديد مواقعهم.

إضافةً إلى ذلك، يتم استخدام "البانوبتيكون السياسي الغربي" في سياق مكافحة الإرهاب والجريمة، حيث تُبرر الحكومات استخدام هذه التقنيات بضرورة حماية الأمن القومي والحفاظ على النظام الاجتماعي.

ومع ذلك، فإن هذه الممارسات تثير قلقًا بشأن تأثيرها على حقوق الفرد وحرياته، وقد تؤدي إلى انتهاكات خطيرة للخصوصية والحريات الأساسية.

كما أنها قد تؤثر على الثقة بين الحكومات والمواطنين، وتزيد من التوترات في المجتمع.

ويشير البعض إلى أن هذه التقنيات قد تستخدم بشكل تعسفي وقد تكون موضع انتقادات بسبب غياب ضوابط فعّالة لاستخدامها.

وبالتالي، هناك حاجة إلى توازن بين الأمن القومي وحقوق الفرد، وضرورة وضع قواعد وإجراءات واضحة لضمان استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول ومشروع.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: نائب رئيس مجلس الأمن الروسي روسيا هذه التقنیات

إقرأ أيضاً:

اليمن في مرمى الاستهداف الغربي.. قرون من الهيمنة والتفكيك

يشكّل اليمن واحدًا من أقدم مراكز الحضارة الإنسانية، لكنه في الوقت نفسه ظل عرضة لأطماع قوى الهيمنة الغربية منذ قرون، بسبب موقعه الجغرافي الإستراتيجي وثرواته الطبيعية، وارتباطه العميق بالهوية العربية والإسلامية المقاومة. تعرض هذا البلد لعدد من أشد المؤامرات العسكرية والأمنية والثقافية والإنسانية، من الاحتلال العثماني والبريطاني، إلى الحرب الناعمة الحديثة، وحتى العدوان العسكري بقيادة التحالف السعودي الإماراتي المدعوم أمريكيًا وبريطانيًا.

يمانيون | ماجد محمد

من الأطماع الاستعمارية إلى الحرب الناعمة: قراءة في أدوات الغرب لإضعاف اليمن واستنزافه

أولاً: البعد العسكري – اليمن بين الاحتلال المباشر والعدوان الحديث

الاحتلال البريطاني وعدوان السيطرة على باب المندب

عند منتصف القرن التاسع عشر، احتلت بريطانيا عدن عام 1839 في سياق التنافس الاستعماري على طرق التجارة العالمية. وأدركت لندن منذ وقت مبكر أهمية موقع اليمن كمدخل للبحر الأحمر وخطوط الملاحة إلى الهند. استخدمت بريطانيا سياسات “فرق تسد”، فقسمت الجنوب إلى مشيخات وسلطنات، وزرعت الانقسامات المذهبية والقبلية لضمان السيطرة طويلة الأمد.

الباحث والمؤرخ اليمني عبدالرحمن عبدالخالق يؤكد أن الاحتلال البريطاني لم يسعَ إلى “نشر الحضارة”، بل عمل على “تفكيك النسيج الوطني والاجتماعي وتمزيق الهوية اليمنية”.

العدوان العسكري في العصر الحديث

منذ 2015، شنت السعودية وحلفاؤها عدوانًا عسكريًا واسعًا على اليمن، بدعم مباشر من الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين وفرتا الدعم الاستخباراتي واللوجستي وصفقات التسليح الضخمة.

وثائق صادرة عن مركز الأبحاث الدولي في واشنطن (CFR) تظهر أن واشنطن قدمت أكثر من 80 مليار دولار من مبيعات السلاح لدول التحالف منذ بدء العدوان.

أهداف هذا العدوان تتجاوز المعلَن من دعم “الشرعية”، إذ تسعى قوى الهيمنة إلى تفكيك قوة اليمن الصاعدة ومنعه من أن يتحول إلى قوة مستقلة ومؤثرة في المعادلة الإقليمية.

 

ثانياً: البعد الأمني – استراتيجيات التفكيك والاختراق

دعم الجماعات التكفيرية

من أبرز الأدوات الأمنية المستخدمة غربيًا في اليمن هو توظيف الجماعات الإرهابية كأداة لضرب الداخل، وتمزيق المجتمع. فـ”القاعدة” و”داعش” وُجدت في الجنوب والبيضاء ومأرب برعاية استخباراتية غير مباشرة.

الباحث التونسي صالح عطية في دراسته “تفكيك الدولة اليمنية” يربط بين وجود القاعدة في اليمن وبين استراتيجيات المخابرات الغربية في نشر الفوضى الخلاقة.

