جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@23:02:50 GMT

أندية السلطنة الشبابية في الميزان

تاريخ النشر: 28th, February 2024 GMT

أندية السلطنة الشبابية في الميزان

 

 

سارة البريكي

[email protected]

مع بزوغ فجر النهضة العمانية، ومع الاهتمام الكبير بالرياضة، كانت الانطلاقة بإنشاء مختلف الأندية الرياضية، والاهتمام بالجانب الرياضي جل اهتمام، فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، تم الاهتمام بالرياضة ومختلف الأنشطة التي تُصاحبها والفعاليات، وأيضا كان أول نادٍ هو نادي عمان، فكانت وقتها إقامة مختلف الفعاليات الثقافية والرياضية كالاهتمام بالمسرح والتفاعل الجمهوري وإنشاء عدة فعاليات واستقطاب وجوه معروفة كعمل حفلات فنية وفقرات تهم الجماهير، وتُسهم في رسم البسمة على شفاههم.

ومع مرور الزمن بدأت تلك الفعاليات تتقلص تدريجيا إلى أنْ أصبحت شبهَ معدومة، وأوكل إقامتها لجهات أخرى، وغاب مشهد الأندية الفعال، وغابت الجماهير، ولم يعد هناك أية فعاليات تُذكر!

ورغم الدعم المالي الذي يُضخ في هذه الأندية من الحكومة، وتبرع الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال لتطوير الأندية، أصبح هناك عزوف تام عن إقامة الفعاليات المصاحبة لأي موسم رياضي، إضافة إلى عدم الاهتمام بذائقة الجمهور، إذ لا توجد مُدرجات مخصصة للجمهور إلا بمستوى خجول جدا، يقف الجمهور طيلة المباراة على قدميه، متعبا، وأحيانا يبحث له عن كرسي أو يجلس على الأرض، وهذا شيء رأيته في أحد النوادي التي نُدرك حجم الدعم المقدم لها؛ فلماذا لا يتم التطوير؟ ولماذا تُهمَّش مصلحة الجمهور الذين يتركون أعمالهم ويأتون لمشاهدة هذه المباراة؟

إنَّ غياب الرقابة عن إدارات الأندية، وكيف ومتى وأين تُصرف المبالغ التي تُدفع للتطوير وتقدم للرياضة والثقافة، هو أمر يجب وضع عدة نقاط استفهام أمامه، وكذلك انعدام الأنشطة الثقافية في تلك الأندية أو الفعاليات كتفعيل دور المسرح وأنشطة الرسم والتصوير الضوئي كما كانت في بداية العهد الزاهر، هي محطات مُهمَّة يجب أن تجد اهتمامًا وتفعيلًا ومتابعة وحرصًا من قبل المسؤولين في الوزارة، فلو تم استجواب إدارة كل نادٍ لوُجِدَت تجاوزات كثيرة.

إنَّ موسم شهر رمضان قادم على الأبواب، وكان بالسابق تُقام عدة برامج ومناشط في كل الأندية، أما الآن فقد اختفت كليًّا.. فأين الخلل؟  هل الخلل عام أم هناك توجيهات من الوزارة المختصة بعدم تفعيل الأندية، وهذا أمر بعيد عن التفكير أو التخيل.

كان يُشار لنا بالبنان، وكانت مكانة الأندية الشبابية العمانية فعالة، ولم تكن مُختصرة فقط على الاهتمام بكرة القدم، فمختلف الرياضات مهمة، ولها عُشَّاقها والمهتمون بها ومختلف الهوايات الأخرى يجب أن تفعل، إذن: لماذا أنشئ نادٍ في كل ولاية؟ وأين هذه الأنشطة؟ ومن المسؤول عن إقامتها وتفعيلها وإيقافها؟

إنَّ دعم وتوطيد العلاقات الإقليمية والدولية في مجالات الرياضة والأنشطة الشبابية مُهمٌّ للغاية في ظل هذا العالم الذي نعيش فيه، وهو عالم السرعة والتكنولوجيا والسوشيال ميديا والهواتف المحمولة والإنترنت السريع. إذن لابد أن نقف وقفة جادة وصريحة لمساءلة أصحاب الشأن: لماذا لا نذهب بأنديتنا للعالمية؟ ولماذا هذه الأندية شبه ميتة؟ ولماذا لا تكون هناك مناشط يومية وأسبوعية تهتم بالنشء وتراعي التغيير الكبير في الأفكار والتقدم الذي يجب أن نتقدمه؟ وأن لا نسمح بأن يمر عمر الطفل والشاب بدون رياضة أو ثقافة معينة ينمِّي بها قدراته بعيدا عن العالم الافتراضي الموازي!!