الاختراق الاستخباري وبناء كيانات موازية

أُنشئت شبكات استخباراتية داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، خاصة في الجنوب بعد عام 2015، عبر الإمارات وأدواتها مثل “الانتقالي”، لخلق “دول داخل الدولة”، وتحويل الساحل اليمني إلى مناطق نفوذ مخابراتي أمريكي وإسرائيلي.

 

ثالثاً: البعد الثقافي – الحرب الناعمة وتفريغ الهوية

برامج المنظمات وتغريب المجتمع

المنظمات الدولية، برعاية السفارات الغربية، لعبت دورًا محوريًا في تفكيك الثقافة اليمنية ومحاولة تغريب الشباب، عبر برامج “التمكين” و”المجتمع المدني” التي تموّلها واشنطن ولندن.

الباحث اليمني فهمي اليوسفي وصف هذه البرامج بأنها “بوابة لنسف المعتقدات والقيم الوطنية”، مؤكدًا أن الهدف منها هو “إنتاج جيل منفصل عن ثوابته الدينية والوطنية”.

تزييف الوعي التاريخي

تم تجاهل التاريخ الجهادي والمقاوم لليمن، وشيطنة الحركات التحررية، وتصدير نماذج مشوهة عبر الإعلام والمنصات التعليمية المدعومة خارجيًا.

 

رابعاً: البعد الإنساني – تجويع ممنهج وحصار مميت

استخدام الورقة الإنسانية كسلاح

فرض التحالف الغربي السعودي حصارًا خانقًا بريًا وجويًا وبحريًا، ومنع دخول الغذاء والدواء، واستُخدمت المنظمات كغطاء لتبرير الحصار. وتم تحويل الملف الإنساني إلى أداة ضغط سياسي.

تقرير لمنظمة أطباء العالم الألمانية عام 2020 يؤكد أن “الوضع في اليمن هو كارثة إنسانية مصطنعة وليست نتيجة كارثة طبيعية”.

تسويق الأكاذيب وطمس الجريمة

استخدمت وسائل الإعلام الغربية لغة انتقائية، فغابت صور المجازر عن شاشاتها، وتم تبرئة المعتدي وتحميل المسؤولية للضحية، بما يخدم أهداف الهيمنة لا الحقيقة.

 

 اليمن في مواجهة مشروع الهيمنة

لقد أثبت اليمن، رغم شراسة العدوان وتعقيد المؤامرة، أنه يمتلك من الوعي والإرادة ما يجعل مشروع الهيمنة في مأزق. إن التاريخ الطويل من الاستهداف لا ينفصل عن الحاضر، وما تعيشه البلاد اليوم هو فصل جديد من صراع مستمر بين الاستقلال والوصاية

 

المراجع

عبدالرحمن عبدالخالق، الهوية اليمنية في ظل الاستعمار البريطاني، دار النشر اليمنية. صالح عطية، تفكيك الدولة اليمنية: دراسة في البعد الاستخباري والغربي، المركز المغاربي للدراسات. فهمي اليوسفي، المنظمات الدولية وأثرها على السيادة الثقافية اليمنية. تقارير صادرة عن: أطباء العالم (2020)، مركز الدراسات الأمنية في بيروت، مركز دراسات الشرق الجديد.

مقالات مشابهة

  • ردة فعل عفوية من البليهي بعد أن وصفه مشجع بأعظم مدافع في التاريخ .. فيديو
  • اليمن في مرمى الاستهداف الغربي.. قرون من الهيمنة والتفكيك
  • مدفيديف يحذر من تحول النزاع بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة عالمية
  • نائب جزائري يفجر جدلاً واسعاً بطلب إلغاء مادة من البرنامج الدراسي لطلبة الثانوية
  • «قضاء أبوظبي» ووزارة العدل تبحثان توظيف التقنيات
  • رضائي: لم نستخدم ورقتي النفط ومضيق هرمز ولم نلجأ لأصدقاءنا بعد ولم نستخدم التقنيات الصاروخية الحديثة
  • صاروخ سبيس إكس قيد الاختبار ينفجر قبل إطلاقه في تكساس
  • "ساما": شحن المحافظ الرقمية عبر بطاقات الأفراد الائتمانية مجانًا
  • حزب الله يختار موقفه: مع إيران بالكامل ضد عدوان أمريكا وإسرائيل
  • 470 تريليون دولار ثروات الأفراد عالميا في 2024.. نمو بـ4.6%