إنَّ دور النوادي مهم في تفعيل هذه البرامج ومختلف الرياضات والفعاليات لتنشئة جيل قادر على التفاعل مع العالم أجمع، وهذا التأخر الذي نشهده في أنديتنا يجب أن ينتهي بوضع النقاط على الحروف، وبتجديد إدارات قادرة على تغيير الأفكار السابقة، وأن نرى اهتماما ملحوظا في الجانب الثقافي والرياضي، والتوسع في بناء الملاعب المختصة بالرياضات المختلفة، وأن يتم تفعيل دور المسارح في الأندية، لا أن تُستغل كقاعة أعراس يعود ريعها للمستثمرين.

كونوا حريصين على تنمية المواهب والقدرات الشابة، وتابعوا الإدارات المختلفة للأندية، وجدِّدوها، وألغوا استمرارية الإدارة لأكثر من أربع سنوات، بهدف ضخ دماء جديدة يهمها الصعود باسم عُمان عاليا في كل الميادين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع

 

 

 

محمد المعتصم **

 

في منطقة تمتلئ بالتوترات والتحالفات التي تتبدل بحسب توافقات ومصالح، برزت سلطنة عُمان كاستثناء لافت؛ بعد أن اختارت منذ عقود سياسة الحياد الإيجابي، مع مزيج من الدبلوماسية المتوازنة والوساطة الصامتة. هذا المسار جعل من العاصمة مسقط مركزًا دبلوماسيًا يُمكن أن «يُهمس فيه» مع الجميع ويستمع إليه الجميع، وهم يدركون أنهم يتحدثون مع دولة أمينة في الطرح وفي التدخل، الولايات المتحدة، إيران، الدول الخليجية، وحتى القوى الدولية الكبرى يدركون أهمية هذا الدور الذي جعل السلطنة تحظى باحترام واسع، وثقة متجددة، وقدرة على لعب دور محوري عندما تشتد الأزمات.
تعود جذور سياسة الحياد العُماني إلى فهم واقعي لطبيعة المنطقة، عُمان رأت في عدم الانحياز إلى أحد الأطراف مخرجًا للحفاظ على استقرارها الداخلي وعلى مصالحها الاقتصادية أولًا.
الحياد العُماني ليس مجرد موقف مرحلي؛ بل هو جزء من هوية دبلوماسية: «الحياد الإيجابي» كما تصفه الدوائر الرسمية. نهج يعتمد على احترام سيادة الدول، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، الالتزام بالقانون الدولي، والعمل الدبلوماسي الهادئ بعيدًا عن التصعيد.
هذا التوجه ساعد عُمان على تجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية، وفتح لها باب الوساطة حين تتصاعد الأزمات.
وقد حافظت السلطنة على الحياد عبر أدواتها الدبلوماسية المتوازنة، مكنتها من بناء علاقات خارجية متعددة الأبعاد، حيث حافظت السلطنة على علاقات مفتوحة مع طيف واسع من الدول: من دول الخليج، إلى إيران، إلى الغرب (أوروبا، الولايات المتحدة)، بل وحتى الدول الناشئة. هذا «التوازن» يمنحها موضع ثقة من الأطراف المتناقضة.
أضف إلى ذلك هو اعتمادها على الوساطة خلف الكواليس، فبدلًا من التصريحات النارية والإدانات العلنية، تختار مسقط «القناة المغلقة» للحوار. في كثير من القضايا - من النووي الإيراني إلى أوضاع اليمن - وغيرها من القضايا التي تتحرك فيها بصمت بعيدًا عن الضجيج وبعيدًا عن المزايدات، حيث تعتمد على السرية والحيطة؛ فالدخول في التفاصيل علانية قد يُفسد الوساطة.
مبدأ «الحياد الصامت» منح عُمان مصداقية لدى الجميع... عُمان لا تدخل في نزاع عسكري أو تحالف مسلح. اقتصادها ما يزال يعتمد بنحو 70% على النفط والغاز، لكنها منذ سنوات بدأت خطوات فاعلة ومؤثرة لتنويع الاقتصاد. وهذا النهج العُماني الأصيل منحها مساحةً للمناورة الدبلوماسية بعيدًا عن التحزبات والتحالفات العسكرية.
الوساطة في الملف النووي الإيراني من أبرز الملفات التي أدرك فيها العالم حجم الدبلوماسية العُمانية، مارست عُمان دورًا محوريًا في وساطة سرية بين إيران والغرب. وفي 2025، أعلنت عُمان أنها عرضت عناصر من مقترح أمريكي على الجانب الإيراني خلال زيارات دبلوماسية قصيرة، في إطار جهود لإنهاء الجمود حول الملف النووي.

هذا الدور يعكس ثقة الطرفين بمسقط، الولايات المتحدة، لإيصال رسائلها إلى طهران. طهران، لكونها ترى في مسقط قناة آمنة وموثوقة تفتح لها أفق تفاهم بديل عن المواجهة.

ثاني الأزمات التي تدخلت فيها السلطنة كانت أثناء الأزمة اليمنية وتصاعد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب، تدخلت عُمان كوسيط لطرح هدنة وقبول التفاوض بين الأطراف، وفي مايو 2025، أعلنت سلطنة عُمان أنها نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله في اليمن، وهو تحرك يُظهر قدرتها على التعامل باحترافية شديدة مع جبهات التوتر بلباقة.
إنَّ السياسة العُمانية لم تكن وليدة اللحظة؛ فخلال الحرب العراقية - الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، حافظت مسقط على حيادها، ولم تساند أي طرف. كذلك، أثناء احتلال الكويت ثم تحريرها، اتخذت موقفًا متوازنًا، أكّد على احترام السيادة، دون الانزلاق في محاذير الانحياز.
وعندما قاطعت الدول العربية مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل رفضت سلطنة عُمان المقاطعة، وبقيت على علاقات مع مصر، وهو الموقف الذي ما تزال مصر تذكره إلى الآن، واستمر صداه بدايةً من حكم الرئيس محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك؛ وصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحمل تقديرًا خاصًا لسلطنة عُمان.
باختصارٍ.. سجل سلطنة عُمان في التعامل الهادئ مع القضايا الكبرى، جعلها أقرب لأن تكون «سويسرا الخليج»، أو كما وصفها بعض الباحثين بأنها: «دولة مؤثرة للغاية عبر ذكائها الدبلوماسي».

** كاتب صحفي مصري

مقالات مشابهة

  • برج الميزان حظك اليوم السبت 13 ديسمبر 2025… تحتاج اتزانك المعتاد
  • مخرج مسرح "المواجهة والتجوال" يكشف أبرز الفعاليات في شرم الشيخ
  • 5 أندية ضمنت البقاء في دوري أبطال أوروبا.. ما موقف ليفربول؟
  • وزير الشباب يوجّه بفتح المراكز والمعسكرات الشبابية كمراكز إيواء أثناء المنخفض الجوي
  • سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع
  • غدًا.. انطلاق الفعاليات الدولية الكبرى لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا
  • أمطار رعدية متفرقة.. تأثر أجواء السلطنة بإخدود من منخفض جوي
  • دبي تتصدّر تجارة الغذاء عالميًا مع توسّع «جلفود 2026» بنسبة 100% في الفعاليات والمورّدين
  • سماء السلطنة على موعد مع ذروة زخة شهب التوأميات
  • تدشين الدورة التدريبية لمختصي الشباب بمديريات المحافظة:نائب وزير الشباب ومحافظ ذمار يناقشان الأوضاع الشبابية والرياضية بذمار